صحافة المدارس أدة للكشف عن التلاميذ الموهوبين من خلال إسهاماتهم وفق قدراتهم المعرفية ، وثقافتهم حيث تعبر عن تطور ذهني لديهم .يتمثل العمل الصحفي في جمع المعلومات ، وإمداد الإصدارات بمتطلبات النشر المتنوعة ، وبهذا المنحى تكون الصحافة المدرسية منبرًا تتكامل فيه الأنشطة التي تجمع الصغار ، وتربطهم بالمجتمع المدرسي . أسفرت تجاربي الميدانية في هذا المجال لسنوات جمعت فيها بين العمل التعليمي والتربوي ، والإعلامي في أكثر من بلد عربي : السودان ، اليمن ، فالسعودية ، عن ملاحظات أظهرت تجاوب التلاميذ وإقبالهم على نشر كتاباتهم ، وإصدارهم صحائف في مستوى إمكانتهم المعرفية .على سبيل المثال : صحيفتي .يسمي التلميذ صحيفته ويجمع لها مادة يختارها بنفسه ، أصححها له ، ثم أسمح له بإعدادها ، فأقوم بتصويرها ، ثم عرضها على زملائه في سجل دوار وبانتهاء عدد التلاميذ من عملهم يتوافر للفصل "ألبوم " يستفاد منه في إمداد الإذاعة الصباحية ، ويستخدم في حصص الإنشاء ...
الصحافة المدرسية ، تعبير ممتع يربي الناشئة على البحث ، والأمانة ، والتوثيق في نقل المعلومات . لكن مع ذلك تتباين وجهات النظر حول دورها . البعض يرى فيها الجوانب التربوية والخدمية لمقررات اللغة العربية التي يتعلم منها أبناء المدارس ما ينمي فيهم ملكة التعبير عن الذات ، والثقة بالنفس . بينما النوع الآخر في إدارات المدارس يهتم بنشر مجلات حائط وفصول تتضمن موضوعات فوق مستويات التلاميذ من أجل المظاهر فقط ..وهنا نتوقف تربويًّا لنؤكد أن للصحافة المدرسية قيمة تعليمية تربوية تستدعي إتقان عملها وفق ضوابط التحرير الصحفي ، فوجود أخطاء دون مراجعة وتصويب عبر الموضوعات لاجدوى منه . وكثيرًا ما يعتمد التلاميذ على غيرهم في إعداد صحفهم مما يتعارض وأمانة حق المؤلف : أبي وأمي يكتبان لي وأنا أقول هذا عملي ! وثمة شي ء جديد نتحسسه في توافر أجهزة الحاسب بالمدارس بجانب الحصص المقررة عليهم من تصاميم وخلافه ، فيمكن لهؤلاء التلاميذ الاستفادة من التقنيات تحت إشراف مدرسي الفنون ، والحاسب فيتسنى لهم إخراج أعمالهم بشي ء تنافسي ، ومسابقات ثقافية إبداعية تعزز بجوائز تشجيعية .
إجمالي الحديث ، والإشارة ، نرى أن دور الصحافة المدرسية اليوم يظهر أثره في الاستخدام السليم ، والاعتقاد التربوي المحمود المتمثل في التخطيط المتكامل لبناء عقول أبنائنا ، فلذات أكبادنا ، بما يلبي حاجاتهم المختلفة ، لإكسابهم مهارات تعهدم لحياة ملأى بسبل المعارف .، يكتبون فيها ما يجيش بمشاعرهم ، ويتحدثون عما يروق لهم بلغة معافاة ، بألفاظ واضحة ..
* عادل علي محمد كبَّـار - باحث تربوي الرياض ak_20064@hotmail.com