وكان أكثر ما تميز به عبد العزيز الرفاعي هو تواضعه وحياؤه، وخلقه الرفيع، وحبه لمساعدة ذوي الحاجة من الضعفاء، كما عرف عنه تفقده لزملائه ورفاق دراسته والسؤال عنهم وتشجيعه الدائم للأدباء والشعراء.
ولد عام 1342هـ بمكة المكرمة ونشأ بها وتعلم في مدارسها والتحق بالمعهد العلمي السعودي وتخرج منه.
عمل موظفاً بعدة جهات، منها الديوان الملكي، حيث عُيِّن مستشاراً به في عهد الملك "خالد بن عبدالعزيز" رحمه الله، كما حضر عدة مؤتمرات أدبية عربية ودولية ممثلاً للملكة العربية السعودية.
حقَّق مع الأستاذ أحمد جمال كتاب "إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام" للقرطبي.
أصدر عام 1379هـ سلسلة المكتبة الصغيرة، واستمر إصدارها حتى بلغت ثمانية وأربعين مؤلفاً، منها أحد عشر مؤلفاً من تأليفه، وأصدر السلسلة الشعرية لستة من الشعراء.
كانت له مشاركات قيِّمة وفعّالة غذّى بها الصحف السعودية المحلية، وحظيت مجلة "الأديب" اللبنانية بالكثير من كتاباته.
"زيد الخير"، "الحج في الأدب العربي"، "جبل طارق والعرب"، "خمسة أيام في ماليزيا"، "أرطاة بن سهية"، "ضرار بن الأزور"، "من عبد الحميد الكاتب إلى الكتاب والموظفين"، "أم عمارة الصحابية الباسلة"، "كعب بن مالك: الصحابي الأديب".
عندما سئل الرفاعي ـ رحمه الله ـ ذات مرة عن بدايته الأدبية قال: بدأت علاقتي بالأدب بقراءات في كتيبات صغيرة من قصص ألف ليلة وليلة، كانت تباع في باب السلام بدراهم معدودة، فكنت أوفر من مصروفي المدرسي الذي لا يتعدى "هللتين"، ما أشتري به كتاباً من هذه الكتب، وعن طريقها ألفت المطالعة فأحببتها، وأحببت القصة، ثم تدرجت في قراءة القصة إلى قراءة روايات الجيب التي ربما يشتمها بعض الناس، ولكنني مدين لها بكثير من حب القراءة، ثم تدرجت إلى قراءة المنفلوطي فأحببته أيضاً، ثم أحببت الرسالة، وكانت تأتي لبعض الأخوة من جيراننا، فأستعير منهم بعض الأعداد وأعكف على قراءتها، وكنت أقرأ كثيراً للدكتور زكي مبارك، وعن طريق زكي مبارك أحببت الرسالة، ثم أخذت أقرأ قصص الرافعي، وطه حسين، ثم عرفت الطريق إلى العقاد وإلى كُتّاب الرسالة الآخرين.
بدأت أكتب القصة، فهي أول ما كتبت، وكان إخوتي في المعهد حينما كنت أَدْرُس بالمعهد، يسمونني (قصصيَّ المعهد)، مع أني كنت أعرف أنه ليس بيني وبين القصة سبب إطلاقاً. بعد أن غادرت المعهد انتهت صلتي تقريباً بالقصة، اللهم إلاَّ بعض القصص التي نشرت، ولقد نسيتها تماماً.
أسس الرفاعي صالونه الأدبي "الندوة الرفاعية" في مكة المكرمة، ثم انتقل به إلى الرياض في داره بحي "الملز" عام 1382هـ وكانت تعقد كل الخميس حيث خصصه الشيخ الرفاعي ـ رحمه الله ـ هذا اليوم لاستقبال أصدقائه ومعارفه.
لم يكن للندوة في أيام مؤسسها الشيخ الرفاعي موضوع معين، بل تأتي موضوعاتها عفوية، غير أن الموضوع إذا طرح استأثر بجل الوقت. وأحياناً يكون هناك ضيف زائر فيعطى الفرصة للكلام عن الاتجاه البارز فيه ويعقب ذلك الأسئلة فالحوار والتعليق، ويبدأ الحوار بتعريف يقوم به عميد الندوة ثم يتتابع الحديث وإن كان شاعراً ألقى بعض قصائده، بيد أن صاحب الندوة درج على جعل الثلث الأخير منها للشعر حيث يدعو الشعراء لإلقاء قصائدهم، وإلقاء الشعر هو نهج ثابت في كل ندوة. وقد استمرت الندوة في منزل الشيخ "أحمد باجنيد" خمس سنوات بهذا النهج نفسه.
ثم رأى عدد من أبرز روادها أن منهج الندوة بحاجة إلى تغيير، فأصبح في كل أمسية متحدث رئيس يعد موضوعاً في حدود نصف ساعة، ثم يتم الحوار والمداخلات حول الموضوع، ويخصص ما بعد الضيافة للشعر. وتعلن الندوة برنامجها في بداية كل فصل دراسي يوضح فيه عنوان الموضوع واسم المحاضر وتاريخ الأمسية.
كان الرفاعي كثير السفر في السنتين الأخيرتين قبل وفاته، مما يؤدي إلى انقطاع الندوة فترة غيابه، وفي ذلك يقول الشيخ أحمد باجنيد الذي يتولى إقامة الندوة إلى اليوم: استأذنت الشيخ عبدالعزيز أن تكون الندوة في بيتي أيام سفره وتنتقل تلقائياً إلى بيت الرفاعي إذا حضر، فشعرت بفرح وسرور يغمر الشيخ الرفاعي، ثم أعلن ذلك للرواد الكرام، وقد كان الكثير من الرواد أكبر مني سناً وفضلاً، فكأنه قد قيل: سبقك بها عكاشة.
ثم يتوفى الرفاعي ـ رحمه الله ـ وتستقر الندوة بدار الشيخ أحمد باجنيد ويصبح اسمها "خميسية الوفاء" هو الاسم الذي عرفت به مؤخراً؛ لتكون امتداد ووفاء للندوة الرفاعية، أقدم الندوات بالسعودية، وهي تسير بشكل منتظم مساء كل خميس في منزل رجل الأعمال السعودي الشيخ أحمد باجنيد.
--------------------
المصدر : منتديات الجمعية الدولية للمترجمين العرب :
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=752