لقد تحول الشعر في ثقافة الكتابة إلى فضاء صوري ،لا يعتمد في بناء دلالاته على اللغة وحدها، بل تعضدها في ذلك الصور و الألوان و الرسوم والتقانات الطباعية والاستراتيجيات الهندسية التي تعطي الإيقاع طابعا مكانيا تستثمر فيه الطاقات السمعية البصرية الكامنة في اللغة، والطاقات الكتابية (الخط، التدبيج، الزخرفة و الأشكال الطباعية المختلفة).
وإذا كانت الطباعة قد أشاعت نوعا من الطبقية في التلقي، فإن الصورة قد ردمت الهوة بين النخبة المثقفة والجماهير العامة، فكان الانتقال بالتلقي من القراءة إلى المشاهدة إلى التفاعل والمشاركة. فالحداثة التي نعيشها هي حداثة صورة بامتياز، وهذا ما أعلن عنه آبل جونز، عام 1926، عندما قال إن العصر الذي نعيشه هو عصر الصورة، وهو نفسه ما ذهب إليه رولان بارت في تحليله السيميائي عبر مقالته "بلاغة الصورة"، عندما صرح بأننا نعيش ثقافة الصورة.
إن التطور المذهل لوسائل الإعلام و تكنولوجيا الصورة أدى إلى الانفتاح على مجالات المتخيل، ولقي تشجيعا من قبل النظريات الشعرية والسيميولوجية والفلسفة الظواهرية والسيكولوجيا الجشطالتية، مما أدى إلى ازدهار علوم الثقافة البصرية التي تسعى لمعرفة آليات اشتغال الصورة وإدراك مدلولاتها و إيحاءاتها باعتبارها لغة ذات حمولة حضارية تعمل على نقل كم هائل من المفاهيم والتصورات والقيم الأيديولوجية والثقافية في مختلف المجالات، وهو ما طرح بقوة إشكالية تعالق النص الأدبي بالصورة التكنولوجية.
لقد حررت التكنولوجيا الصورة من تبعيتها الفنية، وخلقت بالمقابل تبعية الفنون و الآداب للصورة، فكان الخروج بهذه الفنون والآداب من الرسم والتشكيل والكتابة إلى عالم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون والفيديو والرقميات عبر تطور وسائل الإعلام البصري، كما استطاعت الانتقال من المحلية إلى العالمية أو ما يسمى بالقرية الكونية، عبر الأقمار الصناعية وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنيت.
إن الصورة من أبرز رهانات العصر الراهن، لا بوصفها بعدا فنيا جماليا فحسب، بل باعتبارها أيضا إنتاجا اقتصاديا رأسماليا و تسويقا تجاريا (الصورة الإشهارية) وترفيها ثقافيا ووسيلة للإعلام و الاتصال. إنها حضارة الصورة دون منازع، وهو ما يدعونا إلى أن نطرح جملة من الإشكالات خاصة وأن الصورة لها منطقها الخاص الذي يستند إلى الجاذبية والإغراء.
فما مصير الآداب والفنون والإبداعات الرمزية في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية؟ وهل يمكن الحديث عن تلاقح فني بين الأدب وهذه التقنيات؟ هل يمكن للصورة أن تكون بديلا عن الأدب كخطاب يقدم بعدا أنطولوجيا معينا؟ أم هي تقنية تساعده في تقديم هذا البعد؟ هل استطاع الأدب تطويع الصورة التكنولوجية لتكون في خدمته؟ أم أنه فقد روحه وخضع لمقاييسها واشتراطاتها؟ هل نحن أمام استنساخ أدبي جديد يقوم على الهجنة الفائقة وعلى انصهار كلي لكل أبعاد الإنسان ولكل المكونات السمعية والخطية والبصرية والذوقية والحسية والخيالية داخل حلم الطوباوية الجديدة؟
أهداف الملتقى:
يروم هذا الملتقى في مسعاه العلمي تجاوز المقاربات القديمة في معالجتها للأدب في إطارها التقليدي، ومحاولة معرفة واقع الأدب في عصر العولمة والثورة المعلوماتية، وذلك بتحليل معطيات الواقع من خلال استقراء واستقصاء أثر حضارة الصورة على هوية الأدب ضمن مشروع هذا الملتقى الذي تدرج وفق خطة علمية مدروسة معتمدا أسئلة منهجية تسعى إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي شكلت محاور هذا الملتقى.
محاور الملتقى:
1- المتخيل الأدبي بين الثابت والمتحول، في ظل التحولات الحضارية المختلفة (حضارة المشافهة- حضارة الكتابة- حضارة الصورة).
2- التراسل بين الآداب والفنون البصرية ( الفن التشكيلي، الفوتوغرافيا، الصور المتحركة، السينما، ، التلفزيون، الإشهار، الإنترنيت، الخ.)
3- الأدب/الصورة: محاكاة، اندماج، احتواء، حوار، توافق، تأثيرات متبادلة.
4- بلاغة الصورة وتلاشي التصور التقليدي للأدب
5- حضارة الصورة والنصوص الجديدة( النص المترابط، النص الرقمي، النص التفاعلي، النص الهجين، الخ.)
6- تداخل بين عوالم المكتوب والمرئي والمسموع والمقروء.
7- وسائل الإعلام، الثقافة الجماهيرية، الصورولوجيا، العولمة، العالمية.
8- الرهانات، التحولات الجديدة والآفاق المستقبلية.
هيئة الملتقى:
الرئيس الشرفي للملتقى: الأستاذ الدكتور الطاهر بن عبيد رئس الجامعة
مدير الملتقى: الأستاذ الدكتور عبد السلام ضيف عميد الكلية
رئيس الملتقى: الأستاذ الدكتورالطيب بودربالة مدير المخبر
اللجنة العلمية:
الدكتورة مليكة النوي رئيسا
الدكتورة سعيدة بن بوزة
الدكتورميلود رقيق
الدكتور سعيد سعيدي
الأستاذ عبد العزيز أقتي
الأستاذة سليمة مسعودي
اللجنة التنظيمية:
جمال سعادنة رئيسا
طارق ثابت
عبد العزيز فيضالي
جمعي بن حركات
الشائعة باي
فاطة الزهراء شلبي
السعيد عموري
شروط المشاركة:
1- أن يتسم البحث بالموضوعية والمنهجية العلمية
2- أن يكون البحث ضمن أحد محاور الملتقى
3- تخضع جميع البحوث للتحكيم العلمي
4- لا تقبل البحوث المشتركة
5- ألا يكون الباحث قد شارك ببحثه في ملتقى أو ندوة، وألا يكون جزءا من كتاب أومن رسالة جامعية
6- يتضمن الملخص ما بين 300 و 500 كلمة كحد أقصى، يرسل مصحوبا بسيرة ذاتية مختصرة عن الباحث
7- الورقة البحثية بين 4000 و 7000 كلمة ( تشمل النص، التهميش، المراجع)
8- يكون البحث مكتوبا بخطArial وبحجم 14 في المتن/ وبحجم 12 في الهامش
9 - لغة الملتقى: العربية أو الفرنسية أو الانجليزية
10 - تتكفل الجهة المنظمة بالإيواء والضيافة طيلة مدة الملتقى
11 - المشاركة في الملتقى مجانية
مواعيد مهمة:
- تاريخ الملتقى:4 -5 ماي 2015
- آخر أجل لاستقبال الملخصات: 28 فيفري 2015
- الرد على الملخصات: 05 مارس 2015
- آخر أجل لاستقبال المداخلات : 10 أفريل 2015
- الرد على المداخلات: 20 أفريل 2015.
ترسل جميع الملخصات والمداخلات عبر البريد الإلكتروني الآتي: Littrature.civilisation@yahoo.fr
للاستفسار:
الأستاذ الطيب بودربالة: +(213) 772 26 26 48
الأستاذة مليكة النوي: +(213) 774 73 44 12
__________________________________________
استمارة المشاركة:
الاسم الكامل: ...............................................
الشهادة:.....................................................
الدرجة العلمية: ............................................
التخصص: .................................................
المدينة: ....................................................
البلد: .......................................................
الوظيفة: ...................................................
المؤسسة: ................................................
المنشورات العلمية: .....................................
البريد الإلكتروني: .......................................
محور المشاركة: ........................................
عنوان المداخلة: .........................................
________________________________________
Air Jordan 1 Retro High OG 'Igloo' White/Igloo-Black For Sale