عمرُ أبو ريشة (شاعرُ الحبّ والجمال) مات ليبتدئ حياته . . .
صهيل أنت على شفة الخلود
مثلما ضاع الصوت في أصدائه وُلِد الشاعر العزيز iiغريباً جاء فينا لثغَ الجداول iiبالإيناع يتنـزّى من لسعة الشمس وجهُ iiالنخل فيه سرُّ الوضوح ، أعجزَ iiأقوى حملَتْ راحتاه حزمةَ iiضوءٍ مبحرٌ ، والمرافئ الخضرُ كم iiتلهثُ أمَصُوغٌ من طينة الشمس ، أم iiمن شاعرٌ في خُطاه ، في شِعره ، iiفي باذخٌ بالحياة ، تنضحُ iiعيناه شاعرَ الحبِّ والجمالِ ، لهذا الكون يا صهيلَ الأمجاد ، حمحمةَ iiالأشعار، استرابوا لمّا انطويت! كمن iiلامَ أنت في كلّ خاطرٍ ، مَن يردّ iiالزهرَ غنِّ للحقِّ واضحاً ، ما نعى iiالعطشى غنِّ مجدَ العروبةِ ، اتركهمُ إن وليقولوا . .! فهل حرامٌ بحقِّ iiالبدويِّ وليقولوا. .! فليس يُرضي غرورَ iiالبِيد غنِّ للحبِّ ، للجمالِ ، فلن iiيُمنعَ غنِّ للإنسانية الجرحِ أحلى وتسامقْ ؛ فإنما قَدَرُ iiالطيرِ يُولد الشاعرُ العظيم إذا iiأبدع أنت في القبر ! لا غرابةَ ، فالورد لن يُعيقَ الدجى شذى الورد ، إن عرقلَ
|
|
وكما ضاع البَوح وسط iiبكائه كصباح في أعين العُمْيِ iiتائه فازداد الصخر في iiغُلَوائه كي يُستراحَ في أفيائه عبقريّاتِ الناس عن iiإفشائه حينما أجدب الضحى من iiضيائه يأساً ؛ تدعو إلى iiإرسائه جدول البدر ، أم شموخِ iiانتمائه؟ صمته ، في رؤاه ، في iiكبريائه ضياءً ، كالنبض في إيحائه سرٌّ وأنتَ من آلائه ضبحَ الصمود ، قدحَ iiإبائه عليلاً مفتِّشاً عن iiدوائه عن بَوح العطر من iiأشذائه؟ على النهر ثرثراتِ iiصفائه قيل : هذا يجترّ عشبَ iiورائه! الحديثُ عن iiصحرائه؟ إلاّ شموخُه في iiحُدائه طيرٌ مسترسلٌ في iiغنائه ما يغنّي المشتاقُ في غيدائه الطليقِ التحليقُ في عليائه _ فكراً_ قصيدةً في iiرثائه إذا نام ؛ نام في iiأندائه خيلَ العيونِ نحو رُوائه
|
إلى غريب على رمال الخليج بدر شاكر السياب ، رمز العراق البائس .
أقدام المهاجرين ، ماذا تركت على الطريق ؟
راكضٌ والضحى بعيدٌ iiبعيدُ كان يحيا قصيدةً حلوةَ الألفاظ كيتيمٍ تباطأ العيدَ ، iiلكن غربةٌ في عينيه توحي بأنّ iiالفجر يا غريباً على رمال الخليج ، iiالأمرُ يا انتجاع اليباس ، يا ظمأَ iiالساقي مُظمئاتٌ ((جيكورَ)) ألفا ((بويبٍ))(1) يا اندلاق الرحيل في وحشة iiالمنفى سوف تشكو الأشجارُ صمتاً iiكئيباً انحنَت قامةُ الرحيل من iiالإرهاق؛ مطعماتٌ مرافئُ الهجرةِ iiالمنفى فهُمُ يا عراق بستانُ iiجدبٍ نسجوا بالخطى رسائلَ iiشوقٍ ياطيوراً هَفا عماها إلى iiأعشاش يا انتظاراً لزوجةٍ في iiيديها نمّقَت للحبيب أحلى iiعتابٍ عاث فيه مرفّهٌ ، في iiمواخير ثملٌ من دنِّ البشاعة ؛ iiحتى حينما يغدق الوريد iiنزيفاً اغتراب الأوطان في أهلها iiأبشع لم تفقْ يا عراق يا روعة الماضي؟ أنا لم أنعَ ، إنما استيقظَت iiذاكرتي وإذا الصوتُ لم يُجِد غيرَ iiأصداءٍ
|
|
منهكٌ والحياة جَهدٌ جهيد لكن قلب العراق iiبليد أسبل الدمعَ إذ أطلَّ iiالعيد! خافٍ ، لكنه iiموجود أسمى من أن يحنَّ iiبعيد متى استنشقَتْ شذاها الورود ii؟ من دماءٍ! أظنّها لا تبيد أما أرهق الهطولَ iiالبيدُ؟ إذ تَهاوى عن غصنها iiالغرّيد قلبٌ باقٍ وجسمٌ iiطريد قلوباً إحساسها iiموؤود وفؤادٌ بالبؤس ثرٌّ iiرغيد عاجزٌ عن إيصالهنَّ iiالبريد نورٍ ، دربُ النهار iiكؤود! وردةٌ للحبيب حين iiيعود بدلالٍ . لقد كفَتْكِ القيود المنايا مستهتَرٌ iiعربيد طفحَت من سكّانِهنّ iiاللحود سوف يصفرُّ _ يا عراقُ_ iiالوريدُ من أن يشقى الطريدُ iiالشريد وأنت المجدُ العظيم التليد فالتاريخ فيها iiيميد سيمسي مُمِلاًّ iiالترديد
|
(1) جيكور : قرية الشاعر السياب ، وبويب نَهر صغير فيها .
أو المنفى !
أيـقـظـي الفجرَ فالأحبّة iiجاؤوا واعصري لي من كرْمة الشعر iiكأساً أبـعـدي الكأس قد سكرتُ iiبنجدٍ عـبّـئي في مراكبيْ التيهَ ، لا iiطوقُ قـتـلـتـنـي غَـمّازتاكِ ، iiوثغرٌ كـلُّ شيءٍ أهديتِ ما زال iiعندي، وعـطـورٌ ، وصـورتانِ ، iiوشعرٌ حـاملٌ في جوانحي الحبَّ ،لم iiيعبث امـتـزجـنا مع الرحيل ، إلى iiأن مـركـبـي مـقـلـتاك iiغرّبتانا طـارد الـحـبُّ مذ تبسّمتِ iiقلبي ازرعـيـنـي انتظارَ وعدٍ ينادي ii: حـدثـيـني عن مقلتيكِ ، فعندي حـدثـيـني عن السعوديةِ الحبِّ، قـدري أنـنـي أكـون سـعوديّاً حـدثـيني عن ثرمداءَ ، أما iiزالت لـم يـزل فـي فـكري شميمُ عرارٍ عـلّـمَتْني الفخارَ نجدٌ ، ومن iiطبع أنـا مـاضٍ وحـاضرٌ وأنا iiالآتي، وطـنـي الإسلامُ العزيزُ ، iiونَهجي كـلُّ قـلـبٍ موحّدٍ موطني ، iiكلُّ وطـني الإنسانيةُ ، الحبُّ بين iiالناس وطـنـي كـلُّ شـاعـرٍ عـربيٍّ وأبـي يـا . . . محمّدٌ(1) iiوكفاني مـنذ أن شَعَّ في الجزيرة ؛ ما iiزالت وطـنـي ديـنيَ العزيزُ أو المنفى!! اسـألـي : ما الإسلامُ ؟ كونٌ جميلٌ نـحـن لـحـنُ الـخلودِ في شفةِ مـن رؤانـا ينثال بدرٌ ، ومن iiسمرةِ نـحن نحن الأصواتُ صارخةً iiبالحقّ يـا سُعوديّةُ اعتلي المجدَ ، ما iiللصقر اتـركـيـهـم ولـيطعنوا ، فغباءٌ إنْ صـمَـتْـنا فالطرف يبقى مهيباً قِـبـلـةٌ أنـت لـلكرامةِ ، iiيهفو قـامـةٌ مِـن ضُحى الإباء iiتسامت كـيف أحكي وفخرُ أرضي جليٌّ؟ يَـسمعُ الرعدَ يا بلاديَ مَن iiيصغي مـا يضرُّ الشموسَ أن لم iiيشاهدها قـد زرعنا التاريخَ مجداً ولن iiيقطِفَ مـسـحونا من فوق خارطةِ iiالمجد، دولـتي يا جداول السلم iiوالإسلامِ صـفحاتٌ خُطَّت بحبرٍ من iiالشمسِ أيُّ شـيءٍ تـريـده حـينما iiتهمي بـصقوا في الأنَهار لمّا ارتووا iiمنها! يُـستغاث الرحمنُ ، حتى إذا iiالغيثُ مـا نـسـيـنـا أنّا لكلّ iiافتخارٍ صِـيغ من طينةِ الشموخِ ومن iiماءِ مـن وراء الـتـاريخِ نحن iiوقوفٌ نـحـن سيفٌ على الرقابِ iiنقَشنا: فـي يـديـنا إرادةٌ ، لو مضَت iiما لـو أردنـا لـما انحنى الفجرُ iiقدّام أنـا لـو كـنـتُ لـلقوافي iiأميراً نـحـنُ إن نـرثِ فـالحسامٌ يراعٌ كـيـف نحكي يا أمتي عن iiفلسطينَ نـحـن نشكو الخذلانَ،قد يشتكي حـيـن جفَّت عقولُنا ، iiواستخفَّت كـيـف تـسمو ثقافةٌ ، iiكاتبوها يـا خذولاً زهرَ العروبةِ ، هل iiتجهل وحـدويّـون ! والـعروبة لم iiتجمع تـعِـس القومُ يرقبون هلال iiالشهر حـيـنـما لا يكون الاسمُ iiمسمّىً وإذا الـمُـهْـر لـم يـكـن عربياً حـيـنما لا تقوى زهورٌ على بثِّ ما انتبهتم والفجر مبحوحةٌ iiأضواؤه اخفضي الرأسَ يا عروبةَ هذا العصرِ؛ إن أقـصـى ما يجرح الذوق iiفكراً لـن يـصـيـبَ العيونَ إلا iiغبارٌ وإذا الـقول أصبح الفيصلَ iiالقاضيْ إنّ أنـقـى الكلام في الطهر iiوالعفّة سـامري الشمسَ يا سعوديّةَ iiالمجد،
|
|
أيـقـظـيه ؛ أضنى الغريبَ iiالمساءُ فـشـفـاه الأفـكار عنديّ iiظِماءُ وبـنـجـدٍ سـتـسكَرُ iiالصهباءُ نــجـاةٍ هـنـا ولا مـيـنـاءُ فـي حُـمـيّـاه يـخشع الإغراءُ نـجـمـةٌ يـا أغـرودتـي وسماءُ دون وزنٍ ، ووردةٌ iiحـــمـراءُ بـقـلـبـيْ الـرحـيلُ iiوالإعياءُ لـم يـعُـد لارتـحـالـنا وعْثاءُ رائـعٌ أن نـضيع يا (( حسناءُ ii)) كـيـف يـجدي عنه إليه iiالتجاءُ؟ يـا عـذابـي مـتى يكون iiاللقاءُ؟ غـزلٌ بـاذخُ الـهـوى وغـناءُ بـلادٍ يـنـمـو عـلـيها الضياءُ تــدوّي بــذكـريَ iiالأمـداءُ تَـبـاهـى بـنـخـلها iiثرمداءُ؟ ريـح بُـنٍّ ، ربـابـةٌ ، iiوحـداءُ الـخـزامـى أن تـعـبقَ الأشذاءُ عـصـامـيّـةٌ أنـا وانـتـماءُ طــرَفــاه سـمـاحـةٌ وإبـاءُ ضـمـيـرٍ وجـيـبـه iiكـبرياءُ والـصـدقُ ، والـهدى ، والإخاءُ لا نـفـاقٌ لـه ولا iiاسـتـجداءُ وسـواه فـلـيـس لـي iiآبـاءُ تُـبـاهـي بـجـدبِـها الصحراءُ فـكـلُّ الـذي سـواه iiعـفـاءُ نـحـن فـيـه السنا ونحن iiالسناءُ الـدهـرِ ، ولـكنْ آذانكم iiصمّاءُ صـحـرائـنـا تُـطـلُّ ذُكـاءُ غـضـبـى ، وأنـتـم iiالأصداءُ إلا الـعـلـيـاء iiوالـعـلـياءُ حـيـن يُنعى على السواقي iiالصفاءُ إن تـشـظّـى بـجـفنه الإغضاءُ فـي صـلاة الـنـدى لها iiالأحياءُ مـالـهـا فـي سوى الصلاة انحناءُ قـد تـسـامى معنىً وحِسّاً iiحِراءُ ومَـن لـم يـكـن لـه إصـغاءُ مـريـضٌ ، بـعـيـنـه iiأقـذاءُ مــنــه مَـن كـفّـه iiشـلاّءُ وتـمـحـو نـورَ الضحى الظلماءُ تـاريـخـهـا نـقـاءٌ iiنـقـاءُ بــتــولٌ نـقـيّـةٌ iiعـذراءُ عـلـى الـجـدبِ غيمةٌ iiوطفاءُ؟ وقَـبْـلٌ لـهـم إلـيـهـا ارتماءُ روى الأرضَ تُـشـكـر iiالأنواءُ! أوَ تـنـسـى دلالَـهـا iiالغيداءُ؟ ضـيـاءٍ رجـالُـنـا iiالـشُّرفاءُ هـل تُـرى هـالـةٌ وليس iiذُكاءُ؟ إن جـبـنـاً مـا سـنَّتِ iiالخنساءُ أعـجـزَتـنا _ يا أمتي _ العنقاءُ الـديـاجـي ، وإنـنـا سنشاءُ! كـان أمـري أن لا يُـقـال iiرثاءُ والـدمـاءُ الـقـصائدُ iiالعصماءُ ونـحـن الـسـكّـينُ والأشلاءُ؟ الـصـمـصامُ كفّاً ، أفعالُها بلهاءُ بـعـيـون الـعـروبـة iiالحِرباءُ! قـد ثـوى فـي أقـلامهم ببّغاءُ؟! أنّـا الـشَّـذى وأنّـا iiالـرواءُ؟ بـيـومٍ مـا شـتّـتَ iiالإمـلاءُ؟ لـكـن دلـيـلـهـم عـمياءُ! ضـحـكـةٌ أن تَـشـابَه iiالأسماءُ مـخـجـلٌ أن تُـمـثَّـلَ الخيلاءُ شـذاهـا ، لـن تـجديَ iiالأنداءُ والـحـيـاة حـيـث الـنِّـداءُ كــلُّ الــبــلاد iiسـامـرّاءُ حـيـن تَـهـجو أوطانَها الشعراءُ لـو تـثـور الـعواصف iiالهوجاءُ تـسـاوى الـبِـغـاء iiوالأنـبياءُ لَـهْـوَ الـذي تـقـول الـبِغاءُ سـوى الـشـمـس ما لنا ندماءُ
|
(1) صلى الله عليه وسلّم
حقائقُ عن الشاعر المزروع في ذاكرة النسيان
ما أجمل وأسوأ أن تكون شاعراً
مـثـلـمـا يـفرش الصدى iiألوانَه حـمَل الشمسَ وامتطى موجةَ iiالصبحِ عَـصَـرَ الـفجرَ في اليراع ، إلى iiأن أمـطـر الكونَ بالشعور ، وفي جدب كـلّـمـا حـاول الـمـنـامَ قليلاً صاغياتٌ(1) نفوسنا للهوى ، والشاعرُ الـتِـمـاع الـسرابِ وهمٌ ، ولكنْ كـلّ قلبٍ روحٌ به ، وبقلب iiالشاعر مُـدمـنٌ فـالـشعور خمرٌ ، iiوساقيْها جـاء مـثـلَ الـنبي لا وحيَ ، iiلكن مـذعـنٌ لـلتمرُّد العذْبِ ، iiوالدنيا سـاحـرٌ بـيـن إصـبـعيه ، تمنّى أيـقـظ الإنـسانيةَ الجرحَ في iiالناس لـجـمـالٍ تـثاقلوه ! كما iiاستثقل سـاحرٌ أنت إن نطقتَ ، وإن iiتكتبْ نـابـضٌ بـالهوى وبالشوق ، iiفالدنيا حـاصـروه ، ضـمـيـرَه ، iiشفَتَيه وهــواه أمـانـةٌ ، فـطـرةٌ قـد حـيـنـمـا هم لم يفهموا لغة iiالحبِّ وإذا الـقـلـب صار كالورد فَوحاً ربـمـا يـذكـرونـه ذِكرةَ iiالأفنان الـليالي جفونُـها اهترأت ، iiوالشاعر إنـمـا الـشاعر الذي عاش لم يعرف كـان حـدسـاً شعورُه قد وعى iiأنْ ساوموه على السكوت ، وهل يهوى دهَـمَـتْـه زوارق الزيف كي iiيمسيَ سـاوموه أن ينـزع الشاعرَ iiالإنسانَ فـثـنـى الـشـاعـر الكسيرُ بَنانه
|
|
وكـمـا يـرسـل الـضحى ألحانَه إلـى كـوكـبِ الـرُّؤى iiالـفينانة أسـرج الليلُ – حين خطَّ – حصانَه الأحـاسـيـس نـفـسه iiعطشانة أيـقـظ الـلـفظُ والرؤى iiشيطانه الــحـبُّ سـاكـنٌ iiوجـدانـه عَـطْـشـة الـمـرء حـقّقَتْ لمعانه الــفــذِّ ريــشـةٌ iiفـنّـانـة يـراعٌ ، وهَـدْأة الـلـيـل حـانة حـامـلٌ فـي طـمـوحـه قـرآنَه عـذابٌ عـلـى الـنـفوس iiالجبانة كـلُّ شـيء لـو كـان يوماً iiمكانه فـضـجّـوا وأيـقـظـوا أشجانه فـي الـشـعـر نـاشـئٌ iiأوزانَـه يـقـولـوا : لـقد تعاطى iiالكهانة! ضـجـيـجٌ مـضـمِّـخٌ iiشـريانه فـالأحـاسـيـس والحروف iiمُدانة أودعـتْـهـا ، فـهل يخون iiالأمانة؟ سُـمُـوَّاً ؛ أمـسـى لـهم تُرجُمانه مـا اسـتـطـاعـت حقولُه iiكتمانه لـلـطـيـر تـاركـاً أفـنـانـه الــفـذُّ لابـسٌ iiعـنـفـوانـه حـصـانُ الأفـكـار فـيـه iiعنانه لـيـس هـذا مـكـانَـه وزمـانَه سـجـيـنٌ مـعـذَّبٌ iiسـجّـانَه؟ بُـوقـاً وجـرَّحَـت شـطـآنـه فـيـه ؛ لـيُـغـمـدوا iiبـركانه تـاركـاً فـي بـاب الضحى iiعنوانه
|
(1) صاغيات : مائلات
لن يُعيقَ الدجى شذى الورد ، إن عرقلَ
|
|
|
إلى غريب على رمال الخليج بدر شاكر السياب ، رمز العراق البائس .
أقدام المهاجرين ، ماذا تركت على الطريق ؟
راكضٌ والضحى بعيدٌ iiبعيدُ كان يحيا قصيدةً حلوةَ الألفاظ كيتيمٍ تباطأ العيدَ ، iiلكن غربةٌ في عينيه توحي بأنّ iiالفجر يا غريباً على رمال الخليج ، iiالأمرُ يا انتجاع اليباس ، يا ظمأَ iiالساقي مُظمئاتٌ ((جيكورَ)) ألفا ((بويبٍ))(1) يا اندلاق الرحيل في وحشة iiالمنفى سوف تشكو الأشجارُ صمتاً iiكئيباً انحنَت قامةُ الرحيل من iiالإرهاق؛ مطعماتٌ مرافئُ الهجرةِ iiالمنفى فهُمُ يا عراق بستانُ iiجدبٍ نسجوا بالخطى رسائلَ iiشوقٍ ياطيوراً هَفا عماها إلى iiأعشاش يا انتظاراً لزوجةٍ في iiيديها نمّقَت للحبيب أحلى iiعتابٍ عاث فيه مرفّهٌ ، في iiمواخير ثملٌ من دنِّ البشاعة ؛ iiحتى حينما يغدق الوريد iiنزيفاً اغتراب الأوطان في أهلها iiأبشع لم تفقْ يا عراق يا روعة الماضي؟ أنا لم أنعَ ، إنما استيقظَت iiذاكرتي وإذا الصوتُ لم يُجِد غيرَ iiأصداءٍ
|
|
منهكٌ والحياة جَهدٌ جهيد لكن قلب العراق iiبليد أسبل الدمعَ إذ أطلَّ iiالعيد! خافٍ ، لكنه iiموجود أسمى من أن يحنَّ iiبعيد متى استنشقَتْ شذاها الورود ii؟ من دماءٍ! أظنّها لا تبيد أما أرهق الهطولَ iiالبيدُ؟ إذ تَهاوى عن غصنها iiالغرّيد قلبٌ باقٍ وجسمٌ iiطريد قلوباً إحساسها iiموؤود وفؤادٌ بالبؤس ثرٌّ iiرغيد عاجزٌ عن إيصالهنَّ iiالبريد نورٍ ، دربُ النهار iiكؤود! وردةٌ للحبيب حين iiيعود بدلالٍ . لقد كفَتْكِ القيود المنايا مستهتَرٌ iiعربيد طفحَت من سكّانِهنّ iiاللحود سوف يصفرُّ _ يا عراقُ_ iiالوريدُ من أن يشقى الطريدُ iiالشريد وأنت المجدُ العظيم التليد فالتاريخ فيها iiيميد سيمسي مُمِلاًّ iiالترديد
|
(1) جيكور : قرية الشاعر السياب ، وبويب نَهر صغير فيها .
أو المنفى !
أيـقـظـي الفجرَ فالأحبّة iiجاؤوا واعصري لي من كرْمة الشعر iiكأساً أبـعـدي الكأس قد سكرتُ iiبنجدٍ عـبّـئي في مراكبيْ التيهَ ، لا iiطوقُ قـتـلـتـنـي غَـمّازتاكِ ، iiوثغرٌ كـلُّ شيءٍ أهديتِ ما زال iiعندي، وعـطـورٌ ، وصـورتانِ ، iiوشعرٌ حـاملٌ في جوانحي الحبَّ ،لم iiيعبث امـتـزجـنا مع الرحيل ، إلى iiأن مـركـبـي مـقـلـتاك iiغرّبتانا طـارد الـحـبُّ مذ تبسّمتِ iiقلبي ازرعـيـنـي انتظارَ وعدٍ ينادي ii: حـدثـيـني عن مقلتيكِ ، فعندي حـدثـيـني عن السعوديةِ الحبِّ، قـدري أنـنـي أكـون سـعوديّاً حـدثـيني عن ثرمداءَ ، أما iiزالت لـم يـزل فـي فـكري شميمُ عرارٍ عـلّـمَتْني الفخارَ نجدٌ ، ومن iiطبع أنـا مـاضٍ وحـاضرٌ وأنا iiالآتي، وطـنـي الإسلامُ العزيزُ ، iiونَهجي كـلُّ قـلـبٍ موحّدٍ موطني ، iiكلُّ وطـني الإنسانيةُ ، الحبُّ بين iiالناس وطـنـي كـلُّ شـاعـرٍ عـربيٍّ وأبـي يـا . . . محمّدٌ(1) iiوكفاني مـنذ أن شَعَّ في الجزيرة ؛ ما iiزالت وطـنـي ديـنيَ العزيزُ أو المنفى!! اسـألـي : ما الإسلامُ ؟ كونٌ جميلٌ نـحـن لـحـنُ الـخلودِ في شفةِ مـن رؤانـا ينثال بدرٌ ، ومن iiسمرةِ نـحن نحن الأصواتُ صارخةً iiبالحقّ يـا سُعوديّةُ اعتلي المجدَ ، ما iiللصقر اتـركـيـهـم ولـيطعنوا ، فغباءٌ إنْ صـمَـتْـنا فالطرف يبقى مهيباً قِـبـلـةٌ أنـت لـلكرامةِ ، iiيهفو قـامـةٌ مِـن ضُحى الإباء iiتسامت كـيف أحكي وفخرُ أرضي جليٌّ؟ يَـسمعُ الرعدَ يا بلاديَ مَن iiيصغي مـا يضرُّ الشموسَ أن لم iiيشاهدها قـد زرعنا التاريخَ مجداً ولن iiيقطِفَ مـسـحونا من فوق خارطةِ iiالمجد، دولـتي يا جداول السلم iiوالإسلامِ صـفحاتٌ خُطَّت بحبرٍ من iiالشمسِ أيُّ شـيءٍ تـريـده حـينما iiتهمي بـصقوا في الأنَهار لمّا ارتووا iiمنها! يُـستغاث الرحمنُ ، حتى إذا iiالغيثُ مـا نـسـيـنـا أنّا لكلّ iiافتخارٍ صِـيغ من طينةِ الشموخِ ومن iiماءِ مـن وراء الـتـاريخِ نحن iiوقوفٌ نـحـن سيفٌ على الرقابِ iiنقَشنا: فـي يـديـنا إرادةٌ ، لو مضَت iiما لـو أردنـا لـما انحنى الفجرُ iiقدّام أنـا لـو كـنـتُ لـلقوافي iiأميراً نـحـنُ إن نـرثِ فـالحسامٌ يراعٌ كـيـف نحكي يا أمتي عن iiفلسطينَ نـحـن نشكو الخذلانَ،قد يشتكي حـيـن جفَّت عقولُنا ، iiواستخفَّت كـيـف تـسمو ثقافةٌ ، iiكاتبوها يـا خذولاً زهرَ العروبةِ ، هل iiتجهل وحـدويّـون ! والـعروبة لم iiتجمع تـعِـس القومُ يرقبون هلال iiالشهر حـيـنـما لا يكون الاسمُ iiمسمّىً وإذا الـمُـهْـر لـم يـكـن عربياً حـيـنما لا تقوى زهورٌ على بثِّ ما انتبهتم والفجر مبحوحةٌ iiأضواؤه اخفضي الرأسَ يا عروبةَ هذا العصرِ؛ إن أقـصـى ما يجرح الذوق iiفكراً لـن يـصـيـبَ العيونَ إلا iiغبارٌ وإذا الـقول أصبح الفيصلَ iiالقاضيْ إنّ أنـقـى الكلام في الطهر iiوالعفّة سـامري الشمسَ يا سعوديّةَ iiالمجد،
|
|
أيـقـظـيه ؛ أضنى الغريبَ iiالمساءُ فـشـفـاه الأفـكار عنديّ iiظِماءُ وبـنـجـدٍ سـتـسكَرُ iiالصهباءُ نــجـاةٍ هـنـا ولا مـيـنـاءُ فـي حُـمـيّـاه يـخشع الإغراءُ نـجـمـةٌ يـا أغـرودتـي وسماءُ دون وزنٍ ، ووردةٌ iiحـــمـراءُ بـقـلـبـيْ الـرحـيلُ iiوالإعياءُ لـم يـعُـد لارتـحـالـنا وعْثاءُ رائـعٌ أن نـضيع يا (( حسناءُ ii)) كـيـف يـجدي عنه إليه iiالتجاءُ؟ يـا عـذابـي مـتى يكون iiاللقاءُ؟ غـزلٌ بـاذخُ الـهـوى وغـناءُ بـلادٍ يـنـمـو عـلـيها الضياءُ تــدوّي بــذكـريَ iiالأمـداءُ تَـبـاهـى بـنـخـلها iiثرمداءُ؟ ريـح بُـنٍّ ، ربـابـةٌ ، iiوحـداءُ الـخـزامـى أن تـعـبقَ الأشذاءُ عـصـامـيّـةٌ أنـا وانـتـماءُ طــرَفــاه سـمـاحـةٌ وإبـاءُ ضـمـيـرٍ وجـيـبـه iiكـبرياءُ والـصـدقُ ، والـهدى ، والإخاءُ لا نـفـاقٌ لـه ولا iiاسـتـجداءُ وسـواه فـلـيـس لـي iiآبـاءُ تُـبـاهـي بـجـدبِـها الصحراءُ فـكـلُّ الـذي سـواه iiعـفـاءُ نـحـن فـيـه السنا ونحن iiالسناءُ الـدهـرِ ، ولـكنْ آذانكم iiصمّاءُ صـحـرائـنـا تُـطـلُّ ذُكـاءُ غـضـبـى ، وأنـتـم iiالأصداءُ إلا الـعـلـيـاء iiوالـعـلـياءُ حـيـن يُنعى على السواقي iiالصفاءُ إن تـشـظّـى بـجـفنه الإغضاءُ فـي صـلاة الـنـدى لها iiالأحياءُ مـالـهـا فـي سوى الصلاة انحناءُ قـد تـسـامى معنىً وحِسّاً iiحِراءُ ومَـن لـم يـكـن لـه إصـغاءُ مـريـضٌ ، بـعـيـنـه iiأقـذاءُ مــنــه مَـن كـفّـه iiشـلاّءُ وتـمـحـو نـورَ الضحى الظلماءُ تـاريـخـهـا نـقـاءٌ iiنـقـاءُ بــتــولٌ نـقـيّـةٌ iiعـذراءُ عـلـى الـجـدبِ غيمةٌ iiوطفاءُ؟ وقَـبْـلٌ لـهـم إلـيـهـا ارتماءُ روى الأرضَ تُـشـكـر iiالأنواءُ! أوَ تـنـسـى دلالَـهـا iiالغيداءُ؟ ضـيـاءٍ رجـالُـنـا iiالـشُّرفاءُ هـل تُـرى هـالـةٌ وليس iiذُكاءُ؟ إن جـبـنـاً مـا سـنَّتِ iiالخنساءُ أعـجـزَتـنا _ يا أمتي _ العنقاءُ الـديـاجـي ، وإنـنـا سنشاءُ! كـان أمـري أن لا يُـقـال iiرثاءُ والـدمـاءُ الـقـصائدُ iiالعصماءُ ونـحـن الـسـكّـينُ والأشلاءُ؟ الـصـمـصامُ كفّاً ، أفعالُها بلهاءُ بـعـيـون الـعـروبـة iiالحِرباءُ! قـد ثـوى فـي أقـلامهم ببّغاءُ؟! أنّـا الـشَّـذى وأنّـا iiالـرواءُ؟ بـيـومٍ مـا شـتّـتَ iiالإمـلاءُ؟ لـكـن دلـيـلـهـم عـمياءُ! ضـحـكـةٌ أن تَـشـابَه iiالأسماءُ مـخـجـلٌ أن تُـمـثَّـلَ الخيلاءُ شـذاهـا ، لـن تـجديَ iiالأنداءُ والـحـيـاة حـيـث الـنِّـداءُ كــلُّ الــبــلاد iiسـامـرّاءُ حـيـن تَـهـجو أوطانَها الشعراءُ لـو تـثـور الـعواصف iiالهوجاءُ تـسـاوى الـبِـغـاء iiوالأنـبياءُ لَـهْـوَ الـذي تـقـول الـبِغاءُ سـوى الـشـمـس ما لنا ندماءُ
|
(1) صلى الله عليه وسلّم
حقائقُ عن الشاعر المزروع في ذاكرة النسيان
ما أجمل وأسوأ أن تكون شاعراً
مـثـلـمـا يـفرش الصدى iiألوانَه حـمَل الشمسَ وامتطى موجةَ iiالصبحِ عَـصَـرَ الـفجرَ في اليراع ، إلى iiأن أمـطـر الكونَ بالشعور ، وفي جدب كـلّـمـا حـاول الـمـنـامَ قليلاً صاغياتٌ(1) نفوسنا للهوى ، والشاعرُ الـتِـمـاع الـسرابِ وهمٌ ، ولكنْ كـلّ قلبٍ روحٌ به ، وبقلب iiالشاعر مُـدمـنٌ فـالـشعور خمرٌ ، iiوساقيْها جـاء مـثـلَ الـنبي لا وحيَ ، iiلكن مـذعـنٌ لـلتمرُّد العذْبِ ، iiوالدنيا سـاحـرٌ بـيـن إصـبـعيه ، تمنّى أيـقـظ الإنـسانيةَ الجرحَ في iiالناس لـجـمـالٍ تـثاقلوه ! كما iiاستثقل سـاحرٌ أنت إن نطقتَ ، وإن iiتكتبْ نـابـضٌ بـالهوى وبالشوق ، iiفالدنيا حـاصـروه ، ضـمـيـرَه ، iiشفَتَيه وهــواه أمـانـةٌ ، فـطـرةٌ قـد حـيـنـمـا هم لم يفهموا لغة iiالحبِّ وإذا الـقـلـب صار كالورد فَوحاً ربـمـا يـذكـرونـه ذِكرةَ iiالأفنان الـليالي جفونُـها اهترأت ، iiوالشاعر إنـمـا الـشاعر الذي عاش لم يعرف كـان حـدسـاً شعورُه قد وعى iiأنْ ساوموه على السكوت ، وهل يهوى دهَـمَـتْـه زوارق الزيف كي iiيمسيَ سـاوموه أن ينـزع الشاعرَ iiالإنسانَ فـثـنـى الـشـاعـر الكسيرُ بَنانه
|
|
وكـمـا يـرسـل الـضحى ألحانَه إلـى كـوكـبِ الـرُّؤى iiالـفينانة أسـرج الليلُ – حين خطَّ – حصانَه الأحـاسـيـس نـفـسه iiعطشانة أيـقـظ الـلـفظُ والرؤى iiشيطانه الــحـبُّ سـاكـنٌ iiوجـدانـه عَـطْـشـة الـمـرء حـقّقَتْ لمعانه الــفــذِّ ريــشـةٌ iiفـنّـانـة يـراعٌ ، وهَـدْأة الـلـيـل حـانة حـامـلٌ فـي طـمـوحـه قـرآنَه عـذابٌ عـلـى الـنـفوس iiالجبانة كـلُّ شـيء لـو كـان يوماً iiمكانه فـضـجّـوا وأيـقـظـوا أشجانه فـي الـشـعـر نـاشـئٌ iiأوزانَـه يـقـولـوا : لـقد تعاطى iiالكهانة! ضـجـيـجٌ مـضـمِّـخٌ iiشـريانه فـالأحـاسـيـس والحروف iiمُدانة أودعـتْـهـا ، فـهل يخون iiالأمانة؟ سُـمُـوَّاً ؛ أمـسـى لـهم تُرجُمانه مـا اسـتـطـاعـت حقولُه iiكتمانه لـلـطـيـر تـاركـاً أفـنـانـه الــفـذُّ لابـسٌ iiعـنـفـوانـه حـصـانُ الأفـكـار فـيـه iiعنانه لـيـس هـذا مـكـانَـه وزمـانَه سـجـيـنٌ مـعـذَّبٌ iiسـجّـانَه؟ بُـوقـاً وجـرَّحَـت شـطـآنـه فـيـه ؛ لـيُـغـمـدوا iiبـركانه تـاركـاً فـي بـاب الضحى iiعنوانه
|
(1) صاغيات : مائلات
Nike WMNS Air Force 1 Shadow White/Hydrogen Blue-Purple