الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد. فهذه ورقة بحثية بعنوان: الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا وآثار الاستعمار الفرنسي فيها "النيجر نموذجا وقد قسمتها إلى خمس فقرات :
1- نبذة عن دخول الثقافة الإسلامية إلى غرب إفريقيا
2- الاحتلال الفرنسي لغرب إفريقيا عامة
3- الاحتلال الفرنسي للنيجر خاصة.
4- آثار الاستعمار الفرنسي في الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا عامة والنيجر خاصة .
5- واقع الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا عامة والنيجر بخاصة
1- نبذة عن دخول الثقافة العربية الإسلامية إلى الإفريقية الغربية: لعله من الصعب أن نحدد متى بدأت اللغة العربية تنتشر في إفريقيا، وبخاصة غربها، وتذكر بعض المصادر أن تجار المغرب ومصر كانوا يترددون على الأسواق الرئيسية في إفريقيا ، وذلك في العقود الأخيرة للقرن السابع الميلادي ، الموافق القرن الأول الهجري , ومن الطبيعي أن ينقل هؤلاء التجار لغتهم إلى القارة ، وهذا في غربها , وأما شرقها وبخاصة الحبشة وما جاورها من البلدان مثل جيبوتي والصومال فقد عرفوا اللغة العربية منذ قرون قبل البعثة المحمدية ، لصلتهم بأرض الحجاز واليمن ، ولكن الذي نستطيع أن نؤكده أن انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية في إفريقيا واكب انتشار الإسلام ، فهما متلازمان حيثما دخل الإسلام تدخل معه اللغة العربية ، ولا يكاد الإسلام يستقر في مدينة أو قرية حتى يفتح الدعاة أو التجار مدرسة لتعليم القرآن الكريم ومبادي الدين واللغة العربية التي لا يفهم الإسلام فهما صحيحا بدونها وكذلك كان للحج دور كبير في نقل اللغة العربية والثقافة الإسلامية إلى القارة ، وذلك عن طريق جلب الكتب ، وكان بعض الحجاج يبقون في الحجاز بعد الحج للدراسة ، وتحصيل المعرفة والعلم ثم يرجعون إلى بلدانهم لنشر العلم الذي حصلوا عليه في الحجاز ، وكان بعض الأمراء والملوك لما يحجون ينقلون إلى بلدانهم علماء لتعليم شعوبهم الإسلام واللغة العربية ، ويجلبون معهم كتبا في الفنون الإسلامية والعربية , وبهذه الطرق وصلت كتب كثيرة إلى أرض إفريقيا ، وبخاصة غربها , مما ساعد على انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية ، وأصبحت اللغة العربية هي لغة الدين والثقافة والحياة الإدارية ، وأصبح الحرف العربي هو الحرف الذي يكتب به أشهر اللغات الإفريقية ، مثل الهوسا والفلانية والسوا حلية والولفية ، وأصبحت المنطقة بسبب الإسلام ولغته عظيمة الحضارة والتقدم, وسرعان ما شكل الإسلام عادات السكان وطور أحوالهم حتى صار مستوى التفكير والثقافة في غرب إفريقيا يقارن بنظائره أو يفوقه في الدول المعاصرة لها في تلك الفترة في أوربا وغيرها من الدول,وهذا يؤكد مدي الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا , وتذكر الرايات التاريخية أن الإسلام قد دخل إلى أجزاء من غرب إفريقيا في القرن الأول الهجري الموافق السابع الميلادي , وذلك على يدي عقبة بن النافع الفهري , خلال فتوحاته في جنوب الفزان بليبيا , وتابعها إلى منطقة كوار في شمال الشرقي من النيجر اليوم, وهذه المرة الأولى التي يصل فيها نور الإسلام إلى غرب إفريقيا ,وقد ظل الإسلام م يزداد وينمو على أيدي التجار وغيرهم من الدعاة , إلى القرن الخامس الهجري , حيث استطاع المرابطون إسقاط دولة غانا شبه الوثنية , وإقامة دولة إسلامية ,وتعتبر دولة غانا الإسلامية , الدولة الإسلامية الأولى في غرب إفريقيا , ثم قامت على أنقاضها دول إسلامية عدة مثل : دولة مالى الإسلامية , وسنغي وغيرهما من الدول الإسلامية في غرب إفريقيا قبل الاستعمار
2- الاحتلال الفرنسي لغرب إفريقيا: بدأت أقدام الأوربيين تطؤ أراضي إفريقيا في القرن الخامس عشر الميلادي وذلك عندما أبحر البرتغاليون إلى سواحل غرب أفريقيا عام 1444م وأسسوا بعض الحصون على السواحل مثل حصن سان جورج –آلمينا- في غانا , وفي القرن السابع عشر وصل الهولنديون، وبعدهم وصل الإنجليز ثم الفرنسيون والدنمركيون، ولكنهم رغم كل هذا التكالب على الساحل لم يتمكنوا من التوغل إلى الداخل بسبب قوة الملوك والطبيعة، وقد اكتفوا بتجارة الرقيق على الساحل، وامتدت هذه المرحلة إلى القرن التاسع عشر, وتعتبر هذه المرحلة الأولى لاستعمار الأوروبي لإفريقيا. أما المرحلة الثانية، فتبدأ في القرن التاسع عشر وذلك بعد مؤتمر برلين عام 1884-1885م الذي خُطط فيه لاحتلال القارة الإفريقية، وقد أصبحت إفريقيا عامة، وغربها خاصة موزعة على الدول الأوربية فحصلت ألمانيا على الكامرون وتوغو، واستولت بريطانيا على سيراليون وساحل الذهب – غانا حاليا- ونيجيريا وغامبيا, أما فرنسا فقد استولت على مساحة شاسعة في غرب إفريقيا وأطلقت عليها إفريقيا الغربية الفرنسية (A.O.F) وشملت موريتانيا، السنغال، السودان الفرنسي – مالي حاليا- النيجر، داهومي – بنين حاليا- ساحل العاج، غينيا كناكري، فولتا العليا – بوركينا فاسو حاليا-( ), وإضافة إلى إفريقيا الغربية كانت هناك إفريقيا الاستوائية الفرنسية، وتشمل تشاد، الغابون، أوبانجي شاري- أفريقيا الوسطى حاليا – الكونغو الفرنسي. إن علاقات فرنسا بغرب إفريقيا بدأت في القرن السابع عشر الميلادي ، حيث أسست فرنسا شركة السنغال الملكية عام 1697م في مدينة سان لويس بقصد الاتجار في الرق، ولم تتمكن من ا لتوغل في الداخل إلا في القرن التاسع عشر، عندما فكرت فرنسا في توجيه أنظار شعبها إلى النشاط الاستعماري؛ ولتعويض ما فقدوه أثناء الصراع في أوربا – حيث هزمت أمام الألمان في عام 1870م وفقدت الألزاس واللورين – وحولت منطقة السنغال من مجرد محطة للتجارة إلى مستعمرة حقيقية, وكانت فرنسا قد عينت في عام 1854 الجنرال لويس فيدرب (LOUIS FAIDHERBE) حاكما على السنغال ، فهو أول من استخدم القوة العسكرية ضد الوطنيين, وقد نجح في التوغل إلى داخل البلاد ، وفتح الطريق إلى حوض النيجر( ) واستطاع إخضاع منطق واسعة في غرب إفريقيا للنفوذ الفرنسي المباشر, بسبب الجيش الذى من الأهالي , وقد لعب الجيش دورا حاسما في حروبه مع زعماء المقاومة , ولكن لم يكن الطريق سهلا ولا مفروشا بالورود, لأن توغل الجيش الفرنسي , قد قوبل بمقاومات شجاعة من زعماء الإسلام من أمثال الحاج عمر الفوتي ، وابنه أحمد سيكو, والشيخ لامين درامي, وساموري توري, وألفا شعيب الضرير وغيرهم, قد استطاع زعماء المقاومة , أن يكبدوا جيش الاستعمار خسائر فادحة في المال والأرواح ، واضطروا إلى إرسال التعزيزات مرات عديدة، وأن يغيروا القيادات، وعقد اتفاقيات الهدنة مع هؤلاء الزعماء المسلمين والملوك المحليين, ولو مؤقتا, ولم يستطع الفرنسيون الدخول إلى وادي النيجر الأعلى إلا في عام 1883م حيث استولوا على مدينة بماكو, وفي عام 1894م استولوا على مدينة تمبكتو - التي كانت عاصمة العلم والعلماء وبخاصة في عهد إمبراطورية سنغي الإسلامية -. وكذلك استولوا على مدينة ساي (SAY) دوسو (DOSSO) في النيجر، وأسسوا مستعمرة ساحل العاج على الساحل الأطلسي عام 1893م, ولم يأت عام 1900م حتى استولت فرنسا على معظم أراضي غرب إفريقيا ووسطها.( )
3 ـــ احتلال فرنسا للنيجر: لقد بدأ الاحتلال الفرنسي لبلاد النيجر في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وكان بدايته عن طريق البعثات الاستكشافية للمنطقة بذريعة استكشاف منبع نهر النيجر ومصبه. ومن تلك البعثات بعثة منغو بارك (MANGO PARK) الذي قام بعدة رحلات في المنطقة بهدف استكشاف نهر النيجر. فقد قام برحلته الأولى عام 1795م التي بدأها من نهر غامبيا، وسار حتى وصل إلى مدينة سيغو – في مالي- الواقعة على نهر النيجر، ثم اضطر للعودة إلى لندن لتدهور صحته ، ونضوب مدخراته , وقد ذكر ذلك في مذاكراته حيث قال: »أنهكني الجوع والإعياء ولا أدثر إلا بما يستر العورة... ولا أملك أي سلع يمكن مقايضتها بطعام وملابس« ( ). وفي عام 1805م قام برحلته الثانية للمنطقة وبدأها من غامبيا أيضا إلى أن وصل إلى سيغو ومنها مع النهر النيجر في الضفة الشرقية منه واصل رحلته إلى أن وصل إلى بلدة بوسا (BOUSSA) -في نيجيريا- حيث لقي حتفه وذلك في عام 1805م. ثم بعثة كلابرتون (CLABARTON) الذي بدأ رحلته عام 1822 من مدينة طرابلس الغرب إلى بحيرة تشاد، حيث افترق مع زميله دنهام (DANHAM) الذي اتجه نحو جنوب البحيرة، واتجه كلابرتون مع زميل له نحو الجنوب الشرقي ليكتشف نهر شاري، ومنه اتجها إلى الغرب ليكتشفا نهر النيجر وتوفي زميله أثناء الرحلة وواصل كلابرتون رحلته حتى وصل إلى مدينة صكتو عاصمة الخلافة العثمانية في عهد الشيخ محمد بلو بن الشيخ عثمان بن فودي، وقد منع الشيخ محمد بلو كلابرتون من مواصلة رحلته إلى نهر النيجر عند مدينة ياووري (YAWORI) وعاد أدراجه إلى كوكو (KAUKUA) عاصمة إمبراطورية كانم –برنو الإسلامية حين اتجه مع زميله دنهام نحو الشمال عبر الصحراء الكبرى مرورا بمدينة بلما (BILMA) في النيجر, ثم طرابلس حيث وصلا إلى بريطانيا عام 1825م. وقد عاد كلابرتون إلى المنطقة في رحلة ثانية في نفس العام حتى وصل إلى مدينة صكتو التي لقي حتفه فيها عام 1827م( ) . ولعل أهم هذه البعثات الاستكشافية هي بعثة هنري بارث (HENRI BARTH) الذي تمكن من زيارة قسما كبيرا من البلاد، واستمرت رحلته لمدة خمس سنوات، وقد قضى فترة في مدينة أغاديس وكذلك في زندر (ZINDER) وزار مدينة ساي والصحراء الكبرى وغيرها من المناطق, وكانت رحلته ما بين عام 1850-1855م وقد سجل ملاحظاته في كتاب ضخم ووصف فيه القبائل والمدن التي زارها وصفا دقيقا. وقد أدت نتائج هذه البعثات إلى إثارة مطامع الحكومات الأوربية للمنطقة ثم ما لبثت أن نظمت حملات عسكرية لاحتلال البلاد، وأرسلت لذلك حملات عدة ومن أشهر تلك الحملات حملة الكابتن ڤولي (VOLET) ومساعده شانوان (CHANOINE) وقد اشتهرت بدمويتها حيث أحرقت وأبادت قرى كثيرة في طريقها وقتلت عددا من سكانها رميا بالرصاص أو الشنق, قد انطلقت هذه الحملة البربرية الدموية من مدينة بماكو عام 1898م بهدف إنشاء إمبراطورية تشمل السودان الغربي وتشاد ببضعة جنود فرنسيين ورماة السنغال البالغ عددهم ستمائة رجلا. وقبل أن تدخل البعثة الأراضي النيجرية انقسمت إلى فريقين : أحدهما سار نزولا باتجاه النهر -الضفة اليسرى-، والآخر ذهب عبر غُورما (GORMA) أي - الضفة اليمنى- للنهر -، وكان ذلك في يناير عام 1899م. ولما وصل الكابتن ڤولي (VOLET)- الذي سار مع النهر- إلى قرية سَنْسَنْ هوسا (SANSAN HAUSSA) في منطقة تيلابيري (TILLABERI) أحرقها وأعدم مائة شخص من أهلها لما رفضوا الانصياع لأوامره، واتبع مساعده شانوان (CHANOINE) نفس المنهج في مدينة ساي فأعدم حوالي عشرة من الحمالين لما أبطؤوا في تنفيذ أوامره ونهب وأحرق قرى عديدة في المنطقة، ثم التقيا في شهر الثامن من نفس العام 1899م وسارا معا( ) وازداد الشر والفساد باتحادهما وأبادوا قرية سَرَوْنِيَا – الملكة- في منطقة دوتشي (DOUTCHI) لما قاومتهم. وكذلك مدينة برني كوني(KONNI) في منطقة طاوا (TAHOUA) التي دمروها تدميرا كاملا، وأعدما جميع الأسرى. واتبعوا هذا الأسلوب في جل المدن والقرى التي مروا بها لكن موجة العنف هذه ما لبثت أن حملت أصداءها إلى باريس، فكان أن أرسلت الأوامر إلى الكولونيل كلوب (COULOB) الذي كان في مدينة كاي (KAYES) – مالي- بأن يلحق بـڤولي ومساعده ويعزله عن منصب القيادة. ومر في طريقه بجميع القرى التي أبادها ڤولي ومساعده إلى أن أدركهما في شمال تساوه (TASSAWA)( ) وأمر ڤولي بإطلاق النار على كلوب فقتل فكان ذلك سبب تمرد الجند عليهما فقتلوا ڤولي ومساعده شانوان في عام 1899م. وتولى القيادة بعدهما مينيه (MENIA) مساعد كلوب وجوالان (JAWALAN) مساعد ڤولي ثم قررا استئناف مهمة البعثة كما كانت مقررة فاحتلا زندر والتقيا بعد ذلك على بحيرة تشاد مع بعثتي فور لامي (FORT LAMY) وجنتيل (GENTIL) واتحدوا وشنوا حربا ضد رابح فضل(*). وقد مهدت هذه الحملة الدموية لفرنسا احتلال النيجر، وذلك لما أذاقه الشعب من الإبادة على أيدي هذه الحملة وغيرها. ولكن مع ذلك فإن قوات الاحتلال قد واجهت مقاومة قوية من الشعب حيث رفعوا راية الجهاد في سبيل الله. ولم تستطع فرنسا أن تسيطر على البلاد كاملا إلا في عام 1919م. وفي عام 1922 أصبحت النيجر مستعمرة فرنسية عاصمتها زندر. وفي عام 1926م تم نقل العاصمة إلى مدينة نيامي (NIAMEY) واعتبرت النيجر امتدادا للجمهورية الفرنسية فيما وراء البحار عام 1946م. ثم أعلنت جمهورية النيجر عام 1958 واستقلت عام 1960م( ). ومن الجدير بالاستدراك والذكر هو أن جمهورية النيجر من الدول التي دخلتها الإسلام في القرن الأول الهجري، السابع الميلادي وبخاصة الشمال الشرقي منها وذلك حيث توغل التابعي الجليل عقبة بن نافع بفتوحاته الإسلامية في جنوب فزان عام 46هـ إلى أن وصل إلى منطقة كوار في النيجر ففتح عدة حصون في المنطقة ثم واصل فتوحاته إلى غدامس في ليبيا ومنها إلى القيروان في تونس وكانت النيجر جزء من الإمبراطورية الإسلامية التي قامت في المنطقة مثل إمبراطورية مالي وسنغي والخلافة العثمانية في صكتو (SOKOTO) وإمبراطورية برنو وتبلغ مساحتها 1.267.000 كيلومتر مربع وهي دولة داخلية حيث لا تطل على البحار والمحيطات وتحتل الصحراء أكثر من نصف مساحتها وبخاصة في الشمال. وأخذ اسمها من النهر الذي يمر في جنوبها ويبلغ طوله في أراضي النيجرية حوالي 550 كيلومتر.
4- آثار الاستعمار الفرنسي في الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا (النيجر نموذجا): قد أصبحت اللغة العربية لغة الدين والثقافة، والحياة الإدارية في غرب إفريقيا منذ أن رسخ قدم الإسلام فيها، وأصبحت الثقافة الإسلامية هي السائدة في المجتمع وبخاصة في عصور الإمبراطوريات الإسلامية مثل إمبراطورية مالي وسنغي، والفلانيون في صكتو وماسنا وكانم وبرنو وقد ظلت سائدة حتى مع سقوط الدول الإسلامية وسيادة الفوضى في عهد الرماة في تنبكت والمناطق المجاورة لها. »والناظر في الثقافة العربية الإسلامية في غرب إفريقيا يجد أن خير مقاييس لها هي: عدد العلماء، عدد الطلاب وتنوع أماكن التعليم، حركة التمدن، الكتب الواردة، والمكتبات الخاصة ودرجة اتساع التأليف«( ) وفيما يخص عدد العلماء يذكر السعدي صاحب تاريخ السودان أنه عندما أسلم سلطان جني كان بها 4200 عالما( ) , قد يظن البعض بأن في العدد مبالغة، ولكن لو نظرنا إلى قرى متلاصقة بجني نجدها سبعة آلاف وسبع وسبعون قرية. وعليه ففي كل قريتين عالم واحد –بمعنى معلم الصبيان القرآن- وهذا هو الوجود الكثيف للعلماء في المدن والقرى ساعد على نشر القراءة والكتابة اللتين أضحى لها دلالة دينية مرتبطة بقراءة القرآن وكتابته مما ييسر تخريج أعداد كبيرة ممن يتلقون هذا النهج من التعليم( )، ثم لا يستغرب أن يُخَرج هذا العدد من العلماء عدد من التلاميذ، وأحصى بعضهم عدد تلاميذ في كتاب واحد في تنبكت فوجدهم مائة وثلاثة وعشرون تلميذا وفيها حوالي مائة وخمسون كتّابا. هذا في تنبكت وحدها فما بالك بباقي المدن مصل غاو وأغاديس، وكانو، وكان للعلماء مكتبات عامرة وكذلك بعض الملوك. وكان لعلماء المنطقة مساهمات فعالة في حركة التأليف، وقد ألفوا في فنون عدة مثل الفقه والتاريخ والعقيدة والنحو والصرف وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية. ومن أشهر المؤلفين في عهد سنغي الشيخ أحمد بابا الذي اشتهر في داخل المنطقة وخارجها بدروسه ومؤلفاته ومن أشهرها تطريز الديباج، ولقد بلغت حركة التأليف ذروتها في عهد الخلافة العثمانية في صكتو. وفي عهد حركة الحاج الفوتي في غينيا والسنغال ومالي، وبخاصة في فترة اختلافه مع الشيخ أحمد لبو في ماسنا حيث تبادلا رسائل عدة يحاول كل منهما أن يقنع الآخر بفكرته، وتعكس هذه الرسائل متى تمكنهما من زمام اللغة العربية. وقد جمعت تلك الرسائل في كتاب بعنوان: "ما وقع" وكذلك الرسائل المتبادلة بين أحمد لبو وأمير المؤمنين في صكتو في عهده الشيخ أبو بكر العتيق بن عثمان بن فوديو، وكذلك ساهم علماء منطقة أغاديس وتغيدا في حركة التأليف ومن أشهرهم الشيخ جبريل بن عمر شيخ وأستاذ الشيخ عثمان بن فوديو، ولعلماء البرنو مساهمة مماثلة في هذا المجال وبخاصة الشيخ أحمد فرتو. وهذه المساهمة تمثل مدى انتشار,اللغة العربية والثقافة الإسلامية في منطقة غرب أفريقيا قبل الاستعمار. »إن هذه الثقافة لم يصبها الضعف إلا عندما خضعت القارة الإفريقية للاستعمار الأوربي، وفرض كل مستعمر لغته في الإدارة والتعليم, غير أن لغة المستعمر ظلت في الغالب لغة التفاهم والتواصل بين الصفوة المتعلمة تعليما غربيا على اختلاف لغاتها الأصلية, ولكن العامة في كل قطر ظلت تستعمل اللغات المحلية في أغلب الأحيان، وهي لغات متأثرة بالعربية تأثيرا كبيرا«( ) بسبب غلبة الثقافة العربية الإسلامية في مجتمعات غرب أفريقيا. وكان الحرف العربي هو الحرف الذي أصبح يكتب به أشهر اللغات في المنطقة مثل لغة الهوسا والفلاني والولوف والبمبارا, ولما احتلت فرنسا المنطقة في بدايات القرن العشرين حاربت الحرف العربي حربا لا هوادة فيها وأحلت محل الحرف العربي الحرف اللاتيني, وحاربت كذلك اللغة العربية والثقافة الإسلامية السائدة في المجتمع، واتبعوا في محاربتها أساليبها متنوعة, وقبل ذكر تلك الأساليب أرى أنه من الأفضل ذكر سياسة فرنسا الاستعمارية في أفريقيا. وقد رسمت فرنسا سياستها الاستعمارية في أفريقيا على أساس فلسفة معينة. ويختلف نظام الحكم الاستعماري الفرنسي عن النظام البريطاني. فبينما يعتبر نظام الحكم غير المباشر أحد المظاهر الرئيسة المميزة للحكم البريطاني، فإن الحكم المباشر هو سمة النظم الحكومية التي أقامتها فرنسا في قارة أفريقيا ... والعجيب أن السياسة الاستعمارية الفرنسية بنيت على بعض المبادئ البراقة في مظهرها التي أعلنتها الثورة الفرنسية. فقد استند الفرنسيون على أن جميع سكان المستعمرات يجب أن يكونوا مواطنين فرنسيين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وعلى هذا الأساس قامت نظرية الامتصاص أو الاستيعاب؛ والمقصود بها صبغ المستعمرات بالصبغة الفرنسية عن طريق ثقافة الفرنسيين المستعمرين، ولغتهم وتقاليدهم ونظمهم الاجتماعية والسياسية. حتى يصبح تفكيرهم واتجاههم في مختلف نواحي الحياة كالفرنسيين. وهذا يتطلب بالطبع قطع كل صلة للأفريقي المسلم بتاريخه الإسلامي وحضارته الإسلامية بمختلف مظاهرها ومقوماتها( ). ولما هيمنت فرنسا على غرب إفريقيا ووجدت أن اللغة العربية هي لغة الدين والثقافة والحياة الإدارية، وقد أشار إلى هذا حاكم عام لفرنسا بأفريقيا الغربية (من عام 1908-1911م) وليام بونتي (WILLIAM PONTY) في مرسومه الذي أصدره يوم 8/5/1911 وهو موجه إلى حكام المستعمرات التابعة له مثل النيجر والسنغال ومالي: »لقد أثار انتباهي ما يحدث من عراقيل بسبب استعمال اللغة العربية في تحرير الأحكام الصادرة عن القضاء الأهلي، وفي المراسلات الرسمية مع الرؤساء والأعيان وفي كل ظروف الحياة الإدارية تقريبا ... إن العربية لم تدخل البلاد الإفريقية إلا مع الدعوة الإسلامية وهي اللغة المقدسة في نظر الأسود!! «( ) وانطلاقا من هذه الفكرة ضد اللغة العربية والثقافة الإسلامية كثف السلطات الاستعمارية جهودها لاستئصال اللغة العربية والثقافة الإسلامية في غرب أفريقيا الفرنسية واستخدمت لذلك كل الوسائل المتوفرة لديها ومن ذلك: أ َـ فرض قيود صارمة لاستيراد الكتب العربية من البلدان العربية، حتى الحجاج قد منعوا من حمل الكتب الدينية والعربية معهم عند رجوعهم من الحج. ـ تشديد الرقابة على كل المطبوعات العربية سواء أرسلت بالبريد أو بغيره. ـ إحصاء كتب العلماء بغرض حصرها وفرض الرقابة عليها إن زادت أم لا ؟ ومن ذلك قيامها بإحصاء كتب مكتبة الشيخ أحمد كيار، والشيخ حسن سليمان في مدينة زندر في النيجر( ). ـ مراقبة المؤسسات الدينية الإسلامية حيث حددوا نطاق إنشاء المساجد فكانت لا تسمح ببناء مسجد إلا لأفراد يحظون بثقتهم وهم القلة بطبيعة الحال, وكان الاستعمار يخاف من المسجد خوفه من سائر المؤسسات الإسلامية فبناء المسجد يعتبر وسيلة لتقدم الإسلام. ولم يخف (فيدرب) –حاكم الإفريقية الغربية الفرنسية- خوفه من المسجد حيث صرح في عام 1855 بذلك وقال:»إن الإسلام لدى السود أمر معرقِل أمامنا ... لكن في النهاية إن وُجد المسجد، فلا رجوع لنا بعدئذ«( ). ـ حظر استعمال العربية في كل مرافق الإدارية والاقتصادية والاجتماعية وكتب وليام بونتي بهذا الخصوص" يجب حظر استعمال اللغة العربية , ليس فقط في تحرير الأحكام القضائية , ولكن يلزم أيضا الوقوف عن العمل بها في سائر النشاطات الإدارية التي تنفع الأهالي" فعمدت إلى نشر المدارس الفرنسية في سائر المدن والقرى، وقلصت حصص العربية وتعليم القرآن، ثم حذفتها نهائيا، بل لقد وصل الأمر إلى حد منع الفرنسيين الموجودين في المنطقة من مخاطبة السكان بغير اللغة الفرنسية مهما كانت الظروف والملابسات( ) لأنهم كانوا في بداية أمرهم يخاطبون ويراسلون السكان باللغة العربية وبخاصة العلماء وطلاب العلم. ـ فرض قيود صارمة لافتتاح مدرسة عربية فأصدرت لذلك قرارات جائرة للحيلولة دون أداء المدارس العربية، ومن ذلك فرض على كل من يريد افتتاح مدرسة إسلامية ولو كتّابا أن يتقدم لامتحان خاص بهدف معرفة مستواه بهذه اللغة، وذلك بدعوى تحسين التعليم الإسلامي، واختيار معلمين أكفاء، ثم تلا ذلك بقرار آخر وهو الحصول على الرخصة من السلطات الاستعمارية قبل افتتاح مدرسة إسلامية , وغالبا ما ترفض إعطاء الرخصة. ـ منع المتعلمين من ممارسة النطق باللغة العربية والتعامل بها بأي شكل من الأشكال، وبلغ من تعنتها أن حاولت استبدال اللغات المحلية في المجالس والمدارس باللغة العربية. ولهذا الغرض توجه أحد كبار إدارة الشؤون الإسلامية إلى مدرسة في سيغو (مالي) فعرض على الشيخ ديمبا واغي – مدرسة عربية هناك - تغيير لغة التدريس عن طريق إلقاء الدروس باللغات المحلية( ) ولكن الشيخ رفض أن يرضخ لأوامر السلطات الاستعمارية. ـ تصيد ضعاف القلوب من سكان المنطقة لتحطيم مقوماتهم الدينية والثقافية بتسهيل سبل العلم والعمل لهم، بقصد تضعيف الثقافة الإسلامية في نفوس الذين يشتغلون بها خاصة ثم في نفوس سكان المنطقة عامة. ـ أخذ أبناء الشيوخ والأعيان عنوة وإرسالهم إلى مدارسهم وأسسوا لذلك مدرسة الرهائن، ثم إسناد الأمور إليهم بعد تخرجهم، وهم بالطبع سيكونون موالين لهم لثقافتهم الفرنسية. ـ تأسيس بعض مدارس عربية نظامية عصرية في بعض المدن التي كانت مراكز للثقافة الإسلامية فأسست مدرسة عربية في سان لويس بالسنغال وأخرى في بوتلميت في موريتانيا، وأخرى في تمبكتو في مالي ولما لاحظوا رفض العلماء إرسال أبنائهم إلى مدارسهم حملوهم على التعليم الإجباري وذلك بأخذ أبنائهم في مناطق متعددة وإدخالهم في تلك المدارس، وليحلوا محل آبائهم في تسيير شؤون الكتاتيب بعد تخرجه. ـ منع الطلبة الأفارقة الذين يريدون مواصلة التعليم في الدول العربية سواء في شمال إفريقيا أو مصر أو الحجاز, من السفر إليها إلا بعد تقديم طلب إلى الإدارة الفرنسية قصد الترخيص لهم بالسفر, وغالبا ما تواجه الطلبات بالرفض, ولكن هذا الرفض لم يمنع بعضهم من الخروج من البلاد بطريقة أو بأخرى, والالتحاق بالجامعات الإسلامية مثل جامعة الأزهر والزيتونة في تونس( ) ومدارس الحجاز. قد ظهرت آثار هذه الأساليب على الثقافة الإسلامية بعد فترة من الزمن وذلك بتناقص عدد المدارس الإسلامية وتلامذتها ويصرح حاكم مقاطعة النيجر عام 1923م بريڤيه (BREVIE): »أما الآن فتقهقر الدعوة الإسلامية أمر لم يبق فيه شك، وإن إحصاء عدد الناشئة المتعلمة من المسلمين يتناقص في بلاد النيجر، كما أنه لم يتقدم إلى الأمام في سائر البلدان التي امتد إليها الإسلام من قبل«( ) وقد عزا الحاكم سبب هذا التقهقر إلى تناقص عدد الزعماء الإسلاميين – أي العلماء - وإلى تزايد عدد مدارسهم التي زاحمت مدارس المشايخ المرابطين( ) وكذلك صرح بول مارتي لما قام بإحصاء المدارس الإسلامية وتلامذتها في زندر بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد بعشر سنوات تقريبا وقال: »عدد المدارس والطلاب انخفض جدا مع استمرار الاستعمار« ( ). ومن آثار الاستعمار الفرنسي على الثقافة الإسلامية في المنطقة ركود الأنشطة الفكرية بين صفوف المسلمين وقلة الاهتمام بالتأليف وكتابة المقالات حتى باللغات المحلية فضلا عن العربية، فأصبح الناس لا يستطيعون القيام بالكتابة والتأليف كما كان الأمر قبل الاحتلال( ) وقد غرس الاحتلال قبل رحيله العداوة للثقافة الإسلامية في نفوس المثقفين بثقافتها، وأبعدوها عن الساحة الفكرية ورفعوا الثقافة الفرنسية، وجعلوا مثقفها هو المثقف الحقيقي، وأما المثقف بالثقافة الإسلامية فيعد بمثابة أمي، ومن هنا أبعدوه عن أية مشاركة في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومكانهم المناسب هو المسجد فقط. وأن الثقافة الإسلامية إنما هي وسيلة إلى الشعوذة والدجل، وصور لدى الرأي العام الأفريقي بأنه درويش ينقصه التفكير العلمي والحس السياسي. قد عمل الاستعمار الفرنسي على نشر الدين المسيحي الذي لم يكن له وجود في المنطقة قبل الاحتلال، وحاولت أن يستند مقاليد الأمور إلى المسيحيين بعد استقلال دول المنطقة ـ مثل ما كان في السنغال ونيجريا ـ ولكن النيجر قد نجت من هذه الورطة أيام الاستقلال لندرة من اعتنق المسيحية من النيجريين.
5- واقع الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا وقد ظل شعب غرب إفريقيا يرفض إرسال أبنائهم إلى المدارس الفرنسية أوالإنجليزية ويرونها مدارس الكفار, وظلوا يطالبون بإنشاء مدارس عربية عصرية لإرسال أبنائهم إليها. ومن الجدير بالذكر هنا مع الأسف الشديد أن النيجر لم يكن فيها مدرسة عربية نظامية واحدة سواء كانت حكومية أو أهلية إلى عام 1957 حيث استجاب الحاكم العام لمنطقة النيجر لضغط السكان واضطر إلى إصدار مرسوم رقم 32، 57/12/1957 الآمر بإعادة تنظيم مدرسة ساي، ولكن تحت إشراف الوزارة الداخلية، وقد ظلت المدرسة تحت الوزارة الداخلية إلى عام 1965 أي بعد الاستقلال بخمس سنوات حين ضمت إلى وزارة التربية الوطنية, ثم أوفدت الدولة بعد الاستقلال بعثات علمية إلى معظم الدول العربية لدراسة العربية والثقافة الإسلامية , التي فقدت معالمها في المنطقة و كانت الثقافة الإسلامية هي السائدة والحرف العربي هو المستعمل، وقد حذوت معظم بلدان غرب أفريقيا حذو النيجر في إرسال البعثات العلمية إلى الدول العربية, وبعد رجوع هذه البعثات افتتحت المدارس العربية بجميع مراحلها من الابتدائية إلى الجامعة في جل بلدان غرب إفريقيا, حيث افتتحت أقسام للغة العربية في جل جامعاتها , مثل جامعة شيخ أنت جوب في السنغال , وجامعة كناكري في غينيا, وجامعة بماكو في مالى , وجل جامعات شمال نيجريا , وجامعة ليغون في غانا وجامعة بنين , وقد بدأت بعض الجمعيات الإسلامية , والشخصيات الإسلامية بافتتاح جامعات إسلامية أهلية , أوكليات عربية إسلامية أهلية في المنطقة مثل : ماكان في بوركينا فاسو , وساحل العاج , ولا ننس الجامعة الإسلامية بالنيجر التي فتحت عام 1986م وهي تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي , ولها دور مهم في نشر الثقافة العربية الإسلامية في غرب إفريقيا , حيث خرجت دفعات عدة من دارسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية , وتتكون من كلية اللغة العربية والشريعة الإسلامية, وكلية البنات للغة العربية والدراسات الإسلامية ـ وهي الأولي من نوعها في غرب إفريقياـ, والمعهد العالي للتربية وتكوين الأساتذة , ومعهد اقرأ التقني, وكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية , وكلية تقنية المعلومات . إن واقع الثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا على وجه العموم يبشر بالخير , وإن كانت في الحقيقة تعاني من سلبيات عدة منها : الصراع الثقافي بين حاملي الثقافة الإسلامية وحاملي الثقافة الغربية , وبخاصة بعد أحداث 11سبتمبر 2003م حيث بدأ بعض الحاقدين على الإسلام وثقافته , يروجون في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن الثقافة الإسلامية هي سبب التطرف والإرهاب في المجتمعات , وأن الثقافة الإسلامية هي سبب تخلف المسلمين . ـ اعتبار المثقف بالثقافة العربية الإسلامية غير مثقف , وعلى ذلك لا يحق له التوظيف في دوائر الحكومة و"طبع على عقول الناس الاعتقاد بأن التعليم الفرنسي هو الطريق الوحيد إلى السلطة والثقافة والتفنن في المعيشة , والتوسع في المعرفة والعلم وأسرار الحياة والمستوي الاقتصادي" ـ ا لجمعيات التبشيرية , تفتح أمام الشباب المسلم سبل العلم والعمل بتوفير المنح الدراسية لهم لجميع التخصصات , داخليا وخارجيا , مع توفير فرص العمل للمتخرجين , بينما نجد المثقف بالثقافة الإسلامية قد سد أمامه الفرص الدراسية والوظيفية , فإن وفق لمنحة دراسية فليس أمامه إلا تخصصان: إما اللغة العربية , أوالدراسة الشرعية, ويجد أبواب الوظيفة مسدودة أمامه في دولته , وإن محظوظا قد يوظف من قبل بعض منظمات إسلامية للدعوة أو التدريس براتب زهيد , لايكاد يسد رمقه, ومن ثم يصبح عالة على مجتمعه , ولا يكون قدوة لغيره من الشباب الذين يرغبون في الدراسة الإسلامية , وقد يتجه إلى الدراسة التي يري خريجيها , قد تبوؤوا مراكز عالية في المجتمع . فهذه الأمور تلعب دورا مهما في المد والجزر للثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا, وبخاصة في محيط الشباب المسلم,ويجب على الجامعات الإسلامية أن تفتح أمامهم تخصصات العلمية والتقنية , وكذلك المنظمات الإسلامية المانحة أن توفر لهم منح للتخصصات العلمية, ليكونوا أعضاء فعالين في مجتمعاتهم الإسلامية التي كانت لاتعرف إلا الإسلام لغة وثقافة .
-----------------
فهرس المصادر والمراجع
القرآن الكريم
أولا: المطبوعات
1- بوفيل، تجارة الذهب وسكان المغرب الكبير، ترجمة الهادي أبو لقمة ومحمد عزيز، ط2، 1988 جامعة بنغازي، ليبيا.
2- عبد الله عبد الرزاق إبراهيم (دكتور)، المسلمون والاستعمار الأوربي لأفريقيا، عالم المعرفة 1988 الكويت.
3- عبد الله عبد الرزاق وشوقي الجمل (دكتور)، تاريخ أفريقيا الحديث والمعاصر، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، بلا تاريخ.
4- عبد الرحمن السعدي، تاريخ السودان، باعتناء خوداس باريس 1964.
5- عبد العلي الودغيري (دكتور)، الفرنكفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسية بالمغرب، ط1، 1993، المغرب.
6- عبد القادر سيلا، المسلمون في السنغال، كتاب الأمة 12 الدوحة، قطر.
7- عثمان برايما بري، جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الأفريقي، ط1، 2000، دار الأمين، القاهرة.
8- عز الدين عمر موسى (دكتور)، دراسات إسلامية غرب إفريقية، دار الغرب الإسلامي، ط2، 2003، بيروت، لبنان
9- كلابرتون ودنهام، رحلة استكشاف أفريقيا، ترجمة عبد الله عبد الرزاق، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2003.
10- لوثروب ستودارد، حاضر العالم الإسلامي، ترجمة وتعليق شكيب أرسلان، طبعة دار الفكر، بلا تاريخ، بيروت، لبنان.
11ـ ندوة الإسلام والمسلمون في أفريقيا، 1998، جمعية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا.
12ـ النيجر اليوم، طبعة جون أفريك.
ثانيا: الرسائل العلمية:
1ـ علي يعقوب، اللغة العربية وآدابها في النيجر في عهد الاستعمار، أطروحة دكتوراه بجامعة عثمان بن فوديو عام 2005م ثالثا :الدورية: الدراسات اللغوية, مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الرياض, العدد الثاني 1420هـ
----------------------
إعداد د. علي يعقوب أستاذ بالجامعة الإسلامية بالنيجر 2009م