بعد ذلك القى د. عباس الصوري مدير مكتب تنسيق التعريب كلمة عبر فيها عن سروره البالغ بهذه الخطوة التي خطتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فكرمت علماً من اعلام اللغة العربية وهو الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق نظير ما قدمه من خدمات جليلة للثقافة واللغة العربيتين جهداً واخلاقاً وعلما كما عبر ايضا عن سعادته وهو يعيش فرحة تكريم مؤسسة عريقة هي جامعة دمشق ممثلة في رئيسها د. هاني مرتضى كما اغتنم د. الصوري هذه المناسبة فحيا الجماهيرية العربية الليبية التي وضعت لبنة اخرى في صرح اللغة العربية وذلك بإنشاء مجمع لغوي سيكون اضافة متميزة تسهم في تحقيق عملية التعريب في الوطن العربي.
ثم قدم الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله السنبل نيابة عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم د. المنجي بوسنينة درع المنظمة الى د. شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق اشادة بجهوده العلمية في ميدان التعريب كما قدم الدرع الاخر للدكتور محمود السيد لتسليمه الى د. هاني مرتضى رئيس جامعة دمشق اشادة بجهودها وما بذلته سوريا من خدمات جليلة للغة العربية والتعريب.
ثم ألقى د. شاكر الفحام كلمة عبر فيها عما خامره من غبطة وهو يقرأ رسالة د. بوسنينة التي زفت اليه خبر هذا التشريف مجددا الشكر لمدير عام المنظمة العربية.
ثم القى د. هاني مرتضى رئيس جامعة دمشق كلمة حيا فيها العاملين المجدين المجتهدين ومن بينهم هؤلاء الذين كرموا الجامعة السورية في شخصه مذكرا بأن للغة العربية خصوصية ذلك انها رمز هوية الأمة العربية.
بعد استراحة قصيرة عقد المؤتمر جلسة اجرائية برئاسة د. عبدالله السنبل حيث اقترح د. احمد شحلان نيابة عن رئيس المؤتمر للتعريب التاسع ان تؤول رئاسة المؤتمر العاشر لسوريا ممثلة في شخص د. محمود السيد فرحب المشاركون بالاجماع بهذا الاقتراح ثم وافق المشاركون على تسمية مكتب المؤتمر ولجانه الخمس.
وعلى مدى الايام الستة لمؤتمر التعريب العاشر عقدت خمس جلسات عمل وجلسة ختامية قدمت فيها التقرير الختامي والتوصيات وبيان دمشق للتعريب.
حيث قدمت في جلسة العمل الاولى بحثان الاول حول تعريب التعليم العالي في الوطن العربي ضروراته، معوقاته، شروطه، ومتطلبات نجاحه للدكتور احمد دويدار البسيوني اشار فيها الى ان التعليم باللغة القومية يمثل افضل تصور للذات كما يحقق اكتساب القدرات التي بواسطتها تبدع هذه الامة في كل مناحي الفكر وتسهم في بناء الحضارة الانسانية.
فيما قدم د. هاني مرتضى البحث الثاني حول التعليم في الوطن العربي تحدث عن اللغة العربية باعتبارها لغة حضارية في بنيتها وامكاناتها لذلك انتقلت من لغة المعارف الشفوية الى لغة العلم عندما توفرت اسباب هذا العلم كما انتقلت من المحلية الى العالمية عندما توفرت لها اسباب الانتشار ولم تجد اي حرج في تعاملها مع الترجمة والتعريب.
وادار الجلسة الثانية د. احمد مطلوب والذي عرض فيها البحث الثالث تحت عنوان «اعداد الكتاب العلمي الجامعي باللغة العربية تأليفا وترجمة» والذي اعده د. موفق دعبول ود. خضر الاحمد من سوريا.
فيما اعد د. مروان البواب بحثا بعنوان دور الحاسوب في توليد المصطلح وتوحيده بالتعاون مع د. محمد مراياتي ود. عماد الصابوني والذي اشاروا فيه الى التطور الحادث في مجالات العلوم المختلفة مما انتج فيضاً من المصطلحات التي وضعت مقابلات لها في غياب منهج موحد متفق عليه وعدم وجود تشريع الجهات المختصة باستخدام ماجد من مصطلحات عربية.
كما اشار البحث الى ان القصور في المصطلح هو قصور في المعرفة التي اصبحت اقتصادا في حد ذاتها وغدت وسائلها علامة على التفوق بحيث تقاس درجة التوجه نحو المعرفة بعدد الحواسيب وعدد ما يتصل منها بالانترنت وعدد مواقع المؤسسات في هذه الشبكة ونسبة التعامل بالتجارة الالكترونية وعدد قواعد المعطيات في قطاعات الخدمات والانتاج وعدد براءات الاختراع.
في حين ادار الجلسة الثالثة د. عبدالقادر المهندس وعرض فيها البحث الخامس بعنوان «المعجم من منظور الترجمة الآلية» للدكتور نبيل علي الذي ابرز اهمية المعجم عموما في اطار لغة يحكمها نظامان احدهما نظام القواعد والاخر نظام المعجم مشيرا ان لهذين النظامين دورهما في نظم الترجمة الالية في الوقت الذي تضم هذه الترجمة مشاكل اذا ما قيست بالترجمة الآلية الانجليزية وذلك ناتج عن الاختلاف الكبير في آليات تكوين الكلمات في كل من اللغة العربية والانجليزية وفي الفوارق الواضحة بين اللغتين كلما تعلق الامر بمعاني المدخلات المعجمية وفي تحويل المعاني الاستعارية وطرق الحذف والزيادة.
كما ألقى د. علي القاسمي في البحث السادس محاضرة بعنوان «دور المصطلح العربي الموحد في تعريب التعليم العالي» اكد فيها ان الهدف الاساسي من توفير المصطلحات العلمية العربية الموحدة هو ايجاد لغة علمية عربية مشتركة يفهمها جميع العلميين والتقنيين في مختلف الاقطار العربية وتكون اداة فاعلة للتعليم والبحث والتأليف والترجمة في مجال العلوم والتقنيات الحديثة وشبكات المعلوماتية العربية والدولية والدوريات العلمية ووسائل الاعلام والاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة بحيث تيسر التبادل العلمي بين الجامعات العربية وتبادل الاساتذة والباحثين وانتقال الطلاب من جامعة عربية الى اخرى.
هذا وقد تميزت الجلستان الرابعة والخامسة بعرض مداخلات حول التعريب والمصطلح وتعريب التعليم العالي في الوطن العربي الى جانب تقديم اضافات توضيحية حول بعض التجارب الخاصة حيث اتمت بعد ذلك اللجان المتخصصة اعمالها وقدمت تقاريرها للجنة الصياغة.
توصيات واوصى المؤتمر بإقرار المعاجم المعروضة على المؤتمر وطبعها بعد وضع اللمسات الاخيرة عليها في ضوء ملاحظات اللجان المتخصصة وايجاد آلية مناسبة لاستثمار المعاجم الموحدة الصادرة عن مؤتمرات التعريب والاستفادة منها وتسهيل توزيعها وتداولها على نطاق واسع.
في الوقت الذي اكد فيه المؤتمر ان ما اقرته مؤتمرات التعريب السابقة من ان حركة التعريب ستظل ناقصة ومهددة ما لم تشمل مراحل التعليم كلها وان توقف التعريب وتباطؤه عند التعليم العالي سيؤدي الى انفصام فكري والى وجود طبقية ثقافية في الوطن العربي تهدد نموه الفكري والعلمي لذلك اوصى مؤتمر التعريب العاشر بما يلي: ـ مناشدة الدول العربية التي لم تبدأ بعد عملية التعريب في التعليم العالي او لم تستكملها ان تتخذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
ـ وضع الكتب العلمية في البلاد العربية التي طبقت التعريب بين ايدي الجامعات والمؤسسات الاخرى المماثلة والاستفادة من تجارب هذه الدول وتفادي تكرار الجهود السابقة.
ـ دعوة الدول العربية الى معالجة مشكلات تعريب التعليم العالي في ضوء النتائج التي توصلت اليها ابحاث المؤتمر حول هذه المشكلات التشخيص اسباب معوقات التعريب وايجاد الحلول المناسبة.
ـ المزيد من التنسيق والتعاون بين المؤسسات المعنية والمهتمة بتعريب التعليم العالي في الوطن العربي.
ـ القيام بدراسة تحليلية عن وضع التعريب في الأقطار العربية ومتابعة مجرى التقدم فيه ووضع الية لتنفيذه.
ـ الحرص على احتواء كل كتاب علمي منهجي على مسرد اجنبي ـ عربي وعربي اجنبي يضم كل المصطلحات العلمية الواردة فيه.
ـ العمل على نشر الأبحاث والكتب المترجمة على شبكة الانترنت لتعم الفائدة منها.
ـ إدخال مادة المصطلح في المقررات الدراسية الجامعية.
ـ دعم مركز التعريب والتأليف والترجمة والنشر بدمشق الذي يسهر على توفير كتب التعليم العالي المترجمة والمؤلفة باللغة العربية ووضعها تحت تصرف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي.
ـ دعوة الدول العربية الى تنفيذ المقررات التي اتخذتها المؤتمرات الوزارية والتوصيات التي اصدرتها الندوات والاجتماعات التي عقدت بشأن التعريب والترجمة والمصطلح وما صدر عن مؤتمرات التعريب من توصيات.
ـ دعم الصناعة المعجمية وأبحاثها ومشروعاتها التي تخدم قضية التعريب كمشروع الذخيرة اللغوية ومشروع المعجم الصحفي العربي المعاصر ومشروع تقييس المصطلح وغيرها من المشروعات المعجمية.
ـ التعريف بالتجربة السورية الرائدة العريقة في تعريب التعليم العالي والتجارب التعريبية الاخرى في الدول العربية.
ـ التنويه بمبادرة الجماهيرية الليبية بإنشاء مجمع اللغة العربية سنداً للمجامع العلمية واللغوية العربية الأخرى.
كما اشاد المؤتمر في النهاية بأنشطة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واجهزتها المختلفة الخاصة بقضايا التعريب والترجمة والمصطلح كما نوه بصفة خاصة بجهود مكتب تنسيق التعريب في هذا المجال.
--------
دمشق ـ يوسف البجيرمي:
( البيان ) الأربعاء 5 جمادى الاخرة 1423هـ 14 أغسطس 2002 -العدد 145
الإليسكو تنادي بتعريب التعليم العالي
التصنيف الرئيسي:
التصنيف الفرعي: