لغة الضاد تعاني من إهمال أهلها وقسوة رافضيها

كيف ننقذ عربيتنا التي تحتضر أمامنا بلا اكتراث من كثير منا أخذتهم مشاغلهم وادعاءاتهم الزائفة بالتحضر والارتقاء باللسان بعيداً عن أمنا الجميلة؟ كيف نعيد لها احترامها وأصالتها والأهم اهتمامنا نحن بها ولهفتنا الحقيقية على التمسك بها على حساب أية لغة أخرى أو تحريض خارجي خفي بنفضها وإنكارها والتخلص منها؟ ثم وهذا هو السؤال الهدف، هل تحتاج العربية اللغة التي شرفها المولى عز وجل بأن جعلها لغة القرآن الكتاب الأكرم، يوما واحدا سنويا لأن نحتفل بها وهي محتوانا ورمزنا كعرب جميعا، هل يجوز أن نخصص لذواتنا الناطقة بعروبتنا يوما للاحتفال، أو ليس من المستغرب ذلك والمفترض أنها أمسنا ويومنا وغدنا بلا تغريب لها أو اعتبارها من المستجدات المحتفى بها في يوم محدد نضيء لها فيه الشموع، وننثر لها الورود، ونؤكد عزمنا على المضي قدماً في ركبها والسير على نهجها، مفردين ايجابياتها ومبينين مميزاتها، ومعلنين التصميم على التمسك بها.
هل يصح أن نقتطع الجزء الأصيل فينا لنعتبره مستحدثا، ومن ثم نهنئ أنفسنا وغيرنا به يوما واحدا سنويا؟!
التحقيق التالي محاولة بحثية في كيفية العودة إلى جادة الصواب في إرجاع اللغة الأم إلى مكانتها الأولى التي كانت فيها الألسنة تتفاخر بالتحدث بها، وتعتز بأنها تنتمي لها، وتصر دوماً على نطقها والتحدث والتعامل بها.
البداية في تحديد موعد الاحتفالية كانت عام 1999 عندما أرست منظمة اليونسكو فكرة تكريس أهمية اللغة العربية عالمياً وتحديد يوم 21 فبراير/ شباط سنويا موحداً للاحتفاء بها لتعزيزها في المحافل الدولية التي تهمل التعامل بها وتلجأ إلى تصعيد ورفع شأن لغات أخرى لا توازي العربية في أصالتها وحضارتها وقيمتها.
فإذا كانت منظمة اليونسكو حددت موعداً لنا كعرب للاحتفال بلغتنا التي هي هويتنا وقوميتنا ورمز تاريخنا وعزنا فما بالنا نرتضي بإهانتها ونقف مكتوفي الأيدي؟ هناك بعض أقوال سديدة حول مزايا وايجابيات العربية طرحها د. نبيل علي في كتابه “ الثقافة العربية وعصر المعلومات.. رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي” نستقطع منها باختصار قوله التالي: تتميز العربية بخصائص كثيرة تؤهلها لتكون لغة عالمية مثل التزامها بالقاعدة الذهبية فيما يخص التوسط والتوازن اللغوي، فاللغة العربية تجمع بين كثير من خصائص اللغات الأخرى على مستوى جميع فروعها اللغوية: كتابة وأصواتا وصرفا ونحوا ومعجما، وتتسم بتوازن دقيق وتآخ محسوب بين فروع اللغة المختلفة، وعلى المستوى التكنولوجي ثبت انه يمكن تطويع النماذج البرمجية المصممة للغة العربية لتلبية مطالب اللغات الأخرى وعلى رأسها اللغة الانجليزية.
والمزايا العديدة التي تتمتع بها اللغة العربية والتي تؤهلها لتفاعل ايجابي خلاق مع عصر المعلومات وتقنياته المختلفة، تجعلنا في موضع اتهام لضياع لغتنا واستعجامها حتى على أهلها. فالجهود التي تبذل لخدمة اللغة العربية قليلة ومتناثرة واغلبها لا يتفاعل مع مستجدات العصر . كما انه لا توجد فلسفة عربية حقيقية تضع اللغة العربية في مكانها الذي تستحقه في منظومة الثقافة والمنظومة المجتمعية، حتى أصبحت لغتنا سجينة قاعات الدرس، مقيدة بأغلال الإهمال، وأصبح أهلها أنفسهم يظنونها لغة غير جديرة بالعصر (على سبيل المثال يرفض الكثيرون تعريب العلوم برغم نجاح تجربة سوريا في هذا الصدد).
وفي الوقت الذي تدور فيه حرب لغوية طاحنة تعتبر الانترنت اظهر ساحاتها بين اللغات التي تحاول فرض هيمنتها، نلاحظ أن اللغة الانجليزية تفوز بنصيب الأسد حتى الآن فمن الأرقام التي تؤكد هذه الحقيقة على مستوى العالم هي أن 65% من برامج الإذاعة و70% من الأفلام الناطقة و90% من الوثائق المخزنة على الانترنت و85% من المكالمات الهاتفية الدولية باللغة الانجليزية.

طرائق التدريس :
د. عبيد بن بطي عضو المجلس الوطني الاتحادي ومدير مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية في وزارة التربية والتعليم يؤكد أن النظر إلى اللغة العربية على أنها لغة تواصل وخطاب وعمل يعتبر قصورا لكونها لغة كيان وهوية.
ويقول: التركيز الحالي على اللغة الانجليزية جاء من الاشتراطات التي فرضها سوق العمل من حيث إتقان المنتسب إليه اللغة الانجليزية بما أدى إلى التركيز على هذا الجانب من جانب المؤسسات التعليمية التي تعمل على إعداد الطلاب لخوض سوق العمل بمتطلباته الموضوعة، وفي المقابل تم إهمال الجانب القيمي والأخلاقي الذي يحتاجه أيضا سوق العمل من إعداد شخص يلتحق بهذا السوق بشرف وأمانة ومصداقية وإخلاص وقدرة على تحمل المسؤولية وليس مجرد آله تتقن اللغة الأجنبية.
وأضاف: التركيز على اللغة الأجنبية من هذا المنطلق دفع بالعربية إلى أن تحتل المقعد الخلفي، لأننا أصبحنا نعد لسوق العمل ولا نفكر في أمر الهوية والانتماء، مما أدى إلى حدوث نوع من التهميش للعربية لأنها لم تعد لغة بيئة العمل المطلوبة، وهذا من سوء حظنا كعرب لأننا لم نطور من أنفسنا لنصبح دولاً متقدمة تستطيع أن تكون منتجة مما ألجأنا إلى الغرب من خلال تعلم لغتهم، ومن دون وعي أهملنا لغتنا الأم.
ونوه إلى انه من خلال المناهج المطروحة حالياً في وزارة التربية والتعليم هناك محاولة جادة لتغيير نمط تدريس العربية، لأن طرائق تدريسها المتبعة في المدارس جافة إلى حد بعيد ولا تعتمد استراتيجيات حديثه مما أدى إلى تجنيها على اللغة ذاتها حيث بدأ الطلاب ينفرون منها، ويقبلون على الانجليزية، خلاف الصورة الكامنة في الأذهان عن معلمي اللغة العربية الذين تطرحهم الأعمال الدرامية بشكل يسيء إليهم ظاهراً وباطناً ويؤدي إلى الاستهزاء بهم، وقال: نحن ملزمون بأن تكون هناك طرائق تدريس جديدة للعربية لترغيب الطلاب فيها، إلى جانب ضرورة إعداد المعلمين الأكفاء ممن لديهم القدرة على توصيل المادة للطلاب بأسلوب سلس وبسيط من خلال استراتيجيات مدروسة.
وأشار إلى أن الوزارة أجرت مقارنة حول طرائق تدريس الانجليزية والعربية، وأخذت في الاعتبار حين طرح منهاج العربية المطور تضمينه وسائل تعليم للغة تعتمد على النص والحوار والقصة المتكاملة وليس على التعليم الجزئي للمادة، بحيث أصبح الطالب ينظر إليها من خلال سياق شامل.
وقال: اللغة مهارة ونحن نركز على العربية باعتبارها لغة القرآن والهوية والانتماء واللغة الأم التي يجب الاعتزاز بها، فضلا عن كونها وسيلة للتواصل بأشكالها المختلفة وهدفنا أن يتعلم الطالب كيف يقرأ ويكتب وينصت ويستمع، وعموماً فالجميع مسؤول عن إعادة العربية إلى مكانتها وليس فقط وزارة التربية والتعليم أو مؤسسات التعليم العالي، إنما المجتمع العربي بأكمله.
وختم قائلا: في خضم الثقافات المتعددة في الدولة أصبح لزاماً علينا الحفاظ على هويتنا من خلال اللغة، أو الحفاظ على اللغة لكي نبقي على هويتنا، وهذه مسؤولية الآباء والمعلمين والمسؤولين وأفراد المجتمع كافة، فطالما سمحنا لهذه الثقافات بالوجود على أرضنا يجب ألا تطغى على ثقافتنا بل يجب المحافظة عليها من التهميش أو التجاهل إن كانت هناك هجمة تستهدف تحقيق ذلك، مؤكدا انه سيسعى من خلال المجلس الوطني إلى تأكيد أهمية القراءة لأن المجتمعات التي لا تقرأ تضمحل سريعا.

أين دوركم؟
أين دور مسؤولي جمعية حماية اللغة العربية من إنقاذ اللغة من التغريب والتهجين والعبث والاستهانة والإنكار؟! كان هذا هو السؤال، وجاء الرد من د. رضوان الدبسي المستشار الثقافي والتربوي ومدير جمعية حماية اللغة العربية فقال: بداية اللغة العربية كالإنسان يعتريه المرض فيبلى، وتعتريه القوة فيهنأ، وقد مرت على لغتنا العربية أزمات كثيرة لكنها نجت منها وخرجت منتصرة بإذن الله تعالى لأنها لغة القرآن الكريم، علاوة على ذلك فقد هوجمت اللغة من أطراف كثيرة لكن المهاجمين وئدوا حيث كانوا، وقد ادعى بعضهم تصورها وعدم صلاحيتها لمواكبة العصر الحديث وما يحتويه من علوم وعولمة وغيرها.
وواصل: نريد أن نثبت أن العربية مع كونها لغة مقدسة فهي لغة قرآننا وديننا وهي التي تحافظ على أمننا وبيئتنا سليمة في عصر العولمة، وهي بذاتها تدعو إلى سيادتها فصيحة في التعليم والعلوم والإعلام والتقنيات لتتحد العصرنة ما وراءها ومن وراءها، لغتنا هي قوتنا وعزتنا، ولغة امتنا الخيرة، وهي لغة سيادة، وتحضرني كلمة رائعة قرأتها في “رؤيتي” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عندما قال “يوم كانت العربية لغة العلوم والرياضيات والطب والسياسة والدبلوماسية ظل العلماء الرياضيون والبناؤون والأطباء والمؤرخون المسلمون والعرب أساتذة الأساتذة وفلاسفة الفلاسفة ومعلمي المعلمين نحو ألف عام”.
وواصل: ومن غنى لغتنا أن فيها المصطلح العلمي الذي تركز اليوم مجامع اللغة العربية عليه لنتحدى بذلك من يقول إن اللغة العربية ليست لغة علوم، فعلى سبيل المثال في سوريا اليوم أكثر من 100 معجم متخصص للمصطلحات العلمية، ولقد خزن البنك الآلي السعودي في حاسوبه حتى الآن نحو 300 ألف مصطلح علمي عربي، كما خزن معهد الأبحاث المغربي 400 ألف مصطلح في مركز الحاسوب العالمي في روما، وعلاوة على أن المركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية قد اعد بالتعاون مع منظمة الصحة العربية معجماً آلياً بمصطلحات طبية تزيد على 150 ألف مصطلح طبي، فما الذي نريده أكثر من ذلك، وإلا يدعونا هذا إلى الفخر بلغتنا، ويدفعنا للتأكيد على استخدامها لغة فصيحة في حياتنا سواء في بيوتنا، أو في الأسواق، والمدارس والجامعات.
وأكمل: وأنا أدعو إلى استخدام اللغة العربية المبسطة، وأشيد بلغة الصحافة لأنها لغة سهلة وبسيطة يفهمها الجميع، وإذا عدنا إلى لغتنا بقوة كما كان الأولون فهذا دليل قوة لنا ولأمتنا وحضارتنا العربية والإسلامية التي نقلت التعليم والعلوم، وعلمت الناس الطب والرياضيات والفلك قبل أن يعرفوا في مناطقهم هذه العلوم لغيابها حينذاك عن لغاتهم.
وفي تحديده لأسباب تدهور العربية، قوله: أهم الأسباب أننا في مناطقنا العربية نستخدم العمالة الأجنبية بما يؤثر في بيوتنا وأسواقنا، علاوة على ضعف التعامل بالعربية بين أفراد الأسرة الواحدة إما تفاخرا وتظاهرا بتقليد لغة أجنبية أو لأسباب أخرى يسمونها “الوجاهة” فضلا عن سؤال نوجهه إلى المدارس والجامعات عن السبب في تغريبهم العربية من التعليم رغم أن لغتنا أثبتت جدارتها في أنها لغة تعليم في المقام الأول.
ونوه بشدة إلى أن جمعية حماية اللغة العربية عندما تتلقى ملاحظة ميدانية عن لوحات إعلانية مكتوبة بلغة عربية غير صحيحة تخاطب على الفور بلديات الدولة وغرف التجارة لإزالتها، مؤكدا أن إعادة العربية إلى أمجادها القديمة تستوجب التأكيد على استخدامها بين أفراد الأسرة الواحدة، علاوة على ضرورة استخدام العمالة المثقفة الدارية باللغة العربية، وإرساء العربية كلغة تعليم للعلوم الإنسانية والتطبيقية كافة في المدارس بجميع مستوياتها، وأيضا في الكليات والمعاهد والجامعات.
وأكد أن وجود جمعية لحماية اللغة العربية في الدولة يعد مفخرة لها، خاصة وأنها تتلقى الدعم الدائم وتعمل في ظل التوجيهات السديدة من صاحب السمو رئيس الدولة، وأصحاب السمو حكام الإمارات علاوة على إصدارها مجلة تعنى باللغة العربية وتتخصص فيها وتحمل اسم “العربية” بمكرمة خاصة من صاحب السمو حاكم الشارقة، فضلا عن تكرم سموه بكافة نفقات وتكاليف إصدار المعجم التاريخي للغة العربية.
وخلص إلى القول: نحن لسنا ضد تعلم لغة أجنبية، لكن كما قال أساتذتنا من قبل علينا أن نحصن بيتنا العربي أولاً من الداخل ثم نتعلم لغة أجنبية ونحن مأمورون بذلك لأن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أشار إلى زيد بن ثابت ليتعلم لغة يهود وقال (صلى الله عليه وسلم) “إني لا آمن يهود على كتابي”، وقبل مائة عام قال شاعر العروبة والعربية حافظ إبراهيم “وسعت كتاب الله لفظا وغاية... وما ضقت عن آي به وعظاتي. “فكيف أضيق اليوم عن وصف آله.. وتنسيق أسماء لمخترعاتي.. أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”.

مواجهة التناقض :
مازلنا نبحث في درر الجهات المفترض أن تكون معنية بإرجاع العربية إلى مستهل طابور اللغات بعدما أصبحت تقف في نهايته، عيسى السري رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين التي تعد المظلة الحامية لكل ما يتعلق بالمفردات التعليمية، يرى أن أولوية اللغة والاهتمام بها تقوم على الفلسفة أو السياسة التعليمية المتبعة في الدولة، وبالتالي يفترض من وزارة التربية والتعليم أن تترجم السياسة التعليمية التي تنص على الاهتمام باللغة العربية، ويقول في ضوء رؤيتي السابقة فالسؤال المهم والواجب طرحه هو: هل المناهج تطورت حتى تحقق للغة العربية مكانتها في التعليم بالنسبة للأبناء؟
وأضاف الحقيقة أن إجابة السؤال تتعلق بعدة أطراف، فمثلاً وزارة التربية والتعليم مطالبة بتنفيذ السياسة التعليمية من خلال تطوير مناهج العربية والتركيز عليها، وإجراء دراسات عن مدى تمكن خريجي التعليم العام من مهارات اللغة العربية، وأيضاً إجراء قياس حول تمكن الطلاب من عدمه من العربية، فضلاً عن تأثير قانون الدولة والتعليم العالي في اللغة المستخدمة، حيث هناك تركيز ضخم على اللغة الإنجليزية التي أصبحت إجادتها شرطاً من شروط الالتحاق بالجامعات، علاوة على أن كثيراً من الكليات التي لا تحتاج الدراسة فيها إلى الإنجليزية، لجأت إلى تحويل مساقات لتكون بالإنجليزية وتراجعت فيها اللغة العربية إلى حد كبير.
وأردف مضيفاً أن مدى الاهتمام بلغة أي دولة يرتبط بالقوانين والأنظمة التي تمكن هذه اللغة في بلدها، واليوم جامعة الإمارات وهي من أولى الجامعات بدأت تتحول الدراسة في معظم كلياتها من العربية إلى الإنجليزية، فإذا كنا نشكو من تراجع اللغة الأم فهذا يحدث لأنه لم تعد هناك أولوية لها في أي من مجالات الحياة اليوم، فمثلاً التوظيف في أي جهة عاملة يقوم على شرط إجادة الإنجليزية وغير ذلك مشابه، لذا فعلى الجهات المعنية في الدولة والمجلس الوطني ومجلس الوزراء إيجاد إجابة للسؤال الواجب ألا وهو أين الجميع من لغتنا العربية؟ وكيف السبيل إلى تعزيزها بما يتوافق مع السياسة التعليمية للدولة ككل؟ وعلى الوطني تحديداً محاسبة وزارة التربية والتعليم إذا لم ترتق بالعربية وترسخ مهاراتها عند الأبناء.
ويفترض السري ألا يكون هناك تناقض بين ما جاءت به السياسة التعليمية من أن الهوية العربية والإسلامية هي هوية الدولة، وبين الأنظمة والقوانين التي يجب أن تخدم هذا الأمر ولا تختلف عنه، وقال: نحن بين خيارين إما أن نغير السياسة التعليمية للدولة ونجعلها متوافقة مع الواقع من حيث طغيان اللغة الانجليزية على العربية، أو أن نعيد ترتيب أوضاع العربية ونجعلها في مكانة الصدارة من قراراتنا الحياتية على اختلافها.

الإعلام العربي :
أصابع الاتهام تدين جزءاً من الإعلام المرئي بالإساءة للعربية نطقاً، حيث تصفع آذان المشاهدين كلمات المفترض أنها عربية إلا أن قارئها أو قارئتها يلبسنها ثوباً من الركاكة اللفظية التي تحول القاف إلى كاف، أو الراء إلى غين، أو الطاء إلى تاء وهكذا، حول هذا المضمون والواجب فعله حياله، يقول محمد الأمين معد برامج إعلامية في تلفزيون الشارقة: بداية لا بد من الاعتراف أن الانجليزية أصبحت حالياً لغة العلوم الحديثة والمعرفة عامة، وأصبحت الحاجات الأساسية للمرء في دروب العلم والاطلاع لا يجدها إلا في الانجليزية للقصور الذي حدث في فترة ما وتعلق بإهمال نشر اللغة العربية أو اتخاذ تدابير قوية لحمايتها، فمثلاً الشعوب الغربية تتسابق حالياً نحو تعلم اللغة الصينية، لأن الصين استطاعت فرض نفسها كقوة عسكرية وعلمية، ووضعت الكثير من الاشتراطات للتعامل معها من خلال لغتها الأم (الصينية) في العلاقات الدولية أو التجارية أو الاقتصادية، فهل نحن كعرب نستطيع فرض ذلك مثل الصين في علاقاتنا المختلفة أيضا ونحن نمثل حالياً سوقاً كبيراً في العالم سواء في دول الخليج خصوصاً أو العالم العربي عامة، لو استطعنا ذلك لنجحنا في فرض العربية، فيما قد يتطلب هذا الأمر قرارات على مستوى القمة العربية.
وتابع: أيضا في دول الخليج سوق كبير للعمالة فلماذا لا تتخذ تدابير معينة في مجال العمل من حيث اشتراط إلمام العمالة المستقدمة لأي من الدول الخليجية بالعربية، كشرط أساسي لمنحها فرص عمل، مثلما هو الحال في ألمانيا مثلاً وكثير من الدول الغربية التي تفرض لغتها كشرط أساسي لنيل وظيفة أو الالتحاق بمجال تعليمي وغيره، عدا ذلك فلا يمكن أن نتناسى الاهتمام الملحوظ من صاحب السمو حاكم الشارقة بجمعية حماية اللغة العربية ودعمها واشتراط التعامل بالعربية في المعاملات المختلفة، إلا أنه ومع هذا الاهتمام المقدر، فيجب العمل على تعليم تدريس العربية في المدارس الأجنبية واشتراط ذلك لمنح الترخيص لهذه المدارس.
وأضاف: وبالنسبة لإعلامنا العربي الذي أصبح جزء ملحوظ منه شبه مهجن، فلا بد بداية من الإشادة بمناخ الحرية المتاح للإعلام بوسائله المختلفة في الدولة، حيث استطاع تقديم نموذج جيد للإعلام العربي عامة، واعتقد كإعلامي أن الإعلامي يزدهر دائماً في مناخ من الحرية الإعلامية، ونحن بشكل عام في حاجة إلى إعلام مسؤول يسعى إلى تحقيق رسالة واضحة، لذا فلا بد من بذل المزيد من الجهود على المستوى القومي لتفعيل القرارات التي اتخذت سلفاً في القمم العربية السابقة مثل قرار إنشاء قناة فضائية عربية تخاطب العالم، ومثل القرار المتعلق بقرار ميثاق العمل الإعلامي، وأيضاً القرار الخاص بتدفق المعلومات العربية بين الدول العربية، والآخر المطالب بإنشاء وكالة أنباء عربية قومية.
وزاد: المشاركة العربية على المستوى الدولي، والحضور العربي في كافة المحافل الدولية والمناسبات يمكن أن يلعب دوراً في دعم مركز الثقافة العربية في العالم، لذا فمن الضروري بمكان تقوية الصلات مع مراكز العلوم والثقافة وإنشاء المراكز الثقافية والتواصل العلمي العربي مع دول العالم الخارجية، وإقامة العلاقات الثقافية التبادلية مع مختلف دول العالم، فعلى سبيل المثال نستورد من اليابان كثيراً من المعدات والمركبات إلا أننا لم نشاهد في القنوات العربية سوى مسلسل ياباني واحد فقط، في حين وبالتأكيد لم يشاهد اليابانيون ولا عملاً درامياً عربياً حتى الآن!.
وذكر انه يمكن من خلال تعزيز التواصل والتبادل الثقافي مع الأمم الحية والمؤثرة في العالم تعزيز الثقافة العربية ونشر اللغة الأم على نطاق واسع، مناشداً الجهات المعنية بإنشاء مؤسسات عربية ترعى الكوادر العربية التي تعمل في الدول الغربية والتي تقوم بترجمة مضمون المنتجات المصدرة من هذه الدول إلى العالم العربي، بأن توفر لهم الدعم المادي والأدبي والمعنوي، ليصبحوا بمثابة رسل للثقافة والحضارة العربية بحيث يتعدى دورهم مجرد الترجمة البسيطة لمضامين المنتجات إلى نقل الثقافة والحضارة العربية والتعريف بتراث الأمة وتاريخها مقترحاً أيضا إنشاء نادٍ قومي للمهاجرين العرب النشطاء في مجال الترجمة.

إلزام المستقدمين للعمل بتعلم جزء من لغتنا :
هل تملك مكاتب العمل في الدولة سلطة إلزام مكاتب الخدم أو الشركات التي تجلب عمالة باستقدام عمالة لديها إلمام ولو بسيط باللغة العربية؟
أحد مسؤولي مكاتب العمل في الدولة أكد أن المكاتب لا تمتلك هذا الحق، في حين من شروط تصريح العمل الجماعي وجود نسبة من العمالة العربية، وقال: ليس من حقنا اشتراط إلمام غير العرب بالعربية، وبشكل عام فنحن نريد عمالة أياً كانت بصرف النظر عن لغتها، لأننا في فترة تطور وحتى نحافظ على الصعود يجب الاستعانة بجميع الجهود، ودائما المكاسب تقابلها تضحيات! وأضاف: يجب ألا نهرب من الاعتراف بأن إجادة اللغة الانجليزية أصبح شرطاً أساسيا في كثير من الجهات، فضلاً عن اعتماد الحاسب الآلي وبنسبة 80% على الانجليزية، حيث تتوافر في المواقع الأجنبية التي يحويها الكثير من المعلومات وغيرها خلاف المواقع العربية محدودة المادة العلمية والمعلوماتية. ورأى أن العرب يلهثون وراء الانجليزية علماً وتعاملاً وتداولاً من منطلق عقدة نقص، أو رغبة في إثبات الوجود المفتقد حيث قال: الاتجاهات الحياتية المختلفة تهدم العربية، ونحن أساسا أصبحنا نغير في اللغة ما أدى إلى اندثار كلمات عربية كثيرة مع الأيام مقابل مصطلحات انجليزية أعطيت لها المساحة لتسود، لذا فالعيب ليس في العمالة الفنية المستقدمة لأن وجودها إن آجلا أم عاجلا مؤقت، في حين العيب الأساسي فينا نحن العرب أبناء لغة الضاد الذين أصبحنا نتبرأ منها، ونستهين بها، ونتطاول عليها!

عائشة الحديدي: صعوبة في تعليمها لتلاميذ التأسيسية :
يواجه تلاميذ المراحل التأسيسية صعوبة في تعلم العربية، فهل السبب أسلوب التدريس المتبع أم انحدار بعض الأبناء من أمهات غير عربيات، أم نشأتهم على أيدي خادمات آسيويات يدربن الألسنة الصغيرة على نطق لغات بلادهن على حساب لغة الآباء والأجداد، وأهل الأرض العربية والحضارة والتراث”؟
عائشة الحديدي موجهة خدمة اجتماعية تحمل وجهة نظر من الميدان التربوي في هذا المضمار حيث تقول: هناك اهتمام من المدارس بتعليم اللغة لكن ليس بالمستوى المطلوب، لأننا كنا في السابق عندما نبدأ بتعليم العربية نستعمل ذلك بمعرفة الألف فالباء فالتاء وهكذا أي نبدأ بتعلم حروف الهجاء، ومن ثم ننتقل إلى تعلم الكتابة، أي كنا نتعلم اللغة من الجزء إلى الكل، أما الآن فالتعليم يبدأ من الكل إلى الجزء، فعندما يلتحق التلميذ بالصف الأول من المرحلة التأسيسية يبدأ بتعلم الكلمة كاملة مثل كلمة بيان ومعلمتي ومدهشة مثلا، وفي ذلك صعوبة تنعكس رفضاً داخل الصغير لهذه اللغة. وأضافت: أيضا كثير من أولياء الأمور يرفضون إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية ويدخلونهم مدارس خاصة تركز على اللغة الانجليزية، وهم في ذلك يرفضون أن يتعلم أبناؤهم مفردات أم اللغات العربية الجميلة التي يجهلون قيمتها، مما يؤدي إلى وجود طلبة جامعيين يجهلون تماما الكيفية الصحيحة في نطق العربية، خلاف ذلك فكثير من اللوحات الإعلانية في الشوارع تحمل أخطاء لغوية بما يتوجب محاسبة واضعيها.
وحددت بعض النقاط الواجبة لإعادة العربية إلى سيادتها، على رأسها رفع نسبة النجاح في اللغة العربية إلى 70% بدلاً من 50% خاصة لتلاميذ المرحلة التأسيسية، مع الاهتمام بإعادة تأهيل معلمي اللغة العربية بشكل صحيح ليستطيعوا تدريس اللغة بصورة محببة إلى الطلاب من خلال ابتكار وسائل جديدة في ذلك تتماشى مع العصر وتسهم في إيصال العربية إلى الصغار بيسر وبساطة وسهولة.

مسخ لغوي جديد :
تسللت للمعجم اللغوي للعربية الأم الراقية نطقاً وكتابة ومضمونا، ألفاظ جديدة ألفتها وأخرجتها وتداولتها ألسنة عربية شابة متجرئة على الأدبيات السامية للغة الضاد، منها التالي:
“بيئة” وتعنى في المفاهيم الشابة إنسانا ذا مستوى اجتماعي منحدر، روشنه والمعنى المقصود التحضر والتحرر، “حتشتغلني، أي “حتستهدفني” بالحديث الساخر أو الكاذب” و”ده تركيبه” أي أن هذا الشخص معقد وغيرها الكثير.
لغتنا الأم تشتكي وهي ترى انتحار ألفاظها على شفاه متهكمة، متطاولة، ضاربة عرض الحائط بأصول اللغة وجماليتها!
وعلى صعيد متواز لم تسلم المحلية الإماراتية أيضا من اختراعات لغوية هادمة، منها “ربشة” ويرددها الشباب في إشارة لأجواء روحانية معينة و”خابصينها خبصة” وتقال للدلالة على أن شخصاً ما ليس في حالته العادية، و”قو” بترقيق القاف لإبداء الإعجاب بأمر ما، و”سمان ديجه” وتعني في المصطلحات الشبابية للعربية المهانة على ألسنتهم إنسان بلا قيمة، و”دوكنته” ويطلقها الشاب من هؤلاء للاستهزاء من فعل ما أقدم عليه شخص معين!!

واقعها بالأرقام :
تقول لغة الأرقام عن العربية من واقع تقرير للالكسو ما يلي:
اللغة العربية اليوم تأتي في المرتبة السادسة من ضمن ثماني لغات يستعملها نصف البشرية بحيث تجد نفسها في منافسة داخل الوطن العربي نفسه مع بعض اللغات الأجنبية التي ينقل من خلالها العلم والتقانة وبعض المواد التدريسية.
لا تمثل العربية في شبكة الانترنت سوى 0،4% من مجموع اللغات الحاضرة على هذه الشبكة في مقابل 47% للانجليزية، و9% للصينية، و8% لليابانية، و6% للألمانية، و4% لكل من الاسبانية والفرنسية، و3% للايطالية و2% للبرتغالية والروسية!
6881 كتابا فقط ترجم إلى العربية منذ عام 1970 حتى نهاية القرن الماضي، وهو رقم يعادل الكتب المترجمة إلى الليتوانية في الفترة ذاتها، في الوقت الذي يضم فيه الوطن العربي 225 مليونا من الناطقين بالعربية بينما لا يتجاوز عدد الناطقين بالليتوانية أربعة ملايين، فيما تحتل اللغة العربية المرتبة 27 من حيث عدد الكتب المترجمة بعد اليونانية الحديثة مباشرة التي يتحدث بها 12 مليونا فقط في حين يمثل الوطن العربي ما يقارب 5% من مساحة الكرة الأرضية!

واقعة مؤسفة :

لم يقف العبث باللغة عند حد المتعاملين بها فقط، بل انسحب إلى بعض معلميها من الناطقين لقواعدها النحوية، وهذه الواقعة سجلتها وزارة التربية والتعليم أوائل العام الجاري، ورصدتها “الخليج” ونعود لنذكر بها من باب رصد حجم التلاعب الذي تتعرض له العربية الأم.
فقد لجأت وزارة التربية والتعليم إلى إحدى مؤسسات إنتاج الوسائل التعليمية المحلية وتعاقدت معها على شرائط لتعليم طلاب الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الأساسي نطق العربية بشكل سليم، بيد أنها اكتشفت أن التسجيل الوارد في الشرائط جاء على ألسنة أفراد لا يعرفون شيئاً عن العربية التي ينطقونها بشكل مغلوط للقواعد النحوية وبصورة تتضمن أخطاء بالغة، فقامت الوزارة على الفور بسحب الأشرطة.. انتهى الخبر ولا تعليق أيضاً.

حمد حارث المدفع: أبناؤها يلجؤون لتهميشها :
حمد حارث المدفع عضو المجلس الوطني يؤكد أن إعادة السيادة إلى العربية تتطلب سن قوانين تلزم جميع الجهات أن تلتزم بالعربية إلى جانب الانجليزية في إصداراتها وتعاملاتها ومخاطباتها ونشراتها ومراسلاتها المختلفة.
وقال: مع احترامي الكامل للغة الأم، فإن بعض المهتمين بالعربية يبالغون حين يترجمون العديد من المصطلحات الأجنبية إلى العربية بما يسقط معناها ومفهومها الأمر الذي يتوجب عدم المبالغة في الترجمة عموماً، للحفاظ على كيان اللغات الأخرى، كما نحافظ على عربيتنا.
وأضاف أن المؤسسات الاتحادية عامة تتحدث وتتعامل بالعربية، إلا أن المشكلة تكمن في بعض المؤسسات الخاصة والبنوك وشركات التأمين التي تتعامل بالانجليزية، وهذا يفترض بحثه ومناقشته على المستوى الاتحادي من خلال لجان المجلس الوطني والجهات المختصة لإلزامها بالتعامل بالعربية إلى جانب الانجليزية.
وأشار إلى أن أبناء العربية هم الذين يلجأون إلى تهميشها مع انه من المفترض التركيز عليها لكونها لغة القرآن إلى جانب اللغات الأخرى، مؤكداً على ضرورة أن تهتم المدارس الخاصة أيضا بالعربية إلى جانب الانجليزية، ليستطيع الطلاب مواجهة الواقع والتعامل معه.

محمد مصطفى الباحث الشرعي: لنحترم أننا أمة تقود ولا تقاد
موقف الشرع الحكيم من اللغة العربية لا يحمل جدلاً من أي نوع، فلغة الكتاب الأعز ولسان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لا يمكن التفاوض حولها من جانب رجال الشرع الحنيف، إلا أن رؤيتهم حول ما تتعرض له لغتنا الجميلة ودورهم الواجب هو ما تحمله السطور التالية، حيث يقول الشيخ محمد مصطفى الباحث الشرعي: قبل أن يشار بأصابع الاتهام إلى فريق دون آخر أو طائفة من دون غيرها، أو أن يناط أمر اللغة العربية لمسؤولين أو حكومات أو حتى شعوب، ومن دون أن نحلل تاريخ تفلت أو انحدار العربية من قلوب أبنائها ينبغي أولا أن نشير إلى أن هذه اللغة محفوظة بحفظ الله ودائمة بدوام القرآن، وصدق القائل “إن كان في الدنيا عز اللقاء بكم ففي القيامة نلقاكم ويكفينا”.
وواصل: إنها لغة القرآن وأهل الجنة، والنبي الأمي صلى الله عليه وسلم، وأول ما تفتق عليه لسان إسماعيل عليه السلام نحفظها ليست محل خوف عليها، وإنما الخوف على من يحملونها أو ينسبون إليها، فانهيار اللغة العربية وتفلتها من السنة أبنائها علامة على انهيارهم، فلو حطت طائرة في مطار فرانكفورت الدولي لن نجد لوحة إعلانية واحدة بغير الألمانية، وكذلك في مطار شارل ديجول في باريس لا توجد لوحة بغير الفرنسية، ومثل ذلك في روسيا والصين وغيرهما، فيما العربية يعد انهيار أبناء من يتحدثون بها علامة على غياب معنى الاستقلالية والتفوق اللغوي، فعندما انهارت قلوب هؤلاء الأبناء في تبعية الشرق تارة والغرب تارة أخرى، انهارت العقائد فالمعاملات فالأخلاق وانهارت تبعاً لذلك اللغة.
ويشدد على أن السبيل الوحيد لإعادة اللغة العربية إلى مكانتها في قلوب أبنائها يتركز في إذكاء وإشعال فتيل العزة والكرامة والشرف والسؤدد والمجد في نفوسهم حتى يعلموا أنهم امة تقود ولا تقاد، يتبعها الناس ولا تتبع أحداً، فهي امة الوسط والشرف، وقد قال الله عز وجل “وكذلك جعلناكم أمة وسطا” أي شريفة عزيزة جليلة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ فهي شريفة المعبود، وشريفة النبي صلى الله عليه وسلم، وشريفة الكتاب الطاهر والقبلة المشرفة واللسان العفيف، وقال: إشعال فتيل العزة يكون عن طريق إحداث تغيير جذري كامل في مناحي الحياة كافة في الأمة، لأن اغلب الذين يتحدثون عن حماية اللغة يتكلمون عن حماية اللوحات الإعلانية والجدارية، فيما نظرة واحدة إلى اللوحات التي تكتب في محاضر التعليم تشير إلى أن المسؤولين عنها لا يعرفون أين توضع الهمزة وهل على الألف أم تحتها! وأيضاً إصغاء الأذن إلى مذيع أو مذيعة في قنوات تنادي بحفظ اللغة العربية وتتكلم بها، يعرف في أي دار سحيق قذفنا، فالقاف أصبحت كافا، والثاء أصبحت سينا ولم يعد هناك فرق بين المرفوع والمجرور، وحتى الدعاة أصبح الناس يستدرجونهم إلى التحدث بالعامية!
وختم بالقول: نريد انتفاضة كاملة لتربية الاعتزاز في قلوب الأبناء بلغة دينهم وعقيدتهم وقرآنهم، وعلى المهتمين بأمر العربية بذل طاقاتهم وجهودهم كاملة لترسيخها في النفوس، آملين في الله تعالى أن يعيد الأمة إلى مصاف العز والكرامة وان يطلق بلغة القرآن السنة المسلمين، وان يضعوا نصب أعينهم قوله عز وجل “فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين”.
------------------
دار الخليج :
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=352353

adidas superstar damen glitzer silber

التصنيف الرئيسي: 
التصنيف الفرعي: 
شارك: