التقديم و التأخير في بلاغة العرب - عبد الكريم الدخيسي
1- تقديم لابد منه :
لقد شرف الله اللغة العربية وخصها بالعديد من الميزات ولعل أهمها كونها اللغة التي نزل بها خاتمة كتبه السماوية .. وهي إلى ذلك تمتاز بتنظيم تركيبي عجيب ، جعل نظامها اللغوي فريدا من نوعه لدرجة أنك إذا أردت أن تعوض الكلمة الواحدة في التركيب بكلمة غيرها ، يستحيل أن تجد مثلها في ذلك الجمال واللطف الذي تميزت به تلك الكلمة في ذلك التعبير ، سواء من حيث لفظها أو أداؤها المعنى المراد والمقصود بعينه.
وقد تعددت مباحث اللغة العربية ، وتناولها علماؤنا بالكثير من التفصيل ، لدرجة يمكن أن نقول معها إن بعض المباحث والأبواب قد قتلت بحثا ، ولكن الذي يختلف في هذه البحوث ، أو هذه المعالجات هو اختلاف درجة تناول المبحث أو الموضوع المتناول ، فقد يتناوله النحوي والبلاغي والفيلسوف والمنطقي وغيرهم ، كل من زاوية رؤيته ، وحسب الأهداف التي سطرها ، والتي يريد تحقيقها من تناوله لذلك الموضوع .
والتقديم والتأخير من الموضوعات التي نالت حظا وافرا من الحديث سواء من قبل النحويين أو من قبل البلاغيين الذين أولوها اهتماما زائدا لشرف اللغة التي يدرسون نظمها وتركيبها .
و سندرس هذا الموضوع في إطار تناولنا للمسند والمسند إليه[1] المعتبران ركنين أساسين في الجملة العربية.
2- تعريف التقديم والتأخير :
عندما نسمع `التقديم والتأخير` نعرف أننا بصدد الحديث في ترتيب عناصر الجملة العربية .
والجملة العربية إما فعلية وإما اسمية ، فإذا كانت فعلية فترتيب عناصرها واضح ، والفعل هو المقدم في الترتيب على الأصل . أما إذا كانت اسمية واستوى طرفا التركيب وكانا معرفين معا ، فقد اختلف في أيهما يمكن أن تصدر به الجملة ، وأيهما تجعله خبرا ، فأما النحويون فلم يتعرضوا للتحديد ، بل تركوا للمتكلم الخيار ، وأجازوا أن يكون كل منهما هو المبتدأ والثاني هو الخبر ، ويعربون المقدم مبتدأ والمؤخر خبرا ، " لكن البلاغيين بحثوا الأمر بحثا فكريا منطقيا دقيقا ، ناظرين إلى حال المخاطب ، وما هو الأعرف لديه من ركني الإسناد اللذين هما من المعارف " [2].
ومن هنا يأتي التعريف الذي يُعرًّف به التقديم والتأخير وهو :"مخالفة عناصر التركيب ترتيبها الأصلي في السياق ، فيتقدم ما الأصل فيه أن يتأخر ويتأخر ما الأصل فيه أن يتقدم . والحاكم للترتيب الأصلي بين عنصرين يختلف إذا كان الترتيب لازما أو غير لازم ، فهو في الترتيب اللازم ( الرتبة المحفوظة) حاكم صناعي نحوي ، أما في غير اللازم ( الرتبة غير المحفوظة) ، فيكاد يكون شيئا غير محدد، ولكن هناك أسبابٌ عامة قد تفسر ذلك الترتيب "[3].
3- فائدة التقديم والتأخير :
للتقديم والتأخير فوائد جمة تعبر عن مدى سعي العربية إلى تحصيل جمال التعبير والصياغة قبل كل شيء ، ولو كان ذلك على حساب الترتيب الذي وضعه الأولون لتراكيبهم .
يقول عبد القاهر الجرجاني رحمه الله متحدثا عن فائدته: " هذا باب كثير الفوائد ، جم المحاسن ، واسع التصرف ، بعيد الغاية ، لا يزال يفتر لك عن بديعة ، ويفضي بك إلى لطيفة ، ولا تزال ترى شعرا يروقك مسمعه ، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب أن راقك ولطُف عندك ، أن قدم فيه شيء وحول اللفظ من مكان إلى مكان "[4].
وقد تحدث غيره عن قيمة هذه الظاهرة في اللغة العربية بل وصفها بأنها" مظهر من مظاهر شجاعة العربية ؛ ففيها إقدام على مخالفة لقرينة من قرائن المعنى من غير خشية لبس ، اعتمادا على قرائن أخرى ، ووصولا بالعبارة إلى دلالات وفوائد تجعلها عبارة راقية ذات رونق وجمال"[5].
4- أقسام التقديم:
قسم الإمام الجرجاني التقديم إلى نوعين :
1- " تقديم على نية التأخير : وذلك كل شيء أقررته مع التقديم على حكمه الذي كان عليه وفي جنسه الذي كان فيه ، كخبر المبتدأ إذا قدمته على المبتدأ، والمفعول إذا قدمته على الفاعل :)منطلقٌ زيدٌ( و)ضرب عمرا زيدٌ(.
2- تقديم لا على نية التأخير ، ولكن على أن تنقل الشيء عن حكم إلى حكم ، وتجعل له بابا غير بابه وإعرابا غير إعرابه ، وذلك أن تجيء إلى اسمين يحتمل كل واحد منهما أن يكون مبتدأ ويكون الآخر خبرا له فتقدم تارة هذا على ذلك وأخرى ذاك على هذا ، ومثاله ما تصنعه بزيد والمنطلق ، حيث تقول مرة : ) زيدٌ المنطلقُ( وأخرى )المنطلقُ زيدٌ(. فأنت في هذا لم تقدم المنطلق على أن يكون متروكا على حكمه الذي كان عليه مع التأخير ، فيكون خبر المبتدأ كما كان ، بل على أن تنقله من كونه خبرا إلى كونه مبتدأ ، وكذلك لم تؤخر زيدا على أن يكون مبتدأ كما كان بل على أن تخرجه عن كونه مبتدأ إلى كونه خبرا." [6]
ويضرب الجرجاني أمثلة أشد وضوحا على نماذج للتقديم بقوله :" وأظهر من هذا قولنا ضربتُ زيدا وزيدٌ ضربتُه ، لم تقدم زيدا على أن يكون مفعولا به منصوبا بالفعل كما كان ، ولكن على أن ترفعه بالابتداء ، وتشغل الفعل بضميره ، وتجعله في موضع الخبر له " [7]
5- أغراض التقديم والتأخير :
هناك العديد من الأسباب والدواعي لتقديم المسند على المسند إليه لعل السبب المقدم عليها جميعا أن ذكره أهم من ذكر غيره، قال سيبويه في الكتاب " وإن قدمت الاسم فهو عربي جيد، كما كان ذلك عربيا جيدا ، وذلك قولك : زيدا
ضربت، والاهتمام والعناية هنا في التقديم والتأخير سواء ، مثله في ضرب زيد عمرا وضرب عمرا زيد"[8] .
وهو ما أشار إليه الجرجاني بقوله:" واعلم أن لم تجدهم اعتمدوا فيه شيئا يجري مجرى الأصل غير العناية والاهتمام. قال صاحب الكتاب وهو يذكر الفاعل والمفعول : كأنهم [إنما] يقدمون الذي بيانه أهم لهم وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعا يُهمانِهم ويعنيانِهم "[9].
وقد عدد الإمام جلال الدين القزويني أسباب الورود التي نتحدث عنها وذلك بعدما ذكر تقديم المسند إليه،قال فلكون ذكره أهم من ذكر غيره ، فذلك:
أ- لكونه الأصل ولا مقتضى للعدول عنه.
ب- لتمكين الخبر في ذهن السامع لأن في المبتدأ تشويقا إليه ..
ت- لتعجيل المسرة أو المساءة للتفاؤل أو التطير .
ث- لإيهام أنه لا يزول عن الخاطر ، أو أنه يستلذ به ، وقد يقوم المسند إليه بنحو ذلك من الأغراض .
ج- قد يقوم المسند إليه بغرض تخصيصه بالخبر الفعلي ، وقصر هذا الخبر عليه ... . [10]
وعلى هذه الأسباب مدار التقديم والتأخير ، وقد تكون هنالك أغراض أخرى تدعو إلى التقديم أو التأخير ، قد نعرج عليها فيما يلي من عناصر ، ضاربين لذلك أمثلة توضيحية .
أ- الأغراض البلاغية لتقديم المسند:
1- التخصيص والقصر :
نحو قوله تعالى : (لله الأمر من قبل ومن بعد )
وقول الشاعر :
عذبة ٌ أنتِ كالطفولة
2- التفاؤل بما يسر المخاطب:
نحو : ناجح أنت – نجحت العملية الفدائية / الجراحية
3- إثارة الذهن وتشويق السامع :
مثل قوله تعالى :( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) (آل عمران/190).
4- التعجب :
مثل : لله درك!
5- المدح :
مثل : نعم البديل من الزلة الاعتذار
6- الذم :
مثل : بئس الرجل الكذوب.
7- التعظيم :
نحو :عظيم أنت .
8- مراعاة توازن الجملة والسجع :
نحو :(خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) (الحاقة:30-31).
ب- الأغراض البلاغية لتقديم المسند إليه:
يقول السكاكي :"وأما الحالة التي تقتضي تقديمه على المسند فهي : متى كان ذكره أهم ، يقع باعتبارات مختلفة : إما لأن أصله التقديم ولا مقتضى للعدول عنه ، ...، وإما لأنه متضمن للاستفهام ، .. وإما لتضمنه ضمير الشأن والقصة .. وإما لأن في تقديمه تشويقا للسامع إلى الخبر ليتمكن في ذهنه إذا أورده..." [11].
وهناك من ذكر غير هذا فتأمله
1- التشويق إلى الكلام المتأخر:
نحو قول الشاعر :
ثلاثة ليس لها إياب الوقت والجمال والشباب
2- تعجيل المسرة:
نحو قوله تعالى :(جنات عدن يدخلونها) (الرعد:23، فاطر : 33، النحل : 31).
3- تعجيل المساءة:
مثل :السجن عشرون عاما لقاتل الطفلة .
4- للتبرك به:
نحو :الله سندي . ونحو : الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
5- تقوية الحكم وتقريره[12]:
مثل :( والذين هم بربهم لا يشركون) (المؤمنون:59).
وبالعودة إلى ما كتب حول الأغراض البلاغية من التقديم والتأخير .. في كتب البلاغة قديمها وحديثها نلاحظ أن هناك عددا آخر من الأغراض نضرب عنها صفحا ونكتفي بما قلنا .
6- مواضع التقديم والتأخير:
أ- ما يجب تقديمه ولو تأخر لفسد معناه:
1- تقديم المفعول به على فعله، كقولك : زيدا ضربت ، وفيه تخصيص له بالضرب دون غيره[13]. وهذا الذي ذهب إليه المؤلف رأي أغلب علماء البيان.
2- تقديم خبر المبتدأ عليه نحو: قائم زيد ، ..فإنك إذا أخرت الخبر فليس فيه إلا الإخبار بأن زيدا قائم لا غير من غير تعرض لمعنى آخر من المعاني البليغة [14].
3- الظرف، والغالب أنه يرد للدلالة على الاختصاص كقوله تعالى : (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم)
(الغاشية 25-26)[15].
4- الحال فإنك إذا "قدمته فقلت : جاء ضاحكا زيدٌ فإنه يفيد أنه جاء على هذه الصفة مختصا بها " [16].
5- الاستثناء في نحو قولك : " ما ضربت إلا زيدًا أحدًا ، فإنك إذا قدمته فانه يفيد الحصر"[17] .
والملاحظ أن استفاضة الإمام عبد القاهر الجرجاني في البحث عن بالشواهد والأمثلة سواء القرآني منها أو الشعري للتدليل على هذه الأغراض إنما كان المراد به إثبات الحضور القوي لهذه النماذج التي ادعى البعض من البلاغيين أن الغاية الأولى من التقديم والتأخير هي الاهتمام فقط . ولعل المتفحص لكتاب الدلائل يلحظ هذا الكم الهائل من الأمثلة التي ساقها المصنف رحمه الله .
ب- ما يجوز تقديمه ولو تأخر لم يفسد معناه :
ويقصد به كل كلام ورد فيه ذكر لشيئين أو أكثر ، وجاءت المذكورات متتالية ، فإن ترتيبها ذاك يكون لغاية معينة، وغالبا ما يكون الترتيب بذكر الأشرف فالأشرف ، ولو قدم المتأخر ما كان ذلك معيبا ، أو لو عكس الترتيب ما أخل بمعنى العبارة.انظر قوله تعالى فيما يلي : ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا السماء)( يونس:61) وقوله تعالى:( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض)(سبأ:3). فقدم سبحانه مرة الأرض وفي آية أخرى قدم السماء والترتيب كما قلنا إنما يكون بحسب رغبة المتكلم لا غير ، أو كما يقول صاحب الطراز :" فأنت ههنا بالخيار، فإن شئت قدمت المفضول لما له من المناسبة لمطلع الكلام ، وإن شئت قدمت الفاضل لما له من رتبة الفضل "[18].
وقد قسم الجرجاني رحمه الله مواضع التقديم إلى ما يلي :
أ- الاستفهام :
" "الاستفهام بالهمزة "، فإن موضع الكلام على أنك إذا قلت :"أفعلت؟" ، فبدأت بالفعل، كان الشك في الفعل نفسه ، وكان غرضك من استفهامك أن تعلم وجوده.
وإذا قلت :" أأنت فعلت؟" فبدأت بالاسم ، كان الشك في الفاعل من هو ، وكان التردد فيه"[19].
ولا يخفى أن الغرض الحصول على إقرار من المخاطب بأنه الفاعل للذي تستفهم عنه [20]. أو كما قال الجرجاني :" واعلم أن الهمزة فيما ذكرنا تقرير بفعل قد كان ، وإنكار له لم كان ، وتوبيخ لفاعله عليه" [21]. وقد يكون الاستفهام بالهمزة لإنكار أن يكون الفعل قد كان من أصله . ومثاله قوله تعالى (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما) (الإسراء:40)[22].
ب- النفي :
"إذا قلت :" ما فعلت" ، كنت نفيت عنك فعلا لم يثبت انه مفعول ، وإذا قلت :" ما أنا فعلت " كنت نفيت عنك يثبت أنه مفعول"[23]. وإذا قلت :"ما زيدا ضربت " فقدمت المفعول ، كان المعنى على أن ضربا وقع منك على إنسان، وظن أن ذلك الإنسان زيد ، فنفيت أن يكون إياه."[24]
وعلى خلاف ما ذهب إليه البلاغيون فهناك من لا يرى أن يلحق بباب التقديم والتأخير في البلاغة العربية تقديم أداة النفي على اللفظ الدال على العموم ، ولا العكس أي تقديم اللفظ الدال على العموم على أداة النفي ، يقول: " فهذه قضية فكرية تتصل بأصل بناء الكلام في أدائه للمعاني ، وهي ترجع إلى قاعدة "سلب العموم أو عموم السلب " فإذا سلط النفي على العموم لم يلزم منه نفي جميع الأفراد ، لأن المنفي حينئذ هو العموم لا جميع أفراده ، وإذا سلط العموم على المنفي بأداة النفي فإنه يدل حينئذ على نفي جميع الأفراد " [25]. مثل : ليس كل إنسان كاتبا ( بتسليط السلب على العموم معناها أن بعض الناس ليس كاتبا ، وهذه جملة صادقة) ، ولكن " كل إنسان ليس كاتبا" بتسليط اللفظ الدال على العموم على الجملة المنفية المسلوبة ، وكأنك تقول لا أحد في الناس هو كاتب ، وهذا الحكم لا يصدق ، أي هو كاذب .
جـ- الخبر :
وهو نوعان أحدهما ظاهر غير مشكل :" وهو أن يكون الفعل فعلا قد أردت أن تنص فيه على وجه واحد فتجعله له ، وتزعم أنه فاعله دون واحد آخر ، أو دون كل أحد"[26].والثاني أن لا يكون القصد إلى الفاعل على هذا المعنى ولكن على أنك أردت أن تحقق على السامع انه قد فعل ، وتمنعه من الشك ، فأنت تبدأ بذكره ، وتوقعه أولا – ومن قبل أن تذكر الفعل – في نفسه .. ومثاله قولك "هو يعطي الجزيل "[27].
د – غير ومثل :
وهما مما يرى تقديمهما في الكلام ، وقد ذكر علماء البلاغة العربية ان هاتين الكلمتين غير ومثل" تلازمان التقديم في التراكيب البلاغية إذا أريد بهما الكناية عن الشخص الذي يجري الحديث عنه "[28] .وذلك نحو قول الشاعر أبي فراس الحمداني :
بلى، أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر
ونحو قول أبي تمام :
"وغيري يأكل المعروف سحتا وتشحب عنده بيض الأيادي"[29]
ونحو قول المتنبي في قصيدة يعزي فيها عضد الدولة ابا شجاع في عمته :
مثلك يًثني الحزن عن صوبه ويسترد الدمع عن غربه
ولم أقل "مثلًك" أعني بــه سواك يا فردا بلا مشبـــه[30]
7- على سبيل الختم :
وبعد،
يبقى موضوع التقديم والتأخير من الموضوعات التي تناولها الدارسون بالعرض والتحليل للوقوف على مدى شجاعة اللغة العربية في الخروج على المألوف الذي جاء في تركيبهم ، ولكن هذا الخروج على المعهود لم يكن ضربا من الخبط والعشوائية ، ولكن كان له ما يبرره ، وكانت له دواع اقتضاها التعبير أو المقام أو السياق الذي جاء فيه التغيير المتحدث عنه .. ومنها التقديم والتأخير .. لقد كانوا في كل ذلك يستقرئون كلام العرب من منظوم ومنثور ، وخاصة القرآن الكريم، والشعر الذي كان وسيبقى ديوان العرب، الذي أرخ لحضارتهم ، وكان خير خازن لكل أسرارهم ، وأفضل أمين عليها.
والموضوع متشعب وواسع ، ولا يمكن أن يحصر في هذه الصفحات القليلة ،. وهو الموضوع الذي أسال الكثير من المداد .
وكما نعرف فأغراض النحو والبلاغة وغيرها من علوم الآلة التي وضعها علماؤنا إنما كان الهاجس الأول وراءها هو خدمةً اللغة العربية للحفاظ عليها من الدخيل ، والسقيم، ومما يشوب التعبير السليم ، وبالتالي كانت كلها في خدمة القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية ، لغة أهل الجنة .
فإن كنت أصبت فذلك مبتغاي والتوفيق من الله، وإن قصرت أو أخطأت فحسبي جهد المقل .
--------------------------------
المصادر والمراجع :
1- الإمام يحيى بن حمزة العلوي . الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز . تحقيق عبد الحميد هنداوي .ط1.المكتبة العصرية . بيروت .1423-2002.
2- الإمام ابو يعقوب يوسف بن أبي بكر محمد بن علي السكاكي. مفتاح العلوم.ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه : نعيم زرزور.ط2 دار الكتب العلمية .بيروت 1407-1987.
3- الإمام جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني. شرح التلخيص في علوم البلاغة ، ، شرحه وخرج شواهده محمد هاشم دويدري . ط 2 دار الجيل .بيروت 1402-1982.
4- أبو بشر عمرو بن قنبر سيبويه .الكتاب ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون ط3 .عالم الكتب. 1403 -1983.
5- عبد القاهر الجرجاني. دلائل الإعجاز .قرأه وعلق عليه أبو فهر محمود محمد شاكر. ط2. مكتبة الخانجي بالقاهرة. 1410-1989.
6- عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني .البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها . ط1. دار القلم دمشق 1416- 1996 .
7- صالح الشاعر. ظاهرة التقديم والتأخير في النحو العربي . مقال الكتروني. ينظر في :
http://salihalshair.jeeran.com.
8- أسامة عبد العزيز جاب الله . جماليات التقديم والتأخير في البلاغة العربية .تنظر الصفحة: http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=39848 .
9- عبد الهادي الفضلي: دراسات في الفعل .ط1.دار القلم بيروت .1402-1982.
------------------------------
[i] - استغرب بعضهم عدم إيلاء النحاة لموضوع الإسناد أهمية كبرى رغم ركنية العلاقة الإسنادية في الجملة العربية يقول:" لعله من المستغرب أن نجد النحاة لا يعطون الإسناد أهمية كبرى مع معرفتهم بان الكلام أو الجملة التامة –اسمية كانت أو فعلية – تتقوم من عنصري الإسناد (المسند إليه )و(المسند)، ذلك أن النحو في حقيقته هو الجملة والإعراب ، فلا يعقدون له الباب الخاص، وإنما يذكرونه استطرادا ، وقد لا يذكره بعضهم حتى من باب الاستطراد .
هذا بعكس ما نراه عند علماء المعاني ، فقد أعطوه الأهمية المطلوبة وأولوه الاهتمام المناسب. ومن هنا لا بد للباحث في الإسناد نحويا من الرجوع إلى دراسات علماء المعاني فيه" . عبد الهادي الفضلي: دراسات في الفعل .ط1.دار القلم بيروت .1402-1982: 70.
[2] - عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني .البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها . ط1. دار القلم دمشق 1416- 1996 : 1/356.
[3] - صالح الشاعر. ظاهرة التقديم والتأخير في النحو العربي . مقال الكتروني بتصرف . ينظر : http://salihalshair.jeeran.com.
[4] - عبد القاهر الجرجاني. دلائل الإعجاز .قرأه وعلق عليه أبو فهر محمود محمد شاكر. ط2. مكتبة الخانجي بالقاهرة. 1410-1989 : 106.
[5] - صالح الشاعر. ظاهرة التقديم والتأخير في النحو العربي . مرجع سابق.
[6] - دلائل الإعجاز: 106-107.
[7] - نفسه : 107
[8] - سيبويه .الكتاب . تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون. ط 3 .عالم الكتب. 1403 -1983: 1/ 79-80.
[9] - دلائل الإعجاز: 107 ، وينظر نص سيبويه في : الكتاب :1/34.
[10] - يراجع تفصيل الأمر في : شرح التلخيص في علوم البلاغة ، للإمام جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني ، شرحه وخرج شواهده محمد هاشم دويدري . ط 2 دار الجيل .بيروت 1402-1982: 40-41.
[11] - مفتاح العلوم . للامام ابي يعقوب يوسف بن ابي بكر محمد بن علي السكاكي .ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه : نعيم زرزور.ط2 دار الكتب العلمية .بيروت 1407-1987: 194 بتصرف
[12] - تنظر تفصيلات أخرى لهذه الأغراض مع شواهدها في مقال : التقديم والتأخير :لمجدي حلبص
[13] -الإمام يحيى بن حمزة العلوي . الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز . تحقيق عبد الحميد هنداوي .ط1.المكتبة العصرية . بيروت .1423-2002: 37.
[14] - الطراز : 38. بتصرف.
[15] - الطراز :40.
[16] - الطراز : 40.
[17] - نفسه.
[18] - فسه :43.
[19] - دلائل الإعجاز : 111.
[20] - نفسه : 113 . بتصرف.
[21] - نفسه : 114.
[22] - نفسه : 114. ينظر تفصيل وتفسير الاستفهام مع الاسم والفعل المضارع وغير ذلك في الصفحات الموالية من الكتاب.
[23] - نفسه : 124.
[24] - نفسه : 126.
[25] - البلاغة العربية : 1/367-368.
[26] - نفسه : 128
[27] - نفسه : 128-129 . بتصرف.وينظر تفصيل الموضوع في الصفحات التالية.
[28] - البلاغة العربية : 1/366.
[29] - دلائل الإعجاز: 138-139.بتصرف .
[30] - البلاغة العربية : 1/367.