صدر عن دار لبنان ناشرون كتاب جديد للأستاذ الدكتور عز الدين البوشيخي بعنوان (التواصل اللغوي، مقاربة لسانية وظيفية)
وفيما يلي نبذة تعريفية عن الكتاب، ويليها تصدير للأستاذ الدكتور أحمد المتوكل:
نبذة تعريفيّة:
ينشغل هذا الكتاب أساسا بالإجابة عن الأسئلة المركزية الآتية:
- ما الذي يُمكِّن المخلوقات البشرية من إقامة التواصل بينها بواسطة اللغة؟
- وكيف تنجح في إقامة هذا التواصل؟
- وإذا كانت هذه المخلوقات مهيأة فطريا للقيام بذلك بفضل توفرها على قدرة خاصة بها، فما هي طبيعة هذه القدرة؟
- وما هي مكوناتها؟
- وكيف تتفاعل هذه المكونات فيما بينها؟
- وهل ترتبط هذه القدرة بعلاقة مع غيرها من أنساق العقل الأخرى؟
- وبأية طريقة؟
إحدى الطرق المؤدية إلى معالجة هذه الأسئلة معالجة علمية تتمثل في إعادة صياغتها كالآتي:
- كيف نتمكن من بناء نموذج يحاكي ما تقوم به المخلوقات البشرية حال استعمالها اللغة للتواصل فيما بينها؟
- ما هي بنية هذا النموذج: نموذج مستعمل اللغة الطبيعية؟
- وما هي القوالب التي يتألف منها؟
- وكيف تتعالق فيما بينها؟
- وبأية لغة يتم هذا التعالق؟
وقد خصص هذا الكتاب أربعة فصول لمعالجة هذه الأسئلة، وهي:
- من القدرة النحوية إلى القدرة التواصلية.
- القالبية وبناء نموذج مستعمل اللغة الطبيعية.
- مكونات نموذج مستعمل اللغة الطبيعية.
- بنية نموذج مستعمل اللغة الطبيعية وطريقة عمله.
تصدير: بقلم الأستاذ الدكتور أحمد المتوكل
من أهم التطورات التي طرأت على الدرس اللساني الحديث في العقود الخمسة الأخيرة تحوُّلُ موضوعه من الوقائع اللغوية إلى مستعمل اللغة الطبيعية ذاته لاستكشاف الطاقات اللغوية وغير اللغوية، المنطقية والإدراكية والاجتماعية وغيرها، التي تُقدره على إنتاج الخطاب اللغوي وتأويه.
وقد اقتُرحت في هذا الباب عبر تطور نظرية النحو الوظيفي، بدءا من النموذج المعيار إلى نموذج النحو الوظيفي الخطابي صياغات مختلفة لنموذج مستعمل اللغة الطبيعية. وأسهم اللسانيون الوظيفيون في وضع هذه الصياغات، إن بالانتقاد أو بالتعديل أو بالإغناء.
ويُعد بحق الأستاذ الدكتور عزالدين البوشيخي من اللسانيين المغاربة الذين أوْلوا اهتماماً بالغاً بهذا الموضوع، بل كادوا يختصون فيه. وفي الكتاب الذي بين أيدينا عرض ضاف ودقيق لما اقتُرح في إطار نظرية النحو الوظيفي وانتقاد مركز لهذه الاقتراحات، وتقديم بديل عنها يطور معرفتنا بالقدرة التواصلية ومكوناتها واشتغالها عبر بناء نموذج مستعمل اللغة الطبيعية بناء يتوق إلى تحقيق الكفاية النفسية في هندسته وقوالبه وتعالقاتها.
إن هذا الكتاب، في نظري، بحث أساسي ومؤسّس في مجال النمذجة الوظيفية خاصة، وبناء الأنحاء عامة.
الرباط، 2010/11/18
أحمد المتوكل