صدور كتاب " نُذُر الخوف. إشكالية العلاقة بين الشرق والغرب" للأكاديمي الأردني عيسى برهومة

صدر عن أمانة عمَّان الكبرى 2012 كتاب نُذُر الخوف. إشكالية العلاقة بين الشرق والغرب للأكاديمي الأردني د. عيسى برهومة، يرتكز الكتاب - في أساسه- على دراسة المفاهيم الحضاريَّة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول( سبتمبر) 2001م، وما تلاها من تطورات سريعة كغزو أفغانستان، واحتلال العراق، والحرب المعلنة على (الإرهاب) التي وضعت العرب والإسلام والمسلمين في قلب المعركة. وأسهمت في اتساع الفوارق بين الشمال والجنوب في العالم، وأفضت إلى مزيد من الالتباس والفوضى والغموض في العلاقات الدولية.

   تنطوي هذه الدراسة على جملة من المفاهيم المهمَّة التي يتشكل بنيان العالم منها، والتي تظهر العلاقة بين الثنائيَّة الأزليَّة – الشرق والغرب – وقضيَّة الاختلاف السرمديَّة.

    وقد انتظمت الدراسة أربعة فصول وخاتمة، توزعت على النحو الآتي:

-  الفصل الأول: عرض الباحث فيه تاريخ العلاقة بين الشرق والغرب، بالعَوْد إلى الحِقب التاريخيَّة منذ الإغريق وتأسيس ممالك في الشرق (لبنان والإسكندريَّة، وبلاد الشام، والرحلة إلى أثينا من خلال السوفسطائيين، والغزو الروماني إلى البلاد العربيَّة قديماً والتحقُّق من الأثر الثقافي والحضاري للغزاة في البلاد المستعمَرة، ثم الحديث عن العلاقة بين العرب والبيزنطيين في الشمال العربي، وإفراد حملات الفرنجة (الصليبيين) بالدرس، والتحقُّق من التسمية، ومن الأسباب الموجبة للاعتداء الغربي( الصليبيين) على البلاد العربيَّة، ورصد الاعتداءات والجرائم التي اجترحوها في هذه الحملات(بالرجوع إلى مؤرِّخي هذه المرحلة من الفرنجة والمسلمين، وأئر الحملات الاجتماعيَّة والنفسيَّة والثقافيَّة في البلاد العربيَّة، وتتبع الأثر لاحقاً في الذاكرة العربيَّة والغربيَّة، مع الإشارة إلى خطابات الطرفين وتصريحاتهم. والحديث عن حركة الكشوفات الجغرافيَّة في الغرب والشرق، واستخلاص محرِّكات الصراع بين الشرق والغرب قديماً، وإفراد القول لأهل الذمة في الدولة الإسلاميَّة، وحقوقهم وواجباتهم.

-  الفصل الثاني: سلط الباحث فيه الضوء على العلاقة بين الغرب والشرق في العصر الحديث، بالإشارة إلى حملة نابليون إلى البلاد العربيَّة، وتبيُّن الأثر الذي أحدثته، وتجاوز النظرة التي روَّجت للاحتلال لإضفاء النظرة الإنسانيَّة للحملة (كجلب المطبعة، ونظام الابتعاث إلى الغرب، والترويج للمدنيَّة والمعاصرة)، والإشارة إلى المرحلة التي تلت الحملة إلى فترة الاستعمار الغربي للبلاد العربيَّة، وأثر ذلك في العلاقة بين الطرفين، وتحليل الحوارات واللقاءات التي جرت بين المفكرين العرب والغرب، كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، ومحمد رشيد رضا، وغيرهم من المفكرين والفلاسفة، والحديث عن الأدبيَّات التي عُنيت بموضوع الحوار والعلاقة بين الشرق والغرب، والحديث عن أزمة النفط العربيَّة 1973 وبداية الحوار الأوروبي العربي المنظَّم وأثر هذه الحوارات واللقاءات في تقريب الصورة للآخر.

-  الفصل الثالث: وفيه بسط الباحث القول عن صورة الآخر في المِخيال الجمعي:

  1. 1.صورة العربي في المخيال الغربي (من خلال حركة الاستشراق والرَّحالة الغربيين، ووسائل الإعلام (الصحف والإذاعة والتلفزة والأفلام، والصور، والكتب والأدب،.... والباحثين في شؤون الشرق.
  2. 2.صورة الغرب في المخيال الشرقي من خلال الرَّحالة العرب والتُّجَّار المسلمين، والحروب الصليبيَّة، والبعثات العلميَّة إلى الغرب، وأثر الاستعمار الغربي للبلاد العربيَّة، وأثر احتلال إسرائيل لفلسطين والجرائم التي اقترفتها الجيوش الغربية في البلاد العربيَّة كالعراق مثلاً.

-  الفصل الرابع: انعقد القول في هذا الفصل عن المفاهيم الثقافيَّة والحضاريَّة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والحرب الباردة بين القطبين، وأثر ذلك في العلاقة بين الشرق والغرب، والبحث عن عدو بديل عن الاتحاد السوفييتي، ورواج فكر الصِدام الحضاري، ونهاية التاريخ، وأحداث الحادي عشر من أيلول( سبتمبر) 2001 ، وطرح السؤال هل كانت الأحداث مهيأة لهذه الأحداث أم جاءت مصادفة؟ والتركيز على خطابات الأطراف وتصريحاتهم لتلمُّس محرِّكات الصراع بين الطرفين، والقول عن أثر هذه الأحداث في صَوْغ صورة عن الآخر، وما هي الصورة الراهنة، وما السبيل للتقارب والتعايش بالاتكاء على إنسانيَّة الأديان والشراكة في الكون والمصير البشري؟

في الخاتمة: رؤيا للتعايش وتجنُّب محركات الصدام في صورة خطة استراتيجيَّة عميقة. ونظرة مستصفاة عن إنسانيَّة الحضارة العربيَّة الإسلاميَّة، وضرورة التساكن الحضاري بين الثقافات، ونبذ ثقافة الكراهية والصراع. إذ إن دعوة التعايش التي تنحاز إليها الدراسة ممكنة لتوافر الجوامع المشتركة بين الحضارات، علاوة على أن الديانات السماويَّة والعقائد الأرضيَّة تنبذ الصراع والاحتراب.

ويذكر أن الدكتور عيسى عودة برهومة أستاذ مشارك في اللسانيات في الجامعة الهاشمية، ويقضي حاليا إجازة علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وله مؤلفات يتقاطع فيها البعد اللساني بالحقول المعرفية الأخرى ولاسيما الاجتماعية، منها: اللغة والجنس، ومقدمة في اللسانيات، وصراع القيم الحضارية. دراسة في خطاب ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، واللغة العربية وأسئلة العصر_مشترك_، ومعجم المرأة، إضافة إلى بحوث محكّمة ومشاركات متعددة بأوراق علمية في مؤتمرات دولية وإقليمية.

 

 

nike

التصنيف الرئيسي: 
التصنيف الفرعي: 
شارك: