أظهر تقرير التنمية الإنسانية العـربية الثاني "نحـو مجتـمع المعـرفة الذي تصـدره الأمم المتحدة المخاوف من انقراض اللغة العربية التي تمثل الهُوية، والوحدة الثقافية بين العرب، والدول الإسلامية.
ويُبيِّن التقرير أنّها تواجه تحديات كثيرة أهمها سطـوة وسائـل الاتصال الجماهيري، وهيمنة القدرة الاقتصادية. ويدعو التـقرير إلى تجاوز الدائـرة التي تقتصر عليها الدراسات اللغوية العربية إلى دعم نشاط بحثي، ومعلوماتي جاد في ميدان اللغة العـربية إضافة إلـى الشروع بإصلاح لغوي شامل يستغل الذخيرة الهائلة من مـوارد المعلومات، والتكنولوجيا التي يوفّرها مجتمع المعرفة في هذا المجال؛ لتكون اللـغة العربية منبع الأمل في إحياء منظومة المعرفة العربية.
وفي هذا الشأن أوصى مجمع اللغة العربية الأردني مراكز البحوث الحاسوبية العربية، وكذا شركات الحاسوب بتركيز الجهود البحثية في اتجاه تطوير التقنيات، وتعريبها، وبخاصة تلك التي تؤدي إلى زيادة التعامل الحـاسوبي مع العربية لغة طبيعية، ودعوة مجامـع اللغة في الدول العربية كافة إلى بذل الجهد للاستفادة من الإنترنت؛ لنشر مـادتها المعرفية المتعلِّقة باللغة العربية من خلالها.
وتأكيد أهمية التعامل الجــاد مع الشبكة العالمية للمعلـومات، ودعم تطويع الأجهزة العلمية، والتكنولوجية الحديثة؛ لتعمل بالعربية، وتتكلم بها.
وتوظيف الأجهزة العلمية، والتقنية الحديثة، والعلوم المختلفة لخدمة اللغة العربية، والوعي بأهمية هذه اللغة، وقدرتها على المواكبة، والمسايرة لكل مستجدات العلم، والتكنولوجيا؛ وضرورة القيام بإصلاح حقيقي يرفع من قيمة اللغة العربية من خلال إعادة النظر في مقاييسها التقويمية، وأساليب تدريسها، ومقرراتها، ومناهجها عامة.
وربط اللغة العـربية بالتكنولوجيا الرقمـية، وشبكة الاتصـالات الأرضية، والفضائية المتطورة، والعمل على فرض اللغة العربية في المحافـل الدولية، والمنظَّمات التابعة للأمـم المتحدة؛ وأنْ تكـون هـناك إرادة حقيـقية فاعلة في تنفيذ الـتوصيات، وترجمة المقررات، والمقترحات التي تخص تنمية اللغة العربية، وتطويرها، ودعمها في الواقع العملي، والإجرائي لتستجيب لكل مستجدات التطور العلمي، والتكنولوجي.
وأوصت الندوة الدولية حـول المعالجة الآلية للغة العـربية التي أُقيمت فـي الرباط بالمملكة المغربية بتوحيد جهود الباحثين في مجال المعالجة الآلية للغة العربية المنطوقة، والمكـتوبة، والوقوف علـى الإنجازات التي تحققت في هذا الميدان علـى المستويين النظـري، والتطبيقي. واستكشاف آفـاق مجـال المعالجـة الآلـية للغة العـربية، ونسـج علاقـات التـعاون، والشراكة العلمية مع المختبرات، ومؤسسات البحـث الوطنية، والدولية النشطة في هذا المجال إضافة إلى الوقوف على تجارب الآخرين في مجال البحث لتطوير تقنيات المعلوماتية من خلال تفعيل آليات التعاون من أجل الارتقاء بالعربية.
وخلُصت الندوة إلى التوصية بالاهتمام بالتقنيات الحاسـوبية التـي تروم معالجة اللغة العربية ذاتها، وتلبّي احتياجات مستخدميها فـي مجالات الترجمة الآلية، والتدقيق الإمـلائي، والنحـوي، وتعرّف الكـلام، وتحويله إلـى نصوص، والتعـرّف الضوئي إلى هذه النصـوص، واسترجاعها فـي مجال التحليل الصرفي، مشددة على أنّ الطريق ما يزال طويـلا لتساير هذه التقنيات ما هـو متوافر من برمجيات في اللغات العالمية الأخر.