فقرات من مقال الكاتب القطري مسعود عبد الهادي بتاريخ 20/ 1/ 2003
تحت عنوان (حقائق وتخاريف) :
" قال الدكتور حامد الطاهر نائب رئيس جامعة القاهرة في المحاضرة التي ألقاها في جامعة قطر، التي كانت بعنوان " التحقيق والترجمة والتأليف في القرن العشرين " : إن الكتب المؤلفة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لا تتجاوز نسبتها واحد في المائة من الكتب المؤلفة عبر العالم، وأن عدد الكتب التي تتم ترجمتها إلى العربية لا تتجاوز الثلاثمائة كتاب في السنة ومعظمها كتب أدبية وهي الأكثر رواجاً.
في حين أن إسرائيل تترجم 3000 كتاب سنوياً، وروسيا المنهكة اقتصادياً 40 ألف كتاب سنوياً أما أمريكا فإنها تترجم 10 آلاف كتاب ووثيقة في اليوم وليس في السنة، وفي لقاء لي مع أحد الناشرين قال لي إن أحدنا يطبع من 3000 إلى 4000 نسخة من كتاب ما وهو يضع يده على قلبه، فلا تزال بعض الكتب المطبوعة في الثمانينات تبحث عمن يحن عليها ويشتريها.
وروى لي ضاحكا أن أحد الناشرين كتب إلى روائي يطلب منه حق ترجمة كتابه ، فرفض المؤلف أن يعطيه الحق مجاناً بل طلب منه مبلغاً محترماً، فما كان من الناشر إلا أن شرح له ظروف النشر والتوزيع في الوطن العربي، فقدر المؤلف ذلك حق تقديره وأعطى للناشر مبلغاً من المال من جيبه الخاص ـ اللي فيه النصيب ـ وذلك لكي يساعده على إخراج كتابه بالعربية، الملايين تضيع لدينا هدراً على السيارات والموبيلات والأزياء ولكن الكتب لا تحظى بعشر معشار هذا المبلغ.
قد يتهمني البعض بأنني رجعي أو أرغب في إعادة عجلة الزمن إلى الوراء ولكنني أتمنى لو أنني عشت في عصر المأمون الذي كان يعطي للمترجم وزن الكتاب ذهباً، ومستعد لدفع نصف عمري في سبيل أن أتجول ولو مدة ساعة واحدة في بيت الحكمة أو جامعات الأندلس، مركز الإشعاع الحضاري الإسلامي، ولكن هذا لن يتحقق على الأقل في المدى المنظور لأن آلة الزمن لم يتم اختراعها حتى الساعة، فأينشتاين مات قبل أن يفعلها.
انتهى المقال ... ما رأيكم في واقعنا ؟!
ما يلي رد الأخ عبد الودود العمراني عليها بتاريخ 15 فبراير 2003
الهمّة يا رجال! الهمّة يا نساء !
السّلام عليكم
إنّ المشاكل الّتي تحدّث عنها الأستاذ عامر عظم حقيقيّة والواقع الّذي وصفه كذلك. أودّ فقط أن ألفت انتباه روّاد هذه الحلقة إلى نقطتين اثنتين فحسب :
1. مشاكل التّقنيات
2.مشاكل الماديات أو ببعض التّهكّم لو سمحتم مشاكل " الماليّات ".
بالنّسبة للنّقطة الأولى هناك آلاف من الأدمغة والكفاءات العلميّة الّتي لا تعرف وعلى أقلّ تقدير لا تحسن استعمال التّكنولوجيا الحديثة: وسائل سمعيّة بصريّة، إنترنت وغيره.. فهي معزولة عن عالم كامل من المعرفة والعلم تحتكّ فيه الخبرات وتتزاحم لتنتج الدرّ والياقوت.. والأسباب عديدة ، أهمّها عدم تعميم وسائل العلم والمعرفة في كثير من البلدان لا يستحي حكّامها ولا يفقهون الأمانة الّتي بين أيديهم [ Message over 64k, truncated. ]
( نشر في 21 يونيو 2003 على موقع بروز ( موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب )