تاريخ الحوار يوم 15 /3 /2007 ابتداءً من 3:30:00 إلى 5:30:00
عنوان الحوار "واقع اللغة العربية في المغرب"
الموضوع يجري الموقع الإلكتروني لحركة التوحيد والإصلاح مساء الخميس 15 مارس 2007 ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، وإلى غاية الخامسة والنصف مساء، حوارا مباشرا حول "واقع اللغة العربية في المغرب"، مع الدكتور محمد بلبشير الحسني.
المحاوَر : الدكتور محمد بلبشير الحسني
نبدة عن حياة المحاور :
- قيدوم الدراسات الإسلامية بالمغرب
ـ رئيس لجنة التنسيق لشعب الدراسات الإسلامية بالمغرب
ـ أول عميد لكلية الآداب بالرباط
ـ مدير ديوان وزير التربية الوطنية ـ سابقا
ـ مدير الحي الجامعي بالرباط ـ سابقا ـ
ـ أستاذ محاضر، ثم أستاذ كرسي بكلية الآداب بالرباط
ـ أمين عام لرابطة الجامعات الإسلامية
ـ أمين اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم
ـ ممثل للمملكة المغربية في المجلس التنفيذي للإسيسكو والإلسكو لسنين عديدة
ـ وفي سنة 1980 حينما تقرر إحداث شعبة الدراسات الإسلامية كان رئيس هذه الشعبة، وقبلها كان رئيس شعبة اللغة العربية
ـ حاضر في مؤتمرات متعددة في المغرب وخارجه، في إطار منظمات الإيسيسكو والإليسكو، ورابطة الجامعات الإسلامية.
له عدة كتابات منها:
ـ "في سبيل تأصيل الإسلامية وتجديد الفكر"
ـ "المنهج القرآني في الدعوة والتبليغ"...
السلام عليكم، نرحب بزوار الموقع الكرام، ونخبركم أن الحوار المباشر مع الدكتور محمد بلبشير الحسني انطلق الآن. ومن أجل قراءة نص الجواب، المرجو الضغط على الزر الأيمن للفأرة.
عبد الغني بوضرة - المشرف على الحوار المباشر - الرباط
الجواب :السلام عليكم، نرحب بزوار الموقع الكرام، ونخبركم أن الحوار المباشر مع الدكتور محمد بلبشير الحسني انطلق الآن. ومن أجل قراءة نص الجواب، المرجو الضغط على الزر الأيمن للفأرة.
السؤال :ما مصير اللغة العربية في ظل التوجه العام نحو التعليم الخصوصي الذي يعطي الأولوية للغات الأخرى..؟
القدوري - كتبي - لندن
الجواب : توطئة :
بسم الله الرحمان الرحيم، في الحقيقة إن اللغة العربية في المملكة المغربية وبالتالي قضية التعليم، مرت بمراحل متعددة منذ العشرينيات من القرن الماضي بعد تصريحات لشخصيات فرنسية مرموقة حول كيفية إدخال اللغة الفرنسية لتصبح هي اللغة الرسمية في التعليم والإدارة وفي الحياة العامة.. بعد هذه التصريحات تنبهت المقاومة الوطنية بالخطر المحدق بالبلاد ولذلك بدأت في كفاحها بإحداث مجموعة من المدارس الحرة التي كانت تعطي للغة العربية ولتعريب المواد بما فيها المواد العلمية المكانة الأولى.
لم يكن في استطاعتها تعريب الإدارة ولا تعريب الحياة العامة، بحكم أن سلطات الحماية هي التي كانت تشرف على الإدارة والحياة العامة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
بل أقبلت وأقدمت على خطر آخر، وهو استعمال العربية الدارجة (العامية)، وكذلك ما كانت تسميه باللهجات البربرية، فأحدثت في معهد الدراسات العليا التي كانت في الرباط، شهادات للغة الدارجة المغربية، كما أحدثت شهادات للهجات البربرية كما كانت تسميها، وكذلك شهادات للغة العربية الفصحى.
ومنذ سنة 56-57، أي بمجرد أن حصل المغرب على استقلاله، أحدث اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، التي أقرت المبادئ الأربعة الثابتة لإقامة نظامنا التعليمي، وهذه المبادئ الأربعة هي التعميم، والمغربة، والتعريب، والتوحيد، كما أحدثت المجلس الأعلى للتربية الوطنية، وأنشأت كذلك مكتبا لتعريب المصطلح أصبح منذ 1961 مكتبا لتنسيق التعريب تابعا للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، كما أسس المغرب كذلك معهدا آخر للدراسات والأبحاث في التعريب بتعاون مع منظمة اليونسكو قصد إصلاح الطباعة العربية وتيسير كتابتها. خصوصا أن هذه العملية جاءت مصاحبة لحملة محاربة الأمية بقيادة ملك البلاد محمد الخامس طيب الله ثراه.
وفي الوقت الذي بقي المعهد المغربي يقوم بالبحوث وتحضير معجم أساسي لفائدة التلاميذ المغاربة، واصل مكتب التنسيق عمله على صعيد العالم العربي بتحضير العشرات من المعاجم في مختلف العلوم والتخصصات، ونشر مجلة اللسان العربي، وعقد مؤتمرات التعريب، حيث انعقد أول هذه المؤتمرات بالرباط في أبريل 1961 تحت رئاسة وزير التربية آنذاك: الأستاذ عبد الكريم بنجلون، وفي سنة 1957 أُسست أول جامعة مغربية: جامعة محمد الخامس بالإضافة إلى جامعة القرويين العتيدة، فانفصلت المؤسسات الجامعية التي كانت موجودة في عهد الحماية عن جامعة بوردو، وكان لي الشرف آنذاك بعمادة كلية الآداب بالرباط بعد منصب نائب العميد مع الأستاذ شارل أندري جوليان المؤرخ الفرنسي المشهور، فأقدمت على إحداث الإجازة المغربية في الآداب وجعلتها معربة في العلوم الإنسانية.
ومن الجدير بالذكر، أن الحكومة المغربية أقدمت على تعريب القضاء وبدأت في التحضير لتعريب الإدارة، كما شرعت بعد ذلك في التخطيط للتعريب قامت بهذا الأمر وزارة التخطيط في أواخر السبعينيات، كما أنشأت لجنة وطنية للتعريب، وشرعت فعلا في تعريب معهد الإحصاء الذي كان يشرف عليه الدكتور مصطفى بنيخلف.
ومنذ سنة 1962 أقدمت الوزارة على إحداث شعبة بالمدرسة العليا للأساتذة الموجودة بالرباط لتحضير الإجازة العلمية بالعربية لفائدة التلاميذ الذين تابعوا دراستهم الثانوية في بعض المدارس الحرة المعربة. ومن أهمها مدارس محمد الخامس بالرباط، وكذلك بعض الثانويات التابعة للتعليم الأصيل.
وقد كان هؤلاء التلاميذ قبل إنشاء هذه الشعبة يتابعون دراستهم العليا إما في المشرق العربي، أو في بلاد شرق أوربا والاتحاد السوفياتي آنذاك.
ووقعت النكسة الأولى لإيقاف تطبيق مبدأ التعريب حينما قام أحد وزراء التعليم آنذاك بالدعاية للفرنسية، كما طويت بعدها تعريب الإدارة، فتعريب الحياة العامة رغم مناداة بعض الأحزاب الوطنية، وبعض الفرق البرلمانية بضرورة العودة إلى التعريب، وبقيت القضية تُثار في الحكومة إلى أن أقدمت من جديد في أواخر السبعينيات على الشروع في تعريب التعليم من جديد في مرحلتي الابتدائي والثانوي إلى شهادة الباكالوريا، إلا أنه مع الأسف الشديد، وُضع هذا التعريب في الباب المسدود حيث لم يُواصل في الدراسة الجامعية. كما أن الشروع في تعريب العلوم بالإعدادي والثانوي لم يكن مسبوقا بتكوين الأطر المؤهلة لتدريس هذه العلوم باللغة العربية، والذين كان من المفروض فيهم أن يكونوا قد تلقوا دراستهم الجامعية باللغة العربية، حيث إن التلاميذ الناجحين في الباكلوريا المعربة مضطرون إلى متابعة دراستهم الجامعية باللغة الفرنسية.
وفي سنة 1994 تم تشكيل لجنة إصلاح التعليم برئاسة رئيس البرلمان وفي رحابه، وعندما نودي بمواصلة التعريب في التعليم العالي، أُقبرت اللجنة في سنة 1995، وابتداء من سنة 2000- و2001 شُرع في تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي أوصى بإنشاء أكاديمية اللغة العربية التي كان من المفروض أن ترى النور منذ 2001، وكذلك فتح شعب معربة في التعليم العالي، إلا أن كل هذا بقي حبرا على ورق.
السلام عليكم، لا أدري ما هي المؤسسات التي تعطي الأولوية للغات الأخرى، إلا إذا كان يتعلق بالبعثات الأجنبية، أما المدارس الحرة المغربية الأهلية، فهي ملزمة بتطبيق البرنامج الرسمي للدولة. علما بأن بعضها استأذن الوزارة في إضافة بعض الساعات اختيارية للطلاب من أجل تقوية المواد العلمية باللغة العربية، وتدعيمها بمصطلحات أجنبية.
- أما فيما جاء في السؤال:
لا أدري ما هي المؤسسات التي تعطي الأولوية للغات الأخرى، إلا إذا كان يتعلق بالبعثات الأجنبية، أما المدارس الحرة المغربية الأهلية، فهي ملزمة بتطبيق البرنامج الرسمي للدولة.
علما بأن بعضها استأذن الوزارة في إضافة بعض الساعات اختيارية للطلاب من أجل تقوية المواد العلمية باللغة العربية، وتدعيمها بمصطلحات أجنبية.
السؤال : الدكتور الفاضل السلام عليكم وشرفنا بمحاورتكم من الناس من ينعت العربية بأنها لغة قاصرة ولا تساير التقدم التكنولوجي وأنها لغة القرآن والعبادة ، ما موقف أستاذنا الجليل؟ مصطفى العميري - أستاذ - البيضاء
الجواب :وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، من المعلوم أن اللغة العربية قبل كل شيء هي لغة القرآن، وتتمتع بقدسية خاصة، باعتبار أن القرآن كلام الله، "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)، ثم إن اللغة العربية هي لغة التراث الضخم، وبهذه المناسبة، اطلعت على مجموعة أقراص، مجموعها خمسة، عن العصر الذهبي للإسلام، ألفه محمود حسين، وأنجزه فيليب كالدرون، صدّر هذه الأقراص بقولهما: حينما كان العالم يتحدث باللغة العربية، ومن ضمن محاورهما: من العربية إلى اللاتينية، ثم نسيان العربية. ومعلوم أن من ضمن التراث العربي الإسلامي، التراث المغربي المتداخل مع تراث الغرب الإسلامي بما فيه الأندلس. ثم إن اللغة العربية هي اللغة الرسمية حسب دستور البلاد.
وأخيرا، اللغة العربية بطاقتها التعبيرية، ومؤهلاتها الصيغية والاشتقاقية قابلة لخوض غمار مختلف العلوم من جديد بعد أن أعطت الحجة على ذلك في العصور الذهبية، وحتى أعطي بعض المعلومات الإضافية لسؤال الأستاذ الكريم، أريد أن أستعرض بعض المؤتمرات والندوات التي أقيمت على صعيد العالم العربي، أو على صعيد المغرب:
هناك مؤتمر التعريب الذي انعقد سنة 1961 برآسة وزير التربية الوطنية بالرباط، ثم ندوة أكاديمية المملكة المغربية فبراير 1988، وكان موضوعها: الحرف العربي والتكنولوجيا، ثم إن معهد الدراسات والأبحاث للتعريب قام بعقد عدة ندوات من بينها في مارس 1998، ندوة بعنوان: العربية في الاقتصاد والإدارة، وعُقد في مارس 1987 بالخرطوم مؤتمر وزراء الصحة العرب، وكان موضوع المؤتمر: "تعريب التعليم الطبي في الوطن العربي".
وفي التصميم الخماسي 1978-1982، الذي أصبح ثلاثيا بالمغرب، من بين توصياته: توصية عن الفكر والحضارة الإسلامية، وتوصية عن التعريب، ونفس الوزارة في ذلك الوقت أنشأت لجنة وطنية لتخطيط التعريب المصطلحات العلمية والتقنية سنة 1983.
وكذلك على صعيد العالم العربي عقد مؤتمر إقليمي حول التعليم العالي ببيروت 1997، ومن بين الندوات التي نظمها معهد الدراسات والبحوث في مارس 2000: "تعلم اللغة العربية والتعدد اللغوي".
ولديّ قائمة لمجموعة من المفكرين المغاربة على الخصوص الذين تحدثوا طويلا عن قضايا تعريب العلوم في العلوم في جميع مراحله بما فيه التعليم العالي.
وفي موضوع الندوات، عقد اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بالرباط نوفنبر 1984 ندوة حول: تعريب التعليم العالي والجامعي في ربع القرن الأخير. ونظمت المجلة المغربية: "الموقف"، وأردت بصفة خاصة أن أؤكد على هذه الندوة التي عقدت في يونيو 1987 بالرباط، شارك في حلقتها الأولى أساتذة علوم جامعيين بكلية العلوم بالرباط، الذين أشاروا إلى أن التمسك باللغة الأجنبية لها أولوية في التعليم، هي لغة النخبة من المتميزين والمحظوظين، وأن في مقابلها فئة اجتماعية عريضة، وبما أن العلوم التي تعطى بالفرنسية هي التي يتكون منها المهندس والطبيب... فبطبيعة الحال، تعتبر العلوم الإنسانية والآداب عديمة الأهمية بالمقارنة مع العلوم التي تخرج المهندس والطبيب وغيره.
وتوصلوا إلى نتائج في تدخلاتهم، أن التعريب من شأنه أن يقضي على النخبوية، وأنه لا سبيل للنهضة العلمية والصناعية إلا بالتعريب. كما توصلوا أيضا إلى أن العربية أثبتت كفاءتها لتكون لغة العلوم والتقنيات، كما قالوا إن مشكلة المصطلحات مشكل وهمي لا وجود له. وقالوا كذلك أن تعريب الجامعة والإدارة والحياة العامة يتوقف على وجود القرار السياسي. وأن 60 في المائة من أطر كلية العلوم في الرباط مهيؤون للتعريب، كما أنهم قالوا بالتعريب تتحقق ديمقراطية التعليم. وقالوا كذلك إن تعريب العلوم في الجامعات المغربية سيصبح ضرورة حتمية بعد 1990.
وصرح الدكتور بنيخلف بما يلي: أما عن التنمية المتوازنة فمن السهل أن يقتنع المرء بأن التنمية الحالية لا تعم الجماهير، وإنما تسمح لفئة متفرنسة قليلة من التنمية الفعلية الاجتماعية والاقتصادية، أما الذين لا يحسنون اللغة الفرنسية، فلا يمكنهم المشاركة في هذه التنمية.
وفي تصريح البشير لزرق: "التعريب ضرورة لأنه مرسوم في مسار التاريخ حتى نستجيب إلى طموحات وخصوصيات الشعب المغربي. والدكتور محمد القباج بكلية الطب: " فيما يخص الدعاوي التي يحتمي بها خصوم التعريب نرى أن ادعاء عجز وقصور اللغة العربية هو أكبر غلـــط يمكن أن يُرتكب في حقها. فاللغة العربية ليست بقاصرة، فهي تملك مؤهلات كبيرة تجعلها تتخطى الصعاب بشكل ليس بالعسير، ثم يضيف: "أظن أن مسألة التعريب هي مسألة قرار أولا، ومسألة ثقة بالنفس ثانيا"، ويذكر كذلك أن مجموعة من الأطروحات (الطبية)كتبت ونوقشت باللغة العربية، وقد أنجز محمد القباج المذكور مجموعة من المعاجم المختصة في كل المجالات الطبية، وعددها يفوق السبعين، وهي ثلاثية اللغة: عربية، فرنسية، إنجليزية، ويحتوي كل معجم على ما ينيف عن 3500 إلى 4000 كلمة.
السؤال :السلام عليكم هنا في فرنسا قوانين تحمي اللغة الفرنسية وجمعيات تنشط لتنمية اللغة الفرنسية في ظل الانتشار الواسع للغة الإنجليزية والصينية القادمة في المستقبل ، فهل هناك قوانين في نفس الاتجاه؟ علي الكتاني - مهندس دولة في الإعلاميات - فرنسا
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، حسب علمي ليس هناك قوانين في نفس الاتجاه، والكثير من المفكرين المغاربة يطالبون بذلك خاصة بمناسبة الحملة القائمة حاليا في المملكة المغربية بالنسبة لإعطاء مكانة للغة العامية الدارجة لتزاحم اللغة العربية الفصحى باعتبار أنها أيسر منها، وأنها لغة طيعة وسهلة في الخطاب... علما بأن موضوع اللغة الدارجة سواء في المغرب أو غيره من البلدان العربية سبق أن أثير مرات متعددة بدافع وبتشجيع السلطات الاستعمارية وبعض العلمانيين العرب.
السؤال :الأستاذنا الجليل لصالح من هذه الحملة التي تستهدف اللغة العربية الفصحى ؟ وشكرا لكم أبو المجد سمية - موظفة - الفقيه بنصالح
الجواب : في الحقيقة لا أدري شخصيا لمن هذه المصلحة لولا أنني ألاحظ أن اللغة العربية ـ ولست وحدي الذي ألاحظ ـ صحيح أنها بارزة في المجال الفني والأدبي، وفي مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولكنها مهددة، أو مقصودة في ظهورها، أو تجلياتها في باقي العلوم الأخرى. وقد يتساءل الإنسان: هل ليس هناك للموضوع صلة بهذا الانتشار الكبير للغة الفرنسية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وهيمنتها، بل من المعروف أن اللغة ليس القصد منها جانب المخاطبة والكتابة، وإنما القصد منها ما تجره من مبادئ ثقافية ومن تراث، ولذلك إذا أقدمت الدول الأجنبية على تشجيع لغتها، فيتبع ذلك التضييق على اللغة الفصحى كلغة الشخصية المغربية وهويتها، وأريد هنا أن أذكر شهادة لوزير التربية الفرنسي "ديك فيري" الذي قال: "هل يمكن أن نجعل من حماية الكلمات قضية وطنية"؟، فصرح في هذا الشأن قائلا: "إذا كان ميلاد لغة ما ليس من شأن الأفراد، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لحمايتها. أليس كل واحد مسؤولا، ولا سيما السياسيين عن حماية هذا التراث الذي يتعرض للخطر، والذي هو الكلمات". ثم قال: "ما أريده للغة الفرنسية، بسيط للغاية، حمايتها بنفس المعنى الذي نعطيه لحماية أي تراث آخر".
وقال: " فاللغة تشبه الأمم في الثقافات نفسها، إذ أنها مفتوحة للتأثيرات الخارجية، وبالتالي فعلى المعاجم أن تأخذ هذا بعين الاعتبار".
السؤال :لماذا لا يتم فرض التعامل باللغة العربية في جميع المرافق الإدارية العمومية منها و الخصوصية و هل من سبب لعدم المضي في هذا الأمر حتى الآن؟ كمال - طالب - بوزنيقة
الجواب :أنا لا أعلم سببا لذلك، ما أعلمه أنه كانت محاولات لتعريب الإدارة في الستينيات، كما أن نفس المحاولات تجددت في أواخر السبعينات، في إطار وزارة التخطيط، كما أنني أعلم ـ كما يعلم الجميع ـ أن بعض الأحزاب السياسية طالبت كم من مرة في البرلمان، وفي مؤتمراتها بتعريب الإدارة والحياة العامة، وأنا شخصيا لا أخفي أنه يغيظني كثيــرا أن أرى أن العديد من الشركات والمقاولات بل، والكثير من الدكاكين وغيرها تكتفي باستعمال اللغة الفرنسية في إشهاراتها ولافتاتها، علما أن اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة العربية، ولا أدري كيف يُسمح لهؤلاء باحتقار لغة البلاد، التي هي رمز للسيادة والمواطنة.
السؤال :مرحبا أستاذ : أود السؤال عن سبب فشل التعريب في المغرب ؟ ( said nasser - أستاذ الرياضيات التطبيقية - بلجيكا
الجواب :التعريب مر بمرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى منذ 56 حين أراد وزير التربية الوطنية آنذاك الشروع في تطبيق المبادئ الأربعة التي أقرتها اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، ومنها التعريب، ذلك أن حماس الاستقلال والرغبة في إعادة سيادة اللغة العربية دفع بالوزير في ذلك الوقت إلى التعجيل في الشروع بالتعريب قبل أن يكوِّن الأطر المؤهلة لذلك، ولذلك وقعت نكسة منذ 1963 فيما يتعلق بالتعريب، ثم قررت الحكومة تعريب التعليم من جديد بما فيها العلوم في أواخر السبعينيات، وقد وصلت الأفواج الأولى للباكلوريا سنة 1990، وهنا أولا وقع نفس الخطأ أي إقدام على تعريب العلوم من دون تكوين الأطر لذلك، فكانت النتيجة، أنه حينما بدأت تصل أفواج المعربين إلى الباكالوريا وقد تقرر ألا يُعرب التعليم الجامعي، يجدون أنفسهم وقد درسوا العلوم بالعربية، ملزمون بالمتابعة باللغة الفرنسية.
وبالرغم من أن ميثاق التربية والتكوين يتحدث عن إحداث شعب علمية معربة في الجامعة، لم ينفذ هذا، وبدأنا نجد العديد من الطلبة الذين نجحوا في الباكالوريا العلمية يطلبون التسجيل في كليات أخرى: الآداب والحقوق مثلا. وأنا أتذكر في وقت وزارة الدكتور الطيب الشكيلي رئيس جامعة محمد الخامس السويسي الحالي، نظمت القناة الثانية لقاء بين الوزير المذكور، وبعض الممثلين لأحزاب سياسية، حيث نوقش هذا الموضوع، وكانت ملاحظتي شخصيا باسم حزب الاستقلال أنه لا يعقل أن تعرب العلوم في الابتدائي والثانوي، ولا يواصل التعريب في العالي، كما أنه لا يعقل أن يُطلب من أساتذة العلوم لا يتقنون العربية أن يدرسوا هذه المواد العلمية في الثانويات علما بأن كثيرا منهم درسوا في مؤسسات البعثة الثقافية الفرنسية.
وعندي بعض الأفراد من عائلتي من هم في هذه الحالة.
السؤال :أهلا بأستاذنا الفاضل هل ما زال حزب الاستقلال يتبنى سياسة التعريب ويدافع عنها أم تخلى عن أطروحة الزعيم علال الفاسي ؟ محمد الأندلسي - طالب جامعي - فاس
الجواب :في علمي أنه لم يتخل حزب الاستقلال عن ذلك، فلدي الآن وثيقة صادرة عن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تتحدث عن خطة عمل من أجل فرض اللغة العربية في الحياة العامة، من بين ما تذكر، ضرورة تحريك مقترح قانون بتعريب الإدارة والحياة العامة، الذي تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، أما بالنسبة لتعريب التعليم، كان لي الشرف بتمثيل حزب الاستقلال في اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم التي كُلف رئيس البرلمان سنة 1994 بالإشراف عليها، وكانت تعقد اللجنة الكبرى التي توصلت إلى نتائج كما أسلفت، بما فيها تعريب التعليم، والحديث الذي قلته باسم الحزب التأكيد على موضوع التعريب، بل كنت أمثل هذا الحزب في المكتب المشرف على أعمال الندوة، كما كنت عضوا في اللجنة الفرعية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتعليمات التي كانت لدي من قيادة الحزب، أن أدافع عن تعريب التعليم في مختلف مستوياته ومراحله.
وأريد أن أذكر بأن الأستاذ محمد الدويري حينما كان وزيرا للتخطيط بدلا جهدا كبيرا في الإسراع بتخطيط مختلف مجالات التعليم، كما أنشأ لجنة لتكوين الأطر حيث إن قطاع تكوين الأطر كان تابعا لوزارة التخطيط في ذلك الوقت.
السؤال :تحية طيبة الأستاذ الكريم. في القرن الماضي زعم الفرنكوفونيون أن اللغة العربية ليست لغة علم ومعرفة، واليوم يزعمون أنها ليست لغة تواصل لا سيما وأن الأمية مرتفعة ببلادنا. هل يوافقني الأستاذ الكريم أن أخطر ما في الحملة الراهنة أنه يتزعمها أصحاب مصالح اقتصادية ولوبيات الإشهار، وهم لا تعنيهم مصلحة المواطن بقدر ما يعنيهم جيبه. والأخطر من ذلك أن النقاش يدار بعيدا عن أهله من علماء وأكاديميين . محمد الرواص - أستاذ - فاس
الجواب :هذا صحيح فعلا، وقد سبق أن أجبت على هذا الموضوع بتفصيل، وكم يسعدني كذلك أن أعطي قائمة ببعض المفكرين المغاربة المرموقين، والذين ساهموا في الدفاع عن اللغة العربية وعن التعريب.
ولدي مختلف المراجع لكل ما سأذكره، في طليعته المرحوم علال الفاسي، ثم الدكتور عبد العالي الودغيري الذي ألف مجموعة من الكتب، منها: "هو الذي رأى: نحو ثقافة سياسية جديدة"، ثم "في الثقافة والهوية"، ثم الفرنكوفونية والسياسة اللغوية والتعليمية بالمغرب"، ثم" اللغة والدين والهوية". كما أنه أنشأ مجلة الموقف التي أشرت إليها من قبلُ.
وأصدرت هذه المجلة من بين ما أصدرته عددا خاصا فيه حوار حول التعريب، وكذلك ملف آخر بعنوان:"ثقافتنا إلى أين؟"، ومن بين المناصرين مناصرة قوية للغة العربية والتعريب، الدكتور محمد الأوراغي، وكذلك الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، ثم الدكتور موسى الشامي، والدكتور مصطفى بنيخلف، والدكتور حمزة الكتاني، ولدي بعض ما نشره حول موضوع التعريب، وكان وزيرا، والدكتور حسن الصميلي وهو متخصص في اللغة الفرنسية، وكان عميدا لكلية الآداب بالدار البيضاء، والدكتور بنسالم حيميش، والدكتور محمد عابد الجابري، والدكتور جفعر الكتاني الذي كان عميدا للكلية كذلك، والدكتور إدريس الخرشاف أستاذ الرياضيات بكلية العلوم، والدكتور إدريس الكتاني، والدكتور علي القاسمي، والدكتور عبد العزيز حليلي، والدكتور محمد الديداوي رئيس قسم اللغة العربية لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، والدكتور محمد غنايم، ومحمد الناجي، والدكتور عبد القادر الإدريسي، والدكتور محمد السوسي، والقائمة طويلة...
وبالمناسبة كذلك أشير إلى الكتاب الذي صدر عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بعنوان: "مستقبل اللغة العربية"، والذي أشار فيه إلى تصريح للدكتور شوقي ضيف، رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة الذي قال بصفة خاصة إن محنة اللغة العربية الحقيقية هي في انهزام أبناءها نفسيا أمام الزحف اللغوي الداهم، واستسلامهم في مجال العلوم للغات الأجنبية. كما أشار الدكتور التويجري أن من بين مشاريع الإيسيسكو كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي.
السؤال : في موضوع التعريب سبق لي أن كتبت مقالة بجريدة العلم تحت عنوان التعريب قبل المغربة ونشرت يوم 4 مارس 1960 طالبت مسؤولي الإدارة المغربية بتعريب جهازها رغم وجود الأجانب آنذاك. ونشرت مقالة أخرى تحت عنوان لغتك العربية نشرت أيضا بجريدة العلم يوم 2 نوفمبر 1961 ص,4 أشرت فيها إلى الإدارة المغربية لا زالت تسير باللغة الأجنبية رغم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد. وهنا ينبغي أن ننوه بشخصيات وطنية تبوأت المسؤولية في وزارة العدل فقررت العربية لغة رسمية فأصبحت المحاكم معربة و كذا روافدها من شرطة قضائية . كما ننوه إلى حد ما إلى تعريب بعض مرافق الدولة ومنها وزارة المالية التي قامت بتعريب الحولات الشهرية لأجور الموظفين فأصبحت مكتوبة بالعربية في حين ظل الاسم وحده وهو الأهم من الوثيقة مكتوبا بالغة الأجنبية وبإمكان المسؤول عن الوزارة أن يعرب هذه الوثيقة كلها بجرة. ونفس القول يمكن أن يوجه إلى سائر المسؤولين في مختلف الوزارات تطبيقا لدوريات و تعليمات إدارية صادرة عن الوزير الأول فيما سبق. إذن أمر التعريب في الإدارة لا يحتاج إلى كبير المجهود وإنما إلى إرادة مخلصة لصالح لغة البلاد العربية والعربية فقط. أما التعريب في الجامعات فيمكن بعدما يتحقق في الثانويات - السير بخطوات معقولة وحكيمة مع الأخذ من البلاد العربية الأخرى التي عربت تعليمها الجامعي. مع ضرورة الأخذ بمعرفة اللغات الأجنبية الأخرى في كل التخصصات ، أرجو من أستاذنا المحترم الدكتور محمد بلبشير إبداء رأيه الصائب فيما عرض آنفا. مع تقديري الفائق والسلام . عبد الخالق العطار - كاتب - تطوان
الجواب : آسف لأتحدث عن نفسي في آخر سنة 1961، وأنا عميد لكلية الآداب بالرباط في ذلك الوقت، طلب مني الدكتور يوسف بلعباس وزير التربية الوطنية أن أتحمل مسؤولية إدارة التعليم بجانبه، ورغم أني رجوته أن يتركني في الكلية، قال: "أليس لحزب الاستقلال برنامج لإصلاح التعليم؟" قلت: نعم، قال: فآت إلى الوزارة لتقدم على تنفيذه، وفعلا بدأت رفقة مجموعة من الزملاء حوالي خمس أو ستة، أشرفنا على وضع المشروع وتقديمه للوزير، وكان من بين ما في هذا المشروع تخطيط محكم وبغاية من الاحتياط والحذر حول تطبيق التعريب بتريث وبمراحل، ولكن المشروع رُفض وتغير الوزير، وخلفه وزير آخر، كان ضد تطبيق التعريب، وكان ينادي باعتبار اللغة الفرنسية لغة أساسية في التعليم المغربي، وكما فعل الأخ الكريم، كتبت أيضا مقالا في جريدة العلم في ذلك الوقت حول موضوع التعريب، فأراد الوزير المذكور أن يقدمني للمحكمة بسبب ذلك المقال، وحينما قيل له إن المقال ليس فيه قذف في أحد، ولا تجني على الوزارة، وإنما هو رأي، عدل عن ذلك، وعاقبني بنقلي إلى جهة أخرى.
وبطبيعة الحال أوافقك على جميع ما ذكرته .
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله أستاذنا الكريم نحييك وندعو الله يبارك لنا فيك، سؤالي هو أنه بقدر ما عرف عنكم أنكم من الآباء المؤسسين لشعبة الدراسات الإسلامية في المغرب وأنكم بذلتم ولا شك جهودا كبيرة من أجل ذلك، فإن الرجل ليتساءل عن هذا السكوت غير المبرر لكم خاصة وأن الدراسات الإسلامية ومعها اللغة العربية تتعرض اليوم في المغرب وخارجه لحملة شرسة، فهل سكوتكم معناه أنكم مطمئنون إلى أن لا أحد يستطيع المس بهذه الشعبة وهذه اللغة أم هناك أسباب معينة تدفعكم إلى اتخاذ هذا الموقف؟ حفظكم الله وبارك فيكم . إسماعيل حمودي - طالب صحفي - البيضاء
الجواب :برغم أنني أحلت على التقاعد منذ 12 سنة، فأنا ما زلت مهتما بموضوع الدراسات الإسلامية، وما زلت أشرف مع زميلي الدكتور بوسلهام رئيس الشعبة الحالي في كلية الآداب بالرباط على التنسيق مع باقي زملائي رؤساء شعب الدراسات في باقي الكليات، والمدارس العليا للأستاذة، ولا شك يعلم الأخ الكريم، ألفت كتيبا صغيرا حول شعب الدراسات الإسلامية ومستقبلها، وأردف هذا الكتيب الأخ الدكتور خالد الصمدي بكتاب آخر في نفس الموضوع، ومعلوم أننا حاولنا تحسيس العديد من الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية حول هذا الموضوع، وحول ضرورة الحفاظ على شعب الدراسات الإسلامية، التي أعتقد أنها أسدت الخير الكثير بتخريج الآلاف من الأطر التي انتشرت في مختلف دواليب الدولة، والتي ما زالت تؤدي خدمات كثيرة، والعديد من المتخرجين كما هو معلوم أعضاء في مجالس علمية محلية، وفي وزارة الأوقاف، وكثير منهم في وسائل الإعلام، ونأمل أن تتنبه السلطات المختصة إلى أهمية الحفاظ على هذه الشعب، التي أعتقد أنها ساهمت في إبراز الوجه الاعتدالي التسامحي للإسلام، والذي نتشرف بأن نجد كثيرا من قياديين في أحزاب ونقابات وطنية متخرجين من هذه الشعب.
السؤال :لماذا ندرس كل المواد العلمية في الجامعات باللغة الفرنسية؟ ألا ترون أن هذا الإجراء يفاجئ الطلبة الذين تلقوا التعليم باللغة العربية؟ حميد بربوط - أستاذ التعليم الابتدائي - كلميمة الرشدية
الجواب : سبق أن تمت الإجابة عن سؤال مماثل، المرجو أن يطالعه في الأسئلة السابقة.
السؤال :مع الحملة الجديدة المدعومة لإبراز اللهجة المغربية كبديل عن اللغة العربية ، وبالإضافة للنفوذ الذي تتمتع به اللغة الفرنسية في الإدارات والإمكانات الضخمة التي وضعت رهن إشارة الأمازيغية ما هي الوسائل الناجعة لإحباط مخططات مستهدفي اللغة العربية في المغرب على اللغة العربية ؟ العلمي - المغرب
الجواب : الواجب في هذا الشأن يعود أولا وقبل كل شيء على الحكومة التي عليها أن تسهر على تطبيق الدستور، وعلى تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وعلى ما يطالب به الشعب المغربي منذ عقود بتعريب الإدارة والحياة العامة، ثم على وسائل الإعلام أن تساهم بروح وطنية في إبراز أهمية اللغة العربية، إذ بواسطتها انتشر الإسلام في باقي الدول غير العربية وفي الأوساط الأوروبية وأمريكا وباقي دول العالم، وبواسطتها انتشرت الحضارة والعلوم والفلسفة في أوروبا في القرون الوسطى، خاصة عن طريق الأندلس وصقلية، وكذلك من المعلوم أن اللغة العربية أصبحت لغة رسمية منذ عقود ولغة عمل في كثير من منظمات الأمم المتحدة، وخاصة في اليونسكو، بجانب الإنجليزية والفرنسية، والإسبانية والروسية.
وبذلك تعتبر اللغة العربية الوحيدة من العالم الثالث لغة عمل في هذه المنظمة، وأخيرا اللغة العربية تنقل العديد من الإبداعات الأدبية والفنية والفكرية من العربية إلى لغات عالمية.
كما تنشر صحف عربية في بلاد أجنبية وُتطبع في مطابعها مؤلفات عربية، على الرغم من أن هذا الإشعاع خارج البلاد العربية ما زال قليلا وضعيفا.
لا بد من الإشارة أيضا أن الحفاظ على اللغة العربية من واجب المجتمع المدني الذي يمثل شعبا متمسكا بدينه ولغته وهويته.
ولا ينبغي أن ننسى أن اللغة العربية قبل كل شيء لغة القرآن، وأن في الاهتمام بالكتاب العزيز اهتمام باللغة العربية، وبالمناسبة أريد أن أشير إلى أن شعب الدراسات الإسلامية سبق لها بمناسبة العيد المولد النبوي الأخير أن أوصت بأن تكون هذه السنة الهجرية الحالية سنة القرآن بالمملكة المغربية، وأن هذه السنة ستختم بندوة دولية حول الإعجاز العلمي في القرآن، وعالمية خطابه.
السؤال :أليست الفرصة مواتية لتأسيس ائتلاف اللغة العربية بمناسبة اقتراب الانتخابات ويطلب من كل الأحزاب تحديد موقفها من دعم الاستعمال الفعلي للغة العربية وسكون مجالا للمفاضلة بين الأحزاب؟وخاصة مع وجود لوبيات فرنكفونية وأمازيغية تضغط على الفاعلين السياسيين . لبعمراني - المغرب
الجواب :حيى الله الأخ الكريم على اقتراحه، وأرجو أن تتمكن القوى الحية في البلاد بغضبة عربية تعيد للغتنا الوطنية مكانتها وهيبتها.
السؤال :هل أنت متفائل من مستقبل اللغة العربية في ظل العولمة والهيمنة الغربية بنجلون - طبيب جراح - مكناس
الجواب : موقفي إما بالتفاؤل أو التشاؤم، يعود إلى الروح الإيمانية والوطنية التي بفضلها تحررت بلادنا من الاستعمار السياسي، وأرجو الله تعالى أن تعود هذه الروح الإيمانية والوطنية بأنفسنا وأنفس شبابنا للتمسك من جديد برمز هويتهم وذاتيتهم، اجتنابا للمسخ والاستيلاب.
السؤال :أرجو توضيح علاقة اللغة العربية بالإسلام . محمد العيد - أستاذ - وجدة
الجواب : أظن أن المسألة بسيطة جدا، وسبق أن ذكرت الكثير في هذا الحديث، ويكفي أن أذكر بأن اللغة العربية هي لغة القرآن، وقد ذكرت أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز، أنه جاء بلسان عربي مبين، ثم بغض النظر عن القرآن، والسنة الشريفة، هناك ذلك التراث العربي الضخم، الملايين من الكتب في مختلف العلوم، والتي كان لعلماء الإسلام ومفكريه فضل تبليغها لأوروبا في القرون الوسطى، وقد أشرت في حديثي هذا إلى الأقراص المدمجة الخمسة حول العصر الذهبي للإسلام والذي يقول فيه صاحبا هذه الأقراص: "حينما كانت اللغة العربية لغة العالم" أظن أن في هذا وضوحا شاملا.
وإذا أراد الأخ أن أذكر أن باللغة العربية انتشر الإسلام في باقي البلدان، وانتشرت بواسطتها الحضارة والعلوم، بواسطتها أصبحت لغة رسمية في بعض المنظمات الأممية، وأصبحت بواسطتها تنقل بعض الإبداعات الفنية والأدبية للعرب خارج البلاد العربية....
- كلمــــة . محمد بلبشير الحسني - ضيف الحوار - الرباط ـ المغرب
الجواب : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال)، صدق الله العظيم
------------------
حركة التوحيد والإصلاح :
http://www.alislah.org/def.asp?
codelangue=27&info=754