وأضاف سعدي الذي قامت الحكومة الجزائرية بمصادرة مقر جمعيته معلقًا على هذا القرار أن "السياسة والاقتصاد وحتى الاجتماع ليست سوى الجوانب الشكلية للعروبة، أما جوهر العروبة فهو الهوية، وقلب الهوية هو اللغة العربية، وقد اكتشف الصهاينة والإمبرياليون أن بتكييفهم للسياسة والاقتصاد منذ 25 سنة لم يتمكنوا من بلقنة الأقطار العربية بسبب وجود الرابط القوي الذي يربط بين العرب وهو اللغة العربية؛ فراحوا يعملون من أجل ضربها، فزرعوا في الوطن العربي جمعيات ومنظمات تستهدف خلق ضرات للعربية كالبربرية والنوبية والقبطية، ونوادٍ لتوجيه شباب الوطن نحو اللغات الأجنبية، وتشجيع اللهجات الدارجة المحلية".
وذكر سعدي أن "منظمات فرنسية قامت بالاحتجاج على القرار؛ إذ اعتبرته تحريفًا للثقافة العربية، مثلما قام فلوريل سنجوستين –رئيس الجمعية الفرنسية لأساتذة اللغة العربية- باستنكار القرار، معتبرًا أن سلوك الوزارة موقف إيديولوجي ينطلق من الاستعمار الجديد الذي يفرنس العربية؛ حيث يدعو إلى كتابتها بالفرنسية، وجاء في بيان للجمعية ذاتها أن تضليل الشبان بتوجيههم لمعرفة جزئية جدًا للعربية، وإقناعهم بأن ذلك كافٍ هو موقف غير مسؤول، لأنه بدون تكوين بالعربية الفصحى فإن الذين سيتخرجون سيكونون أميين لا يستطيعون قراءة أبسط جريدة.
وقال رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن العربية: إن "لجنة الجامعيين للدراسات العربية وجّهت رسالة إلى وزير التربية الفرنسي شرحت فيها أهمية معرفة اللغة المكتوبة، ووضّحت كيف أن اللهجات ما هي إلا لغات شفوية لا تدون أبدًا، وأن الصحف ووسائل الإعلام في العالم العربي تنطق باللغة العربية الفصحى".
وبالمقابل ذكر د.عثمان سعدي أن "ردود الفعل العربية كانت الموت نفسه؛ إذ استوت في اللامبالاة وعدم الاحتجاج كافة الحكومات العربية، وكذا مؤسسات الجامعة العربية التي كان بمقدورها تهديد فرنسا بأن العرب سيعاملونها بالمثل إذا لم يتمّ إلغاء القرار، وبالتالي تدريس الفرنسية في المدارس العربية بالأحرف العربية، بل التوقف نهائيًا عن تدريسها، لكن الضعف العربي عادة ما يجعل العرب عاجزين حتى على مجرد التهديد والاحتجاج".
وعن الكيفية التي استقبل بها القرار الفرنسي في الجزائر.. أجاب سعدي بأن "القرار الفرنسي وجد صدى كبيرًا في أوساط اللوبي الفرانكفوني في الجزائر؛ إذ قام التلفزيون الجزائري بتمرير برنامج غريب تحت عنوان "لغات الجزائر"، نشّطه الكاتب الجزائري ذو الأصول البربرية واسيني الأعرج، وشارك فيه عدد من المعادين للبعد العربي للجزائر وللغة العربية، وطالبوا من خلاله بالاعتراف باللغات الأربع للجزائر، وهي: العربية الفصحى، والجزائرية، والفرنسية، والأمازيغية" .
وختم د.سعدي لقاءه مع "الحدث" بقوله: إن "القرن العشرين عرف أعظم ثورتين؛ ثورة فيتنام، وثورة الجزائر، أما الثورة الأولى فقد حققت هدفي كل ثورة
-----------------
إسلام أونلاين :
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/alhadath2000-April-12/alhadath13.asp
فرنسا تستعين بالفرانكوفون لضرب العربية في الجزائر
التصنيف الرئيسي:
التصنيف الفرعي: