وعلاوة على مقدمة الكتاب وخاتمته أحاطت بالكتاب أربع عتبات غيرية، هي للكتاب والأكاديميين د.عبد الجليل بن محمد الأزدي، د.جمال بوطيب، د.علي المتقي، ذة.روفيا بوغنوط –الجزائر.
ونقرأ في تصدير د.عبد الجليل بن محمد الأزدي الذي وسمه ببلاغة الاجتياز: « جمع كتاب الدكتور يوسف الإدريسي بين المشاغل النظرية ودراسة حالة محددة، فعلاوة على أنه صيغ في سياق أكاديمي-جامعي يعود إلى بداية التسعينات، وذلك قبل أن تنبري العديد من المصنفات للاهتمام بالعتبات النصية. ولاشك في أن هذا يشير إلى نمط من السبق المعرفي والتاريخي الذي لا يعدم مقدماته في الحقل الجامعي المغربي، وإن ظلت هذه المقدمات رهينة التقاليد الشفوية، أي مرتبطة بدروس ومحاضرات جملة من الأساتذة الأفاضل والعلماء الأجلاء(...) ولاشك أن بحث الدكتور يوسف الإدريسي يمت بأكثر من صلة لهذه التقاليد العلمية الحميدة، ويكفيه ذلك فخرا، إذا لم نضف إليه مجمل المفاخر القائمة في سطوره على صعيد المعرفة التي يقدمها، وعلى مستوى طرائق تنظيمها وتبويبها وتنسيقها، والبحث عما يجدد أسئلتها في ضوء الاشتغال على رائعة عبد الرحمن منيف: الآن...هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى. وحين تنجدل جميع هذه المفاخر في ضفيرة واحدة، فإنها تنساب نحو أمر هام: جدارة الكتاب الراهن بالقراءة والاحتفاء...»
وأما التصدير الثاني لد.جمال بوطيب الذي عنونه بالانتباه المزدوج فمما جاء فيه: « ولعل أهم ما يميز الكتاب هو سعي مؤلفه إلى خلق تآلف بين الدلالي واللساني في حقل السرديات من خلال مكون هو العتبات.. بتفاصيلها الصغرى، من عناوين وعناوين داخلية، ومقتبسات ووظائفها، وإشارات ومرجعياتها، مميزا بين التمظهرات الغرافية والتيبوغرافية، والصور والأيقونات، والأسس والهوامش، والدوال والمدلولات، مازجا - دونما خلط - بين خلفيات مرجعية وفكرية مختلفة، تمتد من الدلالي إلى اللساني إلى السيميائي إلى الشعري، كما تمتد من غريفل إلى ميتران إلى هوك إلى جنيت، جاعلا من هذه التصورات جسرا آمنا للعبور إلى القارئ، إن في المنتج النصي الروائي (كتاب الدكتور منيف)، أوفي المنتج الوصفي النقدي (كتاب الدكتور الإدريسي)، متنقلا به من تراثه المتناثرة عتباته على مستوى التصورات، إلى عصره الملتفت إلى الهوامش... تماما كالتفاته إلى المركز على مستوى التنظيرات، منتهيا به إلى إجراءاته التطبيقية على مستوى المنتج النصي العربي. كل ذلك أنجزه الدكتور يوسف الإدريسي بإبانة لغوية وفصاحة منهجية وبلاغة تحليلية... »
ويرى د.علي المتقي/المغرب في قراءته النقدية أن يوسف الإدريسي نجح في مقاربة أسلوبية للعنوان فحلل مكوناته (…) وقد أبدع في تحليل أيقونة الغلاف التي توحي بعالم السجن والتعذيب الذي يمارس فيه (...) لكل ذلك أؤكد أن للكتاب قيمته العلمية والتربوية التي لايستهان بها أو تجاهلها، وقراءته قراءة انتقادية هو السبيل الوحيد الذي يفيد الباحث الإدريسي. بهذه النية قرأت الكتاب وأبديت هذه الملاحظات.والله على ما أقول شهيد.
أما ذة. روفيا بوغنوط / الجزائر فترى أن جهد الإدريسي في الإحاطة بعتبات النص بوصفها عناصر نظرية في الثقافة العربية الإسلامية لجدير بالإشادة. ومما يضاف للناقد أيضا وعيه باشتغال العتبات "فلم يغرق في الاهتمام بالعتبات، إنما جعلها مكونا تحليليا لا ينبغي تجاوزه مع احتراز منها باعتبار بعض من مكوناتها –إن لم نقل كلها–مقاطع إديولوجية بتعبير بارثي" فالنص الموازي-العتبات خطاب أساس ومساعد سخر لخدمة شيء آخر هو النص، هذا ما أكسبه بعدا تداوليا وقوة إنجازية وعلى "الباحث أن يعي حدودها وتطبيقاتها ومرجعياتها"
يشار إلى أن الدكتور يوسف الإدريسي أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، المغرب، وكتابه عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر الصادر في طبعة ثانية جديدة ومزيدة (2015)، هو خامس كتاب له بعد: مفهوم التخييل في النقد والبلاغة العربيين الأصول والامتدادات (ط1، 2015)؛ والتخييل والشعر حفريات في الفلسفة العربية الإسلامية (ط1، 2008/ ط2، 2012)؛ وامتدادات المفهوم الفلسفي للتخييل عند البلاغيين المغاربة (ط1، 2009)، والخيال والمتخيل في الفلسفة والنقد الحديثين (ط1، 2005).