مدخل إلى تعليم العربية للعرب

وإذا كان لتهميش هذا البعد أية عوامل، فإنها ترجع بالأساس إلى:

- تزاحم الهموم والمهام، ومتاخمة المفاهيم لبعضها، كما يحصل مع "التربية" "التعليم" "التدريس" "التعلم" "الاكتساب" " التكوين". وهذا يحصل عنه أن يتم الاهتمام بواحد منها على أنه اهتمام ببعضها أو بكلها.

...

أولا: التعريف بالمشكلة:

يقول يحيى بن حمزة العلوي في مقدمة كتابه الطراز: "أرجو أن يكون كتابي هذا متميّزًا عن سائر الكتب المصنّفة في هذا العلم بأمرين: أحدهما: اختصاصه بالترتيب العجيب، والتلفيق الأنيق الذي يُطلع الناظر من أول وهلةٍ على مقاصد العلم، ويفيده الاحتواء على أسراره، وثانيهما: اشتماله على التسهيل والتيسير، والإيضاح والتقريب، لأنّ مباحث هذا العلم في غاية الدّقة، وأسراره في نهاية الغموض، فهو أحوج العلوم إلى...

من المعلوم أنّ اللغة فكر، فضلا عن كونها وسيلة تعبير، وأنّ الفكر الناجع والناجح إنما هو تطبيق أكثر منه نظر. لكنّ العربية اليوم، وكذلك سائر اللغات التي يتعلمها العربيّ، تتخبط في مستنقع من النظر ليس له مثيل. وأكبر دليل على ذلك أنّ المحاصيل الحضارية التي أنتجها فكرنا اللغوي المستسلم للمنحى النظري والتلقيني تعدّ ضحلة بالقياس مع طموحات الشعوب الناطقة بالعربية.
وفي محاولة للخروج من هذا المستنقع ما انفك الفكر السياسي العربي وخبراء التعليم العرب، والحق يقال، يقترحون الحلول على المدرسة العربية....

تبدو اللغة العربية في عصرنا الحاضر كاليتيم الذي فقد مَنْ يرعاه ، فتراه يتعثّر في مشيته لا يدري ما مصيره ، فكثيرٌ من أبنائها فقَدَ الرغبة في بذل شيءٍ من جهده ليُسهم في إقالة عثرتها ، ليسَ ذلك عن عجزٍ منهم بل عن إهمالٍ وضعف الشعور نحوها بالمحبّة والتعظيم .

إنّ انتشار بعض اللغات العالمية وتقدّمها لم يأتِ بسبب قوّتها فقط ، بل بأسبابٍ خارجةٍ عنها كقوّة أهلها واعتزازهم بها وسعيهم إلى نشرها ورفعتها ، وتذليل الصعاب التي تحول دون ذلك .

أمّا...