ندوة اللغة العربية ... إلى أين ؟ ( المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية ) من 1 إلى 3 نوفمبر 2002 م

عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، ندوة دولية في الرباط، في الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر 2002 م، حول (اللغـة العربيـة ... إلى أين ؟).

وقد استغرقت الندوة ثلاثة أيام، وتخللتها سبع جلسات عمل جادة قُدّم فيها ثمانية وعشرون بحثاً، إضافة إلى التعقيبات والمداخلات المهمة التي تخللت أعمال الندوة، وناقشت في مجموعها واقع اللغة العربية، والتحديات التي تواجهها في التعليم، والإعلام، والتأليف العلمي والأدبي، فضلاً عن مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها، وآفاق تطوير اللغة العربية لدى الشعوب الإسلامية، والتعريب والترجمة، ومشكلات المصطلحات، ودور المجامع العربية في مواجهتها، وتعميم نتائج أبحاث تلك المجامع في هذا الشأن وغيره.

وناقشت الندوة عدداً من المحاور تشمل مواكبة العربية للغة المعلومات، ودور الإعلام والفنون في النهوض بالفصحى، ومواجهة أثر التغريب والعامية في إضعافها، كما تناولت تطوير المناهج والوسائل المعينة في ميدان اللغة العربية، وسبل الاستفادة من تجارب الآخرين في خدمة لغاتهم، عارضة في هذا المجال تجربة سورية في مجال التعريب، مع مقترحات جديدة لتطوير التأليف في مجال اللغة العربية، وآدابها، وأثر عنصري التشويق والإمتاع في التأليف اللغوي لمقرراتها.

أما توصيات الندوة وبيانها الختامي فقد كانا تتويجاً لأعمالها، وتعبيراً عن طموحات المشاركين فيها وآمالهم واستجابة لمتطلبات السؤال الذي وضعته الجهتان المنظمتان في عنوانها: اللغة العربية إلى أين؟ حيث ركزت التوصيات على تعزيز الثقة باللغة العربية، والاعتزاز بها حفاظاً على كيان الأمة، واعتبار التفريط في اللسان العربي القرآني تفريطاً في الهوية والذاتية الثقافية للأمة، وعلى التوسع في نشر اللغة العربية بمختلف الوسائل، وتقدير الجهود التي تبذل في هذا السبيل على مستوى الدول والمنظمات والمجامع والأفراد ودعمها، مما أكسب الندوة رصيداً علمياً نسعد بتقديمه إلى القارئ بين دفتي هذا الكتاب.

وكما كانت الأبحاث على مستوى المسؤولية الملقاة على المشاركين غالباً، كان أولئك المشاركون من كبار المختصين، حيث كان منهم المجمعيون، وأساتذة الجامعات، والمؤلفون في اللغة وطرائق تدريسها، وخبراء تعليم اللغة العربية لأبنائها وللناطقين بغيرها، والإعلاميون، والمثقفون.

توصيات الندوة الدولية حول اللغة العربية ... إلى أين ؟ :

لما كانت اللغة هي التي تحوّل الأفراد من جماعة بشرية إلى مجموعة ثقافية مترابطة، وكانت اللغة العربية تجمع إلى ذلك صلتها الشريفة بالعقيدة الإسلامية والتراث العربي الإسلامي، وجب أن يكون التجانس الثقافي اللغوي هدفاً استراتيجياً للناطقين بالضاد على اختلاف أجناسهم، وحارساً أميناً على قوام الشخصية العربية المسلمة.

وانطلاقاً من ذلك يوصي المشاركون في ندوة (اللغة العربية إلى أين ؟) بما يلي :

أولاً : تعزيز الثقة باللغة العربية، والاعتزاز بها حفاظاً على كيان الأمة، وترسيخاً لشخصيتها ووجودها. واعتبار التفريط في اللسان العربي القرآني تفريطاً في الهوية، ويتصل بذلك تقدير التراث العربي الإسلامي والعناية به وإبراز دوره في الحضارة الإنسانية من خلال أمثلة واقعية.

ثانياً : التوسـع في نشـر اللغــــة العــــــربيـــــــــة بمختلــف الوسائل، وتقدير ودعم كل الجهود التي تبذل في هذا السبيل على مستوى الدول والمنظمات والمجامع والأفراد، وتهيئة الفرص للمزيد من العناية بنشرها لغة وثقافة وحضارة، وتمتين الصلة بين الجهات المعنية بهذا الدور وطنياً وإقليمياً وعالمياً، من أجل تطوير الكيف والكم في نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية.

ثالثاً : أن تتولى المنظمـة الإسلاميـة للتـــربيـة والعلـــوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، ومجامع اللغة العربية إصدار استراتيجية لنشر تعليم اللغة العربية وخطة شاملة للعناية بها في المناهج الدراسية والكتب المنفذة لها، والوسائل المعينة على نشرها في مختلف المستويات، على أن تسعى هذه الجهات إلى الحصول على الدعم المادي والمعنوي من الدول العربية والإسلامية وجهات التمويل المعنية بتفعيل برامج هذا المشروع.

رابعاً : التأكيــد على اشتمــــال أي خطــة لدعــم تعليــم اللغــة العربية على ما يلي :

1. مناهج متقنة ووسائل تعليمية متطورة لمراحل التعليم المختلفة، ولغير المتخصصين، وغير الناطقين باللغة العربية، تراعي الظروف الفردية، وتستجيب إلى حاجة المتعلم، وتستفيد من إمكانات العصر الحديث وتقنياته المتنوعة.

2. توجيه المنظمات والدول والمجامع اللغوية إلى تشجيع إجراء مسابقات وطنية وإقليمية لتأليف كتب منفذة لتلك البرامج والمناهج، وتكريم مؤلفي الأعمال القيمة، وإجراء تقويم مستمر لتطوير حركة التأليف في هذا المجال، مع الأخذ في الاعتبار تحسين هذه العملية ومقارنتها بالمؤلفات المماثلة لخدمة اللغات الحية الأخرى، بقصد الاستفادة من تجاربها والاستئناس بخبرات واضعيها.

3. ينبغي أن تراعى في هذه المؤلفات الجوانب النفسية، والتربوية، والثقافية واللغوية للمتلقي، بحيث تتناسب مع سنه، وبيئته، وخلفيته الثقافية، وقدراته العقلية، وتعمل على تنمية مهاراته بالطرق العلمية والتربوية.

4. أن يستعان في إعداد المناهج والكتب المنفذة لها بنتائج الدراسات اللغوية الحديثة، وأن يُلتفت إلى المشكلات اللغوية القائمة والمتوقعة، مع الاستفادة من الدراسات والبحوث السابقة في هذا الشأن.

5. إنشاء مكتبة خاصة بكتاب تعليم اللغة العربية ومنهجيته ووسائله المعينة واستراتيجياته على جميع الأصعدة، وتكليف المكتبة القومية بجمعها وتوزيع نسخ منها إلى الجهات المعنية، وإيداع كل كتاب يتضمن تجربة مماثلة في هذه المكتبة، مع تجارب الأمم الأخرى في خدمة لغاتها، وتيسير السبل لجعل هذه المكتبة مركزاً بحثياً يُطوِّر فيه المختصون أبحاثهم ودراساتهم ويرجعون إلى مصادره من أجل مستقبل أفضل وتقييم مستمر لخدمة تعليم اللغة العربية.

خامساً : إعداد مدرس اللغة العربية إعداداً علمياً وخلقياً ومهنياً جيداً وتكريمه وتشجيعه مادياً ومعنوياً حتى يعطي وينجز، وتجنى ثمار عطائه وإنجازه، وأن يمنح الرعاية الوظيفية التي تجعله قادراً على أداء واجبه في خدمة اللغة العربية وثقافتها وقيمها وحضارتها.

ويشمل الإعداد كل ما يسهم في تنمية قدراته ومهاراته ويجعله قادراً على التأثير بفاعلية في هذا المجال الحيوي، مع تمكينه من التكوين المهني حسب آخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة في مجالات التعليم، والاتصال، والتربية، وعلم النفس، والحرص على التكوين الأصيل في علوم اللغة العربية والثقافة الإسلامية وآداب اللغة.

سادساً : ضرورة الاستعانة في تدريس اللغة العربية بالوسائل السمعية والبصرية الحديثة، لمختبرات اللغة وأجهزة الاستماع، والأشرطة المرئية، والشرائح المصورة، وأقراص الحاسوب والاستفادة من التقنيات الفضائية لنشر العربية عبر برامج التعليم عن بعد، والاستفادة من تجارب الآخرين في كل هذه المجالات لمعرفة استراتيجيات التدريس ومداخله وأساليبه وتقنياته.

سابعاً : الاهتمام ببرامج تعليم العربية لغير الناطقين بها، المقروءة منها والمسموعة والمرئية، ودراسة اهتمامات غير الناطقين بها وأغراضهم من الاطلاع على اللغة والثقافة العربية الإسلامية، ومراجعة المحتوى الثقافي الذي تقدمه مناهج وكتب تعليم اللغة العربية إلى هذه الشريحة بما يغني حاجتها ويُحقق أغراضها التي لا تتعارض مع قيم الثقافة الإسلامية وأبعادها الروحية والعقدية والشرعية.

ثامناً : الاهتمام بطرق التدريس التي تركز على المتعلم وتجعله محور العملية التعليمية، وتراعي الظروف الفردية والفئات الخاصة.

تاسعاً : التوسع في نشر اللغة العربية في الدول التي كانت العربية لغتها الرسمية، مثل الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء، والجاليات العربية في الخارج، ودعم هذا العمل بالوسائل المادية والمعنوية، بما يجعله قادراً على منافسة اللغات والثقافات الأخرى بأساليب قادرة على الصمود والتأثير.

عاشراً : إعطاء اختصاصات إضافية وفعالية أكبر لمجامع اللغة العربية وعلى رأسها اتحاد المجامع العربية، للمساهمة في رسم الخطط والاستراتيجيات التربوية والعلمية لتعليم اللغة العربية لجميع الشرائح، وربط وشائج المجامع ليحدث بينها تكامل فعَّال في هذا المضمار، وإشراك المنظمات العربية والإسلامية ذات العلاقة في تمويله، وإثرائه بالخبرات والأفكار البناءة.

حادي عشر : العمل بجدية ونشاط على نشر قرارات المجامع اللغوية العربية والمؤسسات المختصة الأخرى، على أوسع نطاق ممكن، والاستفادة في ذلك من مختلف وسائل النشر والإعلام والاتصال، وإثرائها بالبحوث والدراسات والمحاضرات والندوات، وحلقات النقاش حتى لا تظل حبيسة الجدران التي انطلقت منها، وحتى تسهم تلك القرارات في تيسير اللغة، وتطويرها، وجعلها ملبية لحاجات العصر وظروف إنسانه.

ثاني عشر : ضرورة تعيين مراجع لغوي أو مستشار لغوي متخصص في جميع المرافق التي تصدر عنها أدبيات للتداول والنشر، ومحاولة تعميم ذلك في الإدارات العامة، ويتأكد ذلك في حالة وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها.

ثالث عشر : تشجيع الكتاب العربي بكافة الوسائل، وتشجيع تكوين الجمعيات الأهلية لحماية اللغة العربية والدفاع عنها، والإشادة هنا بجمعية الدفاع عن اللغة العربية في كل من الجزائر والإمارات العربية المتحدة.

http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/avarabe/P5.htm

وقد نشرت منظمة الإيسيسكو بحوث الندوة في كتاب ( اللغة العربية إلى أين ؟ ) نشرته كاملاً في ( مكتبة الكتب ) في الموقع ، وفيما يلي عناوين البحوث مع روابطها في موقع المنظمة للاطلاع المباشر عليها :

1. أسس إعداد مواد تعليم اللغة العربية وتأليفها

2. تطوير التأليف في مجالات اللغة العربية

3. النجاعة في التأليف اللغوي

4. أهمية الإمتاع والتشويق في التأليف اللغوي

5. دور العربية في نشأة التأليف في الدراسات اللغوية السامية المقارنة وتطويره

6. واقع اللغة العربية في أجهزة الإعلام (عرض تقويمي)

7. واقع اللغة العربية في وسائل الإعلام

8. دور الإعلام والفنون في النهوض بالفصحى ومواجهة التغريب والعامية

9. التحديات التي تواجه اللغة العربية

10. الضعف العام في اللغة العربية ( مظاهره، آثاره، علاجه)

11. تطلعات مستقبلية في تعليم العربية

12. نماذج من البحث العلمي الخاص باللغة العربية لمواجهة تحديات العصر

13. آفاق تطوير اللغة العربية في التعليم العام

14. ملاحظات حول تعليم اللغة العربية في المرحلة الثانوية

15. اللغة العربية في مؤسسات التعليم العام والعالي والأعلى

16. درس اللغة العربية في التعليم العالي بين قيود الاتباع ومتطلبات الإبداع - نموذج اللغويات التراثية

17. اللغة العربية لغير المتخصصين في التعليم الجامعي(جامعة الفاتح نموذجاً)

18. تعليم العربية لغير الناطقين بها في المجتمع المعاصر - اتجاهات، وتطبيقات لازمة

19. تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من منظور وظيفي

20. مشكلات التعليم باللغة العربية في المناطق الثنائية اللغة في الوطن العربي

21. آفاق تطوير اللغة العربية في بلاد المسلمين

22. اللغة العربية في منطقة جنوب الصحراء

23. آفاق تطوير اللغة العربية لدى الشعوب الإسلامية

24. العربية وتحديات العلوم العصرية في ميدان التعريب

25. مواكبة اللغة العربية للغة المعلومات - المعجم الآلي نموذجاً -

26. تجربة سورية في تعريب العلوم في التعليم العالي

27. مصادر الفعل الثلاثي (جداول التصنيف)

28. مواكبة العربية للغة المعلومات وعصر التقنية

Supreme

التصنيف الرئيسي: 
التصنيف الفرعي: 
شارك: