أقامت الجمعية المصرية لتعريب العلوم المؤتمر السنوي السادس عشر لتعريب العلوم بالقاهرة يومي الأربعاء والخميس ٧ ، ٨ جمادى الأولى ١٤٣١ هـ - 21 ، ٢٢ أبريل ٢٠١٠ م) بعنوان "مسيرة تعريب العلوم: الأمل والعمل"، في رحاب دار ضيافة جامعة عين شمس، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد، رئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم. وشارك في المؤتمر، بالحضور أو بتقديم البحوث، عدد كبير من أساتذة الجامعات والأفراد المهتمين بقضية تعريب العلوم من السعودية والسودان والعراق والكويت والمغرب وتايلاند وسوريا وقطر ولبنان وليبيا ومصر.
وبعد تلاوة مباركة لما تيسر من آي الذكر الحكيم افتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور عبد اللَّه التوم رئيس إدارة التعريب بجامعة بخت الرضا بالسودان، والأستاذ الدكتور حسنين ربيع عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة والأستاذ الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد، رئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم. ولقد حفل برنامج المؤتمر بعدد كبير من البحوث عرضت في ست جلسات عمل إضافة إلى جلسة التوصيات.
وقد انتهى المؤتمرون إلى اتخاذ التوصيات الآتية:
١. يؤكد المؤتمرون ما سبق لهم أن أكدوه في مؤتمراتهم السابقة من أن تعريب لغة تدريس العلوم في بلاد الوطن العربي عنصر جوهري في منظومة تنميتها البشرية والقومية، وخطوٌة أساسية في تأصيل العلم والأسلوب العلمي في التفكير والسلوك، وتنمية ملكة الابتكار والإبداع.
٢. يؤكد المجتمعون ما خلصت إليه البحوث العلمية الرصينة والقرارات الدولية وما سبق لهم أن أكدوه في مؤتمراتهم السابقة من ارتباط اللغة القومية بالهوية وإلى ارتباط لغة التعليم بالتنمية ويدعون إلى إبراز ذلك في مختلف المحافل العلمية.
ويؤكد المجتمعون أن النذر التي تتهدد الأمة العربية تجعلنا نزداد تمسكاً بقضية تعريب لغة العلوم وحرصاً عليها، لأنها ركن أساسي من دعائم هويتنا التي يحاول أعداؤنا أن ينوشوها لينالوا منها ويعولموا معالمها.
٣. يدعو المجتمعون جميع الأفراد والهيئات والمؤسسات إلى الالتزام بنصوص القوانين والدساتير في مختلف الدول العربية والتي تنص صراحة على أن لغة التعليم هي اللغة العربية ويدعون أهل القانون وغيرهم من المهتمين إلى تفعيل ذلك.
٤. يناشد المؤتمرون جميع رؤساء الجامعات العربية وعمداء الكليات ورؤساء مجالس الأقسام العلمية وجميع أعضاء هيئات التدريس بالجامعات العربية اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للبدء فوراً في تعريب التعليم الجامعي استناداً إلى القوانين التي صدرت من جميع الحكومات العربية في هذا الصدد وإلى توصيات اتحاد الجامعات العربية. كما يَحُثُّ المجتمعون الجامعات العربية على أن تكون السيادة للغة العربية في مختلف وجوه النشر العلمي وفي المؤتمرات والندوات التي تعقد بالبلاد العربية، وعلى قبول البحوث المنشورة باللغة العربية والمؤلفات بالعربية والترجمات إلى اللغة العربية بين الإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس المتقدمين للترقية.
٥. يوصي المجتمعون الجامعات العربية ومراكز البحوث والمنظمات العربية والدولية والجمعيات العلمية بتسهيل تداول الكتب والبرامج المؤلفة بالعربية أو المترجمة إليها بين تلك الجهات بمختلف صورها؛ والاستفادة من إمكانات شبكة الإنترنت في نشر وتداول تلك المؤلفات؛ حتى يُمْكُِنَنا البناء على جهود الأمة. كما يوصون الجمعية المصرية لتعريب العلوم ببناء قاعدة معلومات لتلك المؤلفات في التخصصات العلمية التطبيقية على شبكة الإنترنت.
٦. يوصى المجتمعون الجمعية المصرية لتعريب العلوم ببناء قاعدة معلومات لترجمات مستخلصات البحوث العلمية من دوريات منتقاة في التخصصات العلمية التطبيقية على شبكة الإنترنت.
٧. يؤيد المجتمعون خطة الجمعية العملية لدفع مسيرة التعريب في محورين متوازيين أولهما التعريب، وبدايته تعريب التعليم الجامعي وقبل الجامعي، وثانيهما الارتقاء بممارستنا للغة العربية.
٨. يدعو المجتمعون الكافة؛ بما فيهم الأفراد والجمعيات والهيئات ووسائل الإعلام ومختلف الهيئات التنفيذية إلى استخدام اللغة العربية الصحيحة في كافة أعمالهم؛ داخلياً وخارجياً؛ والوقوف بحزم ضد كتابة وتغلغل العاميات في مناشط المجتمع لشدة خطورتها على بنيان المجتمع، حتى لا تكون هي الصخرة التي تنكسر عليها جهود أمتنا ووحدتها؛ كما يؤكدون أن اللغة العربية الصحيحة تحمل المكنون الثقافي والقِيَمي لأمتنا الذي يجب أن تقوم عليه نهضة أمتنا. كما يدعون الأفراد والجهات العلمية المختلفة إلى التنبه لما يتسلل من قرارات في بعض المحافل ترسخ وُتَقعِّد اللهجات العامية واستعمالها في مناشط المجتمع خلسة أو بدون وعي من بعض أفراد المجتمع.
٩. يوصي المؤتمرون جهات الإنتاج والخدمات وهيئات تحرير الصحف والمجلات والدوريات ودور النشر ووسائل الإعلام المختلفة بالبلاد العربية بالتمسك باستعمال الرقم العربي الأصيل ( ٩٨٧٦٥٤٣٢١٠ ) بالأسلوب والمواصفات الصحيحة في مختلف مناشطهم وأعمالهم. ويلفت المجتمعون أنظار المهتمين بقضية الأرقام العربية المشرقية إلى القرار الحاسم الذي سبق أن اتخذه مجمع اللغة العربية بالقاهرة واتحاد المجامع العربية بالتمسك بأرقامنا العربية المشرقية.
١٠ . يوصي المجتمعون المسئولين عن تعليم النشء بأن يقيِّموا تجارب تدريس اللغات الأجنبية في بدايات التعليم الأولى اقتداءً بخبرات الدول المتقدمة التي لا تعرض أبناءها للغة أجنبية قبل المرحلة الإعدادية أو ما يماثلها حتى يكتمل تمكنه من لغته القومية. ويدعونهم، كذلك أن يولوا المدارس التي تقدم العلم باللغة العربية الاهتمام الواجب نحوها. وفي الوقت ذاته يوصونهم بالاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية كلغات أجنبية وليس كوسيط تعليمي، والاهتمام في الوقت ذاته بتعلم اللغة العربية وعاء الأمة وهويتها. ومن ثَمَّ يدعو المجتمعون الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى الاهتمام بتعليم أبنائهم بالعربية منذ بداية السلم التعليمي ترسيخاً للغة العربية وللعلم في الوقت نفسه.
١١ . يتواصى المجتمعون بمؤازرة التجارب الناجحة لتعريب العلوم، الفردية والجماعية في كل البلاد العربية، وإبراز ريادتها بصورة ملائمة ودعوة القائمين على تلك التجارب إلى تقييم مسيرتها لإبراز جوانب القوة في أعمالها.
١٢ . يهيب المؤتمرون بالأفراد المهتمين بقضية توطين العلم بتعريب لغته؛ وخاصة أساتذة الجامعات؛ أن يضاعفوا جهودهم الدءوب لتحقيق رسالتهم، وهم يؤكدون أن البدء الفعلي بتعريب تدريس العلم هو الذي سوف يذلل العقبات. وهم يتواصوْنَ أيضاً بأن يعمل كل منهم، في حدود إمكاناته الشخصية، أو في حدود مسؤولياته المباشرة، على تحقيق أي قدر مستطاع من التعريب فيما يدرس أو يكتب، وعلى الدعوة لهذه القضية بالإقناع الموضوعي وتفنيد الاعتراضات، كما يؤكدون ما للقدوة من تأثير كبير في نشر كل المبادئ الحسنة. وهم يلفتون الأنظار إلى نجاحات الجهود الشعبية والفردية في مسيرة بناء الأوطان.
١٣ . يدعو المجتمعون النقابات المهنية والجمعيات العلمية في الوطن العربي إلى استخدام اللغة العربية في مختلف مناشطها وإلى تبني قضية تعريب لغة التعليم الجامعي، رفعاً للكفاءة المهنية لأعضائها. ويشيدون بما بدأت في اتخاذه النقابة العامة لأطباء مصر في هذا الصدد.
١٤ . يدعو المجتمعون أساتذة الجامعات الذين يُدَرِسون بلغة أجنبية أن يضعوا امتحاناتهم بتلك اللغة ويترجموها إلى اللغة العربية وأن يسمحوا للطلاب بالإجابة باللغة العربية.
١٥ . يُقدر المجتمعون الخطوات التي تقوم بها الجمعية المصرية لتعريب العلوم لقراءة ونشر كتب القراءة والنصوص العربية المقررة على طلاب المراحل التعليمية المختلفة وغيرها من الكتب الثقافية العربية إصلاحاً للسان الطلبة والعامة.
١٦ . يدعو المجتمعون شباب الأمة، معقد آمالها، إلى مدارسة قضية لغتنا القومية وعلاقتها بالانتماء والتنمية؛ كما يدعونهم إلى بذل الجهد في الترويج لهذه القضية في مختلف مناشطهم ومنتدياتهم الطبيعية والإلكترونية. كما يدعونهم إلى التمسك باستخدام اللغة العربية الصحيحة في حواراتهم اعتزازاً بكينونتهم وحفاظاً على هويتهم ومجتمعاتهم. كما يؤكد المجتمعون أنه حتى التعثر، للكبير والصغير، في استخدام العربية الصحيحة، إن واكب رغبة أكيدة في استخدامها، هو في حد ذاته خطوة إيجابية.
١٧ . يوصي المجتمعون مجامع اللغة العربية بالقيام بدورها نحو حماية اللغة العربية وعدم الاقتصار على توليد مصطلحات ليس لها آلية استخدام، ويؤكدون لزوم وضع المصطلح العلمي في حجمه الحقيقي بالنسبة لقضية تعريب لغة العلم. كما يدعون أعضاء المجامع اللغوية العربية إلى أن يكونوا قدوة في تدريس علومهم باللغة العربية.
١٨ . يوصي المجتمعون الجمعية المصرية لتعريب العلوم بتنظيم ندوات ولقاءات دورية افتراضية وطبيعية عن مختلف جوانب قضية التعريب في أماكن متعددة نشراً للقضية وجذباً لمزيد من المؤيدين لهذه الدعوة حتى تصبح قضية تعريب العلوم قضية تنمية شعبية. كما يدعون إلى التحرك بقضية التعريب داخل مختلف مؤسسات المجتمع وبخاصة التعليمية والإعلامية والقانونية. وفي الوقت ذاته يدعون الجمعية إلى إصدار مجلة دورية ثقافية تحمل دعوة الجمعية ورسالتها.
١٩ . يتواصى المجتمعون، كل في موقعه، بإذاعة هذه التوصيات وبالتفاعل بإيجابية مع خطة دفع مسيرة التعريب المقترحة.
٢٠ . يشكر المجتمعون العاملين في الصحافة والإذاعة المسموعة والمرئية على اهتمامهم بمتابعة أنشطة المؤتمر، ويرجونهم متابعة اهتمامهم بالدعوة المقنعة الهادئة لقضية تعريب العلوم وما يستتبعها من قضايا قد لا يعترضها عند الكثيرين سوى حاجز نفسي متوهم أو عدم إلمام كامل بجوانبها المختلفة.
٢١ . يوصي المجتمعون الجمعية المصرية لتعريب العلوم بتفعيل وإذاعة هذه التوصيات على أوسع نطاق حيث يرجى أن يكون لها صدى فعال، على صعيد مختلف الهيئات التنفيذية والسياسية والتشريعية والإعلامية، ومتابعة تنفيذها.
---------------
مصدر الخبر : د. محمد يونس الحملاوى
أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر
أمين الجمعية المصرية لتعريب العلوم
----------
الجمعية المصرية لتعريب العلوم، ص. ب ٥٣٠١ غرب مصر الجديدة، القاهرة ١١٧٧١
الصفحة الإلكترونية : www.taareeb.info
البريد الإلكتروني : mhamalwy@hotmail.com
ناسوخ ٢٦٣٧٧٤٤٦ – القاهرة