دعا مفكرون ومسؤولون عرب إلى حماية اللغة العربية الفصحي مما وصفوه بتنامى دخول المفردات العامية والأخطاء النحوية التي تؤثر على قوتها وقدرتها على التعبير الدقيق والصحيح.
وقال مشاركون في الملتقى الثاني لحماية اللغة العربية الذى تنظمه جمعية حماية اللغة العربية تحت شعار "اللغة العربية والتعليم" والذى عقد فى الشارقة ان اللغة العربية تواجه حاليا تحديات كبيرة للتأقلم مع عصر المعلوماتية بما يحمله من مفردات وتعابير جديدة. وأكد بعض المشاركين فى الملتقى قدرة اللغة العربية على تلبية متطلبات المجتمع العلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية وكذلك الاستجابة لمتطلبات البحث العلمى والمساهمة المبدعة فى بناء الحضارة العالمية الحديثة.
وقال عبد الله بن ابراهيم رئيس جمعية حماية اللغة العربية فى الامارات "إن اللغة العربية لغة القران الكريم استطاعت أن تحقق متطلبات المجتمع عبرالحقب المختلفة واستجابت لحاجات الحضارة وما واكبها من حركة الترجمة، وكانت لغة العلم والبحث العلمى فى الطب والعلوم والرياضيات والفلك والهندسة وغيرها.".
وأشار إلى أن الملتقى الذي يعقد بمشاركة عدد من ممثلي مجامع اللغة العربية فى كل من الأردن ومصر وسوريا وأساتذة وموجهي اللغة العربية في الجامعات ووزارة التربية والتعليم بالإمارات يتناول عدة محاور تشمل تعليم اللغة العربية ومناهجها ووسائل وطرق وأساليب تعليمها ودور مجامع اللغة العربية فى الحفاظ عليها. وقال "يركز المؤتمر على مواطن الخلل وأسبابه وأسلوب العلاج للنهوض باللغة العربية تعلما وتعليما وذلك من خلال الدعوة الى حماية اللغة العربية الفصحى والتعليم بها فى كل المراحل الدراسية وإعادة النظر فى أهداف وأساليب تعليم اللغة العربية لتلبية متطلبات العصر ومقتضيات الحياة العامة ورفع مستوى المعلم وصقل مهاراته التربوية والتعليمية واستخدام وسائط التقنية الحديثة فى التعليم."
وأشار إبراهيم الى القرار الذى صدر فى الشارقة بشأن الحفاظ على سلامة اللغة العربية فى الإمارة والذي ينص على أن تتم جميع المعاملات بالدوائر الحكومية باللغة العربية. وقال "نناشد المسؤولين فى الدوائر الحكومية الالتزام التام بتطبيق هذا القرار حتى نستطيع حماية اللغة العربية التى هى لغة القرآن الكريم.". وتزيد نسبة الاجانب وخاصة من الجنسيات الآسيوية على 80 فى المئة من سكان الامارات.
وقال عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية بالاردن إن اللغة العربية "هى اللغة الخالدة التى تعطى لامتنا العربية هويتها وترسى قواعد وحدتها عبر القرون وعلى الامتداد الجغرافي." وقال "إننا نحذر من ان اللغة العربية تواجه فى الوقت الحاضر أخطارا خارجية وتحديات علمية ولغوية شأنها فى ذلك شأن اللغات الاخرى للدخول فى عصر المعلوماتية والمساهمة المبدعة فى بناء الحضارة العالمية الحديثة."
وكان الشيخ سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة اكد فى كلمة خلال افتتاح الملتقى الذى استمر ثلاثة أيام ، ضرورة تركيز الاهتمام على الاجيال الناشئة من اجل تعليمهم اللغة العربية السليمة وغرس هذه اللغة فى نفوسهم. وقال "اللغة العربية الفصحى قادرة على التعامل مع إنجازات العصر المعرفية والعلمية والتقنية وفى كل المجالات." وأهاب الشيخ القاسمى بكافة المؤسسات الرسمية والاهلية وجمعيات ومجامع اللغة العربية فى الوطن العربى بالتعاون "من اجل المحافظة على اللغة العربية وحمايتها من المخاطر والتحديات التى تواجهها.". كما أكد ضرورة تخليص لغة الاعلانات التجارية من الشوائب وتحويل اسماء الشركات التى تحمل اسماء اجنبية الى اسماء عربية مشيرا الى غنى وثراء وجمال اللغة العربية التى تمكن الجميع من اختيار أفضل الاسماء لهذه المؤسسات والشركات.
يصدر فى الكويت الاسبوع القادم كتاب "الفكاهة والضحك..دعوة للتفاؤل" ويعد اول دراسة عربية تتناول هذه القضية. وقال مؤلف الكتاب الناقد المصرى شاكر عبد الحميد استاذ علم النفس باكاديمية الفنون لرويترز ان الضحك اصبح ظاهرة مرتبطة بالعولمة حيث يستخدم فى تسويق السلع والترويج للافكار وله عدد من المواقع على الانترنت. واضاف ان الكتاب الذى يصدر فى سلسلة "عالم المعرفة" يتناول المفاهيم الاساسية فى علم الضحك من خلال الدراسات الحديثة عن المفارقة والدعابة والفكاهة والكاريكاتير كما يرصد الاستجابة الفسيولوجية للضحك الذى من اجله تعقد مؤتمرات وتنشا اندية فى بعض الدول.
ففى الهند وحدها نحو 100 ناد وأخر هذه الأندية أقيم في بريطانيا منذ نحو شهرين. وأوضح أن الهدف من انشاء هذه الاندية هو الابتعاد عن مصادر النكد والحصول على اكبر قدر من الاسترخاء الذى يساعد هؤلاء الاعضاء على تجديد الامل. ولهذا السبب استحدثت بعض شركات الطيران وظيفة "مهرج" على خطوطها لتخفيف التوتر عن الركاب وقد انتشرت مؤخرا وسائل العلاج بالضحك"باعتباره وسيلة فعالة للاستمرار فى الحياة بشكل افضل واكثر حيوية." واكد عبد الحميد ان الضحك كانفعال هو فى الوقت نفسه اسلوب مواجهة ووسيلة مقاومة للخوف وليس مجرد حالة من البهجة المؤقتة "وهذا ما نلمسه فى روايات "اسم الوردة" لامبرتو ايكو و"كتاب الضحك والنسيان" لميلان كونديرا و"حجر الضحك" لهدى بركات و"الوقائع الغريبة فى اختفاء سعيد ابى النحس المتشائل" لاميل حبيبى و"التاريخ السرى لنعمان عبد الحافظ" لمحمد مستجاب."
وفى المجتمع الواحد تتطور اساليب الفكاهة والضحك مع تطور النمو الجسمانى والعقلى والوعى الثقافى "حيث يختلف مضمونها وشكلها والياتها." وانتقد عبد الحميد اساليب الفكاهة العربية خاصة فى الدراما التى تعتمد على "التهريج والبله والتحامق والهبل" مقابل اختفاء الفكاهة الذهنية مثل اللعب بالالفاظ وتكوين توقعات ثم كسرها "والنوع الاخير مرتبط بالرقى فى السلوك وبالتالى يندر وجوده فى اجواء يسودها قدر كبير من الابتذال."
------------
عن موقع إذاعة الصين الدولية :
http://arabic.cri.com.cn/arabic/2003/Mar/90206.htm