أقامت الجمعية المصرية لتعريب العلوم بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة عين شمس يوم الأحد ٩ جمادى الآخرة ١٤٣١ هـ ٢٣ مايو ٢٠١٠ م)، ندوة تعريب التعليم الهندسي: قضية ومسئولية، في رحاب كلية الهندسة جامعة عين شمس، برعاية ورئاسة الأستاذة الدكتورة هادية الحناوي عميدة الكلية، وبرئاسة شرفية للأستاذ الدكتور عبد الحافظ حلمي محمد، رئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم. وقد شارك في الندوة، عدد من أساتذة الجامعات والأفراد المهتمين بقضية تعريب التعليم عامة وتعريب التعليم الهندسي بصفة خاصة.
وبعد تلاوة مباركة لما تيسر من آي الذكر الحكيم افتتح الندوة الأستاذة الدكتورة هادية الحناوي عميدة الكلية والأستاذ الدكتور محمد يونس الحملاوي أمين الجمعية المصرية لتعريب العلوم.
وقد انتهى المجتمعون إلى اتخاذ التوصيات الآتية:
١. تقديم الشكر إلى الأستاذة الدكتورة هادية الحناوي عميدة كلية الهندسة جامعة عين شمس، على رعايتها للندوة ورئاستها لها ودعمها مادياً وأدبياً.
٢. يؤكد المجتمعون ما سبق لهم أن أكدوه في مؤتمرات تعريب العلوم السابقة من أن تعريب لغة تدريس العلوم في بلاد الوطن العربي عنصر جوهري في منظومة تنميتها البشرية والقومية، وخطوٌة أساسية في تأصيل العلم والأسلوب العلمي في التفكير والسلوك، وتنمية ملكة الابتكار والإبداع.
٣. يؤكد المجتمعون ما خلصت إليه البحوث العلمية الرصينة والقرارات الدولية وما سبق لهم أن أكدوه في مؤتمراتهم السابقة من ارتباط اللغة القومية بالهوية وإلى ارتباط لغة التعليم بالتنمية ويدعون إلى إبراز ذلك في مختلف المحافل العلمية.
ويؤكد المجتمعون أن النذر التي تتهدد الأمة العربية تجعلنا نزداد تمسكاً بقضية تعريب لغة العلوم وحرصاً عليها، لأنها ركن أساسي من دعائم هويتنا التي يحاول أعداؤنا أن ينوشوها لينالوا منها ويعولموا معالمها.
٤. يؤكد المجتمعون ما لتعريب التعليم الهندسي بمختلف مستوياته من أهمية خاصة تنبع من الاتصال الوثيق بين الأعمال التقنية وبين الحياة العامة والخاصة لجميع القطاعات المتعلقة بها، ومن الطبيعي أن تكون اللغة المستخدمة في حلقات العمل الهندسي جميعها في المجتمع العربي هي اللغة العربية ضماناً لحسن التخطيط وسلامة التنفيذ ودقة الاستخدام.
٥. يدعو المجتمعون جميع الأفراد والهيئات والمؤسسات إلى الالتزام بنصوص القوانين والدساتير في مختلف الدول العربية والتي تنص صراحة على أن لغة التعليم هي اللغة العربية.
٦. يناشد المجتمعون جميع رؤساء الجامعات العربية وعمداء كليات الهندسة ورؤساء مجالس الأقسام العلمية بها وجميع أعضاء هيئات التدريس بكليات الهندسة بالجامعات العربية اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للبدء فوراً في تعريب التعليم الجامعي استناداً إلي القوانين التي صدرت من جميع الحكومات العربية في هذا الصدد وإلى توصيات اتحاد الجامعات العربية.
٧. يناشد المجتمعون المجلس الأعلى للجامعات؛ ولجنة القطاع الهندسي بصفة خاصة؛ أن يولوا قضية تعريب التعليم الهندسي ما تستحقه من عناية عملية وأن يوثقوا الصلات في هذا المجال مع الجمعية المصرية لتعريب العلوم للتعاون في اقتراح ودراسة الآليات المناسبة لتحقيق تعريب التعليم الهندسي.
٨. يؤكد المجتمعون أهمية تطبيق المعايير العلمية لجودة التعليم الجامعي وخاصة التعليم الهندسي ويؤكدون بصفة أساسية أن الجودة لا تعني التعليم بلغة أجنبية، بل على العكس فجودة التعليم في جميع الدول ترتبط باستخدام اللغة القومية في منظومة التعليم بدرجاتها المختلفة ومنها التعليم الجامعي. كما يؤكدون على ضرورة تعريب البرامج الجامعية الجديدة في كليات الجامعة رفعاً لكفاءة تلك البرامج وترسيخاً لمتطلبات الجودة العلمية.
٩. يَحُثُّ المجتمعون الجامعات العربية على عقد دورات في اللغة العربية التقنية واللغات الأجنبية التقنية لطلاب المرحلة الجامعية الأولى وطلاب الدراسات العليا ولأعضاء هيئات التدريس؛ لما للغة العربية من مردود إيجابي على كفاءة العملية التعليمية ولاحتياجنا للغة الأجنبية للإطلاع على المستجدات العلمية ونقلها للغة العربية.
١٠ . يَحُثُّ المجتمعون الجامعات العربية على إيجاد آلية لطباعة ونشر الكتاب العلمي العربي المترجم والمؤلف.
١١ . يَحُثُّ المجتمعون الجامعات العربية على أن تكون السيادة للغة العربية في مختلف وجوه النشر العلمي وفي المؤتمرات والندوات التي تعقد بالبلاد العربية، وعلى قبول البحوث المنشورة باللغة العربية والمؤلفات بالعربية والترجمات إلى اللغة العربية بين الإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس المتقدمين للترقية.
١٢ . يَحُثُّ المجتمعون الجامعات العربية والمجلس الأعلى للجامعات أن ترفق برسائل الدراسات العليا المُجازة والتي يتم معادلتها ترجمة عربية لكامل الرسالة توسيعاً لدائرة الاستفادة من البحث العلمي الجامعي.
١٣ . يوصي المجتمعون الجامعات العربية ومراكز البحوث والمنظمات العربية والدولية والجمعيات العلمية بتسهيل تداول الكتب والبرامج المؤلفة بالعربية أو المترجمة إليها بين تلك الجهات بمختلف صورها؛ والاستفادة من إمكانات شبكة الإنترنت في نشر وتداول تلك المؤلفات؛ حتى يُمْكُِنَنا البناء على جهود الأمة. كما يوصون الجمعية المصرية لتعريب العلوم ببناء قاعدة معلومات لتلك المؤلفات في التخصصات العلمية التطبيقية على شبكة الإنترنت وترويجها بين مختلف الجامعات والكليات.
١٤ . يوصي المجتمعون الجمعية المصرية لتعريب العلوم ببناء قاعدة معلومات لترجمات مستخلصات البحوث العلمية من دوريات منتقاة في التخصصات العلمية التطبيقية على شبكة الإنترنت.
١٥ . يدعو المجتمعون الكافة؛ بما فيهم الأفراد والجمعيات والهيئات ووسائل الإعلام ومختلف الهيئات التنفيذية إلى استخدام اللغة العربية الصحيحة في جميع أعمالهم؛ داخلياً وخارجياً؛ والوقوف بحزم ضد كتابة وتغلغل العاميات والألفاظ الأجنبية في مناشط المجتمع لشدة خطورتها على بنيان المجتمع، حتى لا تكون هي الصخرة التي تنكسر عليها جهود أمتنا ووحدتها؛ كما يؤكدون أن اللغة العربية الصحيحة تحمل المكنون الثقافي والقِيَمي لأمتنا الذي يجب أن تقوم عليه نهضتها. كما يدعون الهيئات الهندسية والأفراد العاملين في قطاع المعلوماتية إلى بناء وتبني حلول تقنية لتلك المواقف.
١٦ . يهيب المجتمعون بأساتذة الجامعة وخاصة أساتذة كليات الهندسة رواد التنمية أن يستشعروا َقدْرَهُم ومسئوليتهم ودورهم الريادي في مسيرة بناء الوطن، وأن يستشعروا دور الجامعة الأساسي كقاطرة للتنمية؛ ويهيبون بهم في الوقت نفسه أن يستشعروا الآمال التي يضعها المجتمع على أكتافهم كقدوة لجميع أفراده؛ كما يوصونهم أن يولوا قضية تعريب التعليم الهندسي ما تستحقه من اهتمام في مختلف أعمالهم ومناشطهم.
١٧ . يتواصى المجتمعون بمؤازرة التجارب الناجحة لتعريب العلوم الهندسية، الفردية والجماعية في كل البلاد العربية، وإبراز ريادتها بصورة ملائمة ودعوة القائمين على تلك التجارب إلى تقييم مسيرتها لإبراز جوانب القوة في أعمالها.
١٨ . يهيب المجتمعون بالأفراد المهتمين بقضية توطين العلم بتعريب لغته؛ وخاصة أساتذة الجامعات؛ وبالهيئات والمؤسسات بجميع الدول العربية وخاصة المهندسين والهيئات الهندسية والإنتاجية أن يضاعفوا جهودهم الدءوب لتحقيق رسالة تعريب التعليم الهندسي وتعريب مختلف عمليات الإنتاج، وهم يؤكدون أن البدء الفعلي بتعريب تدريس العلم هو الذي سوف يذلل العقبات. وهم يتواصوْنَ أيضاً بأن يعمل كل منهم، في حدود إمكاناته الشخصية، أو في حدود مسؤولياته المباشرة، على تحقيق أي قدر مستطاع من التعريب فيما يدرس أو يكتب، وعلى الدعوة لهذه القضية بالإقناع الموضوعي وتفنيد الاعتراضات، كما يؤكدون ما للقدوة من تأثير كبير في نشر كل المبادئ الحسنة. وهم يلفتون الأنظار إلى نجاحات الجهود الشعبية والفردية في مسيرة بناء الأوطان.
١٩ . يدعو المجتمعون اتحاد المهندسين العرب ونقابات المهندسين وجمعيات المهندسين في مصر وسائر الأقطار العربية إلى استخدام اللغة العربية في مختلف مناشطها وإلى تبني قضية تعريب لغة التعليم الهندسي، رفعاً للكفاءة المهنية لأعضائها.
٢٠ . يدعو المجتمعون أساتذة الجامعات الذين يُدَرِسون بلغة أجنبية أن يضعوا امتحاناتهم بتلك اللغة ويترجموها إلى اللغة العربية وأن يسمحوا للطلاب بالإجابة باللغة العربية.
٢١ . يدعو المجتمعون طلاب كليات الهندسة من شباب الأمة، معقد آمالها، إلى نشر ثقافة الاعتزاز بلغتنا القومية ومدارسة قضية علاقة لغتنا القومية بالانتماء والتنمية؛ كما يدعونهم إلى بذل الجهد في الترويج لهذه القضية في مختلف مناشطهم ومنتدياتهم الطبيعية والإلكترونية. كما يدعونهم إلى المشاركة في مجهودات الترجمة العلمية وإلى التمسك باستخدام اللغة العربية الصحيحة في حواراتهم اعتزازاً بكينونتهم وحفاظاً على هويتهم ومجتمعاتهم. كما يؤكد المجتمعون أنه حتى التعثر، للكبير والصغير، في استخدام العربية الصحيحة، إن واكب رغبة أكيدة في استخدامها، هو في حد ذاته خطوة إيجابية.
٢٢ . يوصي المجتمعون الجمعية المصرية لتعريب العلوم بتنظيم ندوات ولقاءات دورية افتراضية وطبيعية عن مختلف جوانب قضية تعريب التعليم الهندسي في أماكن متعددة؛ وخاصة في كليات الهندسة وجمعية المهندسين المصرية ونقابة المهندسين المصرية؛ نشراً للقضية وجذباً لمزيد من المؤيدين لهذه الدعوة حتى تصبح قضية تعريب العلوم قضية تنمية شعبية. كما يدعون إلى التحرك بقضية التعريب داخل مختلف مؤسسات المجتمع وبخاصة التعليمية والإعلامية والقانونية.
٢٣ . يشكر المجتمعون العاملين في الصحافة والإذاعة المسموعة على اهتمامهم بمتابعة أنشطة الندوة، ويرجونهم متابعة اهتمامهم بالدعوة المقنعة الهادئة لقضية تعريب العلوم وما يستتبعها من قضايا قد لا يعترضها عند الكثيرين سوى حاجز نفسي متوهم أو عدم إلمام كامل بجوانبها المختلفة.
٢٤ . يوصي المجتمعون منظمِي الندوة: كلية الهندسة جامعة عين شمس والجمعية المصرية لتعريب العلوم، بتفعيل وإذاعة هذه التوصيات على أوسع نطاق حيث يرجى أن يكون لها صدى فعال، على صعيد مختلف الهيئات التنفيذية والسياسية والتشريعية والإعلامية، ومتابعة تنفيذها.
----------
مصدر الخبر : د. محمد يونس الحملاوى
أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر
أمين الجمعية المصرية لتعريب العلوم
------------
الجمعية المصرية لتعريب العلوم، ص. ب ٥٣٠١ غرب مصر الجديدة، القاهرة ١١٧٧١
الصفحة الإلكترونية : www.taareeb.info
البريد الإلكتروني : mhamalwy@hotmail.com
ناسوخ ٢٦٣٧٧٤٤٦ – القاهرة