إني شجرةُ نبقْ
أطرحُ نبْقاً أحمرَ
تأتيني كلُّ طيورِ الغابةِ
وتحطُّ عليَّ،
وتسكنُ بين فروعي
تأتيني أيضاً ـ لمّا تشتعلُ الشمسُ ـ
صغارُ الحيواناتْ
تأكلُ منْ أثماري
أوْ تشربُ منْ جدولِ ماءٍ
يترقرقُ تحْتي!
وتراني أحتضنُ الأحبابْ:
البلبلَ والعصفورهْ
والأرنبَ والسنجابْ
والبطة والوزةَ
وتنطُّ العنزاتُ على ساقي وفروعي
حتى تظفرَ بالثمراتِ الحمراءِ الحلوهْ
أو بعضَ الأوراقْ
والكتكوتُ يُصوْصِوْ
ويُناغي أُمَّهْ
إذ~ يلتقطُ الثمَراتِ الواقعةَ على الأرضْ!
***
أوراقي خضراءْ
والنهرُ الطيِّبُ يسقيني الماءْ
والأرضُ تُغذِّيني
أحياناً يأتيني بعضُ الأطفالْ
يتسلَّقُ أكبرُهُمْ جذْعي
ويهُزُّ فروعي
أُعطي الباقينَ، وأشعرُ بالرّاحهْ
إذْ أُعْطي الأطفالَ ثِماري
***
ذات مساءْ
وقف غُرابٌ أسْحمُ يأكلُ من ثمْراتي
وتجشَّأَ، وابتسمَ، وقالْ
في كلماتٍ سوداءْ:
يا أيتُها الشَّجرةُ كمْ أنتِ غبيَّهْ!
فلماذا تُعطينَ طيورَ الحقلِ الأثمارَ
وتُعطينَ الحيواناتِ الأوراقَ معَ الظِّلّْ
ماذا تجْنينْ؟
وحياةُ المخلوقاتِ جميعاً
أخذٌ وعطاءْ
لكنكِ تُعطينَ وتُعطينَ وتُعطينْ
***
هذا قلبي يمتلئُ مساءً بالحقْدْ
أكرهُ كلَّ المخلوقاتْ:
البلبلَ والعصفورهْ
والأرنبَ والسنجابْ
والبطة والوزةَ
والكتكوت الأخضرْ
***
أكرهُ كلَّ المخلوقاتْ
فلماذا أُعطيها أوراقي وثِماري؟
منذ الغدْ
لنْ يظفرَ أحدٌ بظلالي وثماري
***
اللهُ تعالى سمِعَ حديثي
أبصرَ إصراري
ولهذا أرسلَ عاصفةً هوجاءْ
حرقتْ أوراقي، أثماري
أغصاني، ساقي
هأنذا واقفةٌ في إعياءْ
ساقي مائلةٌ محروقهْ
قدْ عاقبني ربي
عنْ عاطغتي الشرِّيرهْ
هأنذا عودٌ محروقٌ في أرضٍ جدباءْ
.. أُبصرُ فرعاً أخضرَ ينبتُ تحتي
بعدَ سنينٍ يكبرُ
يبقى شجرةَ نبْقْ
أرجو أنْ تُعطيَ مخلوقاتِ اللهْ
البلبلَ والعصفورهْ
والسنجابَ مع الأرنبْ
والبطَّةَ والوزَّهْ
والكتكوتَ الأخضرْ
حتى يُبقيَها اللهُ طويلاً ..
يانعةً خضراءْ