وقــــفة تـــــأمــــل
مــــن البيان والإعجاز في القرآن الكريـــم فواتـــــح سورتي (ق) و(ص) فالمتأمل في فواتح السورتين وما بعدها من آيات سيلاحظ مدى وثاقة الترابط بين الدلالة الصوتية لفواتح السورتين والدلالة العامة للآية القرآنية التالية لها.
فالقاف في قوله تعالى : ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) ق:1
صوت يدل على القطع أو الوقف الشديد وعند الربط بين ذلك وبين قوله تعالى :(وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) نجد المعنى يتناسب بما لا يترك مجالا للشك من أن القرآن الكريم ذو شرف وعزة ومجد له عظمته العظيمة فهو المهيمن والمسيطر على جميع الكتب السابقة حاكم عليها ليس محكوم عليه كما أنه مجيد به , يمجد ويعلو ويظهر من تمسك به.
أما قوله تعالى : ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ )ص:(1)
فصوت الصاد يدل على الحركة المحددة المتصلة وهذا يتناسب مع قوله ذي الذكر أي والقرآن المشتمل على ما فيه ذكر للعباد ونفع لهم في المعاش والمعاد فهو ذي التذكير لهم, فلا بد من تعاهده بصفة مستمرة فهو ذكرى للمسلمين ومرجع لسائر حياتهم . والله أعلم
بقلم : أميرة اليوبي
طالبة الدكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم النحو والصرف وفقه اللغة