من الدلائل الأخرى على عبقرية الموسيقى فى علم النحو هو مادة الممنوع من الصرف ، ليس فقط فى الاختيار المدهش للكلمات التى يجب ألا تُصرف لدواعٍ موسيقية مثل "مساجد- كنائس - مصر- مكة - سجاجيد.... الخ"، لكن الأجمل برأيى هو علامة "جر" تلك الكلمات وهى "الفتحة"، عكس ما هو سائد فى اللغة وهى "الكسرة" كعلامة للجر.
دعنا نجرّب جرَّ مفردةٍ ممنوعة من الصرف بالكسرة سنجدها تلتبس "سمعيًا" مع ياء الملكية بسبب عدم إمكانية تنوينها. ولنضرب مثالا: تتجلى العمارة القطوية فى "كنائسِ"...
العربية في قفص الاتهام
ثانياً: البحث :
هذا الكتاب الذي سمّاه صاحبه "جناية سيبويه"(1) تعدَّدت غاياته، وأقربُها نقد النحو العربيّ، إن جاز لنا أن نسمّي ما جاء فيه نقداً.
والظاهر أيضاً من عنوانه أنّ مؤلّفه لا يقرّ بتسميته نحواً عربيَّاً، ولذا عزاه إلى سيبويه، مع أنّه لم يطلّع على كتاب هذا الأخير ولا وقف على شيء من كلامه، وأغلب الظنّ أيضاً أنّه لم يطّلع على مصنفات النحويين ولم يجاوز مقدّمات بعضها في أحسن الأحوال.
ومهما يكن فإنّ النحو الذي أراد الكاتب نقده، وبعبارة...
توطئة:
تـنـبَّـه المستعمر الصَّليبي بعد طرده من ديار الإسلام ـ بل وبعد نقل المعركة إلى عقر داره في أوروبــا ـ إلى أهـمـيــة الدين الإسلامي وأثرهِ في بقاء المسلمين أقوياء، فبدؤوا في غزوٍ فـكري يحاول هدم أُسسِ الإســـلام في نفوسِ المسلمين، وشنوا حملات مختلفة في جميع الميادين، فشكَّكوا في المسلَّمات الدينيّة، ونبشوا آثار الأمم الكافرة التي أزال الله بـالإســــلام دولـهم وحضاراتهم، وشوهوا تاريخ الإسلام وسِيَر قدواته، وكانت الهجمة مركزةً على لغة...
إنّ الله - تعالى - أنزل القرآن عربياً لا عُجْمة فيه، بمعنى: أنه جارٍ في ألفاظه ومعانيه وأساليبه على لسان العرب(1)، قال الله - عز وجل -:
(( إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) [الزخرف: 3]. وَمن أحبَّ اللهَ أحبَّ رسولَه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومَن أحبَّ النبيَّ العربيَّ أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العربَ أحبَّ اللغة العربية التي بها نزل أفضلُ الكتب على أفضل العَجَمِ والعَرَبِ(2). ومعلوم أنّ "تعلّم العربية وتعليمها"...
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فإننا بهذا العدد الذي ندخل به العام الخامس عشر من عمر البيان المديد - بإذن الله - لـنـؤكـد على اسـتـمـرارنـا في النهج العقدي والدعوي والتربوي في طريقنا المـرســوم والمـعـهـود مـذكـريـن في الـوقت نفسه بأن لكل أمة شـعارا، "واللسان العربي شعار الإسلام وأهله"(1)، وما ذاك إلا لارتباطه بأهم مقدسات المسلمين، وهما الوحيان: الكتاب، والسنة بـالإضــافــة إلى أن أغـلـب...