- الواقع أن الصرف أو التصريف أوسع من ذلك لأن موضوعه هو دراسة الكلمة والبحث فيها فينبغي أن يشمل كل ما يتعلق بالكلمة , فيتناول مكوناتها الصوتية من زيادة ونقص وتبدل , وتقلباتها من صيغة إلى صيغة والقوانين التي تحكم ذلك ويشمل علاقة الكلمة بالتركيب العام للجملة , لهذا يصعب فصل هذا العلم عن بعض علوم العربية وبخاصة النحو.
- الكلمة التي هي موضوع الصرف تتكون من وحدة صرفية واحدة أو أكثر وهي ما يعبر عنها بالمورفيم التي تعتبر أصغر وحدة صرفية فكلمة (مسلم) ذات وحدة صرفية واحدة وكلمة (المسلم) مكونة من وحدتين صرفيتين (ال ) ( مسلم).
- لا يمكن قصر هذا العلم على الكلمة وإبطال تأثيره على الجملة , لأن الكلمة نواة الجملة , فمثلا وصف الفعل بأنه متعد أو لازم يتحكم في نوع كلمات الجملة وعددها وتركيبها , لهذا فرق اللغويون بين نوعين من هذا العلم : علم الصرف الإشتقاقي الذي يعني بدراسة صوغ الكلمة واشتقاقها دون النظر إلى دورها في التركيب , وعلم الصرف التصريفي الذي يعني بدراسة العلاقة بين تصريف الكلمات والوظائف النحوية التي تؤديها في التركيب.
- اللغة العربية تمتاز بميزات صرفية لا تتوفر في كثير من اللغات كالاشتقاق والنحت والتعريب .
الاشتقاق:
- عرفه السيوطي " أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما في معنى ومادة أصلية , وهيئة تركيب , ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة ".
- هناك أنواع ثلاثة من الاشتقاق :
1- الاشتقاق الصغير أو الأصغر
2- الاشتقاق الكبير وهو القلب
3- الاشتقاق الأكبر وهو الإبدال
- الكلمة في اللغة العربية يقوم بناؤها على الصوامت , وتتكون معظم كلماتها من مادة ثلاثية هي الميزان الصرفي ويستدل بها على الحذف والتغير.
- الاشتقاق سمة من سمات العربية و طريق الى فهمها والتفقه فيها ومعرفة أسرارها , ويربط بين الألفاظ ويصل بين معانيها , ومن خلاله يستدل على أصوات الألفاظ.
- الاشتقاق يسهل عملية تصنيف الكلمات في المعاجم ووسيلة للكشف عن أصل الألفاظ وتميز الأصيل من الدخيل فمثلا : كلمة الصراط والفردوس والكوب ليس لها اصول عربية اذ لا يوجد فالعربية مواد مثل : صرط وفردس وكوب.
- الاشتقاق وسيلة لتميز الكلمات المتصرفة من الجامدة وهو وسيلة لتوليد الالفاظ والعبارات يجعل من اللغة جسما حيا تتوالد أجزاؤه.
- الاشتقاق وسيلة لتوليد الألفاظ للمعاني الجديدة التي بدات تدخل على اللغة العربية منذ صدر الاسلام حيث اشتق من المواد اللغوية القديمة الفاظ ذات معان جديدة كالجهاد والصلاة والزكاة , وهو طريق للتجديد والتنويع الغني كاستعمال القرآن للفظ الواقعة والغاشية والقارعة بمعنى القيامة.
- ازدادت الحاجة الى الأشتقاق في عصرنا الحاضر بسبب تغير الحياة وحاجة الناس الى استعمال ألفاظ المخترعات الحديثة فاشتقت كلمات مثل : التأليف والإذاعة والسيارة والهاتف والحاسوب والناسوخ ونحو ذلك .