توطئة :
للألفاظ اللغوية أثرها في حياة الإنسان. فهي إحدى أدوات التواصل التي يعبر بها عمّا في الجنان بواسطة اللسان، لأنّ اللفظ يجسد ما في النفس. قال الشاعر: (من الكامل)
لا يُعْجِبَنَّكَ مِنْ خطيبٍ خُطْبَةٌ حتْى يكونَ مع الكلامِ أصيلا
إنّ الكلامَ لفي الفؤادِ، وإنما جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا([1])
ويرتقي دور الألفاظ مع تطور الحياة الفكرية وتقدم العلوم. ويبرز ذلك حين تصبح الألفاظ أوعية الفكر ومظهره. إذ لولاها لما وصلت العلوم والمعارف من السابق إلى اللاحق شيء.
ولما كانت الألفاظ خزائن المعاني وحاضنة المعارف، توقف عليها الكثير من الأمور، إذ بفهمها فهم مدلولها وتحصيل ما تحويه من معان، ولهذا كانت مقدمة على المعاني عند العلماء. ذكر الإمام مجد الدين بن الأثير ما يلزم لمعرفة علم الحديث، قال: أحدهما معرفة ألفاظه، والثاني معرفة معانيه. ولا شك أن معرفة الفاظه مقدمة في الرتبة، لأنها الأصل في الخطاب، وبها يحصل التفاهم، فإذا عرفت ترتبت المعاني عليها، فكان الاهتمام ببيانها أولى"([2]).
تقديراً لأهمية الألفاظ، اشترط الأئمة في الفقيه معرفتها، والإلمام بها، نقل عنهم قولهم:
(إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لا غنى لأحد منهم عنه. وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عربي. فمن أراد معرفة ما في كتاب الله عز وجل وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل كلمة عربية، أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدّا"([3]).
وتوسع العلماء في تقدير معرفة اللغة إلى درجة أعلى، حين رفعوا تكليف تعلمها والإلمام بها إلى مرتبة "فرض الكفاية"، قال ابن حزم: "وأما النحو واللغة ففرض على الكفاية.. لأن الله يقول:(وما أَرسلْنا من رسول إلا بلسان قومه لِيُبَيِّنَ لهم) ([4]) ، وأنزل القرآن على نبيه عليه السلام بلسان عربي مبين، فمن لم يعلم النحو واللغة، فلم يعلم اللسان الذي به بيّن الله لنا ديننا وخاطبنا به ومن لم يعلم ذلك فلم يعلم دينه، ومن لم يعلم دينه، ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم اللغة والنحو"([5])
وحقيقة الأمر أن الألفاظ تؤدي دوراً جليلاً في حياة الإنسان اجتماعياً وفكرياً.. فإذا ما أصابها الزلل واعتراها الخطل، تعطل دورها وخفيت دلالتها، فبات الإنسان في حيرة من أمره. ولا غرابة بعد ذلك أن ينشد البحتري: (من الكامل).
باللّفظِ يَقْرُبُ فهْمُهُ في بُعْدِهِ عنّا ويبعُدُ نَيْلُهُ في قُرْبِهِ([6])
ولعظم أهمية الألفاظ، أعارها علماء العربية عنايتهم من الدراسة والجمع، فكانت بواكير المؤلفات اللغوية تدور حول الألفاظ، من هذه المؤلفات كتب "غريب القرآن"، وفي طليعتها كتاب عبد الله بن عباس (ت68هـ /687م)، الذي عدّ اللبنة الأولى في بناء المعاجم العربية([7]) ثم توالى التأليف في هذا اللون من اللغة، فعرف كتاب غريب القرآن لأبي عبيدة، وكتاب غريب القرآن لمؤرج السّدوسي، وكتاب غريب القرآن لابن قتيبة، وكتاب غريب القرآن لأبي عبد الرحمن اليزيدي، وكتاب غريب القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي.. وسواها([8]).
وامتد هذا النوع من التأليف اللغوي إلى الحديث النبوي، فكان منه كتاب غريب الحديث لأبي عبيدة، وكتاب غريب الحديث للأصمعي، وكتاب غريب الحديث للنضر بن شميل وكتاب غريب الحديث لقطرب وكتاب غريب لابن الأعرابي.. وغيرها([9]).
وتعدت مؤلفات العلماء في الغريب حدود القرآن والحديث إلى اللغة نفسها، عرف من كتبها غريب اللغة للدار قطني (علي بن عمر)([10])، وتفسير الغريب لبزرج بن محمد العروضي، وغريب الحديث والكلام الوحشي للأصمعي، وغريب الأسماء لأبي زيد الأنصاري... وغيرها.([11])
كتب الغريب: حقيقتها وفحواها :
برز اهتمام العرب بلغتهم عندما بدؤوا نشاطهم الأول في جمع ألفاظها في مصنفات حملت - كما سبق - اسم "الغريب". ودارس العربية والباحث فيها يشنف سمعه مصطلح "الغريب" فيفهم منه للوهلة الأولى - انسجاماً للمسمى مع اسمه([12]) -أنه يدور حول الألفاظ الغريبة المتعارف على سماتها في العرف اللغوي -البلاغي. فهل ضمت هذه المصنفات في ثناياها الألفاظ الغريبة؟؟ وما هو الغريب المقصود فيها؟؟.
وتوخياً للدقة، وتوضيحاً للطرح، لا بد من القاء الأضواء على مادة "غريب" في العرف اللغوي، وفي المعنى الاصطلاحي، ثم موازنته بما جاء في مؤلفات الغريب، للخروج بالرأي الصائب والحكم الأسدّ، وهنا يثار تساؤل مفاده، ما هو الغريب؟؟
الغريب في اللغة البعيد عن وطنه، جمعه غرباء. قال الشاعر: (من الطويل)
إذا كوكبُ الخرقاء لاح بسُحْرَةٍ سُهيلٌ، أذاعت غزْلَها في الغرائب([13])
وقالت العرب: "قذَفَتْهُ نوى غَرْبة، أي بعيدة".([14]) كما جاء في استعمالهم: "أصابه سهْمُ غَرْب وسَهْمٌ غَرْبٌ، أي لا يدري راميه.([15]) واشتقوا من مادة (غريب) أفعالاً، قالوا: "اغترب فلان إذا تزوج إلى غير أقاربه"([16]) وفي الحديث المنسوب إلى النبي(ص): "اغتربوا ولا تُضْوُوا"([17])
من خلال المعاني المتقدمة، يلاحظ أن مادة (غريب) تحمل في أصولها معنى البعد من الأنس، والانفراد عن أبناء الجنس، لذلك استعاروا منها صورة تشبيهية نقلوها لمن انفرد عن أهله ولا ناصح له، قالوا: "وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها فمرآتها أبداً مجلوّةٌلأنه لا ناصح لها في وجهها"([18]) ومن هنا ظهر المعنى الاصطلاحي.
الغريب في الاصطلاح هو "الغامض من الكلام، وكلمة غريبة"([19]) ويقال: "تكلم فأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة، ومنه مُصنف الغريب([20]) وأوضحوا المقصود من الكلام الغريب، بقولهم: "وكلام غريب بعيد عن الفهم"([21]) . بعد ما سبق، يلاحظ أن الكلام الغريب، أو الغرابة في اللفظة "كون الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة"([22])
أعار علماء العربية اللفظ الغريب عنايتهم من الدرس والبحث، فميزوا بين نوعين من الغريب،([23]) الأول أن تكون الكلمة وحشية لايظهر معناها، فيحتاج في معرفتها إلى أن ينقّر عنها في كتب اللغة المبسوطة، كما روي عن عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار، فاجتمع عليه الناس، فقال: ما لكم تَكْأ كأتم عليّ تَكَأْكُؤَكم على ذي جِنَّة، افرنقعوا عني، أي اجتمعتم، تنحوا. والثاني أن يخرج لها وجه بعيد كما في قول العجاج: (من الرجز)
وفاحماً ومَرْسِنا مسرَّجا([24])
قال العلماء معلقين: "فإنه لم يظهر ما أراد بقوله مسرجاً" حتى اختلف في تخريجه، فقيل هو من قولهم للسيوف سُرَيْجيّة منسوبة إلى قَيْن يقال له سُرَيْج، يريد أنه في الاستواء والدقة كالسيف السريجي، وقيل إنه في البريق كالسّراج".
ثم وضع علماء العربية والبلاغة معايير وأقيسة، فرّقوا فيهما بين اللفظ الغريب وما يقابله من فصيح([25]).
وبهذا الإيضاح لمادة "غريب" تجلى المقصود منها في عرف اللغويين والمتخصصين في حقل الدراسة اللغوية. وبكلمة "الغريب" مرادف للحوشي والشارد والنادر. قال السيوطي: "معرفة الحوشي والغرائب والشواذ والنوادر هذه الألفاظ متقاربة، وكلها خلاف الفصيح.([26]). فهل راعى المصنفون في "غريب القرآن" و"غريب الحديث" و"غريب..." مقصود مادة "غريب"، فضموا في خضم مؤلفاتهم الشاذ والنادر والحوشيّ؟؟ استناداً إلى ما ترمي إليه الكلمة، أم ذهبوا مذهباً مغايراً؟!
إن مؤلفات الغريب التي اتخذناها نماذج في دراستنا تجيب، فليس بها صمم، ولا تعي عن الكلام، ففي شواهدها تكمن الحقيقة، وفي موادها الخبر اليقين.
جاء في غريب ابن عباس مادة "عِزِين"، ثم اثبت معها الشرح التالي([27])، قال: "فقالا: يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله عزّ وجلّ (عن اليمين وعن الشمال عِزِين)([28]) قال: عزين: الحلق الرفاق.
قالا: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عبيد بن الأبرص، وهو يقول: (من الوافر).
فجاءوا يهرعون إليه حتىّ يكونوا حوْلَ منبرهِ عِزينا([29])
ويتجاوز أبو عبد الرحمن بن اليزيدي أسلوب ابن عباس الحواري، فيأتي على شرح المادة اللغوية مباشرة من دون تطويل وتعليل، يوضح ذلك قوله في الآية الكريمة: (لارَيْب فيه ([30]): لا شك فيه([31]).
وقد يحكي ابن اليزيدي في غريبه القراءات واللغات في أثناء شرحه، كما في "يُلْحِدون" الواردة في قوله عز وجل :(وَذَروا الذين يُلْحِدونَ في أسمائه ) ([32])، وقال: "يُلْحِدون ويُلْحَدون: لغتان، يجورون، والالحاد: الجور عن القصد، والمُلْحِد: المائل عن الحق، وإنما سُمّي اللحدُ لأنه في ناحية القبر، وإذا كان في وسطه سمّي ضريحاً"([33]).
وتابع الراغب الأصفهاني في غريبه اللفظة، فشرحها موضحاً معناها في كل موضع جاءت فيه، أي بحسب استعمالها في القرآن الكريم. من أمثلته ما جاء في مادة "كنز" قال: "الكنز جعلُ المال بعضه على بعض وحفظه وأصله من كنزت التمر في الوعاء، وزمن الكِناز وقت ما يكنز فيه التمر، وناقة كناز مكتنزة اللحم.
وقوله:(والذين يَكْنِزون الذهبَ والفضة )([34])، أي يدخرونها وقوله:(فذوقوا ما كنتم تَكْنِزون) ([35]).
وقوله:(لولا أُنْزِلَ عليه كنزٌ) ([36])، أي مال عظيم، (وكان تحته كنزٌ لهما)([37]) قيل كان صحيفة علم([38]).
وذهب أصحاب الحديث في غريبهم مذهب أصحاب "غريب القرآن"، فراحوا يفسرون مواد الحديث اللغوية التي اسموها "غريباً". من شواهد ذلك تفسير مادة "سبخ" في غريب الهروي، جاء فيه: "... في حديثه عليه السلام حين قال لعائشة وسمعها تدعو على سارق سرق لها شيئاً، فقال: لا تُسبّخي عنه بدعائك"([39]). قال الأصمعي، قوله: لا تسبخي، يقول: لا تخففي عنه بدعائك عليه. وهذا مثل الحديث الآخر من دعا مَنْ ظلمه فقد انتصر؟ وكذلك كل من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه. قال: يقال: اللهم سبّخ عني الحُمّى، أي سلّها وخففها. قال أبو عبيد: ولهذا قيل لقطع القطن إذا نُدِفَ: سبائخ، ومنه قول الأخطل يصف القفاص والكلاب: (من البسيط).
فأرْسلوهنّ يذرينَ التُّرابَ كما يذري سبائخَ قُطنٍِ ندْفُ أوتار([40])
يعني ما يتساقط من القطن...([41])
ومثل هذا صنيع ابن الأثير في كتابه "النهاية" وقال في باب "الباء مع الواو" "بوأ" "أبوءُ بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي" "أي التزم وأرجع وأُقِرُّ، وأَصْل البواء اللزوم ومنه الحديث: "فقد باء به أحدهما" أي التزمه ورجع به. ومنه حديث وائل بن حجر: "إن غَفوتَ عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه" أي كان عليه عقوبة ذنبه وعقوبة قتل صاحبه، فأضاف الإثم إلى صاحبه، لأن قتله سبب لإثمه. وفي رواية "إن قتله كان مثله" أي في حكم البواء وصارا متساويين لا فضل للمقتص إذا استوفى حقه على المقتص منه([42])
ويستمر ابن الأثير في هذا الحال، يعرض الأحاديث المختلفة التي استعملت فيها مادة "بوأ" شارحاً مفسراً معانيها المختلفة، ذاكراً لغاتها بحسب ما وردت في حديثه (ص)، كما في الحديث "عليكم بالباءة" يعني النكاح والتزوّج. يقال فيه الباءة والباء، وقد يقصر، وهو من المباءة: المنزل، لأن من تزوج امرأة بوّأها منزلاً. وقيل لأن الرجل يتبوأ من أهله يستمكن كما يتبوأ من منزله([43])
ولم يذهب أصحاب "غريب اللغة" مغاضبين رافضين منهج أصحاب غريب القرآن وغريب الحديث، بل احتطبوا بحبلهم وساروا على هديهم، ففسروا ألفاظ العربية من دون قصد تمييز بين عربي فصيح أو نادر غريب، يشفع ذلك ما جاء فيه "المسلسل في غريب لغة العرب" قال في شرح مادة "الحال" في قول امرئ القيس: (من الطويل)
سموتُ إليها بعد ما نامَ أهلُها سموَّ حبابِ الماءِ حالاً على حالِ([44])
الحال: الطريقة، والطريقة: الدُّبّة، والدُّبّة: القارة، والقارة: الأكمة، والأكمة: العنزُ، والعنزُ: العُقاب، والعقاب: الراية، والراية: الحقيقة، والحقيقة: ما تحقُ عليه الحفيظة، والحفيظة: الحميَّة، والحميّة: الأنفةُ، والأنفةُ: العبدُ، والعبدُ: الجربُ، والجربُ: الدّرْسُ، والدرس: الثوب الخلق، والخَلِقُ: النهْج، والنهْج: الطريق القاصد، والقاصد: الكاسرُ، والكاسرُ: البازي([45])وهكذا يبدأ بتفسير المادة ثم ينتقل من مرادف إلى آخر ...مشكلاً سلسلة من الألفاظ اللغوية، كل واحد يشترك في المعنى مع سابقه.
واستعمل شُراح الدواوين مصطلح "غريب" في شروحهم، قصدو به ما قصد أصحاب غريب القرآن وغيره، من تفسير الألفاظ وشرحها. من أمثلة ذلك ما جاء في شرح قول المتنبي: (من المنسرح)
كتيبةٌ لستَ ربَّها نَفَلٌ وبلدةٌ لستَ حَلْيَها عُطلُ([46])
قال العكبري في شرحه: "الغريب، الكتيبة: الجماعة من الخيل والنفل: الغنيمة، والعطل: التي لا حلى عليها([47])
بعد استقراء النماذج المتقدمة ومدارستها، يمكن القول أن المؤلفين في الغريب قصدوا في مادة "غريب" شرح المواد اللغوية في الموضوع المخصص، ولم تكن وجهتهم استخراج غريب اللغة المراعى في الاصطلاح اللغوي عند أهل الصرف والبلاغة. وهذا النهج في التسمية يدعو إلى التساؤل وإعادة النظر في أسماء كتب "غريب اللغة"، إذ كان القصد منها تفسير ألفاظها من دون تمييز بين لفظ وآخر.
اسم "الغريب" بين النقد والتوجيه:
استناداً إلى ماسبق من أمثلة وشواهد، يلاحظ أن اسم "غريب" قد أطلق جزافاً على الألفاظ اللغوية في حقل من حقول المعرفة الموضوعة للشرح، كالقرآن الكريم، والحديث الشريف... ولم يقع التمييز فيها بين عربي فصيح وغريب وحشي نادر، أو غريب مستغلق نافر، على الرغم من أن معنى الغريب الظاهر للدارس من خلال اسم الكتاب هو غير ما عالجوا ونخلص بعد ذلك إلى القول: إن الاسم الأدق والأصوب هو: "شرح أو تفسير ألفاظ القرآن"، "وشرح ألفاظ الحديث" وسواهما ففي هذا الاسم انسجام بين الاسم المسمى، وطرد عن مضمون الكتاب كل احتمال معمّى يشد أزر ما نقوله، جملة من الأدلة.
1-إن محتويات مؤلفات "الغريب" ليست من الغامض النافر، بل مما عرفه العربي واستعمله ووعاه، يقوي ذلك المقولة التي كان يرددها ابن عباس في تفسير مواده، وهي "هل تعرف العرب ذلك". من شواهده تفسير "الوسيلة" في قوله تعالى:(وابتغوا إليه الوسيلة) ([48]) قال ابن عباس رداً على نافع "الحاجة"([49])، ثم سأله: "أتعرف العرب ذلك؟"، أجابه: نعم، أما سمعت عنترة العبسي، وهو يقول: (من الكامل)
إنّ الرجالَ لهم إليك وسيلةٌ إنْ يأخذوكِ تُكحِّلي وتُخضِّبي([50])
2-إن بعض ما جاء في كتب الغريب لهو من الألفاظ العامة التي يشترك في معرفتها جمهور أهل اللسان العربي، وهو مما يدور في الخطاب تناقلوه فيما بينهم وتداولوه، وتلقفوه منذ الصغر لضرورة التفاهم. من أدلة ذلك ما أثبته الراغب الأصفهاني في غريبه، من نحو "غنم" قال في تفسيره: "الغَنم معروف، قال تعالى:( ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما)([51])، والغنم إصابته والظفر به ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى وغيرهم([52]) ويشبهه أيضاً ما جاء في "غريب القرآن" لأبي حيان الأندلسي، قال: "شجر" في الآية:( ومن الشجر ومما يَعْرِشون)([53]) وما قام على ساق([54]) ، وغيرها من الألفاظ اللغوية المعروفة المتداولة كـ "زوج" و"صيد" ([55])، فهل هذا غريب مستغلق؟؟
3-إن إطلاق مصطلح "غريب" على ما جاء في القرآن يتناقض مع البيان الإلهي لأن ما جاء في القرآن فصيح بعيد عن الغرابة والشواذ، مصداقاً لقوله عز وجل:(بلسان عربي مبين)([56]) وقوله:(إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)([57]) وكذلك ما جاء على لسان الرسول (ص) أنا أَعْرَبُكم، أنا من قريش ولساني لسان بني سعد([58]) فهل لغة القرآن غريبة مبهمة، أم ما أودع في كتب الغريب قصد به شرح المفردات وتفسيرها؟!
4-إن أصحاب مصنفات "الغريب" قصدوا تفسير الألفاظ حقيقة لا البحث عن الغريب في عرف البلاغيين كما توحي التسمية، يقوي ذلك اعتراف أصحاب المصنفات أنفسهم في حقيقة عملهم... قال الراغب الأصفهاني في مقدمة غريبه، يوضح خطته ويصور منهجه: "وذكرت أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة فتحصيل معاني مفردات الفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه... وقد استخرت الله تعالى في املاء كتاب مستوفى فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء"([59]) ويشبهه ما نقل عن أبي عبيد في مقدمة كتابه: "قال أبو عبيد في فضائله حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن ... عن ابن عباس أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر، قال أبو عبيد يعني كان يستشهد على التفسير" ([60]) ففي كلام ابن عباس وأبي عبيد دليل على أن المقصد شرح مفردات القرآن. ولهذا علق أحد الدارسين على عمل أصحاب الغريب بقوله: "غير أننا نعرف أن ابن عباس كان يُسأل عن معاني مفردات القرآن، وأنه كان يفسرها تفسيراً لغوياً، مستشهداً على ما يقوله بالشعر العربي القديم"([61])
5-إن عمل أصحاب الغريب عمل معجمي، غايته شرح معاني المفردات وتوضيحها بعامة، لا حصر الغريب، يصدق ذلك قول ابن قتيبة في مقدمة غريبه: "قد كنت زماناً أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث، وأن الناظر فيه مستغنن به، ثم تعقبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما تركته نحواً مما ذكر أو أكثر منه، فتتبعت ما أغفل وفسرته على نحو ما فسر...، وأشبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر، وكرهت أن يكون الكتاب مقصوراً على الغريب، فأودعته من قصار أخبار العرب وأمثالها، وأحاديث السلف وألفاظهم ما يشاكل الحديث أو يوافق لفظه لفظه، لتكثر فائدة الكتاب، ويمتع قارئه، ويكون ذلك عوناً على معرفته وتحفظه([62]) وهذا النهج الذي ذكره ابن قتيبة هو نهج أصحاب المعاجم الذين يفسرون المادة ويذكرون اشتقاقها ومصادرها... يوضح ذلك قول ابن منظور في مادة "عرب": "العُرْب والعَرَب جيل من الناس معروف، خلاف العجم.. وتصغيره بغير هاء نادر. العُريب تصغير العرب... والعربُ العاربة: هم الخلص منهم، وأخذ من لفظه فأكد به... والعربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدوياً... والتعريب بعد الهجرة: هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب، بعد أن كان مهاجراً... والعربية: هي هذه اللغة. واختلف الناس في العرب لِمَ سموها عرباً فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان"([63])
إنها أدلة سقناها لتكون البيان والحجة والبرهان على صحة ما نذهب إليه. ولهذا نقول مجدداً إن الاسم الأدق لمؤلفات الغريب هو "شرح مفردات..."
وتبقى إشكالية أخرى عالقة، وهي لماذا سمى أصحاب المصنفات كتبهم "بالغريب" مع أن مادة "غريب" لا تختزن في مضامينها معنى الشرح والتفسير والتوضيح؟ ما سرُّ هذه التسمية؟ وهل أطلقت مجازاً لتحمل معنى التفسير؟
الحقيقة أن "الغريب" لم يطلق مجازاً على معنى الشرح والتوضيح، لفقدان الشرعية في اللغة التي تسمح له بهذا الجنوح المعنوي؛ لأن المجاز "أن يسمى الشيء باسم ما قاربه أو كان منه بسبب([64]) كما في قول معاوية بن مالك: (من الوافر)
إذا سقط السماءُ بأرضِ قومٍ رعيناهُ وإن كانوا غضابا ([65])
أراد للسماء المطر، لقربه من السماء.
والغريب أيضاً ليس مما يقارب الشرح والتوضيح ولا سبباً منه، ولم يجر استعمال "الغريب" على سنن العرب الأخرى كوصف الشيء بما يقع فيه أو يكون منه، كما في قولهم: "ليلٌ نائم" أي ينام فيه، و"ليل ساهر" أي يسهر فيه ([66]) فهم وإن قصدوا ألفاظاً يقع فيها الإغراب والإبهام، إلا أنهم جمعوا في بطون مؤلفاتهم ألفاظاً متداولة معروفة على كل لسان.
يبقى الأمر موضع إشكال، وهو يتطلب تدبراً واجتهاداً واستناداً إليهما ننفذ إلى أن العلماء الذين ألفوا في "الغريب" لم يجهلوا معنى الغريب، ولكن هناك ملابسة يمكن على ضوئها تفسير مذهب العلماء في التسمية، وهي:
1-إن ألفاظ العربية -بعد اجتماع العربية في لغة قريش- لم تحمل الدلالة الواحدة عند القبائل المختلفة. فقد تحمل لفظة معنى في قبيلة، ومعنى مخالف في أخرى، يتوضح معنى الاختلاف- كمثل- من خلال مادة "قرء" قال المبرد: أهل الحجاز يرون "الإقراء" الطهر، وأهل العراق يرونها الحيض، وأهل المدينة يجعلون عِدَد النساء الأطهار([67]) ولهذا اعتور العربية الإغراب والكل، نتيجة اجتماع القبائل. فلفظةٌ تتداول على لسان قوم، تعتبر غريبة لدى قوم آخرين، وقد ألمح ابن فارس إلى ذلك، قال: "كل هذه اللغات مسمّاة منسوبة وهي وإن كان لقوم دون قوم فإنها لما انتشرت تعاورها كَلٌّ. ومن الاختلاف اختلاف التضاد، وذلك قول حِمْيَر للقائم: ثِبْ أي اقعدْ"([68])
2-إن العرب- في أحيان كثيرة- لا يفهمون كلام بعضهم بعضاً، وبخاصة عندما تتكلم كل قبيلة لغتها الخاصة بها؛ لأن كل لغة تختلف عن غيرها من لغات القبائل بأمور([69])... يدعم ذلك ما روي عن الإمام علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" أنه سأل رسول الله "ص" حين كان يخاطب وفد بني نهد، قال: "يا رسول الله نحن بنو أبٍ واحدٍ، ونراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره فقال: أدّبني ربي فأحسن تأديبي، ورُبيتُ في بني سعد. فكان "ص" يخاطب العربَ على اختلاف شعوبهم وقبائلهم، وتباين بطونهم وأفخاذهم وفصائلهم، كلاً منهم بما يفهمون، ويحادثهم بما يعلمون"([70])
استناداً إلى هذه الملابسة اللغوية الحاصلة من اجتماع القبائل العربية - وبخاصة بعد الإسلام- أصبحت اللفظة المتداولة في وسط عربي غريبة لدى الآخرين. ومن هنا يبرز سبب استعمال مصطلح "غريب" في أسماء المصنفات فالغرابة نسبية، ولهذا يمكن القول إن حد الغرابة في اللفظة يتغير بتغير القبيلة فما تصدق عليه الغرابة من الألفاظ في قوم وعصر لا تصدق عليه في قوم آخرين وبعد حين.
نخلص من التماس عذر تسمية "الغريب" لنضع توجيهين يفيدان دارس العربية، والباحث فيها، الأول لغوي وهو اتساع مادة "غريب" لتشمل معنى آخر في أحشائها سوّغها لها المؤلفون في الغريب، وهو معنى الشرح والتوضيح اللذين يؤديهما مصطلح "معجم" و"قاموس". والثاني أكاديمي يقتضي أخذ الأمور بشيء من الاحتراز عند التعامل مع مصادر العربية. فما حمل اسم الغريب ليس ضرورة أن يبحث في ألفاظ غريبة في القياس والاستعمال، غير مأنوسة، بل هو أشبه ما يكون بقاموس لغوي. وكذلك الالتفات إلى غيرها من المصادر والتريث في الحكم على مضمونها، لا الانجرار في الحكم عليها حملا على اسمها... من أمثلة ذلك كتاب الخليل بن أحمد رحمه الله الموسوم "الجمل في النحو" فللوهلة الأولى يُظن أن مباحثه تدور حول مصطلح "الجملة" في العربية، وأنواعها وأقسامها.. وسواها من الأمور التي تفرضها التسمية ولكن الفحوى غير ما دل عليه العنوان، بل هو كتاب- كما صرح به صاحبه- "فيه جملة الإعراب إذ كان جميع النحو في الرفع والنصب والجر.والجزم وقد ألفنا هذا الكتاب وجمعنا فيه جمل وجوه الرفع والنصب والجر والجزم وجمل الألفات، واللامات، والهاءات، والتاءات، وما يجري من اللام الفات"([71])
إنها محاولة تقويمية في مسيرة مؤلفات التراث العربي، تؤتي أُكُلها ثماراً يجنيها الباحث في الحقل اللغوي، عن طريق الاهتداء بنورها عندما يعشو في ثنايا المصنفات والمؤلفات فيدخر جزءاً من وقته وجهده، وذلك حين يحدد مصادره بدقة، وهو يعرف محتوياتها. لا يضلله اسم لا ينطبق على مسماه، ولا مصنف يخالف عنوانه فحواه... فانطلاقة الباحث الأولى الصحيحة تؤدي في النهاية إلى نتائج صحيحة دقيقة، يصدقه قول الشاعر: "من الوافر"
إذا ضَيّعتَ أوّلَ كلّ أمرٍ أبتْ أعجازُه إلا التواءََ([72])
_________________
([1]) نسبه ابن هشام إلى الأخطل، ولم أعثر عليه في ديوان طبعة دار صادر، بيروت، ينظر، ابن هشام: شرح شذور الذهب (تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ط10، 1385هـ- 1965م)، ص28.
([2]) مجد الدين بن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر (تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، لا. تا)، ج1 ص3.
([3]) أحمد بن فارس: الصاحبي في فقه اللغة (وحققه وقدم له مصطفى الشويمي، مؤسسة أ. بدران، بيروت 1383هـ - 1964م)، ص64. وإلى مثله ذهب ابن حزم. يراجع ابن حزم: رسالة التلخيص لوجوه التخليص (ضمن رسائل ابن حزم، تحقيق د. إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ط2، 1987م)، ج3 ص163.
([4]) سورة إبراهيم، الآية 4.
([5]) ابن حزم: رسالة التلخيص لوجوه التخليص (ضمن رسائل ابن حزم) ج3 ص162.
([6]) البحتري: الديوان (دار صادر، بيروت، لا.تا)، ج2 ص335.
([7]) ذكر أحد الدارسين أن "طليعة المعجم العربي جاءت مع الإسلام، وأول من حمل رايتها عبد الله بن عباس في كتابه "غريب القرآن" الذي كان يؤدي ما تؤديه المعجمات للسائلين". ينظر أحمد عبد الغفور عطار: الصحاح ومدارس المعجمات العربية (لا.تا مكة المكرمة، 1410هـ -1990م)، ص63. ومثل ذلك قال محمد حسين آل ياسين: "يعد التأليف في غريب القرآن أول ما ظهر من فنون التأليف اللغوي، وذلك أنه نسب لابن عباس كتاب في هذا الموضوع. يراجع، محمد حسين آل ياسين: الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث (منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت ط1، 1400هـ- 1980م)، ص146.
([8]) ينظر تفصيل ذلك، ابن النديم: الفهرست (دار المعرفة، بيروت، لا. تا)، ص52-53.
([9]) يراجع ابن النديم: الفهرست، ص129-130.
([10]) ينظر، حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (دار الفكر، بيروت، 1402هـ - 1982م)، مج 2 ص1208.
([11]) جمع محمد حسين آل ياسين قدراً كبيراً من مؤلفات "غريب اللغة" . يراجع محمد حسين آل ياسين: الدراسات اللغوية عند العرب. ص166.
([12]) قالت العرب: "لكل مسمى من اسمه نصيب"، فسموا "يحيى" ليكون له من اسمه نصيب، فيطول به العمر، ينظر، محمد محيي الدين عبد الحميد: منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب (حاشية شذور الذهب)، ص374 حاشية (194).
([13])ابن منظور: لسان العرب (دار صادر، بيروت ط1، 1410هـ-1990م) مج1 ص639، مادة (غرب).
([14])الزمخشري: أساس البلاغة (دار صادر، بيروت، 1399هـ - 1976م)، ص447، ما دة (غرب).
([15]) الفيروز ابادي: للقاموس المحيط (دار الفكر، بيروت، 1398هـ -1978م)/ مج1، ص111، مادة (غريب).
([16]) الإمام الرازي: مختار الصحاح (دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1979م) ص470/ مادة (غرب).
([17]) لم أعثر على هذا الحديث في كتب الصحاح، ولا في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، ينظر، المعجم المفهرس لالفاظ الحديث (رتبه ونشره د.أ.ي وِنْسِنْك، مطبعة بريل، ليدن، 1943م)/ ج3، ص524، مادة (ضوي).
([18]) الزمخشري: أساس البلاغة، ص447، مادة (غرب).
([19]) ابن منظور: لسان العرب، مج1، ص640، مادة (غرب).
([20]) الزمخشري: أساس البلاغة، ص447 مادة (غرب).
([21]) الفيومي: المصباح المنير (مكتبة لبنان، بيروت، 1987م) ص169، مادة (غرب).
([22]) الشريف الجرجاني: كتاب التعريفات (مكتبة لبنان، بيروت، ط جديدة، 1985م)، ص167، مادة (غرابة).
([23]) ينظر، السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها (شرحه وضبطه وصححه.. محمد أحمد جاد المولى وعلي محمد البحاوي ومحمد أبو الفضل ابراهيم، دار الجليل، بيروت لا.تا) مج1 ص186، والقزويني: الايضاح في علوم البلاغة (شرح وتعليق وتنقيح د. محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، بيروت ط5ـ 1400هـ -1980م)، ج1- ص72.
([24]) العجاج: الديوان (تحقيق عبد الحفيظ السطلي، مكتبة أطلس، دمشق، 1971م)، ج2 ص34.
([25]) ينظر معايير الفصاحة، القزويني: تلخيص في علوم البلاغة (ضبطه وشرحه عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت، لا.تا) ص24-32.
([26]) السيوطي: المزهر في علوم اللغة وأنواعها، مج1 ص233.
([27]) عبد الله بن عباس: غريب القرآن في شعر العرب - سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن عباس (تحقيق محمد عبد الرحيم وأحمد نصر الله، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت، ط1، 1413هـ - 1993م)، ص28.
([28]) سورة المعارج، الآية 37.
([29]) نسبه ابن عباس في غريبه لعبيد بن الأبرص، ولم أعثر في ديوانه، دار صادر، بيروت..
([30])سورة البقرة، الآية2
([31]) ابن اليزيدي: غريب القرآن وتفسيره (تحقيق د. عبد الرزاق حسين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1407هـ -1978م) ص19.
([32]) سورة الأعراف، الآية 180.
([33]) ابن اليزيدي: غريب القرآن وتفسيره، ص67.
([34]) سورة التوبة، الآية 34.
([35]) سورة التوبة، الآية 35.
([36]) سورة هود الآية 12.
([37]) سورة الكهف، الآية 82.
([38]) الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن (تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، لا.تا) ص442، مادة (كنز).
([39]) الحافظ أبو داود السجستاني: سنن أبي داود (اعداد وتعليق عزت عبيد الدعاس، وعادل السيد، دار الحديث، حمص- سوريا، لا.تا) مج5 ص212-213، كتاب الأدب باب فيمن دعا على من ظلمه.
([40]) الأخطل: الديوان (ط. بيروت، 1819م)، ص115.
([41]) أبو عبيد القاسم بن سلام: غريب الحديث (طبع بمراقبة د. محمد عبد المعيد خان، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد الدكن - الهند ط1، 1384 هـ -1964م، ج1ص33-34.
([42]) ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، جزء 1 ص159.
([43]) ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج1ص160.
([44]) امرؤ القيس: الديوان (دار صادر، بيروت، لا.تا)، ص141.
([45]) محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي: كتاب المسلسل في غريب لغة العرب ( قدم له وحققه وعلق عليه الأستاذ محمد عبد الجواد وراجعه الأستاذ ابراهيم الدسوقي البساطي، مكتبة الخانجي، نصر، 1981م)، ص214-215.
([46]) المتنبي: الديوان بشرح العكبري (ضبطه وصححه ووضع فهارسه مصطفى السقا وابراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، دار المعرفة، بيروت، 1397هـ - 1978م)، ج3ص217.
([47]) العكبري: التبيان في شرح الديوان (ضبطه مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي دار المعرفة، بيروت، 1397هـ -1978م)، ج3ص217. حاشية (33).
([48]) سورة المائدة الآية 35.
([49]) ابن عباس: غريب القرآن، ص29.
([50]) عنترة: الديوان (تحقيق ودراسة محمد سعيد مولوي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1403هـ-1983م) ص273.
([51]) سورة الأنعام الآية 146
([52]) ينظر، الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، ص366، مادة (غنم).
([53]) سورة النحل، الآية 68.
([54]) يراجع أبو حيان الأندلسي: ترتيب تحفة الأديب بما في القرآن من الغريب، (تحقيق وترتيب وتقديم د. داود سلوم ود. نوري حمودي القيسي، عالم الكتب ومكتبة النهضة، بيروت، ط1، 1409هـ -1989م) ص107.
([55]) ينظر، أبو حيان الأندلسي: ترتيب تحفة الأديب بما في القرآن من الغريب، ص90وص 122..
([56]) سورة الشعراء الآية 195.
([57]) سورة يوسف الآية 2.
([58]) ابن سعد: الطبقات الكبرى (دار صادر، بيروت، لا.تا)، ج1 ص113، وفي السيرة النبوية: (أنا أعربكم أنا قرشي استرضعت في بني سعد بن بكر) ينظر ابن هشام: السيرة النبوية (تحقيق مصطفى السقا وآخرين، دار القلم، بيروت، لا.تا)، ج1 ص176.
([59]) الراغب الأصفهاني المفردات في غريب القرآن، ص6.
([60]) ينظر، السيوطي: الاتقان في علوم القرآن (المكتبة الثقافية، بيروت، 1973م)، ج1ص119-120.
([61]) يراجع، محمد حسين آل ياسين: الدراسات اللغوية عند العرب، ص147.
([62]) ابن قتيبة: غريب الحديث (تحقيق د. عبد الله الجبوري، وزارة الأوقاف، بغداد، 1976-1977م)، ج1ص5.
([63]) ابن منظور: لسان العرب، مج 1 ص586، مادة (عرب).
([64]) ينظر: ابن رشيق: العمدة في محاسن الشعر وآدابه (التحقيق د. محمد قرقزان، دار المعرفة، بيروت، ط1 1408هـ -1988م)، ج1ص456.
([65]) المفضل الضبي: المفضليات (تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون، دار المعارف، مصر، ط6، 1979م) ، ص359.
([66]) يراجع، الثعالبي: فقه اللغة وأسرار العربية (منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لا. تا) ص212.
([67]) ينظر، المبرد: الكامل (حققه وعلق عليه د. محمد أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت ط2، 1413هـ -1993م) مج 1ص360-361.
([68]) ينظر، أحمد بن فارس: الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها (حققه وقدم له مصطفى الشويمي، مؤسسة أ.بدران، بيروت، 1383هـ -1964م)، ص50-51.
([69]) عقد ابن فارس فصلاً في كتابه أوضح فيه وجوه اختلاف لغات العرب.. يراجع، أحمد بن فارس: الصاحبي في فقه اللغة، ص48-50.
([70]) ينظر ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج1 ص4.
([71]) الخليل بن أحمد: كتاب الجمل في النحو (تحقيق د. فخر الدين قباوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1405هـ -1985م) ص33.
([72]) ينظر، أبو هلال العسكري: كتاب الصناعتين (حققه وضبط نصه د. مفيد قميحة، دار الكتاب العلمية، بيروت، ط1، 1401هـ -1981م)، ص151.
-------------------
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العددان 71 - 72 - السنة 18 - تموز "يوليو" 1998 - ربيع الأول 1418