ملخص بحث ( واقع اللغة العربية ومستقبلها ، المنشور في مجلة الجمعيّة العلميّة السعوديّة للغة العربيّة، العدد الأول - جمادى الآخرة 1429هـ ص 11-69 ).
يأتي هذا البحث كاشفاً عن قيمة اللغة العربيّة وما تتميّز به من خصائص في أنظمتها، إلى جانب خصائصها التاريخيّة والحضاريّة، ثم الكشف عن واقع اللغة وما يفقده الكثير من أهلها من معرفةٍ بها واعتزازٍ بما تتميّز به.
انطلق البحث بالكشف عن أمثلة متعدّدة عن مظاهر اعتزاز أممٍ أخرى بلغاتها لإيمانها بالصلة بين اللغة وهويّتها، والتنبيه إلى أنّ الجهل باللغة أحياناً يؤدّي إلى مجانبة الصواب عند الحديث عنها.
جاءت مناقشة موضوع ( فضل العربيّة على غيرها من اللغات، وهل هو ثابتٌ لها ) بسبب ما أثير حوله من طرحٍ إعلامي لبعض الباحثين، والردود المتبادلة بينهم، ثم مناقشة تلك الآراء مناقشة علمية مع التنبيه إلى ما يدخل تحت هذا الميدان من التعصّب لرأي معيّن والنقد لمن خالفه.
عرضتُ لبعض آراء ابن حزم حول عدد من المسائل اللغوية ومن بينها: فضل العربيّة، ومناقشة تلك الآراء وبيان ما يدخلها من تعصّب لها أو ضدّها. وعرضتُ الكثير من أقوال علماء المسلمين وغير المسلمين في بيان تميّز العربيّة على غيرها من اللغات، وما يدلّ على الإعجاب بها وبخصائصها ومقوّماتها.
من القضايا التي ناقشتها: اختلاف مواقف بعضنا في مواطن إعزاز اللغة، مثل الدعوة إلى تعريب الطبّ، فمنهم من وقف ضدّ تعريب الطبّ والعلوم التطبيقية مع وجود دراسات تثبت جدواه ونجاحه حينما يُؤسس له، ومنهم من تبنّى الدعوة إليه، وسعى عن إيمانٍ إلى تحقيقه، وقد أوردت براهين الداعين إلى تعريب الطبّ، ثمّ أوردت جدولاً بأسماء كثير من الدول مع بيان اللغة التي بها يدرّسون الطبّ، وقد تبيّن أن أغلب دول العالم تدرّس الطبّ بلغاتها الوطنية، وهو من أكبر الدلائل على قدرة اللغة مهما كانت ضعيفةً على التعبير عن حاجات أهلها، وببذل شيء من الجهود استطاعوا إدخالها في ميدان التعليم التطبيقي.
ثمّ طرحت أسباب الضعف اللغويّ والاعتزاز باللغة، من أسباب داخلية وخارجية، ثم ذكرت مظاهر تقصير متخصصي العربيّة ومن أهمّها:
- التعصّب الذي يقع فيه بعض متخصصي العربيّة.
- ضعف بعض المتخصّصين في التفاعل مع واقع اللغة المتغيّر.
- فشلُنا في تعليم العربيّة لا تعليم قواعدها !.
ثم طرحت حلولاً لمعالجة الضعف المشهود في واقعنا اللغوي، من أهمّها:
- إعادة النظر في مناهج التعليم.
- الارتقاء بالعربيّة في الحياة العامّة.
هذا ملخّص مختصر لما ورد في البحث المذكور.
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عبد العزيز بن حميد الحميد