ولا أخفي عليكم أنني أعاود أحياناً قراءة مقال أرسلت به، فأعثر فيه على أخطاء لغوية فاتني تصحيحها، فلم يهتم المدقق بها، أو لم يكتشفها، أما كلمة "رئيسية" و"رئيسي" فلا تفوت أحدًا من المدققين، وكأنهم تلقوا جميعًا تعليمات عسكرية صارمة، أن يكون عملهم "الرئيسي" هو الاهتمام بهذه الكلمة بالذات.. وتصويبها على نحو ما يعتقدون أنه تصويب وأحسبه بعيدًا عن الصواب!.
وقد يعزّز التكهن بوجود "أوامر عسكرية" مقال اطلعت عليه في منتصف عام 1999م، نشرته جريدة النهار البيروتية للدكتور...
لغتنا والمرض والعلاج
قديماً عندما كان العرب هم أصحاب السيادة في العالم القديم، اختلفت طبيعة تأثرهم بتراث الحضارات المعاصرة لهم، الفارسية واليونانية والهندية، لقد أخذوا منهم بعض أفكارهم، وطرق بحثهم، وبعض أساليبهم في الحياة، وفي تدبير شئون الدولة، وترجموا كثيراً من كتبهم، لكنهم خرّجوا كل هذا بالروح الإسلامية؛ ليخرج نتاجاً آخر فيه من سمات الحضارات الأخرى بقدر ما فيه من الطابع الإسلامي العربي، وحتى لغات هذه الحضارات أثّرت بعض الشيء في اللغة العربية، لكن الدخيل والمعرب من هذه اللغات انصهر...
ويلتقط العالم اللغوي د. محمد حماد -الأستاذ بكلية دار العلوم- الحديث قائلاً: إن المشكلة التي نقع فيها في تعليم أطفالنا اللغة العربية بالمدارس فمع أننا نعتبرها اللغة الأولى التي نتحدث بها لا نعطيها نفس الاهتمام الذي نعطيه لتعلم اللغات الأجنبية!! ونعتقد أنها قريبة من العامية التي نتحدث بها؛ ولهذا يحدث هذا الخلط الذي نراه في إجابات الطلاب حينما يكتبون بالعامية ويقلبون الثاء سينا والصاد سينا والضاد.. دالا، هذا غير اللحن الواضح في التراكيب و الضعف البالغ في النحو ....
أما المؤرخ العلمي العربي الأستاذ أحمد يوسف حسن فيضع يده على بيت الداء حين يقول: لقد توقف الإبداع العلمي العربي منذ أن توقف التسجيل باللغة العربية.
ومن ثم.. فإن منظمة "اليونسكو" تحث أمم الأرض قاطبة أن تكون كل العلوم بلغاتها الوطنية، إن كانت تريد المشاركة في إنجاب العلماء، لأن أقصى ما تصل إليه أمة تدرس العلوم بلغة غيرها أن تظل تابعة ومستوردة ومستهلكة للنظريات والاختراعات الجاهزة المستوردة.
اغتيال اللغة في دارها! :
ويلقي الباحث...
وقد تعرضت العربية لكثير من التغير الذى باعد بينها وبين دستورها (القرآن)، وهو أمر طبيعى ، لكن بشرط أن تبقى العلاقة بينها وبين القرآن دائمة، فبدون هذه العلاقة لا بقاء للعربية.
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن اللغة العربية ذات طابع عقدى، فهى جزء من العقيدة الإسلامية، وليست مجرد لغة تعبر عن أغراض الناطقين بها.
هذا الطابع العقائدى هو الذى أبقى على العربية- طيلة القرون الماضية- دون تغيير كبير فى تراكيبها، بحيث نستطيع اعتبارها لغة مقدسة، يمثل الدفاع عنها دفاعا...
وتتهم أوساط سياسية وحزبية الرئيس بوتفليقة بإعادة إثارة قضية اللغة في الجزائر بعد أن فصل فيها نهائيا الدستور باعتبارها اللغة الرسمية والوطنية الوحيدة في الجزائر، وصدر عن البرلمان قانون لتعميم استعمال اللغة العربية يفرض استعمالها في كل المراسلات والنشاطات الرسمية والإدارية والاقتصادية، من خلال إصرار بوتفليقة على الحديث والتصريح بالفرنسية داخل الجزائر وخارجها، وهي أول سابقة لرئيس جزائري منذ استقلال البلاد.
وتسعى من جهتها اللجنة الوطنية التي نصبها الرئيس بوتفليقة...
وأضاف سعدي الذي قامت الحكومة الجزائرية بمصادرة مقر جمعيته معلقًا على هذا القرار أن "السياسة والاقتصاد وحتى الاجتماع ليست سوى الجوانب الشكلية للعروبة، أما جوهر العروبة فهو الهوية، وقلب الهوية هو اللغة العربية، وقد اكتشف الصهاينة والإمبرياليون أن بتكييفهم للسياسة والاقتصاد منذ 25 سنة لم يتمكنوا من بلقنة الأقطار العربية بسبب وجود الرابط القوي الذي يربط بين العرب وهو اللغة العربية؛ فراحوا يعملون من أجل ضربها، فزرعوا في الوطن العربي جمعيات ومنظمات تستهدف خلق ضرات...
• اتجاه النية لإلغاء العربية من بين اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
• أقدم مجمع لغوي عربي يدقّ ناقوس الخطر.
خيّم جو من الإحباط والتذمّر والتشاؤم على جلسات المؤتمر الرابع لمجمع اللغة العربية بدمشق. وهذا المجمع هو أقدم المجامع اللغوية العربية، إذ تأسس خلال العهد الملكي الفيصلي في سورية عام 1919، بُعَيد استقلال البلاد عن الإمبراطورية العثمانية. وحقّق هذا المجمع جميع أهدافه الرئيسة المتمثلة في تعريب الإدارة والتعليم في سورية، وتأسيس...
هذا التباعد بين الإنسان العربي الحالي ولغته الأصيلة جعلها عبئا عليه، فراح يتعامل معها كجسم غريب ناشز، أو في أحسن الأحوال. كأثر تاريخي يوهم بفخر زائف. ترتب على كل هذا أن تصدي للمسألة فريقان على طرفي نقيض:
- أحدهما راح يندب حظها، ويرثي مالها، ثم يتمادى في تثبيت مواقعها في سجون معاجمها، وكهوف نحوها
- أما الآخر فقد انصرف هربا منها وهو يتخلى عنها سراً أو علانية إهمالا أو تشويها، حتى ظهرت تلك البثور المتقيحة على وجهها: إما من لغات أخرى أو...
كيف ننقذ عربيتنا التي تحتضر أمامنا بلا اكتراث من كثير منا أخذتهم مشاغلهم وادعاءاتهم الزائفة بالتحضر والارتقاء باللسان بعيداً عن أمنا الجميلة؟ كيف نعيد لها احترامها وأصالتها والأهم اهتمامنا نحن بها ولهفتنا الحقيقية على التمسك بها على حساب أية لغة أخرى أو تحريض خارجي خفي بنفضها وإنكارها والتخلص منها؟ ثم وهذا هو السؤال الهدف، هل تحتاج العربية اللغة التي شرفها المولى عز وجل بأن جعلها لغة القرآن الكتاب الأكرم، يوما واحدا سنويا لأن نحتفل بها وهي محتوانا ورمزنا كعرب...