الدوحة تستضيف مؤتمر اللغة الأم للطفل - مانيفال أحمد
قطر (الدوحة) - بهدف التأكيد على دور اللغة الأم في بناء شخصية الطفل المتكاملة، وتأثير العولمة على اللغة، وسبل الحفاظ عليها. بدأت الأربعاء 21-2-2007 بالدوحة فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول "الطفل بين اللغة الأم والتواصل مع العصر" الذي ينظمه المركز الثقافي للطفولة بدولة قطر والمجلس القومي للأمومة والطفولة بمصر تحت رعاية الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس المجلس الأعلى لشئون الأسرة.
وحول أهمية المؤتمر، أكدت د.وضحى السويدي- رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي للطفولة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن اختيار هذا اليوم لانطلاق المؤتمر يأتي في إطار اليوم العالمي الذي حددته الأمم المتحدة لتؤكد فيه حق الطفل في اكتساب لغته الأم وتعليمها وإتقانها واعتمادها لغة للتواصل والإبداع.
نقطة انطلاق :
وأضافت السويدي أن لغة الطفل تشكل تحديا كبيرا تحتاج مواجهته إلى قدر كبير من التأمل والمتابعة والتخطيط والتنفيذ، مشددة على أن هذا المؤتمر ليس سوى نقطة الانطلاق إلى أفاق أرحب تؤمن البيئة الحاضنة لطفل يمتلك لغته الأم ويستشعر عظمتها ويبتهج باستخدامها أداة للتعبير عن عالمه الوجداني والروحي والعقلي، منبهة إلى أن حرمان الطفل من لغته الأم يعنى حرمانه من النماء الوجداني وكينونته الإنسانية.. غير أنها أشارت إلى أن الاهتمام باللغة الأم لا يعنى تجاهل اللغة الثانية..
وقالت إن تعلم لغة العصر يغني شخصية الطفل وينمي عناصر إنسانيته المتكاملة ليحلق كالطائر بجناحين.
وتطرقت د. وضحى السويدي إلى فعاليات المؤتمر، مشيرة إلى أن هناك صفوة من الباحثين المتميزين والخبراء في مجالات التربية والتعليم ومتخصصين في لغة الطفل ومشكلات تعليمه من مختلف الأقطار العربية ومن مدارس تربوية وفكرية مختلفة.
مستقبل الأمة :
بدورها أعربت السفيرة مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر في كلمتها خلال حفل الافتتاح عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المؤتمر.. مؤكدة أن هذه المشاركة تعبير عن أواصر الصداقة والإخوة والتعاون بين البلدين قطر ومصر.
وشددت على أهمية هذا المؤتمر على اعتبار أنه يتعلق بمستقبل الأمة العربية وأجيالها الناشئة وحقهم في التعبير عن أنفسهم بلغتهم القومية لغــة القرآن الكريم وفى تمكينهم من امتلاك ناصيتها بالشكل الصحيح الذي يليق بلغتنا الجميلة والذي يعكس عظمة شعوبها وتراثها العتيد.
وأضافت أن اللغة العربية هي اللغة القومية لنا كعرب حيث تتحدث بها 22 دولة عربية.. معتبرة ذلك إحدى المميزات الكبرى التي يتمتع بها العالم وهو ما يجعل المجال ممهدا بشكل كبير للتواصل بين هذه الشعوب ويربط بين آلامها وبين آمالها وطموحاتها.
غيرأنها نبهت إلى أن هذه الميزة تشهد قدرا من التهديد يستدعى اتخاذ العديد من الخطوات للحيلولة دون استمرار التدهور الملموس في مـدى تعلم الأطفال العرب للغة العربية ومدى حسن استخدامهم لها.
وتطرقت السفيرة مشيرة خطاب إلى ما يتعرض له الأطفال العرب من فيض الثقافات الأخرى عن طرق وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة والتي تشغل فكرهم وتشكل عقولهم وكل ذلك بلغات غير اللغة العربية ودون أن يكون هناك قدر مواز من المادة العربية التي تستطيع أن توازن على الأقل هذا الكم الهائل من الوافد مع الثقافات واللغات الأجنبية الغريبة.. معربة عن أملها في أن يبحث المشاركون في المؤتمر الأخطار المترتبة على ذلك وسبل معالجتها.
وأشارت السفيرة مشيرة خطاب إلى أن هناك دولا أخرى تحافظ على لغتها الوطنية وتسعى لحمايتها من غزو لغة أجنبية أخري.. داعية إلى إيجاد الوسائل الكفيلة بحماية لغتنا العربية والحفاظ عليها وذلك بهدف توفير الحماية الواجبة لمستقبل الطفل العربي حتى يظل فخورا بلغته وبثقافته وحضارته وبفنونه وآدابه وبتقاليده وأعرافه وبشخصيته المميزة وبهويته الخاصة.
فعاليات المؤتمر :
ينقسم المؤتمر إلى عدد من المحاور هي، اللغة الأم وبناء الشخصية المتكاملة، ضرورات اللغة الثانية لبناء إنسان المستقبل، الحفاظ على وحدة اللغة الأم، كما يناقش عدد من الأوراق منها "اللغة الأم والنمو الذهني والعاطفي في سني النشأة" للأستاذة الدكتورة صفاء الأعسر، رئيسة لجنة التنمية البشرية المجلس القومي للطفولة والأمومة، "اللغة الأم وبناء الشخصية" للدكتورة أمينة الدبوس، المديرة التنفيذية لجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة، "أطفالنا والعولمة ودور اللغة في الحفاظ على الهوية" للأستاذ عبد الواحد علواني، مدير تحرير مركز دراسات التنمية بالسعودية، و"نحو استخدام واسع للعربية لغة للإبداع في العلم والأدب" للأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، رئيس قسم اللغة العربية- جامعة قطر.
----------
إسلام أون لاين. نت : الخميس. فبراير. 22, 2007
------------------
مؤتمر اللغة بالدوحة.. الأطفال في قلب الحدث - مانيفال أحمد
على غير عادة المؤتمرات التي تناقش قضايا الطفل العربي، تميز مؤتمر الطفل بين اللغة الأم والتواصل مع العصر الذي نظمه المركز الثقافي للطفولة بالدوحة الأربعاء 21-2-2007 بالتعاون مع المجلس القومي للأمومة والطفولة بمصر بحضور عدد كبير من الأطفال في يوميه الأول والثاني.
فعلى هامش المؤتمر أقيمت ورشة عمل لتعليم الأطفال القراءة الحرة، قدمها السيد محمد العنزي مدرب ورشة الأطفال بالمركز الثقافي للطفولة، وقد استهدفت الورشة عددا كبيرا من الأطفال المشاركين في المؤتمر بلغ عددهم 40 طفلا. وقد أكد السيد العنزي أن الورشة تحمل طابعا تدريبيا وتعليميا، وشددت على تشجيع الأطفال على القراءة وتعلم اللغة العربية، في محاولة لخلق لغة تواصل حقيقية لدى الطفل مع العصر عبر اللغة الأم، وقد تم استعراض المكتبات العالمية وما احتوته من كتب عالمية ومهارات تؤكد أهمية اللغة، وتم الاطلاع على تجارب بعض العلماء والمبدعين العرب والأجانب، إضافة إلى استعراض لبعض الكتب والمخطوطات النادرة.
الجزيرة للأطفال :
كما شاركت قناة الجزيرة للأطفال في المعرض الذي نظمته اللجنة على هامش المؤتمر، حيث قامت بعرض برامجها التربوية الترفيهية للزوار والمشاركين من الأطفال والتربويين، وضمن تغطيتها الإعلامية للمؤتمر، نظمت القناة ورشة عمل إعلامية تحت عنوان: "رسالة المؤتمر"، وهي فقرة يومية كانت تبث من المؤتمر لنقل أحداثه وتوصياته،
من خلال مجموعة من الأطفال الذين استقبلتهم القناة، قاموا بتحضير وإعداد وتقديم هذه المادة التلفزيونية تحت إشراف فريق متخصص من قناة الجزيرة للأطفال.
وفي آخر أيام المؤتمر قام "محمود بوناب" المدير العام التنفيذي لقناة الجزيرة أطفال - والذي قدم ورقة في المؤتمر عن دور القناة في ترسيخ اللغة الأم لدى الطفل - باستضافة المشاركين في المؤتمر في مقر القناة للتعريف بها وبنشأتها، وقام المشاركون بأخذ جولة في أستوديوهاتها والتعرف على برامجها المستهدفة، وكيف تدعم من خلالها اللغة العربية وتعززها لدى الطفل.
ولم يغب عن المؤتمر وتوصياته الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث نوقشت عدة أوراق عن طرق التواصل مع الصم والمكفوفين، واضطرابات اللغة والنطق وسبل علاجها، واللغة والدماغ: التطور اللغوي والاتصال، والمطالبة بتأمين البرامج اللغوية والوسائل التعليمية الملائمة لهم فيما يحقق دمجهم في المجتمع بصورة فعالة.
توصيات المؤتمر :
اختتم المؤتمر الدولي الأول للطفل بين اللغة الأم والتواصل مع العصر فعالياته الجمعة 23-2-2007 بإعلان العديد من التوصيات منها:
- تعزيز الانتماء إلى الأمة العربية ولغتها الشريفة ذات العمق الحضاري، وغرس ذلك في نفوس الأجيال الصاعدة حفاظا على الثقافة والهوية القومية في ظل العولمة وما فيها من نزعات الشمولية والإغراق الثقافي والمادي.
- العناية بالتراث الشعبي وإعادة صياغة الحكايات الشعبية باللغة الأم الفصيحة المبسطة بوصفها من أهم وسائل نقل الثقافة وتكوين الهوية القومية للأطفال، لما تحمله من قيم واتجاهات سلوكية تحرص المجتمعات على تنميتها لدى أفرادها.
- العناية بتعليم لغة أجنبية حديثة إلى جانب اللغة الأم، ولو كان ذلك في سن مبكرة، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أنه لا ضير في أن يكتسب الطفل لغتين مختلفتين في مرحلة الطفولة المبكرة.
- تفعيل البرامج التعليمية والتربوية على مواقع الشبكة الدولية (الإنترنت)، وتوحيد شكل الحروف فيها، وإعداد معاجم موضوعية مصورة للأطفال في المراحل العمرية المختلفة لتزويد الأطفال بالمفاهيم الأساسية وبما يقابلها في اللغة العربية، وفي لغة أخرى، والعناية بأدب الطفل بأشكاله المختلفة، وتشجيع المبدعين على الكتابة للأطفال، واعتماد الأساليب الديمقراطية في الحوار بين أفراد الأسرة والمؤسسات التربوية، وأخذ آراء الأطفال في الاعتبار عند اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتهم.
وشدد المشاركون على ضرورة اعتماد منهج للتخطيط اللغوي العلمي في مؤسساتنا التعليمية والتربوية والاجتماعية والثقافية، وضرورة التجديد المستمر لمحتوى الكتب والمقررات والبرامج المتصلة بتعليم اللغة العربية وتعلمها في جميع مراحل التعليم بما في ذلك التعليم الجامعي بوصف العربية لغة حضارية معاصرة تستجيب لمتطلبات العصر، وطالبوا بإيجاد آليات دعم مادي على المستوى القومي العربي لدعم الإنتاج الذي يشجع على استخدام اللغة الفصحى في البرامج التلفازية والوسائل الإعلامية الأخرى، وتنظيم مسابقات دورية على المستوى العربي للإنتاج الإعلامي باللغة العربية الفصحى. مع ضرورة وضع خطة خمسية علمية تشكل إستراتيجية لدعم اللغة العربية الفصحى، وحمايتها في جميع مؤسسات المجتمع.
كما دعوا إلى تأسيس هيئات ومجالس اعتبارية ذات استقلالية في البلاد العربية تعنى بقضايا الطفل العربي ولغته الأم، وتتبادل التجارب والخبرات فيما بينها. فضلا عن تكوين لجنة من الخبراء والعلماء المشاركين في المؤتمر لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه من توصيات، وكذلك عقد مؤتمر سنوي يتناول قضايا الطفل العربي متزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للطفولة.
وفي الختام دعا المشاركون إلى طباعة أبحاث المؤتمر وما تم فيه من مداخلات ومناقشات وما اتخذ فيه من توصيات في كتاب يصدر عن المجلس الثقافي للطفولة.
بناء المستقبل :
وقد انقسم المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام إلى عدد من المحاور تم تغطيتها على يومين، وهي: اللغة الأم وبناء الشخصية المتكاملة، وضرورات اللغة الثانية لبناء إنسان المستقبل، والحفاظ على وحدة اللغة الأم، واللغة والكلام لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة، وناقش عددا من الأوراق منها: "اللغة الأم والنمو الذهني والعاطفي في سني النشأة" للأستاذة الدكتورة صفاء الأعسر، رئيسة لجنة التنمية البشرية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، و"اللغة الأم وبناء الشخصية" للدكتورة أمينة الدبوس، المديرة التنفيذية لجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة، و"أطفالنا والعولمة ودور اللغة في الحفاظ على الهوية" للأستاذ عبد الواحد علواني، مدير تحرير مركز دراسات التنمية بالسعودية، و"نحو استخدام واسع للعربية لغة للإبداع في العلم والأدب" للأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر.
------------
مانيفال أحمد : محررة في النطاق الاجتماعي بشبكة إسلام اون لاين.نت
------------
إسلام أون لاين. نت : الخميس. مارس. 1, 2007
--------------
ورد خبر عن المؤتمر في موقع جامعة قطر :
http://www.qu.edu.qa/html/227ct29nov06.html
وللمزيد عن برنامج هذا المؤتمر يرجى الإطلاع على الوصلة الآتية:
وورد خبر عنه في موقع جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات ( عتيدة ) :
http://www.atida.org/forums/showthread.php?p=2130#post2130