التدريس الإبداعي للغة العربية - أ. د. محمد رجب فضل الله

1- المقدمة
الإبداع ظاهرة راقية للنشاط الإنساني تنعكس آثارها على صاحبها ، وعلى المحيطين حوله نتاجاً جديداً وأصيلاً وذا قيمة. والإبداع لغة مصطلح يشير إلى الجدة والأصالة ،
واصطلاحاً هو القدرة على إنتاج أشياء جديدة من عناصر قديمة ، وهذه القدرة تتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة (منسي 1993 ، ص29) .
والإبداع في التدريس أو التدريس الإبداعي يتحقق باتسام السلوك التدريسي بسمات إبداعية " طلاقة ومرونة وأصالة.
ومعلم اللغة العربية يكون مبدعاً في تدريسه إذا ما اعتقد بضرورة القيام بأداءات تدريسية مرنة وأصيلة وطلقة ، وعرف متطلبات هذه الأداءات ،و اقتنع بأهميتها ، قام بممارستها إن معتقدات معلم اللغة العربية هي أفكاره التي يؤمن بها ويؤسس عليها ممارساته التدريسية . وعندما يعتقد معلم اللغة العربية عند قيامه بالتدريس بأهمية استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار التربوية لمناسبة ، وبضرورة تنويع الأفكار والاستجابات التربوية ، وتعديل الموقف التعليمي ، وإعادة تنظيمه بشكل مناسب ، وبقيمة إنتاج أفكار واستجابات تربوية جديدة وقليلة التكرار ، وعندما يعرف كيف يؤدي متطلبات هذه الجوانب ـ عندما يتحقق ذلك فإنه يكون مطالبا بممارسات تدريسية إبداعية فإلى أي مدى يعتقد معلمو اللغة العربية بأهمية الطلاقة والمرونة والأصالة في أدائهم التدريسي ؟
وما المعارف المتوفرة لدى معلمي اللغة العربية عن متطلبات التدريس الإبداعي للغة العربية بالتعليم العام ؟
وما مستويات السلوك التدريسي الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية بالتعليم العام؟

2- الإبداع في التدريس
أشار توماس ( Thomas ) 1980 أن ناتج التعلم دالة على أسلوب التعليم ... فإذا أعطى المعلمون المتعلمين المسؤولية ليقرروا ماذا يتعلمون ، وكيف يتعلمون ، وكيف يقيمون تقدمهم في التعلم نجد المتعلمين يتفوقون في حل المشكلات والإبداع والأعمال التي تتطلب التوجه الذاتي ( الأعسر 1998، ص11)
والموقف التدريسي شركة بين المعلم والمتعلمين ، ومن ثم فإن جعله موقفا إبداعيا يتطلب قيام كل من المعلم والمتعلمين بأدوار أصيلة ومتطورة .
ويتمثل إبداع المعلم في التدريس في مقدرته على طلاقة الأفكار الجديدة غير المألوفة وتطبيقها عمليا في مجال تخصصه ، وفي قدرته على التجديد في طريقة عرض دروسه وتنفيذها وتقويمها ،وفي تصميم الوسائل التعليمية المبتكرة ، وفي المبادأةلإيجاد حلول ومقترحات للقضايا أو المشكلات التي تواجهه ( عبدالعزيز 1996، ص148).
وممارسات المعلم الصفية يمكن أن تشجع المتعلمين على الإبداع ، ومن هذه الممارسات : احترام استجابات المتعلمين وأسئلتهم أيا كانت الأسئلة ، واحترام أفكار التلاميذ الخيالية والعادية ، وإشعار التلاميذ أن لأفكارهم قيمة مهما كانت بسيطة ، وإعطاء المتعلمين فرص الممارسة والتجريب دون خوف من التقويم ، وتشجيع التلاميذ على إدراك الأسباب والنتائج ( علي الدين 1990، 4)
ويمكن أن يضاف إلى ما سبق توفير جو عملي واجتماعي متفاعل مفتوح ، وبيئة تربوية واقعية ومرنة تتميز بالاستقصاء والبحث والتجريب وتبادل الآراء والأفكار ( حمدان 2000، ص ص 55-56) .
والمعلم يكون معوقاً للإبداع في التدريس عندما يكون غير مقتنع بعملية الإبداع وبأهميته كهدف تربوي، وعندما يكون غير مستعد لتلبية حاجات المتعلمين ، وعندها لا يعرف طريقة بدء أو تقويم القدرات الإبداعية (Slabbert 1994, P. 64)
ويتحقق الإبداع في التدريس عندما يستخدم المعلم مداخل تساعد في تنمية القدرات الإبداعية لدى المتعلمين ومن مداخل التدريس الإبداعي ما يلي :
المداخل التي تعتمد على حل المشكلات ، وعلى التعلم الذاتي ، وعلى الألعاب واللعب الدرامي إن أسلوب الحل الإبداعي للمشكلات
Creative Problem Solving أسلوب تدريس يوجه المتعلمين إلى الملاحظة وتعني معرفة الجوانب المختلفة للمشكلة ، ومعالجة المشكلة بما يعين على تحديدها وبلورتها ومحاولة التوصل إلى الحلول الملائمة لها، وتقييم الأفكار وتعني النقد والحكم على الأفكار التي تم التوصل إليها والتي تمثل الحلول البديلة للمشكلة المطروحة ( درويش 1983، ص 32 )
وحلقة التفكير استراتيجية تدريسية تنمي إبداعات المعلمين ؛ لأنها تقوم على أن التفكير الصحيح لحل المشكلات تفكير دائري تتواصل حلقاته أثناء الحل وبعده والحل يؤدي إلى بداية مشكلة جديدة أو عدة مشكلات . ويتم تنفيذ حلقة التفكير في خطوات تدريسية محددة. لدراسة هذه الخطوات ارجع إلى (جروان 1999, ص96 )
والعصف الذهني أسلوب تدريسي يحفز على الإبداع حيث تستمطر الأفكار التي يمكن أن تعالج الموضوع أو تحل المشكلة.
إن المرحلة الأساسية لتنفيذ العصف الذهني هي جلسة عرض وتوليد الأفكار الجزئية وتغطيتها بالمناقشة ... حيث تكتشف أفكار جديدة وتدمج أفكار موجودة ( روشكا 1989، ص 184- 186 )
والاكتشاف أسلوب تدريسي يعني بتنمية قدرات التلميذ ومهاراته العقلية وذلك عندما يمارس نشاطاً عقلياً يتمثل في إعادة التنظيم والترتيب والتحويل ( أبوحطب، وصادق 1990، ص 314 .(وهذا الأسلوب ( الاكتشاف ) يتيح فرصا أمام التلاميذ للتفكير المستقل
والحصول على المعرفة بأنفسهم في موقف علمي متكامل التلميذ فيه هو المكتشف وليس المنفذ (لبيب1997 ، ص109 ) والمشروع مدخل تدريسي يهدف إلى تنمية قدرات التفكير والتربية العقلية الاستقلالية وهو يعود التلميذ الاعتماد على النفس في التفكير (شحاته1998 ، ص117 )
والمتفحص للاعتبارات التي يجب مراعاتها عند استخدام لعب الأدوار كمدخل تدريسي يمكن أن يتخذ من هذا المدخل استراتيجية للإبداع في التدريس ، ففي هذا المدخل اختيار للمواقف التي ستمثل أدوارها بحيث تكون مواقف مقبولة لدى المتعلمين، و مناقشة حرة بعد انتهاء تمثيل الدور مباشرة وتبادل الآراء حول مضمون الدور ومستوى أدائه ( أحمد 1992، ص ص 135 - 137 )
والإبداع في التدريس يتطلب القيام بإجراءات تدريسية متعددة ومتنوعة ، والتوظيف المرن والواعي للمداخل التدريسية، والصياغة المتكاملة لتلك الإجراءات وهذه المداخل بما يحفز مصادر القدرة الإبداعية لدى المتعلمين .

 3- الإبداع في اللغة العربية
اللغة ظاهرة إنسانية واجتماعية ، وهي مركب معقد ، تمس فروعا مختلفة من المعرفة الإنسانية .واللغة هي الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى أجزائها أو خصائصها التي يمكن بها تركيب هذه الصورة مرة أخرى في أذهاننا واذهان غيرنا بواسطة تأليف الكلمات، ووضعها في ترتيب خاص ( مدكور 2000 ، ص46)
والاستعمال اليومي للغة لا يكون ـ غالبا ـ ترديداً لكلام سبق سماعه بقدر ما هو استعمال متجدد حسبما يتمتع به الفرد من كفاية لغوية وقدرة إبداعية .
والإبداع اللغوي هو المقدرة على إنتاج عدد غير محدد من الجمل المتجددة بصورة دائمة ، كما أنه في الوقت نفسه هو المقدرة على تفهمها ( زكريا 1983 ، ص 32 ) وللغة العربية ـ على وجه التحديد ـ خصائص إبداعية ، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الخصائص فيما يلي :( البدري 1998، ص49 )
- الاختلاف في تفسير الألفاظ بما يترتب عليه تعدد الدلالات مما يعكس قدرة اللغة العربية على تطوير ذاتها.
- ظاهرة تأويل النص: والتأويل ليس اختلافا في تفسير معنى اللفظ ، وليس إضافة إلى استخدام معاني اللفظ ، وإنما هو استخدام جديد لدلالة الألفاظ والتراكيب استخداما ينطلق من عقيدة خاصة، ويرتبط في جوهره بنسق فكري مكتمل.
- الترادف والمشترك اللفظي: والترادف هو إطلاق أكثر من كلمة على دلالة واحدة كإطلاق أسماء متعددة على الأس والإبل والعسل ...
أما المشترك اللفظي فيعني اشتراك أكثر من دلالة على لفظ واحد مثل كلمة العين التي تدل على الجارحة التي يبصر بها الإنسان ، وعلى نبع الماء ، وعلى الجاسوس.
- التعبير بالمجاز: والمجاز هو استخدام اللفظ في غير ما وضع له كأن تطلق كلمة رأس على رئيس الجماعة أو حاكمها ،ويقسم علماء البيان العربي المجاز إلى مجاز عقلي ولغوي ومجاز مرسل ، ومنه أيضا الاستعارة وهي مجاز علاقته المشابهة ، ولاشك أن استخدام المجاز في أي لغة يعد أوسع بابا للخلق والإبداع لأنه صورة مجسدة للخيال.
ومعنى ما سبق إن اللغة العربية لغة إبداعية في حد ذاتها ، والسمات المميزة لها تؤكد طلاقتها ومرونتها ، ومن ثم فإن استعمال المعلم هذه اللغة عند تدريسها ، وتنمية استعمال المتعلمين لها عن طريق الأساليب المختلفة لتدريسها يتماشى مع طبيعة اللغة العربية وخصائصها .
إن استعمال اللغة العربية وتوظيفها في مواقف التعليم والتعلم يرتبط بالنواحي الإبداعية ؛ فاستعمال اللغة العربية في أبسط أشكاله تجديد يتصف بالإبداع من حيث إنه يقوم على بناء الجمل الجديدة والمتنوعة ، فكل ما يتلفظ به الإنسان عند استعمال اللغة هو ـ غالباً ـ تعابير متجددة تحمل أفكاراً متجددة ، و لا يمكن اعتباره ترديداً ببغاويا لما سبق أن سمعه .
ويثبت الاستعمال اللغوي تماسك اللغة العربية ، وملاءمتها لظروف التكلم ، فاللغة العربية قادرة على أن تحمل الأفكار المتجددة ،وتعبر عن كل ما يحيط بالإنسان، وعن عالم الإنسان الذاتي .
والاستعمال اللغوي يتيح تنمية العمليات العقلية وأنماط التفكير من خلال استخدام الألفاظ الدالة على المعاني المحددة المعينة على التعبير عن الأفكار الطارئة ، الأمر الذي يدعو اعتماد تنمية العمليات العقلية وأنماط التفكير كأحد أهداف تعليم اللغة العربية .
ويتيح استعمال اللغة العربية في مواقف التخاطب والإلقاء والأداء الدرامي فرصا متنوعة لتنمية بعض سمات الشخصية المبدعة كالمغامرة وحب الاستطلاع والشجاعة الأدبية والثقة بالنفس ( مسلم 1994 ، ص99 )

التدريس الإبداعي للغة العربية :
ركز تدريس اللغة العربية ـ في الآونة الأخيرة ـ تركيزاً مكثفاً على ما يكتسبه المتعلمون من مهارات ومفاهيم لغوية ،
ما يحصلوه من معارف لغوية وأدبية . وأصبح الاهتمام يدون ـ أيضا ـ حول كيفية تعلم الطلاب اللغة ( أي العملية التي يحدث عن طريقها تعلم أو اكتساب اللغة ) (16, 14) والإبداع في تدريس اللغة العربية يمكن أن يكون أداة فاعلة للإبداع في اللغة العربية ، و من ثم فإن حرص معلم اللغة العربية على القيام بممارسات تدريسية إبداعية هو السبيل إلى جانب عوامل أخرى ـ لتكوين المتعلم المبدع لغوياً .
ويمكن الإفادة من طرق وأساليب تنمية التفكير الإبداعي وتطويره داخل الصف في تحديد متطلبات التدريس الإبداعي للغة العربية
(انظر في ذلك : قطامي 1995، 370 - 405) وذلك كما يلي :
قبل التدريس يخطط معلم اللغة العربية لأن يصبح المتعلمون قادرين على : إصدار أكبر عدد ممكن من الكلمات والجمل والأفكار ، واستبدال الكلمات المعروضة ، والأفكار الروتينية بألفاظ جديدة وتعبيرات غير تقليدية وأفكار متطورة،
و تقديم إضافات جديدة لكل تعبير أو فكرة تقال أو تكتب ، وتقديم التعبير أو الفكرة غير المعروفة أو المكررة ، ورسم صورة كاملة وتفصيلية لكل فكرة عرضت ، و التفاعل مع المشكلات اللغوية ، وتقديم حلول غير مألوفة لها ، والتفكير الطويل من أجل الإنجاز .
وأثناء التدريس يقوم معلم اللغة العربية بإثارة المناقشات ، وإتاحة الفرص للمتعلمين للعب أدوار متنوعة ،و حث المتعلمين عند كل استجابة على التخيل وعلى التفكير ، ومطالبة المتعلمين باستخراج كلمات وعبارات وأفكار جديدة غير ما عرض ، وطلب أمثلة إضافية واستخدامات جديدة للمفردات والجمل والأفكار ، وإتاحة الفرص للمتعلمين للتساؤل ، وجعل بعض المتعلمين يديرون المناقشات ، واعتبار بعض مواقف الاتصال جلسات عصف ذهني ، وتدريب المتعلمين على النقد بأدب وموضوعية ،و وضع المتعلمين في مواقف إكمال الإجابات أو القصص ،وصياغة الأسئلة وتوجيهها ، وإتاحة فرص ممارسة المتعلمين للتعبير الذاتي وتدوين الأفكار ومساعدة المتعلمين على استخراج الكلمات المفتاحية في النصوص اللغوية المختلفة .
وعلى المتعلم أثناء الحصة أن ينظم ويصنف مفردات وعبارات وأفكار ، وأن يجيب عن أسئلة تتطلب التخيل ، وأن يعالج أخطاءه ذاتيا ، وأخطاء غيره من المتعلمين ، وأن يستخدم المعاجم ويستخرج منها مرادفات ومتضادات، وأن يركب جملاً متنوعة من عدة مفردات متفرقة ، وأن يكتب فقرات أو يروي أخباراً أو يصف مواقف ، وأن يعلل لاستجاباته ويناقش تبريرات زملائه .
وفي نهاية الحصة وبعدها يطرح المعلم أسئلة متنوعة تكشف عن القدرات اللغوية للمتعلم ، وتدفعه إلى قراءات إضافية تثري لغته وفكره .وعلى المعلم أن يدرب المتعلمين على البحث وممارسة النشاط ، ويثبت المتميز منهم والمتعلم في موقف التدريس اللغوي المبدع يتوصل لأفكار عكس أفكار أو آراء معروضة وذلك بقلب كلمات أو اعتبارات ، ويولد جملا متنوعة في أفكارها ترد فيها كلمة بعينها ، ويتحاور مع زملائه حول فكرة محددة ، ويصف بلغة أو معنى جديد ، ويعيد تفسير كلمات ، ويطرح أسئلة غير مألوفة ، ويستخدم لغة مجازية ، ويجيد التعبير عن غيره ، والتعبير غير اللفظي . لمزيد من التفصيل يمكن الإفادة من ( الحمادي 1999 ، ص ص 21- 114 )
والتدريس الإبداعي للغة العربية مطلب تربوي ولغوي للحياة المعاصرة والمستقبلية ، ولذا فإنه حظي ، ولا سيما في السنوات الأخيرة باهتمام الباحثين .
حيث أجرى الكثيري والعايد 2000 تقويما للتدريبات الواردة في كتاب القراءة المقرر بالصف السادس لتحديد مدى إسهامها في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى التلاميذ ، وأساليب الاستثارة اللفظية المستخدمة في ذلك، وقد توصلت دراستهما إلى ضعف مستوى إسهام التدريبات الواردة في كتاب القراءة في تنمية مهارات التفكير الإبداعي ، وقدمت توصيات عدة لتحقيق هذا الهدف ( الكثيري والعابد2000 ، ص ص 221-  242 )
وأشار فضل الله 2000 إلى إجراءات تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلمين باستخدام المنحى الاتصالي في تدريس اللغة العربية حيث بين في دراسته العلاقة بين المنحى الاتصالي في تدريس اللغة العربية وبين الإبداع اللغوي (فضل الله 2000، ص 209 - 244 ) وحدد عبداللاه 2001 المهارات اللازمة لكي يتقن معلم اللغة العربية التدريس الإبداعي للغة العربية بهدف تحديد مجموعة السلوكيات التدريسية والاستجابات التربوية التي يمكن أن يظهرها المعلم أثناء تدريس اللغة العربية ، وتتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة وتؤدي إلى تنمية الإبداع لدى تلاميذ التعليم الأساسي ( عبداللاه 2001 ، ص 122- 148 )
إن الاهتمام ـ بصفة عامة ـ بالإبداع ، وازدهار أفكاره ، وزحف تطبيقاته على كثير من مجالات الحياة ومنها مهنة التدريس قد انعكس إيجابا على برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة ، وبرامج تدريبهم أثناء الخدمة .
وقد لمست - من خلال عملي في مجال إعداد المعلمين قبل الخدمة ، ومشاركتي في برامج تدريبهم أثناء الخدمة ـ ما يحدث من تطوير في مساقات الإعداد بتضمينها موضوعات تتصل وثقافة الإبداع ، وتوجيهات للطلاب المعلمين بالإبداع في التدريس ليبقى التساؤل إلى أي مدى أسهمت هذه الموضوعات وتلك التوجيهات في إكساب المعلمين مهارات التدريس الإبداعي ؟
وما تأثير تحصيل المعارف ذات العلاقة بالإبداع على الأداء التدريسي لهؤلاء المعلمين ؟

مصطلحات المقالة:
الإبداع : الإبداع لغة مشتق من الفعل أبدع ، وأبدع الشيء أي بدأه وأنشأه واخترعه لا على مثال ( البستاني 1997 ، ص68 )
وفي الاصطلاح Creativeness بمعنى إبداع أو ابتكار ، ولكل مناسبته الاصطلاحية من حيث الاستخدام، فلفظ الابتكار يناسب العلوم الطبيعية، ولفظ الإبداع يناسب العلوم الإنسانية (مسلم 1994، ص 66 )
والإبداع في التدريس : إقرار للاتجاهات التربوية المستحدثة في التدريس ، يتضمن الخبرات والمهارات والطرق المناسبة ، و يوفر فرص التعليم التي تحقق أقصى حد ممكن للتعلم لكل تلميذ ( عبداللاه 2001 ، ص 60 )
ويقصد بالتدريس الإبداعي للغة العربية الإجراءات والسلوكيات والاستجابات التربوية التي يقوم بها معلم اللغة العربية قبل التدريس ،
يظهرها أثناء التدريس ، ويمارسها بعده ، وتتسم بالأصالة والطلاقة والمرونة ، وتؤدي إلى الإبداع اللغوي لدى المتعلمين .
أما الممارسات التدريسية فيقصد بها في هذه الدراسة مجموعة الأقوال التي تصدر عن معلم اللغة العربية ، أو الأفعال التي يقوم بها داخل الصف وأثناء الحصة لتقديم دروسه وتقويمها .

مراجع المقالة :
- أبوحطب ،فؤاد ، و صادق ، آمال: علم النفس التربوي ، (ط3) ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 1984
- أحمد ، محمد عبدالقادر : طرق التدريس العامة ، القاهرة ، دار النهضة المصرية ، 1992
- الأعسر ، صفاء يوسف: " تعليم من أجل التفكير " ، القاهرة ، دار قباء للطباعة والنشر 1998
- البدري ، أبو الدهب: أثر استخدام برنامج في الأنشطة اللغوية على تنمية الإبداع والتحصيل في اللغة العربية لدى طلاب الصف الأول الثانوي ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة المنيا ،1998
- البستاني ، بطرس: قاموس محيط المحيط ، بيروت ، مكتبة لبنان ، 1977
- جروان ، فتحي عبدالرحمن: تعليم التفكير : مفاهيم وتطبيقات ، الإمارات العربية المتحدة ، دار الكتاب الجامعي ،1999
- الحمادي ، علي: " 30 طريقة لتوليد الأفكار الإبداعية " سلسلة الإبداع والتفكير الابتكاري رقم 4 ، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، 1999
- حمدان ،محمد زياد : سيكولوجية الاتصال التربوية ، سلسلة المكتبة التربوية الحديثة ، الرسائل 3 ، 8 ، 20 ، دار التربية الحديثة ، 2000
- درويش، زين العابدين: تنمية الإبداع ـ منهج تطبيقه ، القاهرة ، دار المعارف، 1983
- روشكا ،الكسندر: الإبداع العام والخاص ، ترجمة غسان عبدالحي أبوفخر ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، العدد (144) ، ديسمبر1998
- زكريا ، ميشيل : الألسنة ( علم اللغة الحديث ) المبادئ والإعلام ، بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،1983
- شحاته ، حسن: المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، مكتبة الدار العربية للكتاب ،1998
- عبدالعزيز ، أحمد يوسف: تنمية كفايات الإبداع لدى طلاب شعبة الجغرافيا بكلية التربية
- عبداللاه ،نايف يوسف سيف : " فعالية برنامج تدريبي لتنمية بعض مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمي اللغة العربية " وأثره على تنمية الإبداع لدى تلاميذهم . رسالة ماجستير ، كلية التربية بالوادي الجديد ، جامعة أسيوط، 2001
- على الدين ، محمد ثابت: " تعزيز السلوك الابتكاري : ندوة كلية التربية ، جامعة البحرين ، 1990
- فضل الله ، محمد رجب :" تفعيل استخدام المنحى الاتصالي في تدريس اللغة العربية في ضوء متطلبات التفكير الإبداعي "
ندوة التفكير الإبداعي واستراتيجيات تعليم اللغة في القرن الحادي والعشرين ، وحدة المتطلبات الجامعية العامة ـ جامعة الإمارات العربية المتحدة ، العين ،2000
- قطامي ، نايف : التفكير الإبداعي ، منشورات جامعة القدس المفتوحة ،1995
- الكثيري ، راشد ، و العايد ،عبدالله: " إسهام تدريبات كتاب القراءة المقرر على الصف السادس الابتدائي في المملكة العربية السعودية في تنمية مهارات التفكير الإبداعي" المؤتمر العلمي الثاني عشر للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ، يوليو2000
- لبيب ، رشدي: معلم العلوم : مسؤولياته وأساليب عمله ، وإعداده ، ونموه العلمي والمهني ط4 ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ،1997
- مدكور ، علي أحمد: تدريس فنون اللغة العربية ،القاهرة ، دار الفكر العربي، 2000
- مسلم ، حسن أحمد حسن: وضع مقياس للإبداع في اللغة العربية لطلاب الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، 1994
- منسي ،محمود عبدالحليم : " التعليم الأساسي وإبداع التلاميذ " ، سلسلة التربية والإبداع (2) ، الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1993
Slabbert, J.A., “ creativity in Education Revisited: Reflection in Aid of Profession : Journal of Creative Behavior, Vol. 28, Past I, 1994.
----------------
الأستاذ الدكتور: محمد رجب فضل الله
جامعة الإمارات العربية المتحدة- كلية التربية
-------------
المصدر : شبكة حروف لطرق تدريس مهارات اللغة العربية :
http://www.horoof.com/dirasat/tadreesibda3i.html

Boots

التصنيف الرئيسي: 
التصنيف الفرعي: 
شارك: