"بوحُ الخاطر" هو الديوان الأول للشاعر السعودي الدكتور أحمد بن عبد الله السالم، وهو أستاذ مشارك للنحو والصرف في كلية اللغة العربية بالرياض. وقد تصدَّرت الديوان مقدمة للأديب الشاعر الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين أستاذ الدراسات العليا بالكلية نفسها، قال فيها "يُمكننا القول بأن هذا الديوان من خير ما صدر في هذه الفترة من دواوين شعرية"
[مقدمة ديوان "بوح الخاطر" للدكتور أحمد السالم، مرامر للطباعة الألكترونية، الرياض 1418هـ-1998م، ص18 ].
والشاعر يفهم أن للشعر دوراً جماليا في الحياة، حيث يصفه بأنه هو العاطفة الجياشة، القادرة على إبكاء الناس وإطرابهم:
الشعْـــرُ ما أبكى وما أطربا * الشعرُ ما أحْـلى ومَــا أعذبا
الشعرُ عندي السُّحْبُ ما أطْرَبَتْ * الشعرُ عنْـدي الروضُ ما أعشبا
أو لفَّ ثوْبُ السُّحْبِ وجْهَ السَّما * فالشعرُ أضْــحى برْقَها الخُلَّبا
أوْ حَــالَ دونَ الأنسِ أعْداؤهُ * كان إليْهِ المسْلَـــكَ السَّبْسَبا
هلْ طابَ ليْلُ النَّــاسِ إلاَّ بِـهِ * أو حلَّ إلا في النشيد الرُّ بـا؟
وفي قصيدة "من قصيدة الحداثة" يخاطب الشعراء طالباً منهم إبداع الشعر الجميل، الذي يمتلئ بالحياة، ويبين أن الشعر سلواه في الشكوى ممّا يُكابده ويحرق حشاشته، وهو مؤنسه في الوحدة، وضوؤه في الظلام:
يا معشَرَ الشعراءِ قولوا، وانْظِموا * فالشعرُ للشعَـــراءِ خيْرُ وِسامِ
وشُّوا القصيدَ بكلِّ لفْـظٍ عاطِرٍ * يهـبُ الحياةَ لكلِّ معْــنىً سامِ
بالشعر أشكو حُرقتي وحُشاشتي * وبِهِ أُبدِّدُ وحشَـــتي وظلامي
والشعرُ إنْ طابَ اللِّقاءُ مؤانِسي * وإذا بهِ عَجَّ اللِّقا فحُسَـامي
ومن الطبعي أن يضمَّ الديوان الأول تجارب مختلفة موضوعيا، وغير متساوية فنيا، فمن تجاربه الشعرية نرى في هذا الديوان شعر الوعظ والحكمة، ومنه قصيدتا "نعم الخالق على المخلوق"، و"عظة واعتبار". يقول في القصيدة الثانية:
خُـذْ ما ينوبُك في دنياكَ منْ وَطَرِ * فأنْـتَ منْ هذه الدُّ نْيا على سَفَرِ
تركْتَ نفْسَــكَ للدُّنْيا وزُخْرفِها * وما رأيْتُكَ تنهـاها عن الخَطَرِ
لكنَّ ما يؤخذ على الشاعر أنه يتجه للحكمة التي قد تُدابر النص الذي يكتبه. وفي الديوان بعض القصائد، أو بعض المقاطع ـ قد لا تتحقق في بعضها رؤيته للشعر ـ ومنها قوله في قصيدة "من قصيدة الحداثة":
وأطوفُ في الأنحاءِ فوقَ مطِيّتي * حتى إذا عزَّتْ ركبْتُ كلامي
والديوان يرينا شاعراً مقتدراً، ينتظَر منه الكثير.