التشويش : يقصد من التشويش تدخل أي مثير عارض ، أو عرقلة عملية الإرسال والاستقبال.
يؤدي التشويش إلى اختلاف الرسالة التي تم إرسالها عن الرسالة التي يتلقاها المستقبل . وتوجد عدة أنواع من التشويش منها التشويش الخاص بالدلالة والتشويش الميكانيكي . يحدث التشويش الخاص بالدلالة نتيجة المؤثرات الذاتية التي تؤثر في فهم المستقبل للرسالة. ويزداد هذا النوع من التشويش بازدياد غموض الرسالة أو عندما تكون العلاقة بين المرسل والمستقبل غير محايدة، أي عندما تكون مثقلة بالمعاني الانفعالية السلبية أو الإيجابية.
أما التشويش الميكانيكي فيقصد به التدخل الفني أو المادي الذي يطرأ على إرسال الرسالة في سيرها من مصدر المعلومات إلى الهدف الذي يراد الوصول إليه. ويزداد هذا النوع من التشويش بازدياد طول سلسلات الاتصال أي بازدياد عدد المراكز الوسيطة, وعملية الإعلام مشاركة وتفاهم أي أنها عملية تناغم بين المرسل والمستقبل ، والتشويش أو التداخل قد تقف عائقاً دون فهم الرسالة.
ومن أسباب ذلك التشويش : احتواء الرسالة على ألفاظ غير معروفة أو كانت سرعة المتحدث غير ملائمة ، أو الطباعة رديئة، أو الصوت ضعيفاً ومفهوم التشويش له أهمية كبرى بالنسبة لعمليات الاتصال المختلفة التي تجري في جميع المجالات ، خاصة في المجال الإعلامي الذي تعددت فيه طرق التشويش بهدف التأثير على شريحة محددة من الرأي العام وصناعة تصورات جديدة ومحاولة تغيير الاتجاه العام لهذه الشريحة .
وقد يشترك المرسل والمستقبل للرسالة في بعض الأحيان في عملية التشويش لعدة عوامل, وعادة ما يقوم بين شيئين أو بين شخصين أو جماعتين مرسل ومستقبل ، فمرة يكون المستقبل هو من يقوم بعملية التشويش أو يكون المرسل هو من يقوم بدور التشويش ، وقد ينشأ التشويش لأسباب ليست مسبوقة بالإصرار والاستهداف ، كبعض أنواع الضوضاء التي تحفل بها البيئة لأنها قهرية ، ولا سبيل لحجبها وإيقافها ، كما يمكن اعتبار بعض أنواع التشويش تعود الى ثقافة الفرد وقدرته على فهم الرسالة ومعانيها ، والتشويش كما ذكرت يقع على معنيين :
الأول التشويش الميكانيكي الذي يؤدي إلى حجب الشيء ومنع وصول صورته وصفاته إلى الشخص الذي يرغب في تلقيه ، مثلا التشويش الناشئ عن خلل فيزيائي مما يؤدي إلى عدم وضوح البرامج الإذاعية المرسلة ، أو اختلاط الصوت بين إذاعة وأخرى عبر المذياع بسبب رداءة الجهاز المستقبل ( الراديو ) أو رداءة الجهاز المرسل ، ينطبق الشيء نفسه على وسائل الاتصال اللاسلكية الأخرى ، كما يتسع معنى التشويش ليشمل جميع الصور الاتصالية ، التي تتعرض للضرر والتورية والتمويه والعزل ووضع الحواجز واستخدام الموانع.
أما الوجه الآخر للتشويش فهو التشويش الدلالي واللغوي فهو ينحصر في كيفية استخدام اللغة وألفاظها ومعانيها سواء استقبالاً أو إرسالاً, أما المصطلح الإعلامي للتشويش فهو من المؤكد والبديهي أحد عناصر الاتصال الإعلامي ، في كافة المجالات الإعلامية ، والذي يعني وضع العوائق التي تحول دون وصول المعلومات والبيانات والحقائق والأخبار والوثائق إلى المتلقين ، بهدف الهيمنة والتحكم باتجاه الرأي العام ، وتأخذ عملية التشويش الإعلامي أبعاداً مختلفة: تحوير المحتوى : بالتحكم بالأبعاد الهندسية للنص أو البرنامج أو الصورة أو الفلم... إلخ ، سواء من حيث الزيادة أو النقصان أو عن طريق تحوير المضمون ، ويتم من خلال التلاعب بالخطوط العامة للفكرة ، والهدف هو تحريفها ومن ثم إيصالها محرفة إلى المتلقين , أو ترتيب الشكل والمضمون ، والعملية هنا تتطلب التقديم والتأخير في أجزاء الشكل والمضمون ، فالجزء الذي يشكل خطورة على الوسيلة الإعلامية ، يتم إهماله ووضعه في آخر الشكل بصورة عابرة ومصغرة وشبه مشوشة وغامضة ، أما الجزء المهم والنافع بالنسبة لوسيلة الإعلام هذه فيتم إبراز معناه بصورة واضحة.
وقد يتم التشويش بعملية الإيحاء : وهو عرض الأفكار بطريقة تبدو للساذج وكأنها أفكار تعتمد على نقل المعنى المباشر ، لكن في حقيقة الأمر هي أفكارٌ الهدفُ منها تحريك غرائز الإنسان بصورة غير مباشرة وكذلك عن طريق التشويه ، وعملية التشويه تجري بالشكل الذي يؤدي إلى إخفاء الفكرة الرئيسية ، والتركيز على أفكار أخرى لا تمثل أساس النص أو البرنامج ، بل هي أفكار هامشية لا تعكس المضمون الرئيسي وبالتذويب ، وفيه يعمد المرسل إلى التقليل من شأن فكرة ما أو موضوع ما حتى حدود التلاشي ، أمام أفكار أخرى يقوم بإضفاء صفة الأفضلية والقدسية عليها, وكذلك بالعزل ، وفيه يقوم المرسل باتباع أسلوب عزل فكرة ما من خلال تسويقها إلى الجمهور وهي غامضة بالنسبة له فيصعب عليه الإحاطة بها.
وقد يحدث التشويش بالسخرية ، وهي تعريض الفكرة للنقد الساخر بهدف النيل منها وجعلها مثاراً للضحك ، لتكون جزءاً لا يتجزأ بنظر بعض السطحيين من الأفكار الأسطورية المضحكة ، التي لا تستحق الاهتمام والتقدير.