الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
يعدّ الأدب تمثيلا للواقع من حيث الدلالات الرمزية التي يحدد بها معطياته و ينقلها في شكل صور، والخطاب الأدبي ينطوي على تمثلات فكرية وثقافية تنمّ عن وعي بالمسار الثقافي للمجتمع وعن الموقف من القضايا التي تحركه في اتجاه أو آخر. من هذا المنطلق نسعى إلى مساءلة الأدب المغاربي في مختلف أجناسه وفي علاقاته بالفضاء الثقافي والحضاري الذي ينتمي إليه وعن كيفية تمثيله لأبعاد هويته ومكوّناتها وعن طريقة تكفّلِه بنتاج التاريخ الفكري المغاربي، بهدف الوقوف على العناصر التي يقوم عليها تمثيله للذات المغاربية في تميزها عن ذوات أخرى.
يشكّل مفهوم الغيرية مرتكزا معرفيا في بلورة منظومة الصور والتفاعل مع الآخر، الأمر الذي مارسته الذات المغاربية المبدعة بقوة في خطابها الأدبي، باعتمادها منطلقات مرجعية تُحيل إلى الفضاء الثقافي المغاربي بكل صراعاته وتناقضاته، ولعلّ أهم تجلّياتها هي ثقافة الإتباع التي تجد مصدرها فيما عرفته المجتمعات المغاربية لفترات طويلة في ظل التواجد الاستعماري.
هذه الفكرة تحيلنا إلى هوية الأدب المغاربي بما يسمح له أن يُسجّل حضوره عالميا متجاوزا للحدود الجغرافية والحضارية، وفي هذا التصور نُدرج معطى مهما يتصل بالعولمة التي ترسم إطارا جديدا لتفاعل الهويات الثقافية، حيث يكون أكبر تحد لهذا الأدب هو التعريف بذاته لفرض الاعتراف به، الأمر الذي لا يتأتى إلاّ بتثمين عناصر خصوصياته والقيم التي يُدافع عنها، وفي ذلك تجسيد للتموقع إزاء الآخر.
وإذا كان منطلق التموقع هو الذات فإنّ التراث الشعبي كان أهم مصدر استلهمت منه الذات المبدعة مقوّماتها، فقد مثل التراث الشعبي الفولكلوري العربي والأمازيغي مرجعا ثقافيّا في الخطاب الأدبي المغاربي الحديث والمعاصر. لقد كان هذا التراث يُنعَتُ بخرافات العجائز، وصار حقلا يبحر فيه الأديب بحثا عن حفرياته ليُحوّلها إلى رموز مُمثّلة لتنوّع ثقافات المغرب وهوّياته حينا، ولصراعاتها وتشقّقاتها حينا آخر. ونلمح المرجعيات الثقافيّة في الأدب المغاربي الحديث والمعاصر في بعض الأسماء والعناوين التي استخدمت في الرواية والمسرح والشعر كرموز تراثية: “حزام الغولة”، “لونجا والغول”، “هابيل”، “شهرزاد”، “السندباد”، “لخضر حمروش”، “فاجعة الليلة السابعة بعد الألف”، “الجازية والدراويش”، “عيون الجازية”، “اللاز”، “العلامة”…الخ.
لقد شكّلت البلدان المغاربية بحكم موقعها الجغرافي همزة وصل بين المشرق والمغرب، وعبّر مبدعوها عن وعي الانتماء إلى ثقافة متميّزة مع محاولة التعبير عن تواجد متعدد الروافد، الأمر الذي نتجت عنه رغبة في وصف الذات في انتمائها المحلي وفي توقها للعالمية تكريسا لحُلم الشهرة والتوسع، ولقد كان الأدب خير تجل لهذا الانتقال من المحلية إلى العالمية وما أسماء مثل آسيا جبار والطاهر بن جلون وعبد الوهاب المدب وغيرهم إلاّ نماذج لممارسات خطابية أدبية تسعى إلى جعل الكتابة فعلا ذاتيا وعالميا في آن واحد.
تعكس القضية التي تطرحها إشكالية هذا الملتقى مساءلة المثقف للواقع في البلدان المغاربية وإشكالية علاقته بالسلطة من حيث توقه للقيام بدور الريادة والتنوير والسعي إلى خلق مجالات تعبيرية أفضل. ولا شك أنّ المنع أو الحظر من الأمور التي كرّست ممارسة إبداعية تولد عنها إما الإذعان أو التمرد، وكما خلقت لنفسها فضاء لممارسة سلطتها من خلال النصوص الإبداعية فتحدث في الأدب الانقلابات السياسية والإطاحة بالحكم وتنصيب الديمقراطيات أو الديكتاتوريات الوهمية.
هدفنا فتح النقاش حول هذه القضايا في إطار الملتقى المغاربي الأول الذي ينظمه مخبر التمثلات الثقافية والفكرية يومي 13/12ديسمبر 2016 حول التمثلات الثقافية في الخطاب الأدبي المغاربي ونقترح جملة محاور توجيهية غير حصرية نلخصها فيما يأتي:
1- الخطاب الأدبي المغاربي وثنائية المحلي / العالمي
2- اللغات وسؤال الهوية في الخطاب الأدبي المغاربي
3- قضايا الأدب ما بعد الكولونيالي
4- المثقف وتمثل السلطة في الخطاب الأدبي
5- التراث الشعبي في الخطاب الأدبي المغاربي.
6- تمثل المرجعيات الثقافية في الخطاب الأدبي المغاربي.
مواعيد مهمّة:
تاريخ عقد الملتقى:
الاثنين 12 ديسمبر 2016
الثلاثاء 13 ديسمبر2016
الملخصات: آخر اجل لقبول الملخصات: يوم: 15 /08 /2016.
الرد على قبول الملخصات: يوم: 30/ 08 /2016.
المداخلات: آخر آجل لقبول المداخلات: يوم: 30 /09 /2016.
رسوم التسجيل: 50 أورو
المكان، و معلومات الإتصال والتواصل:
مكان عقد الملتقى:
المدرج الجامعي –حسناوة. كلية الآداب واللغات جامعة مولود معمري تيزي وزو. جامعة مولود معمري-تيزي وزو
كلية الاداب واللغات- قسم اللغة العربية وآدابها-مخبر التمثلات الفكرية والثقافية.
رقم الهاتف:
0664238691
0555185101
نموذج المشاركة:
الاسم**مطلوب
الدرجة العلمية**مطلوب
التخصص العلمي**مطلوب
الجامعة**مطلوب
الدولة**مطلوب
الهاتف**مطلوب
البريد الإلكتروني**مطلوب
السيرة العلمية**مطلوب
الملخص**مطلوب
======================
مصدر الخبر: شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات: http://diae.net/27633