اختتم المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في القرآن الكريم المنعقد بفاس يوم السبت الماضي 02 جمادى الثانية 1434هـ / 13 أبريل 2013 والذي دام ثلاثة أيام ـ أشغاله بجملة من التوصيات والقرارات الهامة التي جسدت خلاصة المدارسات والأشغال وأهم تطلعات المؤتمرين للارتقاء بالدراسات القرآنية خاصة في جانبيها الأساسيين : النص والمصطلح.
وجدير بالذكر أن المؤتمر كان من تنظيم مؤسسة البحوث والدراسات القرآنية (مبدع) ـ التي يشرف عليها أمينها العام الدكتور الشاهد البوشيخي ـ بتعاون وتنسيق مع شركائها في البحث العلمي والدراسات القرآنية والتراثية خاصة الرابطة المحمدية ومعهد الدراسات المصطلحية ومركز تفسير للدراسات القرآنية كرسي القرآن الكريم وعلومه من المملكة العربية السعودية.
وقد اشتغل المؤتمرون الذين وفدوا من دول عديدة ( المملكة المغربية ، والمملكة العربية السعودية وسوريا والكويت وقطر، ومصر وتركيا ) بدراسة المحورين الرئيسين اللذين حددهما المؤتمر في برنامجه وهما:
أولا: محور آفاق الخدمة لنص القرآن الكريم وعلومه: خدمة النص بنوعيه المخطوط والمطبوع؛ فخدمة المخطوط من حيث الفهرسة والتصوير والتوثيق والتحقيق، وخدمة النص المطبوع تكشيفا ونشرا وتوزيعا وما يلزم في تلك الخدمة من توظيف للشابكة وتأسيس مشاريع خادمة لنص القرآن الكريم وعلومه.
ثانيا: محور آفاق الخدمة لمصطلح القرآن الكريم وعلومه وتناول قضايا الدراسة المصطلحية ومراحلها وإجراءاتها؛ إحصاء وتصنيفا وتعريفا ثم ما يرتبط بذلك من الدراسة الموضوعية والمعجمية والمفهومية والتاريخية للمصطلح إضافة إلى مدارسة أهم المشاريع الخادمة لهذا المصطلح وآفاقها.
وبعد ثلاثة أيام من العروض والمناقشات وحلقات البحث والورشات خلص المؤتمرون إلى جمع خلاصات المؤتمر في نقطتين: الحصيلة والآفاق:
فالأولى المتعلقة بالحصيلة: يمكن تركيزها في التوصل إلى تحقيق بعض توصيات المؤتمر الأول: ومنها على الخصوص التمكن من طبع أعمال المؤتمر الأول في خمسة مجلدات ووضعها بين يدي الباحثين ، والتمكن من عقد المؤتمر في موعده كما تم الوعد به في المؤتمر الأول، والاقتراب من تأسيس رابطة عالمية للباحثين في القرآن الكريم . ومنها ما يتعلق بالمؤتمر الثاني الحالي ومن أهمها التوصل من حيث المضمون والمنهج إلى تحديد أسس خدمة النص والمصطلح في معالمها الكبرى مجالا ومنهجا وآفاقا إضافة إلى الوقوف على أهم الجهود المبذولة في ذلك تقويما للمنجز واستشرافا لغير المنجز، والوقوف عمليا على الصعوبات والإشكالات التي لا تزال عالقة ودراسة كيفية تجاوزها.
أما الثانية وهي المتعلقة بآفاق الخدمة المرتقبة من الباحثين لتطوير الدراسات القرآنية وتجديدها على أساس من الرشد العلمي والمنهجي والإجرائي فتمثلت في الدعوة إلى متابعة توصيات المؤتمر السابق والحالي عبر تشكيل لجان ساهرة على ذلك ومتابعة له، والدعوة أيضا إلى التعجيل بإنجاز فهرس شامل لجميع مخطوطات القرآن الكريم في العالم وتصويرها ووضعها في مركز جامع ومتخصص، كما شددت هذه التوصيات على دعوة الباحثين المتخصصين إلى ضرورة التعاون مع الجهات المتخصصة على إنجاز المعجم المفهومي لمصطلحات القرآن الكريم والجوامع المساعد على ذلك مثل الجامع التاريخي لشروح الألفاظ القرآنية لدى المفسرين ولدى اللغويين، ونحوهما، والتنصيص على أهمية الحوار العلمي مع المفكرين والمهتمين بالدراسات القرآنية خاصة المستشرقين المنصفين وأهمية عقد مؤتمر عالمي لدراسة الطعون والشبهات عن القرآن الكريم ومعالجتها علميا ومنهجيا.
ويمكن القول في هذا السياق إن أبرز التوصيات التي جسدها البيان الختامي كانت الدعوة إلى إنشاء كرسي بحثي للدراسات المصطلحية في مختلف الكليات والجامعات، وضرورة توسيع دوائر الخدمة للقرآن الكريم في النص والمصطلح في مجالات علمية أخرى عبر عقد مزيد من المؤتمرات والدورات وتوظيف أوسع لإمكانات الشابكة واستثمار مختلف الجهود الخادمة للقرآن الكريم وعلومه ومشروعاته وتأسيس بنك معلومات إلكتروني وقاعدة بيانات في المجال.
وفي الختام ضرب المؤتمرون موعدا للمؤتمر الثاني في نفس الموعد زمانا ومكانا بعد عامين لاستكمال المسار ومتابعة المشروع العلمي الذي تتشرف مؤسسة مبدع بالسهر عليه وتنفيذه مع شركائها من المؤسسات والمراكز المتخصصة في الدراسات القرآنية والباحثين التراث الإسلامي عامة وفي القرآن الكريم وعلومه خاصة.