ينقسم المؤنث باعتبار لفظه إلى ثلاثة أنواع :
1- المؤنث اللفظي .
2- المؤنث المعنوي .
3- المؤنث اللفظي المعنوي .
فالمؤنث اللفظي : ما كان علما لمذكّر ، وفيه علامة تأنيث، مثل : " زكرياء، طلحة، كِنانة"
والمؤنث المعنوي : ما خلا من العلامة وكان علمًا لمؤنث مثل : "زينب، أم كلثوم" .
علامات التأنيث :
على قول الفراء خمس عشرة علامة، ثمان منها في الأسماء : الهاء، الألف الممدودة، المقصورة، تاء الجمع في نحو "الهندات"، الكسرة في "أنتِ"، النون في "أنتنَّ" و"هنَّ" والتاء في "أخت" و"بنت" والياء في "هذي" .
وأربع في الأفعال : التاء الساكنة في مثل : "قامت" والياء في "تفعلين" والكسرة في "قمت" والنون في "فعلن" .
وثلاث في الأدوات : التاء في "ربّة" و"ثمّة" و"لات" والتاء في "هيهات" والهاء والألف في نحو "إنها هند" .
وأشهر علامات التأنيث في الأسماء : التاء وألف التأنيث المقصورة والممدودة .[12]
ما يستوي فيه التذكير والتأنيث :
هناك خمسة أوزان يستوي فيها المذكر والمؤنث وهي :
- "فعيل" بمعنى مفعول مثل: "كف خضيب" .
- "فعول" بمعنى فاعل نحو: " صبور، وشكور" .
- "مِِـِِفعـال" نحو : " مِـهذار، مِكْسال" .
- "مِـفعيل" نحو :" مِعطير، و مِِـئشير من الأَشَر وهو الكِبر" .
- "مِـفعل" نحو: " ِمـغْشم" .[13]
تأنيث الفعل :
للفعل ثلاث حالات من حيث التذكير والتأنيث وهي :
1- الوجوب .
2- الجواز .
3- الامتناع .
إذا كان الفاعل مؤنثًا أُنِّثَ فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي جامدًا كان الفعل أو متصرفًا، تامًّا أو ناقصًا، وبتاء المضارعة في أول المضارع.
ويجب هذا التأنيث في ثلاث مسائل:
1- أن يكون الفاعل ضميرًا متصلاً يعود على مؤنث حقيقي، أو مجازي، مثل:" فاطمة تعلمت أو تتعلَّم " والمجازي نحو:" الشجرة أثمرت أو تثمر ".
2- أن يكون الفاعل ظاهرًا حقيقي التأنيث ، مفردًا أو مثنى أو جمع مؤنث نحو ، قوله تعالى: ﴿إذ قالت امرأة عمران﴾( 35:آل عمران)، ونحو: " جاءت البنتان " " أقبلت المسلمات ".
3- أن يكون ضمير جمع تكسير لمذكّر غير عاقل، نحو: "الأيام بك ابتهجت، أو ابتهجن " أو ضمير يعود على جمع مؤنث سالم ،أو جمع تكسير لمؤنث نحو:" الهندات أو الهنود فرحت ، أو فرحْن".
ويجوز التأنيث في أربعة مواضع:
1-أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا مجازي التأنيث نحو: " أثمر الشجرة، أثمرت الشجرة" أو حقيقي التأنيث وفصل من عامله بغير إلاّ مثل: سافر أو سافرت اليوم فاطمة. كقول الشاعر:
إنَّ امرءاً غرّه منكُنَّ واحدةٌ بعدي و بَعدكِ في الدنيا لمغرور
2-أن يكون جمع تكسير لمذكر، مثل " الرجال" أو لمؤنث مثل " الهنود، أو جمع مؤنث سالم ، مثل" الهندات" نحو : " جاءت أو جاء الغلمان أو الجواري" ، و " حضرت أو حضر الهندات" فإثبات التاء لتأوّله بالجماعة، وحذفها لتأوّله بالجمع.
3- أن يكون ضمير جمع مكسّر عاقل نحو:" الكتائب حضرت أو حضروا".
4-أن يكون الفعل من باب "نعم" والفاعل مفردا مؤنثًا حقيقيا ظاهرًا نحو:" نعم أو نعمت المرأة هند"، وإنما جاز ذلك لأن الفاعل مقصودٌ به استغراق الجنس ، فعومل معاملة جمع التكسير في جواز إثبات التاء، وحذفها.[14]
ويمتنع التأنيث في ثلاث صور:
1- أن يكون الفاعل مفصولاً بإلاّ نحو:" ما أقبل إلا فاطمة".
2- لأن يكون مذكرًا معنى فقط أو معنى ولفظًا ظاهرًا أو ضميرًا نحو:" اجتهد طلحة وعليٌّ ساعده".
المنع من الصرف في المؤنث:
" يلاحظ نحويًّا أن كل ما يتصل بالأنثى بخاصة من أسماء فإنها لاتصرف. ومعنى الصرف في اللغة العربية التنوين، فالممنوع من الصرف هو الممنوع من التنوين، ويقرن بالمنع من الصرف عدم الكسر".
ويمكن تلخيص الممنوع من الصرف المتعلق بالمؤنث فيما يلي:
1-كل ما أُطلق على الإناث من أعلام، مثل العلم المؤنث لفظيًّا أو معنويًّا كـ " نجلاء وسحر "أو ما كان منقولاً من ذكر كأن تسمَّى امرأة " جلال أو قمر".
2- الصفات الخاصة بالأنثى وبها علامة تأنيث نحو: عطشى، سكرى، حمراء".
3- المشبه بالأنثى، فجموع التكسير مختومة بألف ممدودة فتمنع من الصرف لشبهها بالمؤنث المختوم بألف ممدودة[16].
التذكير والتأنيث في اللغة الإنجليزية:
الاسم في الإنجليزية من حيث الجنس أربعة أنواع وهي:
- المذكر: وهو ما دلّ على ذكر مثل:
Boy-Brother
- المؤنث: وهو ما يدلُّ على مؤنث، مثل:
Girl-Sister
- الاسم المشترك بين المذكر والمؤنث، مثل:
Child-Pupil
- الاسم المحايد، مثل:
Book-Pencil
طرق التأنيث في الإنجليزية:
1- بتغيير نهاية الكلمة:
شاعرة : Poetess شاعر :Poet
يهودية : Jewess يهودي : Jew
ممثلة : Actress ممثل : Actor
2- بإضافة كلمة مؤنثة:
ابنة عم Girl Cousin ابن عم Boy Cousin
جدَّة Grand Mother جدّ Grand Father
صديقة Girl Friend صديق Boy Friend3-
3- بتغيير الكلمة :
بنت Girl ولد Boy
زوجة Wife زوج Husband
بمقارنة هذه الظاهرة في الإنجليزية والعربية يتضح ما يلي :
1- دقة التقسيم والتصنيف في العربية، إذ لا نجد ما يسمّى بالجنس المحايد كما هو الحال في الإنجليزية، كما لا توجد مفردات يستوي فيها التذكير والتأنيث إلا بعض الأوزان المحدودة والمحصورة في صيغ معدودة، ولعل ذلك يكشف عن أهمية التصنيف الجنسي لدى العربي الذي تحتّم عليه حياته الاجتماعية وموروثاته الفكرية وعاداته وتقاليده القبلية أن يحدّد بدقّة جنس كل مفردة وكلمة بل حتى كل عضو من أعضاء جسده.
2- غزارة طرق التأنيث في العربية، فمنها ما له علاقة بالأفعال ومنها ما له علاقة بالأسماء وبالحروف، مما يجعل تعلُّم علامات التأنيث عملية مربكة للغاية لاسيّما لغير الناطقين بالعربية بخلاف الإنجليزية.
3- ظاهرة تأنيث الفعل في اللغة العربية من الظواهر التي تميّز لغتنا، وتكمن أهميتها في أنها تسهّل كثيرًا معرفة الجنس بمجرد قراءة الفعل ولو كان بمعزل عن السياق.
فمثلاً: الفعل: " تأكل " يدلّ على مؤنث وليس الأمر كذلك في She eat.
4- ظاهرة الممنوع من الصرف التي تميّزت بها العربية تدلّ على العقلية والنفسية العربية التي أرادت تمييز هذه الكلمات بالذات لما لها من خصوصية عند العربي، فكان لا بد لها أن توسم بعلامة لتميّزها عمّا جاورها من الكلمات. ولا شك أن هذه الظاهرة ليست موجودة في الإنجليزية لعدم وجود نظام الإعراب بجملته.
5- امتداد ظاهرة التذكير والتأنيث من المفرد إلى المثنى والجمع، في العربية بخلاف اللغة الانجليزية.
-----------------------------------
المراجع
1- التأنيث في اللغة العربية ، د. إبراهيم بركات ، دار الوفاء ، المنصورة 1988م .
2- جامع الدروس العربية ، مصطفى الغلاييني، المكتبة العصرية ، بيروت 1995م .
3- شرح ابن عقيل ، ابن عقيل، تحقيق : محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1995
4- شرح المفصَّل ، ابن يعيش ، عالم الكتب ، بيروت .
5- قواعد اللغة الإنجليزية ، جوزيف عبود ، دار الشرق العربي ، بيروت 1998م .
6- اللغة والجنس ، عيسى برهومة، دار الشروق ، عمَّان 2002م .
7- معجم القواعد العربية ، د. عبد الغني الدقر ، دار القلم ، دمشق 1993م .
8- المعجم المفصَّل في المذكر والمؤنث ، إميل يعقوب ، دار الكتب العلمية لبنان .
التصنيف الرئيسي:
التصنيف الفرعي: