العربية في قفص الاتهام

هذا المقال مكتوبٌ على شكل رسالةٍ إلى من يَهُمّه الأمر، خصوصا إذَا كانت اللُّغةُ التي ٱستُعملتْ في كتابتها لم يَعُدْ أيُّ ناطق - كما يظنّ بعضُهم- يَتكلّمُها أو يَفهمها في الحياة اليوميّة!

إلى كل قارئ من مُتصفِّحي "هسبريس"،  تحية طيِّبة، وبعد:

اِعلَمْ، أيُّها الكريم، أنّكـ - وأنتَ الحيّ النّاطق!- بصدد قراءةِ رسالةٍ مكتوبة في لُغةٍ ميِّتةٍ، لُغة كانت تُسمّى «العربيّة»، وهي لُغة يُقال - وٱللّـهُ أعلم!- بأنّ قبائل شتّى بشبه الجزيرة العربيّة قد ٱستعملتها لُغةً مُشترَكةً بينها منذ...

كيف ننقد اللغة العربية؟

ورد هذا السؤال عنوانا لمقالة نشرت في أسبوعية courrier internationnal، العدد 137، ضمن خانة لسانيات، يوم الجمعة، 17 ديسمبر 2010، لوليد القبيسي، وهو من أصل عراقي، ويقطن بالنرويج منذ 1980. ونظرا لما يتضمنه المقال من مغالطات، ومجازفات غير ناضجة، وغير مسؤولة، ارتأينا الرد على عدد من متبنياته اللغوية الخاطئة. سنلخص بعضا من هذه التصورات، والاستدلالات، ثم نرد بمناقشة عامة.

تصورات الكاتب واستدلالاته: تلخيص...

في البداية لا بدَّ أن نتّفق على مفهوم (المدرسة) , فبنظرنا أنّها مجموعة من الآراء يتواضع عليها مجموعة من الناس , تُشكّل رؤية ً ما , لهم طريقة في التفكير مميزة , فينهجون منهجاً للوصول إلى هدفٍ ما .

والمدارس النحوية مصطلحٌ يشير إلى اتجاهات ٍ ظهرت في دراسة النحو العربي , اختلفت في مناهجها في بعض المسائل النحوية الفرعية , وارتبط كلّ اتجاه منها بإقليم ٍ عربي ٍ معيّن , فكانت...

في تقريرها العام دقت اليونيسكو ناقوس الخطر في ما يخص اللغات البشرية المهددة بالانقراض من الآن وحتى نهاية القرن الحالي. والشيء المهين الذي لا يكاد يصدق هو أن لغتنا العربية هي إحداها! التقرير يقول بأنه توجد في العالم حاليا 6700 لغة حية نصفها مهدد بالموت إذا لم تتخذ الحكومات المعنية وجماعات الناطقين بهذه اللغات الإجراءات المناسبة لدعمها وحمايتها.

هل يعقل أن تكون لغة الضاد هشة إلى مثل هذا الحد؟ هل يعقل أن تكون اللغة التي أكتب بها هذه السطور حاليا هي لغة ميتة أو شبه ميتة أو مرشحة للموت؟...

يعزو أوزون تراجع اللغة العربية، أمام اللغات الأكثر حيوية في العالم، إلى تعقيد ولا منطقية قواعدها، ويسند مشكلات النحو العربي كافة إلى سيبويه الفارسي، الذي تتلمذ على يد اللغوي العربي الخليل بن أحمد الفراهيدي، على حد عبارته أن الذنب ليس ذنب سيبويه في ما وضع من أُصول وقواعد اعتمد فيها على حركة أواخر الكلمات دليلاً، جمعت في كتاب عرف بكتاب سيبويه، ذلك لحاجة أبناء قومه من الفرس وسواهم، وإنما الذنب يتحمله مَنْ جعل هذه القواعد نهجاً في تقويم اللسان العربي. والحقيقة التي...

ثقافة النفي
الدكتور محمد عبد المطلب أكد أن كتاب (لتحيا اللغة العربية.. يسقط سيبويه) للكاتب شريف الشوباشي. فتح باباً لكي نصحح بعض الأوضاع الثقافية في الوطن العربي. أوضاع اتكأت علي ثقافة النفي. إما أنا وإما أنت. وهذا مبدأ يجب أن نتخلص منه. فالرسول الكريم قال (من اجتهد فأصاب فله أجران. ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد) وشريف الشوباشي مثاب علي هذا الكتاب بالضرورة. فقد فتح باباً للحوار. ويجب أن نتعلم أن نحترم الآخر دائماً. وأن الحوار هو الذي يفصل....

المؤكد هو أن العرب في كل مكان هجروا الفصحى ولجأوا إلى أساليب أخرى للتفاهم في ما بينهم. ومن هذا المنطلق علينا أن نبحث في أسباب البعد عن لغة يعشقها العرب وأنتجت أجمل المعاني الشعرية والأدبية التي يدرسونها في المدارس والجامعات. فاللغة التي يختارها الناس للتعامل هي الأقرب إلى العقل والى النفس وليست اللغة التي يتكلف الإنسان جهداً بالغاً للتعبير عن نفسه بواسطتها.
والدارسون لتطور الحضارات أدركوا أن اللغة معاكسة التوازي مع التقدم الحضاري. فكلما وصلت إحدى الحضارات إلى...

ويوضح الشوباشي أنه بعيد عن ذهنه كل البعد هجر اللغة العربية لحساب اللهجات العامية أو استخدام الحروف اللاتينية وما شابه ذلك من اقتراحات طرحها بعض الذين أدركوا نكوص الفصحى عن التعبير عن واقعنا الحالي، ويقول: "الذين يدعون إلى وأد العربية لا يدركون تبعات مطلبهم، فاللغة العربية انتجت بعضاً من اهم الابداعات الإنسانية، ومن يدرس تاريخ الآداب العالمية لا يسعه إلا أن يقف بإحلال أمام اشعار المتنبي وأبي العلاء وأبي نواس ونثر أبي حيان التوحيدي، كما لا يملك إلا أن ينحني تحية...

في الرياضيات علم كامل أساسي اسمه Algebra وهو فرنجة للكلمة العربية ’الجبر‘، وهناك باب الخوارزميات Algorisms باسم العالم المسلم، الخوارزمي، الذي رغم فارسيته شاء أن يكتب كل أعماله بالعربية لأنها كانت لغة العلم (الحية) في العالم آنذاك، وقد أبقى الغرب اليوم على كل إسهاماتنا في المجالات العلمية ولم ينكرها، كما أنه يعود للاتينية منبع لغاته (التي لا يعرفها الآن سوى الكهنة والأكاديميون المتخصصون) لإطلاق المصطلحات الحديثة جدا مثل cybernetics وquantum وغيرها، دون أن يتهمه...

من الدلائل الأخرى على عبقرية الموسيقى فى علم النحو هو مادة الممنوع من الصرف ، ليس فقط فى الاختيار المدهش للكلمات التى يجب ألا تُصرف لدواعٍ موسيقية مثل "مساجد- كنائس - مصر- مكة - سجاجيد.... الخ"، لكن الأجمل برأيى هو علامة "جر" تلك الكلمات وهى "الفتحة"، عكس ما هو سائد فى اللغة وهى "الكسرة" كعلامة للجر.
دعنا نجرّب جرَّ مفردةٍ ممنوعة من الصرف بالكسرة سنجدها تلتبس "سمعيًا" مع ياء الملكية بسبب عدم إمكانية تنوينها. ولنضرب مثالا: تتجلى العمارة القطوية فى "كنائسِ"...