لي صاحب لما يبلغ السابعة من عمره، يحلو له أن يكلمني بالفصحى، سواء لقيني وجهاً لوجه، أو خاطبني بالهاتف.
يشدو بها كما تشدو العصافير، فتخرج من فيه غضة طرية، لا تكلف فيها ولا عسر، ولا لحن فيها ولا خطأ، بل تجري على لسانه سليقة فطرية على نحو ما قال الشاعر:
ولست بنحويٍّ يلوك لسانَهُ ولكنْ سليقيٌّ يقولُ فيعربُ
فهو يعرب كلماته، أي يعطي كلّاً منها حركته المناسبة، ضمة كانت أو فتحة أو كسرة، دون أن يعلم شيئاً عن فن الإعراب، ودون أن يدرس شيئاً من دروس...
قَضايا ساخِنَة
التشويش : يقصد من التشويش تدخل أي مثير عارض ، أو عرقلة عملية الإرسال والاستقبال.
يؤدي التشويش إلى اختلاف الرسالة التي تم إرسالها عن الرسالة التي يتلقاها المستقبل . وتوجد عدة أنواع من التشويش منها التشويش الخاص بالدلالة والتشويش الميكانيكي . يحدث التشويش الخاص بالدلالة نتيجة المؤثرات الذاتية التي تؤثر في فهم المستقبل للرسالة. ويزداد هذا النوع من التشويش بازدياد غموض الرسالة أو عندما تكون العلاقة بين المرسل والمستقبل غير محايدة، أي عندما تكون مثقلة بالمعاني الانفعالية السلبية أو الإيجابية...
هل صحيح أنّ العرب انقرضوا ثقافيا (مثلما قال أدونيس) أم أنه من الأصحّ القول إنّ السياسة ماتت من أجل أن يولد العرب ثقافيا من جديد؟ فما مدى صحة مثل هذه الكلام؟ هل هو كلام سيحمله الريح أم كلام تُزكيه قواعد اللغة وعلوم الخطاب؟
بالمناسبة،في كل لغة، لا يقدرالمتعلّم أن ينتج كلاما سليما بواسطة الزاد اللغوي الذي في حوزته إلاّ في حال تمتّعَ هذا الزاد بالحد الأدنى من الاندماج؛ وهو انسجام العناصر المكوّنة له مع بعضها البعض: تراكيب وتعابير ودلالات، وكفاءة لغوية وأخرى تواصلية وغيرها من المكوّنات....
لماذا تعليم الطب باللغة العربية ؟
لا شك بأن لغة التعليم والتعليم لها أثر كبير في الفهم والإدراك وسرعة الاستيعاب للمتعلم، وحيث إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وهي أداة تواصل المسلم التي يعتز بها، وفي بلادنا الغالية يتعلم الطلاب في جميع مراحل التعليم العام باللغة العربية فلماذا يتعلمون الطب.. بلغة أخرى تتطلب منهم...
يعزو أوزون تراجع اللغة العربية، أمام اللغات الأكثر حيوية في العالم، إلى تعقيد ولا منطقية قواعدها، ويسند مشكلات النحو العربي كافة إلى سيبويه الفارسي، الذي تتلمذ على يد اللغوي العربي الخليل بن أحمد الفراهيدي، على حد عبارته أن الذنب ليس ذنب سيبويه في ما وضع من أُصول وقواعد اعتمد فيها على حركة أواخر الكلمات دليلاً، جمعت في كتاب عرف بكتاب سيبويه، ذلك لحاجة أبناء قومه من الفرس وسواهم، وإنما الذنب يتحمله مَنْ جعل هذه القواعد نهجاً في تقويم اللسان العربي. والحقيقة التي...
أما العرب المحدَثون ، فمن الواضح أن السليقة تخونهم في نواحي كثيرة من الاستعمالات اللغوية والجوانب المنطقية المتعلقة باللغة العربية، وبخاصة فيما يتعلق بالمترجم منها ، رغم أنهم كثيراً ما يهللون لكل أجنبي يتفوه بكلمات عربية ، وكأن تعلم اللغات أضحى شيئاً غريباً عجيباً على الناطقين بالضاد وإتقانُ أجنبي للعربية معجزةً من معجزات العصر ، تفتر لها ثغور العرب ، لا سيما الإعلاميون منهم، ويسيل لعابهم لرؤية شابة أو شاب يتحدث اللغة العربية بشيء من التمكن والبراعة والطلاقة....
تعاني اللغة العربية الحديثة حالةً من الاستغراب والاستلاب في الأنماط اللغوية والفكرية. ولا نبالغ إلا قليلاً إذا قلنا إن العرب المحدثين ينطقون لغة أجنبية بحروف وأصوات عربية. ولا نحيد عن الحقيقة إذا قلنا إن الجزء الأكبر من اللغة اليومية للمثقفين والمستثقفين العرب غريب ومستورد من اللغات المسيطرة لاسيما اللغة الإنجليزية – وهي بلا منازعٍ لغة التواصل العالمي والتقنية الحديثة والحضارة والسياسة والفكر المعاصر. ولمّا كانت اللغة مرآة أهلها ووعاء فكرها فإن اللغة العربية تعكس حالة التردي الفكري واللغوي...
وتمرُّ الأيام وتتعاقب السنون ومكانة العربية أبداً في نماء وصعود’. فعبد الملك بن مروان أشهر خلفاء بني أمية يخشى اللحن ويتجنَّبُه’, وفي ذلك يقول:"شيبني ارتقاء المنابر واتقاء اللحن" والحجاج يتوخّى ألا يُسمع منه لحن في كلام أبداً فهو أفصح الناس في زمانه’, وعندما يبلغه أن ابن يَعْمَر وقع على لحن له في كتاب الله عزّ وجلّ يعالج الأمر بطريقته الحجاجيّة’! فينفيه من بغداد ويلحقه بخراسان قائلاً:"لا جَرَم’, لا تَسمَعُ لي لحناً أبداً ".
وهكذا بات التمكن في اللغة وامتلاك...
فهذه الأخيرة توصف قدحيا بالعربية »الكلاسيكية«، تبتر بشفرة أوكام، لصالح عربية لهجية تثمن إلى حد العمى، دون استدلال علمي ولا احتساب موضوعي للنتائج الدرامية لهذا الاختيار المائع والسيء القصد. إنك لا تحتاج إلى أن تكون خبيرا لسانيا لتفكك هذا التفكير المخادع، والمتهور والبتري. إنه تفكير بعيد عما نعرفه عن واقع اتصال اللغات، في محيط التعدد اللسني واللغوي في مختلف البلدان، بعيد عن واقع تفاعل اللغات في النمو المعرفي، بعيد عن الواقع المقارن للحلول، أما عما نعرفه عن لغات...
اللغـة العربيـة وتشكيـل الوعـي القومـي - أ. د. يحيى الرخاوي - أستاذ الطب النفسي - كلية الطب- جامعة القاهرة
بحث قيّم جداً يمكنك تنزيله في الملف المرافق.