فلا عجب إذن أن يشغل هذا التراث أذهان المعاصرين وأن يلتفتوا إليه بالعين الفاحصة، وأن يقيموا بينه وبين حركتهم المعاصرة هذه الجسور التي تمر من فوقها أجيال المستقبل في طريقها إلى بناء هذا المستقبل، وإلى تصميم مساراته حيناً، أو إملاءه بالقوى الخفية الفاعلة حيناً آخر.
ولقد التقى على الاهتمام بهذا التراث العرب والمستعربون، الشرقيون والمستشرقون واجتمع عليه أعداؤه وأصدقاؤه.
فأما أعداؤه فقد أدركوا منذ حين بعيد أنهم لا يستطيعون أن يقيموا هذا الجيل من الناس اليوم، -وهو فهم يهدف إلى السيطرة والاستثمار والغلبة والاحتواء والالتهام- إلا إذا فهموا جذوره الأولى، وأدركوا بدايات هذه الجذور أو عرفوا تربتها ومسالكها إلى النمو ليكون عملهم نقيضاً لهذا النمو وتضاداً معه.. ولذلك وضعوا أيديهم على كل مظاهر الفرقة فيه، فأحيوا هذه الفرقة، وأمسكوا بكل مظاهر الضعف فأفادوا منها لتأصيل هذا الضعف، وفقهوا كل أسباب القوة والإبداع فقطعوا هذه الأسباب إلى كل مظاهر الإبداع.. ولم يدعوا منفذاً من منافذ الشك إلا سلكوه إليه ولا صورة من صور التوهين إلا أهالوها عليه.
وأما أصدقاؤه فقد رأوا فيه كذلك بداية التعرف إلى الذات، ولكن لا لطمسها كما فعل الأعداء، بل للانطلاق بهذه الذات، وأيقنوا أنهم حين يريدون أن تخلص حياتهم في الحاضر مما أصابها من عوج أو أمت فإنهم لا بد لهم أن يتبينوا مصادر هذا العوج وبدايات هذا الامت، وأن يكونوا من ذلك على بصيرة.. وإنهم حين يريدون الإسهام في الحياة الحضارية المعاصرة فإنهم لن يجدوا دوافعهم المحركة إلى ذلك إلا إذا استمدوا من هذا التراث ما يؤكد عندهم قدرتهم ويضع أمام أعينهم تجاربهم السابقة.. إن هذا التراث هو جواز دخولهم إلى موكب الحضارة المعاصرة ومشاركتهم فيها.
التراث إذن والاهتمام به ليس عملاً تاريخياً ماضوياً بقدر ما هو عمل حياتي مستقبلي.. والأمر لا يمكن أن يبقى، كما هو الآن، في حدود الوفاء النظري له والإشادة العاطفية به.. وإنما هو كذلك، أو قبل ذلك، في الانتفاع به، والوفاء لأنفسنا من خلاله.. إنه ليس زينة، ولكنه سلاح.. وليس تباهياً وإدلالاً، ولكنه قبل ذلك نوع من الأعداء ولون من كسب الثقة بالنفس، والثقة بالنفس أشد ما تحتاج إليه الشعوب في هذا التفجر الحضاري المتسارع.
ومن أجل هذا اكتسب التراث في نفوسنا نوعاً من القداسة.. لا أستعمل الكلمة بمعناها أو بظلالها الغيبية أو إنما أريد منها معناها الشاهد، معناها الموضوعي، الذي يولد في النفس العربية ألقها ويحفظ عليها بريقها وتوهجها، والذي يضع الأسس لإقرارها على أصول سليمة، تنطلق من القولة التي كان أطلقها أستاذنا المرحوم الشيخ أمين الخولي: إن أول الجديد قتل القديم فهماً.
2-العمل للتراث في الماضي:
لقد ابتدأ الاهتمام بهذا التراث مع بدايات النهضة.. ولكن العناية به على مدى هذين القرنين: التاسع عشر والعشرين كانت هذه العناية الممزقة إن صح التعبير.. لم يكن لهذه العناية منهج مرسم، ولم يكن وراءها نظرة كلية سابقة على العمل، ولم تنهض به قوة واحدة مؤتلفة..
كانت قوى الوطن العربي والبلاد الإسلامية مشتتة، وقد جوبه الاهتمام بهذا التراث مشتتاً.. بدأ كل من حيث استطاع أن يبدأ، وعمل كل في الاتجاه الذي استطاع أن يعمل فيه.. ونهضت الحكومات أحياناً بهذا العبء في بعض البلاد، مصر مثلاً، واحتمل العبء مؤسسات أو أفراد أو جماعات في بلاد أخرى.. وانعكست كل مظاهر التجزئة النفسية والفكرية والسياسية على العمل في هذا التراث حين عملنا له وعلى إهماله حين أهملناه..
واستبدت بالتوجه نحوه والعمل له اتجاهات مختلفة يمكن أن تكون موضع بحث دقيق خاص، لعل هناك من ينهض به ويربط بينه وبين مظاهر الحيوات الأخرى..
وأصبحنا ندرك بوضوح، يوماً بعد يوم، أن هذا التراث –وهو بطبيعة الحال تراث مشترك- لا بد فيه من عمل مشترك، وأن ثقل الحمل يقتضي، أول ما يقتضي، التعاون على حمله، وأن انتسابه إلى الوطن العربي والبلاد الإسلامية يحتم أن يكون العمل فيه نقطة التقاء بين أطراف الوطن العربي والبلاد الإسلامية.. وأن النظر الجزئي له إنما هو استمرار لروج التجزئة، والعمل المشتت فيه إنما هو تغذية لهذا التشتت والفوضى، وإطالة لطريق الهدف، وتعويق لحركاتنا في الوصول إليه.
من هنا يستمد العمل للتراث واهتمام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم به قيمته.. إنه جزء من العمل الصامت للوحدة والعمل الصلب لها.. العمل الذي يؤتي ثمرته بإذن ربه كل حين.
3-نحو خطة عمل جديدة: الميادين الخمسة:
ولكن كيف نستطيع أن نعمل للتراث عملاً مشتركاً: إذا كان التفتيت هو الذي يطبع الحياة العربية ويبدد جهودها؟.. إن ذلك يقتضي توليد النقيض من النقيض.. ولن يكون صعباً إذا توفر لنا الإيمان بأن العمل للتراث هو في ذاته عامل وحدة، وأن من واجبنا أن نجنب هذا الميدان أن يؤول –كما آلت إليه ميادين كثيرة في الحياة العربية- إقليمياً ضيقاً.
قد تتكاثر الآراء، وتختلف المناهج، ولكني أرجو أن أقترح الخطة التالية:
يبدو لي أن العمل في التراث يمكن أن يتحرك في الميادين الخمسة التالية، أو المراحل الخمس التالية:
الميدان الأول: مرحلة التعرف:
ليس هناك من يزعم أننا نعرف هذا التراث كله.. إننا نعرف بعضه، ولا نزال نجهل الكثير منه.. فنحن نجهل مواطنه التي تبدد فيها، ونجهل ما تضمه هذه المواطن بعد أن توازعته أقطار ومكتبات أفراد وجماعات في الشرق والغرب.. ولذلك فإن من الطبيعي أن نجهد في خطوتنا الأولى، لمعرفة هذا التراث وتوزعه.. وهي معرفة تندرج في مستويين متعاقبين:
1-معرفة أولية سريعة للأمكنة التي تفرق فيها هذا التراث أو للأمكنة التي نقدر أن يكون فيها.
ب-معرفة مفصلة للمخطوطات ذاتها.
آ-في المعرفة الأولية:
هناك مجموعات وكتل من هذا التراث لا تزال مستغلقة على الوصول إليها.. فهل نحن على معرفة دقيقة بكل مجموعات التراث في آسيا مثلاً أو في إفريقيا؟ في الأقطار الإسلامية التي يشغلها الاتحاد السوفياتي أو في بعض مقاطعات الهند؟..
في المساجد أو الزوايا أو البيوتات الخاصة في المشرق العربي أو في المغرب العربي؟.. ودع عنك ذكر المراكز الأخرى التي تشتت فيها هذا التراث.
ب-وأعني بالمعرفة المفصلة:
أن نتبين تفاصيل هذه الكتل والمجموعات.. وأن تكون لدينا قوائم تمهيدية تدل عليها، وتيسر السبيل من بعد إلى التعرف الدقيق لها.
الميدان الثاني-مرحلة الجمع:
إذا كنا لا نملك أن نستعيد هذه الثروة من البلاد التي آلت إليها- وهو أمر أحسب أن من الواجب أن نتحرك نحوه-وإذا كنا لا نملك أن نعاود تجميعها في مكان واحد..
فإن المعطيات التقنية الحديثة، وكذلك تجاربنا السابقة في معهد المخطوطات –تمكن لنا، في كثير من اليسر، أن تكون عندنا صور دقيقة "أفلام" لها.. ألم يكن ذلك هو الذي ابتعث فكرة إنشاء معهد المخطوطات؟!..
إن هذا الجمع إذا تيسر إنجاز ضخم في نطاق إحياء التراث وفي نطاق النهضة السليمة، وتصحيح لحركة الأحياء هذه..
فكثيراً ما نعمل في كتاب ونحن لا نجد نسخه الأفضل، وكثيراً ما نقدم أعمالاً ثانوية على أعمال رئيسية، وأعدنا طبع كتب سقيمة طبعاً تجارياً وكان من الممكن إعادة النظر فيها.. وقد اضطررنا أحياناً إلى طبع كتب قبل أن تطبع أصولها التي أخذت عنها..
ومثل هذا الجمع ذو أثر كبير على أحكام العمل بعد في المراحل التالية، وتوجيهه توجيهاً سديداً لا نقدم معه على عمل قبل استكمال مواده الأولى استكمالاً جامعاً أو قريباً من أن يكون جامعاً.
الميدان الثالث- مرحلة الفهارس الأولية:
اجتماع مصورات هذه المخطوطات في بلد عربي، أو في عدد من البلاد العربية يفتح الطريق عريضاً أمام عمل تنظيمي آخر شاق هو إعداد الفهارس الأولية وطباعتها طباعة مبدئية على شكل قوائم، وتعميم نشرها على المؤسسات العلمية في الوطن العربي كله.
الميدان الرابع- مرحلة الفهارس الدقيقة:
وذلك عمل علمي يحتاج إلى أن نعد له منذ الآن.. لأنه يقتضينا مجموعات من العلماء في كل فرع من فروع الثقافة الإسلامية، ينقطعون لهذه الفهرسة العلمية، ويقصرون جهدهم عليها.. وحسبهم أن يكونوا رواد هذا التراث، وحسبهم من عملهم العلمي أن يمكن لهم من التعريف به وفتح الأعين عليه.
وهذه المرحلة في حقيقتها تمهيد لعملية التحقيق في المرحلة التالية، لأن معرفة النسخ وتقييمها وأنسابها ومصادر مؤلفيها يوفر كثيراً من الجهد في عملية التحقيق، ويمهد لها.
الميدان الخامس- مرحلة التحقيق والنشر:
وهذه المرحلة ثمرة المراحل السابقة، ثم هي بدورها بذرة الحركة العلمية التي نريد أن نضطلع بها.. إن نشر هذا التراث نشراً محققاً هو السبيل إلى الإفادة منه ثم هو السبيل كذلك إلى تصفيته وتنقيته وتجاوز تراكماته، وإعادة تكوين صورة الحياة العملية العربية في حركتها طوال القرون منذ أن كانت نشأتها إلى أن كان ازدهارها ثم كان توقفها.. ونحن في حاجة إلى هذه الصورة لتجلية المشكلات التي علقت بتاريخنا..
إن أي أمر علمي نفكر فيه الآن من مثل تجديد كتابة التاريخ، وتوثيق النصوص، وإعداد المعجم التاريخي، ودراسة التطور اللغوي، ومعرفة المنحول والموضوع، وتبين العناصر الثابتة والمتحولة.. إن كل ذلك مرهون بنشر ما لم ينشر من هذا التراث على هذا النحو العلمي الذي يمهد الطريق إلى الدراسات العلمية، ويوفر كثيراً من الجهد في سبيلها.
ولن يكون مقبولاً أن نتابع طرائق النشر التي كانت منذ بداية النهضة.. أنه لا بد من أن يكون لنا طرائقنا الجديدة في النشر:
طرائق تستفيد من التقنيات الحديثة من جهة، وتمهد لاستخدام هذه التقنيات وبخاصة في مجال الحاسب الآلي.. فلم يعد سراً أن جهوداً كبيرة نستطيع أن نحتفظ بها إذا نحن أخضعنا عملية التحقيق والنشر بحيث نستطيع أن نستخدم بها بعد ذلك الحاسب الآلي.. وهو أمر له آثار كبيرة على حركة الفهرسة والتثبيت والتوثيق والوصول السريع إلى المواد اللازمة لدراسة موضوع ما في الثقافة الإسلامية.
***
4-صعوبات مترقبة:
وبعد، فأنا أقدر أني تحدثت عن هذه المراحل الخمس حديثاً موجزاً جداً.. أن كل مرحلة منها في حاجة إلى فيض من الدراسات، وفي حاجة إلى كثير من الأعداد، حتى تقود إلى المرحلة التي تليها، وحتى تحقق المراحل في مجموعها غايتها البعيدة.
إن لكل من هذه الميادين مشاكلها العالقة بها.. ففي ميدان التعريف بالجمع نواجه مشكلة الصلة بالبلاد التي هجر إليها هذا التراث ومزق فيها، وموقف هذه البلاد، أوروبية أو إسلامية، من التعاون معنا في هذا السبيل.. فهناك قيود مطروحة، وهناك حذر، وهناك معارضات، وهناك عصبيات.. وتلك أمور يجب أن تنهض بها الأجهزة السياسية في الجامعة العربية وفي ميدان الفهارس الأولية أو التفصيلية نحتاج إلى أعداد كبيرة من المتخصصين لأن هذه الفهارس التحليلية هي نصف الطريق إلى البحث العلمي والدرس الجاد وهي التي تضمن تنظيم الجهد وتوفير الوقت.
وفي ميدان التحقيق والنشر نحتاج إلى جهود ضخمة من جهود العاملين في التحقيق والمتخصصين في الطباعة كما نحتاج إلى اصطناع منهج واحد أو مناهج متماثلة تعين على النهوض بهذه المرحلة.. وتبدو لنا هنا مشكلة تضام الجهود وتكاملها ومعرفة السبيل إلى ذلك مشكلة واضحة حقاً أمام هذا التنابذ السياسي الماثل.
ولست الآن لأحصي هذه المشاكل والصعوبات، والخطط التي يمكن أن تستخدم لتذليل هذه الصعوبات.. ولكني قدمت الإشارة إلى بعضها وألفت الآن إلى بعض آخر:
من ذلك أن نتساءل: هل تجمع هذه المصورات في بلد واحد؟.. وهل نقيم فروعاً في الكليات لتحقيق التراث، أم تؤسس معاهد مستقلة؟.. وهل تكون هذه المعاهد في بلد بعينه أم في عدد من البلاد.. وهل تتولى النشر شركة واحدة أم تتصرف فيه الفعاليات العلمية في كل بلد على هواها..
وهل نستخدم المركزية الضيقة أم نوزع المسؤولية بين الأقطار العربية، أم نزاوج بين المركزية وبين توزيع المسؤولية يتولى ذلك جهاز قادر توضع بين يديه الإمكانات المختلفة؟.. إلى آخر الأسئلة المشابهة التي تفرض نفسها.
5-ثلاث ملاحظات:
وأخيراً لا أجد بداً من إبداء الملاحظات التالية:
أولاً: إن الأخذ بهذا الأسلوب المرحلي في الميادين المختلفة ليس بديلاً مباشراً عن الأوضاع السائدة ولا إلغاء لها، ولكنه تمهيد لوضع أفضل.
ولهذا فإن الأوضاع السائدة يجب أن تستمر مهما تكن درجة فعالياتها، ومهما تكن مظاهر التناقض فيها.. إن النقد والتوجيه مما يساعد على ترشيدها والتنسيق بينها..
ولذلك يجب أن يقترن هذا المشروع المقترح بسلسلة من التدابير التي توائم بينه وبين الواقع الحالي بحيث ينصهر هذا الواقع الحالي بعد ذلك في إطار هذا المشروع ويكون من صلبه.
ثانياً: إن هذه المرحلة في العمل لا تعني أن تكون مرحلية زمنية بحيث نعمل في المرحلة الأولى أولاً ثم نعمل في التي بعدها.
ولقد قرنت بين تعبيري: الميدان والمرحلة قاصداً إلى ذلك، فالمراحل متداخلة متكاملة على نحو تداخل الميادين وتكاملها..
ونستطيع، في حدود ما بين أيدينا من وسائل ومواد ومشاريع أن نمضي قدماً هنا أو هناك، في هذا الميدان أو ذاك.
إن طبيعة هذا العمل أنه متنام دائماً وأنه لا حدود له.. لأن هناك كشوفاً كثيرة عن المخطوطات.. ولهذا فإن العمل في أي مرحلة يمكن أن يكون رافداً للعمل في المراحل الأخرى.
ثالثاً: وأياً كان الحال فإن الذي يجب ألا يغيب عن أذهاننا أننا في حاجة ماسة إلى الاستعانة بالخبرات العملية المتجددة في نطاق النسخ والتصوير والتكبير والنقل لأن الأخذ بها يمكن أن يكون توفير الكثير من الجهود..
وأقترح هنا أن تكون عندنا اتصالات عملية بالمؤسسات التي تعنى بهذه الأشياء امتحاناً للاستفادة من خبراتها المستحدثة.
إن عملنا في التراث يحتاج إلى الإفادة من كل ما في المعاصرة من تقنية يمكن استخدامها.. إنه يحتاج إلى ثورة رشيدة، ولا يمكن أن يكون كاملاً في نطاق تصوراتنا التي ألفناها منذ بدأنا معهد المخطوطات، لأن التصورات العملية والعلمية تسبقنا في ذلك.
6-الخاتمة:
أيها الأخوة والزملاء:
إني أعرف ما يدور في ذهن كل واحد منا هو –أو بعضه- ما يدور في ذهن الآخر!.
وقد يكون ما عندكم أضعاف ما عندي..
ولكني إنما أردت أن أضع بين أيديكم تصوراً يفتح الطريق، بفضل مناقشاتكم ومشاركاتكم الجادة، إلى التصور الأكمل، ويساعد على تقليب الرأي في قضايا التراث بغية الوصول إلى فكرة جامعة وتخطيط صحيح.
ونحن نقدم على هذا العمل وفي أذهاننا وقلوبنا أنه عمل أصيل في حركة النهضة وسبر للبحث العلمي في جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية.. إنه عمل يحتاج إلى متابعة متصلة، ويحتاج إلى نفقة كبيرة، وإدارة مع الجهد المركزي.. ويحتاج إلى أن يؤمن به المشرفون على التنظيمات العربية..
فإذا لم يتيسر لنا تحقيق هذا الإيمان فإن من الخير أن ننفض أيدينا منه حتى لا تحملنا الأجيال مسؤولية الفشل فيه أو العجز عنه.
ولن يحقق ما نرجوه مثل أن نعمل له متكاتفين عليه بين الأقطار العربية جميعاً..
والثقافة قادرة على أن تطفئ أخطاء السياسة بل هي كذلك قادرة على توجيهها.
ومن ذلك ننطلق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكري فيصل
1 قدمت هذه الدراسة كدليل للجنة وضع مشروع أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه- المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، جامعة الدول العربية، بغداد.
---------------
نشر هذا البحث في :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد الثالث – السنة الأولى – تشرين الأول "اكتوبر" 1980