انديانا - أنس الأحمد:
"الموسيقى الروحية التي تتشكل من خلال الاستماع إلى الصوت والتلحين والترتيل دفعتني للخشوع والإيمان ومعرفة سر الإيقاع العميق للغة العربية" يقول مارك (34سنة) أكثر شيء أثار اهتمامي كطالب للغة العربية هو معرفة "سر جمال هذه اللغة لا من حيث الصوت والكلام ولا من حيث شكل الحروف والكلمات.. انه أمر مدهش ومثير حقا" ويؤكد "وجدت في اللغة العربية انسيابية تامة للذائقة الشاعرية وللتعامل العاطفي الدافئ مع القلب".
مارك المتخصص في دراسة فلسفة وتاريخ الأديان يقول إن السبب الرئيسي الذي دعاني لدراسة اللغة العربية هو "اهتمامي بالطرق الروحية في الديانات ومن ذلك الإسلام.. أضاف إلى تخصصي بالتصوف والدراسات الصوفية في الديانات" ويذكر أن العربية فيها "جانب روحاني كبير.. تفتقده العديد من اللغات الحية وذلك من حيث الوضوح والانسياب".
مايكل في العقد الثالث من عمره على الرغم من انه غير مسلم إلا انه يعشق الاستماع إلى صوت القارئ مشاري العفاسي مما جعله يحفظ صورا مثل الإخلاص والفاتحة والناس يؤكد أن الاستماع إلى اللغة العربية والتأمل في مخارج حروفها "أمر لذيذ حقا" ويقول من خلال اللغة العربية "اكتشفت سر الإيقاع ومن هذا الإيقاع حفظت عدداً من صور القرآن!
العديد من الطلاب الأمريكان اليوم يدرسون اللغة العربية من أجل حب الاستطلاع ومعرفة سر هذه الثقة كما يؤكد ذلك مايكل ويضيف "اللغة الغربية الآن أصبحت معروفة ومشهورة أكثر من ذي قبل وذلك بسبب ما يسمى بالحرب على الإرهاب التي جعلت هناك فرصة مناسبة للتعرف على الثقافة العربية".
الدكتورة زينب استربادي أستاذة اللغة العربية وتعليمها بجامعة انديانا ذكرت أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت العديد من الطلاب لدراسة اللغة العربية "خصوصا للطلاب أصحاب التخصصات السياسية والاقتصادية والإعلامية أيضا وما يتعلق بالتخصصات النظرية والإنسانية عموما" ولاحظت على أن العديد من الطلاب يدرسون اللغة العربية للحصول على "أعمال مناسبة في وكالة الاستخبارات الأمريكية أو المباحث الفيدرالية أو الحصول على فرص وظيفية للعمل في الشرق الأوسط من خلال الشركات التجارية الكبرى هناك".
وهذا ما دفع لوك (38) لدراسة اللغة العربية الذي يقول "نظرا لتخصصي بفقه اللغة.. فاني أرغب العمل في السلك الدبلوماسي وفي دائرة الخارجية.. فالعمل بهذه الوظيفة يتطلب الدقة والفهم التام للغة نظرا لحساسية الموقع".
"الحاجة أصبحت ملحة" كما هو في تقرير عن نمو اللغات الأجنبية في الولايات المتحدة صدر أخيرا وأشار إلى أن "حرب العراق" ضاعفت من أعداد الطلاب الذين يرغبون في دراسة اللغة العربية فلم تعد الجامعات الأمريكية اليوم قادرة على استيعاب الكمية الهائلة من الطلاب والطالبات الذين يريدون الالتحاق في ركب تعليم ودراسة اللغة العربية.
الإدارة الأمريكية الحالية خصصت ما مقداره 114 مليون دولار من أجل دراسة اللغة العربية وتعليمها، ودعا الرئيس الأمريكي بوش إلى زيادة 50% من عدد ضباط المخابرات المركزية بارعون في مثل هذه "المهمة الحرجة في فهم اللغة العربية" ويأتي هذا الدعم فيما يسمى ببرنامج "الأمن القومي الوطني" الذي يحتاج إلى " 40ألف شخص يجيد العربية".
ويعتبر العديد من المراقبين أن الناس الذين يستطيعون القراءة والكتابة والتحدث باللغة العربية اليوم هم "أسلحة دفاعية أساسية في الحرب على الإرهاب"!!
---------------------
مقهى اللغة العربية :