بحوث حول المصطلح

القرآن الكريم كتاب دين ودنيا على حد سواء، وقد سارع المسلمون إلى تفهم آياتهِ، وتفهم الأحاديث النبوية التي توضحه وتبينه تفهماً صحيحاً، فنشأ في صدر الإسلام علماءأجلة؛ ونشأت معهم نواة علوم وتشريعات هي من أسمى ما وضعه العقل البشري في هذه الموضوعات.‏

ولقد زاد القرآن الكريم هذه اللغة ثراء بما طرحه من المعاني الجديدة وبما نقله من الألفاظ من معانيها الأصلية وجعلها معبرة عن المعاني الجديدة، وبذلك يكون القرآن قد أهَّلَ اللغة العربية لاستيعاب التعبير...

تنتمي اللغة العربية إلى مجموعة اللغات السامية، التي تضم أيضاً الكنعانية والفينيقية والعبرية والآرامية والنبطية والبابلية والسريانية والحبشية. ولقد اندرست غالبية تلك اللغات ولم يبق منها سوى آثار ورسوم على الأحجار والجلود، أما اللغة العربية فعاشت وبقيت ولا تزال تنتشر، بل وتتوسع، في بقاع من الأرض عديدة.‏

القرآن واللغة العربية:‏

لا شك في أن السر في أسباب خلود العربية وبقائها إنما يكمن في القرآن الكريم، الذي حفظها...

"معنى النحت أن تُؤُخَذ كلمتان، وتُنْحَت منهما كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحظِّ، والأصلُ في ذلك ما ذكره الخليلُ من قولهم: حَيْعَل الرجلُ إذا قال: حيَّ على...."([1]). هذا ما وَضَعَه ابنُ فارس من تعريفٍ لهذه الظاهرة اللغوية في العربية؛ وقد كرَّره في كتابه (فقه اللغة) على ما نقل السيوطي من قوله: "العربُ تَنْحَت من كلمتَينْ كلمةً واحدة، وهو جِنْسٌ من الاختصار، وذلك نحو: رجلٌ عَبْشَمي، منسوبٌ إلى اسمَيْن.. وهذا مَذْهَبُنا في أنَّ الأشياءَ الزائدةَ...

لمّا كان المصطلح لفظاً يطلق للدلالة على مفهوم معيّن عن طريق الاصطلاح (الاتّفاق) بين الجماعة اللغوية على تلك الدلالة المرادة، التـي تربط بين اللفظ (الدّال) والمفهوم (المدلول) لمناسبة بينهما(1)؛ أقول: لمّا كان الأمر كذلك، فإن جوهر المشكلة - كما يتصورها البحث - هو الاتفاق بين الجماعة، والأسس والمبادئ التـي يقوم عليها هذا الاتفاق، وسبل تحقيقه.
واللغة العربية - كغيرها من اللغات - لديها القدرة على استيعاب المفاهيم المستحدثة أيّاً كانت، والتعبير...

( أستاذ باحث بجامعة محمد الخامس/ الرباط )

تقديم:
إذا كان إعداد المعاجم يَحتاج جُملة من الخطوات، كجمع المادة وترتيبها وتنظيم مداخلها المعجمية نطقاً وكتابة وصرفاً وتركيباً، فإن التعريف المعجمي أصعبُ خطوة على الإطلاق ، لأنَّه يَقتضي الإحاطة بدقائق معاني الكلمات "العامة" و "الخاصة"، والعلم بأسرار اللغة ومضامينها المُستحدثة، وبالعلائق المُمكنة بين المفاهيم المتقاربة.
تزداد الصعوبة، عندما يُواجه المعجمي "المصطلح العلمي...

* اللهم يسر لي أمري و اشدد لي أزري و اشرح لي صدري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي*

لا شك في أن خاصة المسلمين و عامتهم مأمورون ببيان الحق شرعا بنص القرآن و السنة النبوية . و لا شك في أن هذا الأمر أمر وجوب لا أمر تخيير. فإذا كان المسلم قادرا على البيان صار الأمر أوجب . أما إذا كان السكوت عن الحق يفضي بالناس كافة إلى فتنة شاملة ماحقة ، فإن الساكت عن الحق لن يكون شيطانا أخرس فحسب ، بل سوف يكون أخطر من كل أسلحة الدمار الشامل الحاضرة و الغائبة...

18 - المضعَّف

المضعف من الأفعال هو الذي يكون آخره حرفين من موضع واحد، وذلك نحو رَدَدْت ووَدِدْتُ واجْتَرَرْتُ وانْقَدَدْتُ[1] ..... وفيه تكرر حرف من أصول الكلمة . و الأصل في اللفظ مأخوذ من قولهم : الدِّرْعُ المُضَاعَفَةُ الَّتي نُسِجَتْ حلقتين حلقتين [2]..

19 - الضمير

ماكُني به عن متكلم أو مخاطب أو غائب [3].... وهو في اللغة يستعمل في قولهم : ضَمَرَ الفرس وغيره ضموراً، وذلك من خفّة اللحم [4] ..والجامع بين...

حياة العِلْم البيان[1]مقولة تردّدها الشفاه، وتعيها القلوب، وتتذكرها الأذهان ساعة المعاناة وهي تغوص في لجج العلم، تبحث عن أمر فيستعصي عليها، ويحجب عنها بستائر الغموض والإبهام، ثم لا يلبث العلْمُ المقصود أن يتلاشى ويغيب في أحشاء الكتب وبطون الخزائن كأنه فقد الحياة، لأنه فقد البيان .

والمقولة السابقة، تحمل معها تساؤلاً عن حقيقة البيان، الذي يسبب حياة العِلم، وسرعان ما تكون الإجابة توضيحاً للموضِّح وبياناً للمبيِّن، فالبيان اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب...