وأتبعَ ابنُ النحاس شرحه بقصيدةٍ له ، جمع فيها ما أخلّ به ابن الشوّاء من المعتلّ اللام ، ونظمها على قَرِيّ قصيدته ، وعدة أبياتها أربعة وثلاثون بيتاً ، جمع فيها تسعةً وخمسين فعلاً من الأفعال المعتلّة اللام التي جاء فيها لغتان : الواو والياء ، ومطلعها :
وأَسَوتُ مثل أَسَيتُ صلحاً بينهم وأَسَوتُ جرحي والمريض أَسَيتُهُ
وشرح ابن النحّاس قصيدته هذه التي وسمَها بـ ( مهاة الكِلّتين وذات الحلتين ) عَوّل في شرحه لقصيدة الشوّاء ولقصيدته هو على مصادر كثيرة منها : تهذيب اللغة للأزهري ، والمحكم لابن سيده ، والصحاح للجوهري ، والأفعال لابن القطاع ، ولابن القوطية ، وللسرقسطي ، ولابن طريف ، والإبدال لأبي الطيب اللغوي ، والمنتخب لكراع ، والنوادر للحياني ، وشرح القصائد التسع لأبي جعفر النحاس ، والواضح لابن الأنباري ، وذا القد لابن جني ، والاقتضاب لابن السيد البطليوسي ، وغريب الحديث لأبي عبيد .
حقّق الكتابين الدكتور تركي بن سهو بن نزال العتيبي ، الأستاذ المشارك في كلية اللغة العربية بالرياض ، وطبعا بمطبعة المدني بالقاهرة ، عام 1993 .
وقد بذل الدكتور المحقق جهده في قراءتهما وتخريج ما اشتملا عليه من نصوص منقولة من المصادر التي عوّل عليها الشارح ، وعرّف بالأعلام المذكورين فيهما ، وعلق على النصّ بما رأى أنه يوضحه ، وخرّج ما استشهد به في الكتابين من شواهد القرآن والحديث والشعر والأمثال ، وصنع لهما الفهارس التفصيلية وجعل المحقق الفاضل مقدمته لـ "هدى مهاة الكلتين" في ثلاثة فصول ، أولها : الشواء حياته وأشعاره ، والثاني : بهاء الدين بن النحاس حياته وآثاره ، والثالث : هدى مهاة الكلتين عرض ودراسة . وجعل مقدمته لـ "مهاة الكلتين" في ثلاثة فصول أيضاً ، أولها : بهاء الدين بن النحاس ، والثاني : الموازنة بين المنظومتين ، والثالث : مهاة الكلتين عرض ودراسة . وقد بذل الدكتور المحقق الفاضل جهداً طيباً محموداً في التحقيق والتعليق .
كنت خلال قراءتي إياهما قد وقفت في مواضع فيهما ، منها ما الوجه فيه ظاهر ، ومنها ما احتاج في تقويمه إلى عراضه بما انتهى إلينا من المصادر التي نقل عنها الشارح ، ومنها ما استبهم وليس بين يدي ما يعين على إصلاحه.
وهذه طائفة مما عنّ لي خلال القراءة تدلّ على ما وراءها ، أعرضها على المحقق الفاضل والقراء الكرام ليروا فيها رأيهم، أسوقها على الولاء رامزاً للصفحة بـ (ص) وللسطر بـ (س) ، وبادئاً بما عنّ لي من ذلك في كتاب هدى مهاة الكلتين ، ومثنياً بكتاب مهاة الكلتين.
1- هدى مهاة الكلتين:
1/ جاء على غلاف الكتاب "شرح منظومة بهاء الدين الشواء الحلبي"
وصوابه : شرح منظومة شهاب الدين .
2/ ص 28 لم يذكر المحقق في شيوخ ابن النحاس الشواء الحلبيّ ؟ وقد روى ابن النحاس عن الشواء قصيدته التي بنى عليها ابن النحاس شرحه ، قال (ص76) : وأخبرني الأديب الفاضل العالم شهاب الدين بن محاسن بن إسماعيل بن علي الحلبي المعروف بالشواء – رحمه الله – فيما أذن لي بروايته عنه غير مرة ، قال ..."
3/ ص 82 س6: "والطُّغوان والطُّغيا بمعنى"
كذا وقع وصوابه : والطُّغوان والطُّغيان بمعنى ، كما في الأفعال لابن القطاع 2/312 ، وللسرقسطي 3/281 ، وكما يأتي في المتن فيما نقله عن تهذيب اللغة 8/167 .
ولا أدري أهذا من خطأ الطبع أم من خطأ الناسخ أم من خطأ المؤلف في النقل عمن نقل منه . فإن صحّ عن المؤلف كان صواب ضبطه عنه "الطَّغيا" بالفتح ، وهي الاسم من طَغيتُ فقُلبت ياؤها واواً على الأصل في نظائرها فقيل الطَّغْوى . فالطَّغْوى فَعْلى من طَغَوتُ وطَغَيتُ .
4/ ص 83 س1 – 5 نقل المؤلف عن تهذيب اللغة قول الفراء في قوله تعالى : " كذبت ثمود بطَغْواها " ، قال :" أراد بطغياها ، وهما مصدران ، إلا أن الطغوى أشكل برؤوس الآيات ، فاختير لذلك " ، ثم قال المؤلف :" قلت : ويجوز أن يكون قلبت ياء طغيا واواً لكونها اسماً كبقوى وتقوى ".
وقد ذكر المحقق أن لفظ الفراء في تهذيب اللغة 8/167 ، ومعاني القرآن له 3/267 :" أراد بطغيانها ". ولم يغير المحقق ما في المتن " لأن الشارح تعمد المذكور [أي بطغياها] بدليل تعليله قلب الياء واواً في طغيا" وهو كما قال .
فهذا من خطأ الشارح في النقل أو من خطأ ناسخ نسخة تهذيب اللغة التي نقل منها ولم يتنبّه عليه ، وهو خطأ يُحيل كلام الفراء . وعليه وجوه من الاعتراض :
أولها : أن لفظ الفراء "بطغيانها"
وثانيهما : أنهم لا يقولون " الطغيا " اسماً من طغيت ، وإنما يقولون الطَّغْوى ، وهي فَعْلى من طَغَوت وطَغَيت ، كما قال ابن سيده . وأصل فَعْلى من طَغَيت طَغْياً ، فأبدلت الياء واواً . لأن الياء إذا كانت لاماً في فَعْلى اسماً تبدل واواً كما قال الزجّاج ، ومنه أخذ المؤلف كلامه في قلب الياء واواً ، انظر كلامه في تهذيب اللغة وعنه في اللسان .
وثالثهما : أن الطَّغْوى ليست بأشكل برؤوس الآيات من الطَّغْيا ، وسياق رؤوس الآي في هذه السورة : وضحاها ، تلاها ، جلاها ، يغشاها ، بناها ، طحاها ، سوّاها ، وتقواها ، زكّاها ، دسّاها ، بطغواها ، أشقاها ، وسقياها ، فسوّاها ، عقباها .
5/ ص 83 س2-3 "برؤوس الآيات"
كان في المخطوطة " الآي" فغيّره المحقق ، قال : "الاختيار من المصدر المنقول منه" وهو معاني القرآن للفراء .
ولا أدري لم عدل المحقق عما في المخطوطة وهو صواب محض ، ولا اختيار في مثل ذلك . فالآية تُجمع على آيات جمع سلامة وعلى آي على حدّ تمرة وتمر .
6/ ص86 س3 : "لحوت العصا ألحوه لحواً ... عن الجوهري"
صوابه : ألحوها ، وهو على الصواب في الصحاح .
7/ ص89 س10-11 : وأنشد الكسائي رحمه الله :
يدقّ حنو القتب المحنيّا دقّ الوليد جوزه الهنديّا
علق المحقق عليه بقوله : "وقد ورد الشطر الأول مع اختلاف يسير في قصيدة يزيد بن الأعور الشنّي :
لما رأيت محمليه أنّا
مخدرين كدتُ أن أجنّا
والبيت عنده : يدقّ حنو القتب المُحَنّى"
كذا قال المحقق هنا ، ونحوه فيما علّقه على مهاة الكلتين ص 115 .
وليس بيت المتن هو بيت الشنّي ، ولا يقال في مثل ذلك "مع اختلاف يسير" ! . فالقافية والرويّ مختلفان فبيت المتن رويّه الياء المفتوحة وقافيته مفعولن ، وبين الشنّي رويّه النون المفتوحة وقافيته فعولن. و ( المَحْنِيّ ) في بيت المتن اسم المفعول من حَنَاه على فَعَلَه ، و ( المُحَنّى ) في بيت الشنّي اسم المفعول من حَنَّاه على فَعَّله مثقل العين .
8/ ص93 س3-4 : "ورثأْتِ المرأة زوجها كذلك وهي المَرْثِيَّة "
كذا ضبطه المحقق ، وصوابه : "ورثأَتِ ... وهي المَرْثِئَةُ " بالهمز كما وقع في اللسان عن المحكم الذي نقل منه الشارح .
والمَرْثِيَة ( والمَرْثئَة بالهمز ) هي أبيات الرثاء ، ووزنها مَفْعِلَةٌ . أما المَرْثِيَّة فهي المرأة التي تُرثى ووزنها مفعولة . ولو أُريدت في نص المحكم لكانت : وهي المَرْثوءة .
9/ ص95 س4-6 : نقل الشارح عن الجوهري قوله :" قال الفراء رحمه الله : ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز ، قالوا : رَثَأْتُ الميّت ولَبَأْت بالحج وحَلأْت السويق تحلية وإنما هو من الحلاوة " .
كذا وقع ، وصوابه : "... ولبَّأْت بالحج وحَلَّأْت السويق تَحْلِئَة " كما في الصحاح .
10/ ص95 س7-8 قال المؤلف عقب ما نقله من كلام الجوهري المذكور في التعليق السابق :
"وكان قال في الهمزة في أول كتابه .
ابن السكيت – رحمه لله – قالت امرأة من العرب ..."
كذا قطّع المحقق الكلام . وقول الشارح "وكان قال في أول كتابه" يريد الجوهري ، وما نقله الشارح عنه هو في الصحاح 1/52 . ويجب أن يصل المحقق ما قطعه ، فيكون الكلام : " ... في أول كتابه : ابن السكيت ..." .
11/ ص96 س1-2 : "رثت المرأة زوجها ترثيه وترثوه . وقال أبو زيد والكسائي رحمهما الله مثله رَثَّايَة" .
كذا ضبطه ، وصوابه " ... مثلَه ، رِثَايَةً " . وهو مصدر رثى . يريد الشارح أن أبا زيد والكسائي حكيا مثل ما نقله عن التهذيب عن ابن الأعرابي "رثت المرأة ..." وأنهما ذكرا هذا المصدر "رِثَايَة" ولم يذكره ابن الأعرابي . وعبارة تهذيب اللغة :" وقال أبو زيد والكسائي : رثت رثَايَةً ". انظر تهذيب اللغة 15/124 ، واللسان .
12/ ص 63 س4 : "قيل : رَثاه يَرْثيه ترثية ".
كذا وقع وصوابه : رَثّاه يُرَثِّية تَرْثِيَةً ، كما وقع في تهذيب اللغة 15/124 ، ومنه نقل الشارح .
13/ ص 100 س 6-7 "وشاءَه على فاعَلَه أي سابَقَه ، وشآه على القلب مثل شاءه أي سبقه . قاله الجوهري رحمه الله" .
كذا وقع ، وصوابه : "وشاءَاه على فاعَلَه أي سابَقَه ، وشاءَه على القلب مثل شآه أي سبقه" كما وقع في الصحاح .
14/ ص105 س3 : "صغى الشمسَ والقمرَ صَغْواً وصُغِيّاً وصغواً وصُغَيّاً صغًى ... " .
كذا وقع وصوابه : "صغى الشمسُ والقمرُ صَغْواً وصَغْياً وصُغُوّاً وصُغِيّاً صغًى" انظر الأفعال للسرقسطي 3/283 ، والقاموس واللسان . فالفعل ( صغى ) واوى يائي ، ومصدره يأتي على فَعْل ( صَغْو ، صَغْي ) ، وعلى فُعُول ( صُغُوّ ، صُغيّ ) ، أما صَغًى فمصدر صَغِيَ كرَضِيَ .
15/ ص108 س5 إلى ص 109 س3 : "ورأيتُ في نسخة بأفعال ابن طريف رحمه الله بخط عبد الجليل المرسي ... لم أظفر .
وقد يقال بغير النفي ما صورته .
وتقول في المعتل ..."
كذا قطّع المحقق النصّ ، والصواب أن يوصل الكلام إلى قوله " ما صورته " و " ما " اسم موصول في موضع نصب مفعول " رأيتُ " فهو من تمام كلام ابن طريف الذي نقله الشارح قبلُ ، ثم الزيادة التي وقعت في نسخة الأفعال لابن طريف التي كتبها عبد الجليل المرسي ؛ فيكون الكلام : "...لم أظفر ، وقد يقال بغير النفي = ما صورته : "وتقول في المعتل ..." .
16/ ص109 س5 قال الشاعر :
وترعى الأصلين تحلى المقيلا
علق المحقق بقوله : " .... كذا في الأصل ، ولو قال : ثم ترعى لكان أصحّ وزناً فهو شطر من البحر الخفيف" .
أما أن يكون شطراً من الخفيف فظاهر ، وهو ينقص في أوله حركة هي في تمامه الذي لم نقف عليه . وليس مختلّ الوزن ليقترح المحقق أن يكون "ثم ترعى ..." وقوله " ...لكان أصح وزناً" يلزم منه أن يكون صحيح الوزن على صورته "وترعى" ، وليس به .
17/ ص 114 س 7-9 قال التغلبي :
فما كان ذنبي إن طها ثم لم يعد وحمران فيها طائش العقل أصْوَرُ
خرجه المحقق من الأفعال للسرقسطي 3/262 ، وتهذيب الألفاظ 309 ، واللسان (طها) . ولم ينبه على أن رواية المتن – وهي الرواية في اللسان – مغيّرة ، وصوابها "طائش العقل أمْيَلُ" وهي الرواية في الأفعال وتهذيب الألفاظ ، والبيت أول أربعة أبيات في تهذيب الألفاظ وبعده :
لقد ظلمتني عامر وتياجرت عليّ وما مثلي بحمران يُقْتَلُ
18/ ص 115 س 74 قال الأعشى :
فاسنا لباغي المهملات بقِرْفَةٍ إذا ما طها بالليل مُنْتشراتُها
...قال الجوهري رحمه الله : ويبعد أن يقال إنه من ماط يميط " ا هـ
قلت : قال الأزهري في تهذيب اللغة 6/376 عقب إنشاده البيت : "ورواه بعضهم : إذا ماطَها ، من ماط يميط" ا هـ فالفعل "ماط" متصل بضمير النصب "ها" على هذه الرواية التي استبعدها الجوهري ، وهي بعيدة ، بل لا أراها تصحّ . فقوله " طها " من قولهم : طها في الأرض : ذهب فيها . مثل طحا ، ورواية الديوان "إذا ما طحا" . وأما "ماطها" من الميط فمعناه : نحّاها وأبعدها ، وهو معنى كما تراه .
19/ ص 119 س 6 : "والجبا : محضر البئر" .
صوابه : مَحْفر البئر ، انظر اللسان والقاموس والتاج .
20/ ص 124 س 8 : "وحزا السراب الشخص يحزوه حزاء مهموز أيضاً لغة في حزاه يحزوه المعتل" .
صوابه : وحزأ السراب الشخص يَحْزَؤُه حَزْءاً مهموز ... ، كما في اللسان والتاج .
21/ ص 125 س 8-9 :
وترى المَكّاء فيه غرداً لثق الريش إذا زَفّ زقا
قال المحقق : "رجز لم أقف على سابق له ولا لاحق"
وصوابه "المُكّاء" بضم الميم كزُنّار ، كما في القاموس ، وهو بيت من الرمل .
22/ ص 137 س 6 : "وأسحيته : قشرته أو أخذت من سحاة أو شددته بها" .
صوابه : أو أخذت منه سِحاءَةً ، ووقع على الصواب في الصفة التالية (138) .
23/ ص 149 س 3-4 : "ونَقْوة الشيء ونقاوته ونقايته بالضم فيهما خياره كأنه بني على ضده وهو النقاية ..." .
صوابه : " على ضده وهو النُّفَايةُ" بالفاء كما في الصحاح واللسان .
24/ ص 154 س 10-11 :" لم يزل ذا نميمة مآء
وامرأة مآءة مثل معّاعة نمّامة ..." .
صوابه : "ذا نميمة مأّاء" "وامرأة مأّاءة" . ويرسم : مأّء ، مأّءة .
25/ ص 164 س 9 قول الشاعر :
فاحتل لنفسك قبل أتي العسكر
قال المحقق في التعليق عليه : "رجز لم ينسب" كذا قال ، وهو شطر من الكامل .
26/ كان من آثار عدم المبالغة في العناية بطبع الكتاب وقوع غير قليل من الأخطاء في غير موضع منه ، ومنها ما لا بدّ فيه من النظر والتأمل ، ومن أمثلتها :
الصفحة والسطر الخطأ الصواب
85 س9 قنوانِ العناقيدِ قنوانَ
87 س 6 لكثيرة اللحا اللحاء
88 س 6 لحوتَ الرجل ألحاه لحوتُ
91 س7 من الخلا من الخلاء
127 س 5 وعلق زقاء الهامه وعلق يزقو زقاء الهامه
135 س1-2 استعارة . فقال استعارَهُ ، فقال
157 س 7 ونميتَ الحديث ونموتَه أنميه .. ونميتُ الحديث ونموتُه أنميه ..
173 س 2 أي كان الكلاب لدى أنساء أي كأنّ الكلابَ ...
------------------------------------------
2- مهاة الكلتين وذات الحلتين :
1/ ص92 س4-5 : قال الأزهري : "... ورجل أسيانٌ وأسوانٌ أي حزين" .
صوابه : أسيانُ وأسوانُ ، من غير تنوين ، لأنهما صفتان على فَعْلان ومؤنثهما فَعْلى : أسْيا وأسْوى .
2/ ص95 السطر الأخير : قال الأزهري رحمه الله : " أدوت له أَأْدو ....." .
الوجه أن يكتبه "آدُو" مثل آخُذ ، وأصله أَأْدو ، فخففوا ثانية الهمزتين فصار أَاْدو ، فجرينا على رسمه آدُو ، انظر اللسان والقاموس والتاج .
3/ ص100 س5 : "...باء بوزن باع : إذا تكبر ، كأنه مقلوب من بأى كما قالوا : راءٍ ورأى".
صوابه : " كما قالوا : راءَ ورأى" . أما راءٍ ففاعل من رأى ولا قلب فيه .
4/ ص101 س7 - ص102 س1: قال المؤلف فيما نقله عن ابن سيده في المحكم : "وفيه بأوٌ ، قال يعقوب – رحمه الله – ولا يقال : بأواء . قال : وقد روى الفقهاء في طلحة بأواً " ا هـ
قوله "وقد روى الفقهاء في طلحة بأواً " كذا وقع ! والذي في اللسان عن المحكم "في طلحة بأوَاء" ولعلها الصواب . فعند يعقوب أن هذا من باب ما يغلط فيه الفقهاء . وقد أحال المحقق على مخطوطة المحكم ، وليست بين يدي ، ولم أصب قول يعقوب فيما بين يدي من كتبه .
5/ ص103 س10 قال المؤلف : "... قلت : وقد رأيته في نوادر اللحياني" ا هـ . وعلق المحقق عليه بقوله : " ... اللحياني له النوادر ... لكنه لم يصل إلينا ، وربما وصل إلى المصنف رحمه الله " .
كذا قال المحقق الفاضل ، ولا أدري كيف قال "وربما وصل إلى المصنف" والمصنف يقول "وقد رأيتُه" ؟ ! وقد ذكر المحقق نفسه في تقديمه للكتاب (ص60) أن المصنف وقف على نسخة نفيسة من نوادر اللحياني !! وهي نسخة مقروءة على أبي سعيد السيرافي ، انظر كلام المصنف ص 162-163 .
6/ ص125 السطر الأخير : قول أبي قلابة الهذلي:
يئست من الحذية أم عمرو غداة إذ انتحوني بالجناب
ذكر المحقق أن البيت لم يرد في قصيدته في ديوان الهذليين ، وهو كما قال . والبيت أول سبعة أبيات في شرح أشعار الهذليين 718 .
7/ ص126 س1 وقال أبو عمرو : الحذيّة في البيت [بيت أبي قلابة] العطية"
قول أبي عمرو في شرح أشعار الذبيين 718 .
8/ ص126 س2 نقل المؤلف عن ابن سيده قوله : "قال ابن جني – رحمه الله - : لام الحذية واو كقول الهذلي ..." .
صوابه : لِقَوْلِ الهذلي ، كما في المحكم 3/382 .
9/ ص 128 س7-10 نقل المؤلف قول ابن سيده : " ... هو عدو الحمار أريه ومتمرغه" .
صوابه : "هو عَدْوُ الحمار بين آرِيِّهِ ومُتَمَرَّغِه" كما في اللسان عن المحكم .
10/ ص128 س9-10 نقل المؤلف عن ابن سيده قولـه : "والخداء " دود ... والخدا : موضع ..." .
صوابه : "والخدى : دود ...... والخداء : موضع "الأول بالقصر والثاني بالمد كما وقع في اللسان عن المحكم ، ونص عليه صاحب التاج ، وهو الصواب لقول ابن سيده في الخداء الموضع : "وإنما قضينا بأن همزة خدا [كذا ، وصوابه خداء] ياء لما قدمنا ..." .
وذكر البكري في معجم ما استعجم 489 "الخدا ، بفتح أوله مقصور : موضع ذكره ابن دريد" . والذي في مطبوعة الجمهرة 1053 : الخداء : موضع .
11/ ص 139 س1 : "وفي الحديث : ربُّ المدحوّات" .
صوابه : "ربَّ" على النداء . وسلف ص 137 رواية أخرى للحديث وهي "اللهم داحيَ المدحيّات ..." .
12/ ص 141 س 3-4 قول ساعدة بن جؤية :
إذا سبلَ الغمامُ دنا عليه يزلّ برَيْدِه ماء زلول
كذا ضبطه المحقق ، وصوابه : إذا سَبَلُ الغمامِ ، كما في شرح أشعار الهذليين .
13/ ص 148 آخر سطر : "وذَرَى حَبّا : اسم رجل" .
صوابه : ذَرَّى حَبّا ، بتشديد الراء كما ضبط في اللسان عن المحكم الذي نقل منه المؤلف ، وانظر كتاب سيبويه 2/64 ، والمقتضب 4/9 . وقال الراجز :
كأنه جبهة ذَرّى حَبّا
انظر سفر السعادة 45 وتخريجه ثمة .
14/ ص150 س 4-5 : "لغة في ذوى يذوي ذَوْياً وذِيّا ..." .
صوابه : يذوي ذُوِيّاً وذَيّاً ، كما في الأفعال لابن القطاع 1/398 . ومنه نقل المؤلف ، وأحال عليه المحقق – والأفعال للسرقسطي 3/608 ، واللسان .
15/ ص 158 س1-3 : وأنشد السرقسطي – رحمه الله – للكميت :
فما زلت أبقي الظعن حتى كأنها أواقي سدى تغتالهن الحوائكُ"
لم يعلق المحقق على نسبة البيت إلى الكميت ، وهي ليست من السرقسطي في مطبوعة كتابه ، وقد قال محقق الأفعال له 4/100 : لم أقف عليه في ديوان الكميت .
16/ ص 159 س 3-5 : وقال الكميت أيضاً :
ظلت وظل عذوباً فوق رابية تبقيه بالأعين المحرومة العُذُبِ
قال المحقق : "لم أقف عليه في ديوان الكميت بن زيد ولا ديوان الكميت بن معروف ... " .
كذا قال ، وقد نسب البيت إلى الكميت في مقاييس اللغة (ب ق و ) ، وهو في شعر الكميت بن زيد 1/99 فيما قال محقق الأفعال للسرقسطي 4/100 ، وليس شعر الكميت بين يدي .
17/ ص162 س10 - ص163 س1 : "فإني رأيت في نسخة من نوادر اللحياني رحمه الله أصل ابن جرو الأسدي الموصلي رحمه الله وقد سمعها على السيرافي رحمه الله – وقيل إن الأصل المسموع على السيرافي بخط ابن شاهين رحمه الله" .
عرّف المحقق بابن جرو أبي القاسم عبيد الله بن محمد الأسدي (ت 387هـ) وهو من تلامذة السيرافي ، وكان قد عرّف (ص142) بالسيرافي أبي سعيد الحسن بن عبد الله (ت 368هـ) وهو من تلامذة ابن دريد ( ت321هـ) . أما ابن شاهين فلم يدر المحقق من هو ، وفتش عمن يعرف بابن شاهين فوجد طائفة منهم ، فقال : "هناك عدد من الأئمة يعرفون بابن شاهين منهم :
أ- أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ... البغدادي الواعظ (297-385هـ) .
ب- أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد ... الفارسي (-454هـ) .
ج- أبو الفتح عبيد الله بن أحمد ... البغدادي (-440هـ) اهـ .
قلت : المعنيّ بـ" ابن شاهين " هو الأول . وغريب أن يذكر الثاني والثالث هنا ، وهما متأخرا الوفاة عن السيرافي .
وابن شاهين هو الشيخ الصدوق الحافظ العالم شيخ العراق وصاحب التفسير الكبير كما يقول الذهبي في السير 16/431 . وهو من تلامذة ابن دريد ، وقد روى أبو ذر الهروي ( ت 434 هـ) عن شيخه ابن شاهين أنه قال : "كنا ندخل على ابن دريد ..." (معجم الأدباء 18/130) . وجمع ابن شاهين من كلام شيخه ابن دريد كتاباً سماه "التوسط" (معجم الأدباء 18/137) .
18/ ص 166 س9-10 : "والمَرَبِّي : الذي يأتي الربا . وقد أربى الرجل" .
صوابه : "والمُرْبِي" اسم الفاعل من أربى .
19/ ص 177 س6 : "واحدته [ أي السَّنَى ] سَنْأَة وسَنَاةٌ "
صوابه : واحدته سَنَاءَةٌ وسَنَاةٌ ، كما في اللسان .
20/ ص179 س3-4 "وفي التنزيل جل منزلـه : (وإنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى) [سورة طه:112] .
كذا وقعت ( وإنّك ) بكسر الهمزة ، ولم يعلق المحقق عليها . وكسر الهمزة قراءة نافع وأبي بكر عن عاصم ، وقرأ الباقون ( وأنّك ) ، انظر التيسير 153 . وليست موضع شاهد في الكتاب فكان الوجه أن تضبط على قراءة حفص ، أو أن يعلق عليها إن كانت كذلك في الأصل المخطوط .
21 / ص179 س6-7 قول عمر بن أبي ربيعة :
رأت رجلاً أيما إذا الشمس عارضت فيُضْحي وإما بالعشيّ فيُخْصِر
كذا ضبطه ، وصوابه : فيَضْحَى وأما بالعشيّ فيَخْصَرُ
انظر الكامل للمبرد 1153 ، والبيت في المتن شاهد على ضَحِي يَضحَى ضَحىً .
22/ ص190 س1-2 : مضى الشيء مَضْياً ومَضْواً .
صوابه : مُضِيّاً ومُضُوّاً ، كما في اللسان عن المحكم الذي نقل منه المؤلف .
وفي س 3 : ( والمضو : التقدم ، قال بعضهم : أصلها مضيّاً " .صوابه : والمُضَوَاء التقدم ... أصلها مُضَياء ، انظر اللسان .
وفي س5 " المضو : التقدم " صوابه : المُضَوَاء ، انظر اللسان .
وفي س9: "قال الجوهري رحمه الله ومضيت على الأمر مُضْياً "صوابه : مُضِيّاً ، كما في الصحاح وغيره .
23 / ص191 س1:" ومضوت على الأمر مَضْواً ومُضُوّاً مثل الوقود والصعود" .
صوابه : مَضُوّاً ومُضُوّاً ، كما في الصحاح ، والمَضُوّ كالوَقُود والمُضُوّ كالصُعُود .
24/ ص250 س1-2 : وأما الطست فأصله طسّ كقولهم ... فأبدلوا من السين التاء لتوافقها ..." .
صوابه : فأصله طسّ لقولهم .... لتوافقهما .
25/ ص254 س7: " ومما دخل في كلام العرب : الطست والنور والطاجن " .
صوابه : الطست والتَّوْرُ والطاجَنُ ، انظر اللسان (ت و ر) .
26/ كانت قلة العناية بإصلاح تجارب طبع هذا الكتاب أيضاً وراء فشو الأخطاء المطبعية وما إليها فيه ، ومنها ما يحتاج إصلاحه إلى فضل نظر وتأمل ومعارضة الكلام بالكتاب المنقول منه ، ومن أمثلة ذلك :
الصفحة والسطر |
الخطأ |
الصواب |
97س3 |
مطرِفات |
مُطْرَفات |
116 آخر سطر |
متعرجه |
مُنْعَرَجُه كما في اللسان عن المحكم |
122س7 |
وأخفى السؤال |
وأحفى السؤال كما في المحكم 3/345 |
125ص7 |
لغة ... حكاه أبو حنيفة |
حكاها ، كما في المحكم 3/382 |
139س11 |
سنبله |
سُنْبُكَه كما في المحكم 3/375 |
141س5 |
ودَنَيْتُه |
ودَنَّيْتُه كما ضبط في اللسان |
147س2 |
إذا ذرت |
أو أذرت كما في ديوان رؤبة 162 |
150س3 |
الشيءَ الرطبَ ... وذَأى |
الشيءُ الرطبُ ... وذأى |
151س7 |
ذأيا ذأى |
ذاياً وذأى |
159س10 |
وبَقِيتُه |
وبَقَيْتُه ، كما في الأفعال لابن القطاع 1/151 |
163س2 |
أرْبي |
أَرْبَى كما ضبط في اللسان |
165س5 |
نطقة خلقت |
نطفة ما خلقت |
166س5 |
رَبَوان ورَبَيَان |
رِبَوَان ورِبَيَان |
167س1 |
وصفت |
وضعت |
172س1 |
ما يكون |
ما تكون ، كما في الصحاح |
174س3 |
وسَرْية وسَرْية |
وسَرْيَة وسُرْيَة ، كما في اللسان |
177س1 |
بالحنا |
بالحِنّاءِ |
178س2 |
بالحنا |
بالحِنّاءِ |
س12 |
فعللت |
افْعَلَلْتُ |
183ي4 |
نبت |
نبتت كما في اللسان عن المحكم |
198س5 |
وطَحَوا |
وطُحُوّاً |
205س11 |
ذي الرمة |
ذو الرمة |
219س2 |
العَجِّيّ |
العَجِيّ |
242س2 |
خرطُ ماء الفحل |
خَرَطَ ماءَ الفحلِ |
255س7 |
عَرَيْتُ |
عَرِيْتُ |
261س6 |
وقبيح الثنا |
النَّثا |
263آخر سطر |
أنثى ينثو |
نَثَا ينثو |
264س4 |
والغذا |
والغذاء |
هذا ما رأيتُ ذكره مما عَنّ لي خلال قراءتي للكتابين . وإنّ غير قليل مما وقع فيهما ما كان ليقع لو أتمّ المحقق الفاضل جهده الطيب في تحقيق نصّيهما والتعليق عليهما ؛ فعارض النصوص المنقولة فيهما بالأصول التي نقل عنها المصنف المعارضة التي تجب لهما ، ثم أشرف على طبعهما الإشراف الذي ينبغي لهما ؛ فإن العناية بطبع الكتاب يقع في الصميم من عمل محقّقه .
والله تعالى أسأل أن يجعلنا من النافعين المخلصين ، ويوفقنا إلى ما فيه الخير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
---------------------------
المصــادر
الأفعال ، لابن القطاع ، حيدر آباد 160هـ .
الأفعال للسرقسطي ، تحقيق د. حسين محمد محمد شرف ، مجمع اللغة العربية بالقاهرة 1975 .
تاج العروس ، للزبيدي ، المطبعة الخيرية لمصر 1306هـ .
تهذيب الألفاظ (كنز الحفاظ في تهذيب الألفاظ) للتبريزي ، تحقيق لويس شيخو ، بيروت 1895 .
نهذيب اللغة ، للأزهري ، تحقيق عبد السلام هارون وجماعة ، مراجعة محمد علي النجار ، القاهرة 1964 .
التيسير في القراءات السبع ، للداني ، تحقيق أوتوبرتزل ، طبعة مصورة ، دار الكتاب العربي ببيروت 1985 .
جمهرة اللغة ، لابن دريد ، تحقيق د. رمزي البعلبكي ، دار العلم للملايين بيروت 1987 .
ديوان الأعشى ، تحقيق د. محمد محمد حسين ، المكتب الشرقي للنشر والتوزيع ببيروت 1968 .
ديوان رؤية ، جمعه وحققه وليم بن الورد ، ليبسك 1903 .
سفر السعادة وسفير الإفادة ، لعلم الدين السخاوي ، تحقيق د. محمد أحمد الدالي ، ط 2 ، دار صادر ببيروت 1995 .
سير أعلام النبلاء ، للذهبي ، تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط وآخرين ، مؤسسة الرسالة ببيروت 1981 .
شرح أشعار الهذليين ، للسكري ، تحقيق عبد الستار فراج ، راجعه الشيخ محمود محمد شاكر ، دار العروبة بالقاهرة 1965 .
الصحاح ، للجوهري ، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار ، دار العلم للملايين ببيروت 1979 .
الهرست ، للنديم ، تحقيق رضا تجدد ، طهران 1971 .
القاموس المحيط ، للفيروزايادي ، تحقيق مكتب التحقيق بمؤسسة الرسالة ، بيروت 1987.
الكامل ، للمبرد ، تحقيق د. محمد أحمد الدالي ، ط2 ، مؤسسة الرسالة ببيروت 1993 .
الكتاب ، لسيبويه ، بولاق 1316 هـ .
لسان العرب ، لابن منظور ، دار صادر ببيروت .
المحكم ، لابن سيده ، تحقيق مصطفى السقا وجماعة (لم يتم) ، القاهرة 1958-1968 .
معجم الأدباء ، لياقوت الحموي ، طبعة مصورة ، دار المستشرق ببيروت .
المقتضب ، للمبرد ، تحقيق الشيخ عبد الخالق عضيمة ، القاهرة 1963 .
======================
تعليق الدكتور شاكر الفحام
قرأت الكلمة الممتعة التي حبرها الصديق الدكتور محمد الدالي ، معرفاً بكتابي النحوي الكبير بهاء الدين بن النحاس (627-698هـ) أستاذ أبي حيان النحوي الأندلسي ، ومنبهاً على طائفة من الهنات التي وقعت فيهما ، تدل على ما وراءها .
فخطر ببالي القصيدة التي نظمها ابن مالك في ذكر الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو وبالياء ، والتي أوردها الإمام السيوطي في كتابه المزهر .
وعدت إلى المزهر ، فوجدت أن قصيدة ابن مالك تضم الأبيات التسعة والأربعين التي جاءت في منظومتي الشواء وابن النحاس [ المزهر 2: 178-180 / القاهرة - مكتبة صبيح].
وتصفحت الكتابين (وقد تيسر لي الحصول عليهما بفضل الأستاذ المدني حفظه الله) لأطلع على ما قام به المحقق الفاضل الأستاذ الدكتور تركي العتيبي في معالجة هذه القضية التي أثارها السيوطي في مزهره ، فرأيته قد أفرد فقرة لتوثيق نسبة هدى مهاة الكلتين إلى ابن النحاس (ص66) ، كما أفرد فقرة مثلها لتوثيق نسبة مهاة الكلتين إلى المؤلف نفسه (ص79) ، ولكنه لم يعرض في الموضعين لقضية نسبة الأبيات إلى ابن مالك ، مكتفياً بقوله في الفصل الثاني من كتابه مهاة الكلتين ، الذي عقده للموازنة بين منظومتي الشواء وابن النحاس : " وأود أن أشير إلى أن الإمام السيوطي قد وَهِمَ في نسبة هاتين المنظومتين ، فجعلهما قصيدة واحدة ، ووَهِمَ في نسبتهما إذ عزاها إلى ابن مالك. وقد جاءت هاتان القصيدتان في مخطوط واحد محفوظ في جستربتي ، منسوبة إلى ابن مالك" [ مهاة الكلتين وذات الحلتين : 45].
إني أعتقد أنه لا يكفي في معالجة القضية المثارة أن ننسب الوهم إلى الإمام السيوطي ارتجالاً دون دليل مقنع ، ولاسيما أن الأستاذ الفاضل قد ذكر أن ثمة مخطوطة في مكتبة جستربتي نسبت الأبيات إلى ابن مالك ، فالسيوطي لم ينفرد إذن بنسبة الأبيات إلى ابن مالك . كذلك فإن بروكلمان قد ذكر في كتابه تاريخ الأدب العربي أن قصيدة الشواء الحلبي التي تناولت الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو وبالياء تنسب إلى ابن مالك في مخطوطتين ببرلين [ تاريخ الأدب العربي ( الترجمة العربية ) 5: 52].
وكان الشيخ محمد راغب الطباخ قد نشر تسعة عشر بيتاً من قصيدتي الشواء وابن النحاس ، ونسبها جميعاً إلى الشواء على حين أن ثمانية أبيات منها هي للشواء ، والأحد عشر بيتاً الباقية هي لابن النحاس طبقاً لما أورده الأستاذ المحقق الدكتور تركي العتبيبي [ انظر القصيدتين في مهاة الكلتين 37-41].
وتصدى الأستاذ محمد بن أبي شنب لمقالة الأستاذ الطباخ ، وأشار إلى ما ذهب إليه السيوطي في المزهر من نسبة القصيدة إلى ابن مالك ، ثم أضاف أن نصراً الهوريني قد نقلها عن المزهر ونسبها إلى ابن مالك في كتابه : المطالع النصرية للمطابع المصرية ، وخلص في مقالته إلى أن القصيدة لابن مالك [ مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق مج 8 : 432-438 ، 692-693].
لهذا كله كان لا بدّ من دراسة متأنية معمقة تنتهي إلى حلّ مقنع ، موثق بالأدلة ، فهذا أدعى للتحقيق وجلاء الأمر . وأحبّ أن أشير هنا إلى أن ابن النحاس كان من تلاميذ ابن مالك [ مهاة الكلتين : 18 ، هدى مهاة الكلتين : 31 ].
وعُرِف ابن النحاس بكتابه الشهير : التعليقة على كتاب المقرب ، حتى أشار بعض من ترجم له إلى أنه لم يصنف شيئاً سوى شرحه على المقرب [ بغية الوعاة : 6 ، مهاة الكلتين : 24 ، هدى مهاة الكلتين : 37].
وددت لو أن المحقق الفاضل وهو يترجم لابن النحاس توقف عند كلمة أوردها بروكلمان ، وهي أن لبهاء الدين بن النحاس شرحاً لديوان امرئ القيس مسمى بالتعليقة [ تاريخ الأدب العربية ( الترجمة العربية ) 1: 101 ، 5: 297 ، وتابعه الأستاذ الزركلي في كتاب الأعلام ( 5: 297 )].
وتشكك الأستاذ فؤاد سزكين في نسبة الكتاب إلى بهاء الدين ، وعرض أسباب تشككه [ تاريخ التراث العربي ( الترجمة العربية ) مج 2 / الشعر ج 2: 31].
تمنيت لو عرض الأستاذ المحقق لهذه المسألة فكانت قولته الكلمة الفصل فيها .
لقد بذل الأستاذ الفاضل جهده فقدم نصاً أقرب ما يكون إلى أصله . وإني لأرجو أن يوفق الأستاذة العلماء لإكمال المسيرة في إصلاح ما بقي من خطأ ، وفي الكشف عما ينتهون إليه في معرفة صاحب الأبيات .
بقي علي أن أقول كلمة قصيرة : لقد جاء في ختام القصيدة المنسوبة إلى ابن مالك قول محقق المزهر في الهامش :" كتب بهامش الأصـل مصحُحه مقابل الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو والياء ما صورته : وزدتُ عليه :
ومَتوتُ حبلاً أو مَتيتُ مددتُه وسَنوتُ باباً أو سَنيتُ فتحته
ورأيت لبعضهم زيادة لا يسعها الهامش . قاله نصر اهـ محمود حسن زناتي" [ المزهر 2: 180 / القاهرة – مكتبة صبيح].
لعله يحسن أن أشير هنا إلى أن طائفة من الكتب التعليمية التي كانت تصدر في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين بعنوان : "مجموع من مهمات المتون ..." كانت تشتمل على القصيدة المذكورة آنفاً منسوبة إلى ابن مالك .
وجاءت المنظومة في كتاب ( سراج الكتبة ) للشيخ مصطفى طموم ، وفي ختامها زيادة أربعة عشر بيتاً . ولم ينسب المؤلف المنظومة ، ولم يذكر مصدراً لها مكتفياً بقوله في المطلع : "الأفعال التي أتت بالواو والياء" .
---------------------------------------
مصدر البحث : [ مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق الجز الأول ، المجلد الثاني والسبعون ، شعبان 1417هـ كانون الثاني ( يناير ) 1997م ص 135- 158 ]