ورقة الندوة:
لا تبنى حضارة ويشيد عمران، إلا بفكر مبدع مبتكر، يأتي بالجديد المميَّز. ولا يوثق بذلك الفكر، ويُركن إليه إلا إذا خضع لعملية نقدية تشريحية جريئة، تميز جيده من رديئه، وتجلي حسنه من سيئه، فتظهر مواقع القوة والضعف فيه، فيستصحب الصواب ويستبعد الخطأ؛ فتبنى الحضارة حينئذ على أسس سليمة وقواعد متينة، تضمن لها الاستمرارية، والتجديد والتجدد الذاتي.
على هاتين الركيزتين شيدت الأمة الإسلامية صرح حضارتها، عبر أجيال وأجيال؛ فريق يبدع ويبتكر ويؤسس ويؤصل، وفريق يمحص ويختبر ويتقصى؛ ذلك أن البناء والنقد تربطهما علاقة متينة كل منهما يتغذى على الآخر ويغذيه، فلا بناء محكم بدون نقد، ولا نقد بدون بناء.
ومما يحتم النقد ويمنحه المشروعية ويجعله أمرا ضروريا لاستقامة حياة الناس: قصور العقل البشري وانتفاء العصمة والكمال عنه؛ فقدرات الإنسان محدودة وعقله معرض للزيغ والزلل... مما يجعله في أمس الحاجة إلى من ينبهه إلى خطئه ويوجهه إلى جادة الصواب.
لأجل ذلك مارست الأمة النقد، وظهرت لها فيه المهارات الفكرية والقدرات العقلية الرفيعة، تجلت بشكل واضح في العلوم الإسلامية عموما، سواء ما كان على مستوى جهود الأفراد أو ما كان على مستوى جهود المدارس، وسواء ما كان منه في المراحل الأولى للتأسيس، أو ما كان في مراحل النضج والاستقرار. فالحقيقة التي لا تخطئها عين الملاحظ المنصف ؛ أن النقد مورس بشكل واسع في كل العلوم الإسلامية وفي مختلف العصور والأمصار.
ولا شك في أن الممارسة النقدية تعد من أرقى العلوم وأشرفها، لا يقتحمها إلا من كان ريانا من العلوم الشرعية أصولها وفروعها، معقولها ومنقولها، خبيرا بدقائقها بصيرا بخفاياها، له ملكة يتفحص بها الشيء ويحكم عليه بالصحة أو الخطأ والجودة أو الرداءة.
وحتى لا يبقى هذا المجال حقلا غفلا وميدانا مستباحا يرد عليه أصحاب الجدال العقيم والمراء السقيم أو الهجوم الظالم والاعتداء الغاشم، لا بد أن تكون له قواعد وضوابط تسيجه وتحميه، ليبقى النقد العلمي الهادف خالصا صافيا من لغط الأدعياء والغوغاء.
لقد كان للاتجاه النقدي في التراث الإسلامي عبر تاريخ الأمة أثر -ولا يزال- في نشأة علوم وتوسيع دائرتها، وتطوير أخرى وتدقيق مباحثها، كما كان له أثر فاعل في صناعة الإنسان، وفي تشكل عدد من المدارس والمناهج في مختلف العلوم؛ وبناء على هذا يحق لنا نتساءل: كيف أثر النقد على بنية العلوم الإسلامية؟ وكيف أسهم في تطويرها وتوجيهها الوجهة الصحيحة؟ وكيف أسهم هذا النقد في بناء الشخصية الناقدة عبر تاريخنا؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذا التراكم النقدي اليوم من أجل تكوين الملكة النقدية وتطويرها؟
في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تأتي هذه الندوة المباركة التي ينظمها مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري، وماستر الاختلاف في العلوم الشرعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بالمملكة المغربية تحت عنوان: "الرؤية النقدية في العلوم الإسلامية"؛ وهي فرصة تروم من خلالها الجهتان المنظمتان الكشف عن ملامح مناهج علماء المسلمين في النقد، وتبرز الآليات والأدوات المتبعة في ذلك، والثمار المقتطفة من النقد المبني على الأسس العلمية الرصينة المتبعة في هذا المجال، لتقتفي الأجيال اللاحقة آثر السابقين وتسير على خطاهم.
أهداف الندوة :
1ـ إبراز أهمية النقد وحتميته.
2ـ إظهار جهود العلماء النقدية في مختلف العلوم الإسلامية.
3 ـ اكتشاف مناهج هذا العلم وقواعده.
4 ـ التعرف على صفات الناقد.
5 ـ تربية الملكة النقدية لدى طلبة العلم.
6 ـ التحرر من التعصب وتقبل النقد البناء.
محاور الندوة:
المحور الأول: أهمية النقد في العلوم الإسلامية وخصائصه ومناهجه
المحور الثاني: أثر النقد في بناء العلوم الإسلامية
المحور الثالث: ضوابط النقد في العلوم الإسلامية وقواعده.
المحور الرابع: سبل استثمار التراث النقدي لبناء الشخصية الناقدة.
شروط البحث وضوابط كتابته
- ألا يكون البحث منشورا أو قدم للنشر، أو تمت المشاركة به في ندوة علمية.
- أن يتسم بالجدة والعمق وضوابط البحث العلمي الأكاديمي.
- أن يكون البحث موثقا توثيقا علميا محكما.
- أن يكون مندرجا تحت إحدى المحاور المقررة في الملتقى.
- أن تثبت قائمة المصادر والمراجع المعتمدة بجميع معلوماتها في آخر البحث مرتبة حسب حروف المعجم.
- أن تتراوح صفحات البحث ما بين 20 و 30 صفحة، وأن تحَرَّر بخط تراديسْيُونِيل أرَابيكْ (Traditional Arabic)، حجم A4، قياس 16 للمتن و12 للحاشية، نظام WORD .
- أن ترسل ملخصات البحوث ونصوصها النهائية إلى اللجنة المنظمة عبر البريد الالكتروني الآتي: nadwakenitra@gmail.com
مواعيد مهمة:
- آجر أجل لتقديم استمارات المشاركة: 31 /12 /2016م.
- موعد رد لجنة التحكيم على الموضوعات المقترحة المقبولة: 20 /01 /2017م.
- موعد تسليم البحوث كاملة: 01 /04 /2017م.
- الإعلان عن البحوث المقبولة: 15 /04 /2017م.
- موعد الندوة: 03-04 مايو 2017م.
• ملحوظة: تتكفل اللجنة المنظمة بمصاريف الإيواء والإعاشة خلال أيام الندوة.