قَضايا ساخِنَة

هناك أيضا من العلماء من اقترح مصطلح اللغة الوسطى الدال على نمط يقع بين طرفي العامية والفصحى. لكن السعيد بدوي رفض هذه التقسيمات الثنائية باقتراح جدول يتضمن خمسة مستويات لغوية.

المستويات اللغوية عند بدوي:

1 – فصحى التراث← تستخدم في قراءة القرآن فقط.

...

هذه السمات تجعل جدوى تدريس العلوم بلغة غير اللغة الأصلية للمتلقي محل شك، وتوجب البحث لتقرير الاستمرار في التعليم عن طريقها أو الاستبدال بها؛ إذ إن التواصل حين يُبنى على ”ترجمة ذهنية غير ظاهرة لمفردات لا تمت دومًا بصلة إلى خبرة المتعلِّم أو حتى إلى خلفيته اللغوية“[1]، يؤدي إلى أحد احتمالين: فإما أن يبقى التواصل ناقصًا، ونقع عمليا في ’ببغائية‘ امتلاك المعلومة. أو أن يُستغنى عن اللغة عمليًّا، ويُستبدل بها خليط لغوي يسعى المتحدثان من خلاله إلى التعويض عن النقص في...

-2-

   في الجغرافيا العربية لسنا في حاجة إلى بيان الأدوار التي اضطلعت بها لغة الضاد كأداة للتخاطب والإبداع والبحث العلمي في الماضي، إذ يكفي أن نراجع المناجد والموسوعات وهي عديدة ومتنوعة، لنلمس ذلك الثراء الذي عز نظيره في الجغرافيا الكونية.

...

اللغة العربية من أكثر القضايا إثارة للنقاش في السنوات الأخيرة، ذلك أنها ليست شيئا مجردا كما يتصور البعض، بل هي تخفي خلفها رهانات سياسية واقتصادية واجتماعية، لذلك فان المشتغل بهذا الموضوع مطالب بالتحلي بأقصى قدر من الموضوعية وتجنب الشوفينية والطروحات المنغلقة ما أمكنه ذلك.

...

هذا المقال مكتوبٌ على شكل رسالةٍ إلى من يَهُمّه الأمر، خصوصا إذَا كانت اللُّغةُ التي ٱستُعملتْ في كتابتها لم يَعُدْ أيُّ ناطق - كما يظنّ بعضُهم- يَتكلّمُها أو يَفهمها في الحياة اليوميّة!

إلى كل قارئ من مُتصفِّحي "هسبريس"،  تحية طيِّبة، وبعد:

اِعلَمْ، أيُّها الكريم، أنّكـ - وأنتَ الحيّ النّاطق!- بصدد قراءةِ رسالةٍ مكتوبة في لُغةٍ ميِّتةٍ، لُغة كانت تُسمّى «العربيّة»، وهي لُغة يُقال - وٱللّـهُ أعلم!- بأنّ قبائل شتّى بشبه الجزيرة العربيّة قد ٱستعملتها لُغةً مُشترَكةً بينها منذ...

في «وثيقة بيروت» بعنوان «اللغة العربية في خطر: الجميع شركاء في حمايتها»، نقف على عشرين بندًا، رُفِعَت عقيرتها بما حملت إلى القيادات العربيّة ومسؤوليها لاتّخاذ قرارات تاريخية تستجيب لما وَرَدَ في الوثيقة، التي أُعِدَّت بناء على ما توصّلت إليه الأبحاث والدراسات وأوراق العمل المقدّمة للمؤتمر، من نخبةٍ من ذوي الاختصاص في الميادين السياسيَّة، والاجتماعيَّة، والعلميَّة، والتعليميَّة، والإعلاميَّة، والثقافيَّة. وكانت الوثيقة قد نشرها (المجلس الدولي للغة العربيّة)، سنة 2012، عقِب المؤتمر الدولي للغة...

لا شكّ في أن اللغة العربية ما تزال تعاني من مثل ما تعاني منه الأمة العربية على جميع المستويات، بل إن معاناتها وسط قومها وأهلها هي ربما أسوأ مما تعانيه أمتنا على مستوى نظامنا القيمي والتربوي والأخلاقي وغير ذلك.

وكما لا يمكن الفصل بين أزمة اللغة العربية وأزمة المجتمع بشكل عام، فكذلك لا يمكننا إلا أن نقول إن...

 جلوساً كنا في قاعة كبيرة لمؤتمر علمي رفيع المستوى، عني باللغة العربية وإشكالية الُهوية، شارك فيه شخصيات علمية لامعة من أقطار عربية شتّى، وأثناء جلسة علمية فجر أحد المشاركين “قنبلة لسانية” بقوله: لدينا مشكلة لغوية يجب التصدي لها، وتتمثل -في رأيه- بوجود كلمات أجنبية لا ننطقها بشكل سليم...

... وساق لذلك نموذجاً يتمثل في: كلمة “إنجليزي”، واستطرد بالقول إننا نلفظها بـ “الجيم”، مع أنها ليست بالجيم في لغتها الأصلية English، فهي أقرب ما تكون إلى “الجيم القاهرية”، ثم طلب ذلك المتداخل رأياً...

أولا: الشقّ التشريعي

إذا كانت الجهات الإعلاميَّة تستطيع تقوية الوعي لدى الجمهور بأهمِّيَّة لغته العربيَّة والمحافظة عليها واستعمالها بشكل صحيح؛ فإنَّ الجهات التَّشريعيَّة تستطيع حماية هذا الوعي من أيِّ شيءٍ قد يؤثِّر سلبًا عليه، كما أنَّها تزوِّده بقوة القانون التي يستطيع عن طريقها فرض وجوده في المجتمع بحماية القانون.

...

تشترك مراحل التعليم الثلاثة في تونس وفي الوطن العربي عموما في نفس الداء، ألا وهو سوء الأداء في مجال مزدوج: اللغات والعلوم. فهل أنّ حصر الرداءة هناك يمثل فقط نتيجة لما آلت إليه عقود من التمدرس العصري في ظل الدولة الحديثة، أم أنّه يهدي أيضا إلى منهجيةٍ للإصلاح؟ أي، ألا يصح أن يكون ثنائي اللغة/العلم هو نفسه منهاجا للإصلاح فضلا عن كونه موضوعه؟

...