وقفات مع المعــــاني النحــــويـــة وموقعها في التصنيف البلاغي وأثرها في تبويب علم المعاني- أ. د. سليمان بن إبراهيم العايد

ملخص العمل :

حديث المعنى والمعاني النحويّة ما زال بحاجة إلى تفسير وبيان ، وشرح وتوضيح، وما زال البلاغيّون والنقّاد العرب يردّدون كلمة الجاحظ "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي". فهل قول الجاحظ موافق للحقيقة؟ وهل فهِم قوله كما ينبغي؟ وهل يسوغ لنا في هذا المقام أن نُدْلي في بيان مراده دلوًا يكشف سرَّ هذا القول، ويجلو حقيقته؟

والبلاغيّون يؤسِّسون لعلم المعاني بتوخِّي معاني النحو، كما يؤسّسون لعلوم البلاغة الأخرى على فروع الدرس اللغويِّ الأخرى؛ إذ يجعلون معاني النحو واللغة أسَّ البلاغة وركنها الشديد الذي تبنى عليه.

فكرة هذا العمل تنطلق من توافق النحو والبلاغة بكونهما على شقّين : لفظيٍّ ومعنويٍّ : شكليٍّ ومضمون، وتقوم على تعرّف المراد من "معاني النحو" ، وقد انتهى الباحث إلى أنّ "معاني النحو" ضربان ، أولهما : "معانٍ وظيفية" ، وثانيهما : "معانٍ إضافيّة" .

وما يدخل في علوم البلاغة خاصة "علم المعاني" ما يقصد إليه المتكلّم من النوعين، وما كان للمتكلّم حرّيّة في أن يدعه وأن يأخذ به من المعاني الوظيفية ، وكل ما يلزم المتكلّم من جهة أنه وظيفة نحوية يقتضيها النظام النحوي ، وليس للمتكلّم خيار أن يأخذ به وأن لا يأخذ ، كرفع الفاعل ، ونصب المفعول ، وبناء الفعلين الماضي والأمر ، ولزوم تقدّم الخبر إذا كان ظرفًا والمبتدأ نكرة . كل هذا وما كان نحوه لا يدخل في "علم المعاني" ؛ إذ ما يبحث فيه هذا العلم شيءٌ يأتي بعد الفراغ من الوظائف النحوية ، ومن تحقيق الصحة ، وسلامة التركيب ، والتزام النظام النحوي ، كما أن الوظائف التي قصِد بها أغراض لفظية شكلية ، كالتخفيف ، وتحسين اللفظ لا مدخل لـ"علم المعاني" فيها . كما لا يدخل في المعاني الإضافية التي قصِد مجرّد اختصار التعبير عن المعنى اللغويّ ، ولم يكن له ارتباط بالسياقات والمقامات، كالإلصاق .

والعمل يقدِّم رؤية الكاتب ، وتصوّره لـ"علم المعاني" بعد تنظيمه وفق هذين الضربين من المعاني بما يحقّق سهولة في عرض المادّة العلمية منظّمة مرتّبة يمكن لها أن تلتزم بضوابط التأليف المنهجيّة ، وجودة عرض المادّة العلمية ، وتحاشيها بعض السلبيّات التي وقعت في بعض التصانيف البلاغيّة التي يكثر فيها الاستطراد ، والخروج من موضوع إلى موضوع ، وغياب التسلسل المنطقي في ترتيب بعض الأبواب وتفريعاتها الداخليّة ، وتكرار الموضوع أو الفكرة غير مرّة في المصنّف الواحد أو تجزئتها في مواضع وتفريقها ، وتباعد المتناظرات عن بعضها ، والخلط بين النوعين من المعاني .

وهو قبل هذا يسهّل المادّة البلاغيّة , ويقرِّبها لطالبها ، ويعرضها بصورة تعينه على الفهم والتذوّق ؛ لأنّها بنيت على أسس واضحة للمخاطب ، وعلى ترتيب يدركه المتلقي .

**************

يربط علماء المعاني والبيان علمهم بمعاني النحو ، ويكرِّرون عبارة عبد القاهر الجرجاني : «النظم تأخِّي (توخّي) معاني النحو فيما بين الكلم على حسب الأغراض التي يصاغ لها الكلام» . (الخطيب القزويني/تلخيص المفتاح1/27) وهذا كلام يحتاج إلى شرح وإيضاح ، ولعلّي في عملي هذا أقدِّم هذا الشرح والإيضاح من خلال رؤيتي الخاصة ، ومن خلال ما أدركته من كلام أهل العلم .

إنّ ممّا يعدّ من قبيل التفسير وتقريب المراد قول الشيخ عبد المتعال الصعيدي في تفسير قول عبد القاهر : "يريد بمعني النحو الخصوصيّات التي هي مقتضى الحال من التقديم والتأخير وغيرهما ، والأغراض في قوله :"على حسب الأغراض" هي الأقوال الداعية إليها ، أو المعاني الثانوية التي يقصد من الخصوصيّات إفادتها" .

وهذا تفسير يقرب ممّا جلوته ووضّحته في هذا العمل ، وإن لم يكن هو هو ، وهو كلام يؤنس، ويرفع وحشة أن نقول قولا لا يقبله العلم .

يمكن قسم المعاني النحويّة إلى قسمين :

  • معانٍ وظيفيّة : أثرها في التركيب , وتأتي لتحقيق المعاني الإضافيّة , وهي غير مقصودة لذاتها , وإنّما تقتضيها المعاني الإضافيّة ؛ ليستقيم بها الكلام ويصحّ نظمه, وتُظهِر المعانيَ الإضافيّة ( بمعنى الإبانة عن المعاني الإضافيّة ). ثمّ إنّ المعاني الوظيفيّة بعضها لتحقيق السلامة , والحدِّ الأدنى من الصحّة (أصل الصحّة) وبعضها لتحقيق العبارة المستوى الأعلى والكلام الأفصح , مثل الرفع , النصب , الجرّ , الجزم , الحكاية , الإعراب , البناء , الفتح , الضمّ , الكسر , السكون, الإدغام , الإمالة , الإتباع ، التفريع ،الإبدال , القلب بأنواعه , الزيادة , الحذف , الذكر , الإضمار , الاستتار , التقدير , التبعيّة , العطف , البدليّة , التنوين , الصرف , الإجراء , التمكين , الإفراد , التركيب , الإفراد , التثنية , الجمع , الاستغناء , المطابقة , الاستئناف , الوصل , الوقف , الهمز , القلب , المصدريّة , التعريف , التنكير , التخصيص , العهد , الجنسية , الصلة , التعليق , الإلغاء , الإعمال , الإهمال , التذكير , التأنيث ، الصدارة , التقريب , التقوية , الابتداء , الكفّ , المقابلة , العوض , الترنّم , الضرورة , التصرُّف , الجمود , السكت , الاستئناف , القطع , الوصل , الفصل , المدّ , القصر , النقص , الاعتراض , تقارض الألفاظ والصيغ , التضمين , الوقاية , المناسبة , التعذُّر , التقاء الساكنين , التخلُّص من التقاء الساكنين , الحرف , الحركة .
  • معانٍ إضافيّة : وهي المعاني المضافة للنحو , وإن كانت في الأصل لغويّة , وهي المعاني الّتي يقصد إليها المتكلِّم , ويؤلِّف كلامه لتحقيقها , والإبانة عنها , مثل الاستفهام , التصوُّر , التعيين , التصديق , الوعد , الإعلام , التعجُّب , الجمع , التشريك , التعقيب , التراخي , الإضراب , الاستدراك , البيان , التبعيض , النداء , الاستغاثة , الندبة , الإضافة , الإنكار , الطلب , الأمر , النهي , الدعاء , المضارعة , المضيّ , الاستقبال , الحاليّة , الفجاءة , الطلب , الإلصاق , الإسناد , الفاعليّة , المفعوليّة , التعريف , التنكير , الإشارة , العلميّة , التعدية , اللُّزوم , السلب , النقل , المشاركة , التسوية , التذكير , التأنيث , الجمع , التثنية , الإفراد , الاستثناء , التفضيل , التوكيد , القسم, المدح , الذمّ , التشبيه , العوض , التسوية , الإنكار (الإبطالي , والتوبيخي) التقرير , التهكُّم , الاستبطاء , الجواب , التفسير , التعليل , الإضراب , الاستفتاح , التفصيل , التقسيم , الشكّ , الإبهام , التخيير , الإباحة , الجمع , التقريب , التحقيق , التنبيه , التمنِّي , العرض , التحضيض , الإغراء , التحذير , البدل , الابتداء , الغاية وانتهاؤها زمانًا , المعيّة والمصاحبة , التبيين , الكمال , التعدية , الاستعانة , السببيّة , المقابلة , المجاوزة , الاستعلاء , الترتيب , الموالاة , التعظيم , التحقير , التكثير , التقليل , التوقُّع , التقريب , التعويض , الاستدراك , الحضور , الغيبة , الإبهام , المقايسة , المبادرة , الردع , الزجر , التشبيه , الشكّ والظنّ , الشمول والعموم , الاستحقاق , الاختصاص , الملك , التمليك , التبليغ , الصيرورة والعاقبة والمآل , البعد , القرب , الامتناع , التعليق , التقييد , الإطلاق, التوبيخ , التنديم , الكناية , البيان , الإيجاب, السلب, الاستئناف , القسم , التذكُّر , التضمين (يراجع) المغالبة , المشاركة , الروم ويقصد به القصد والطلب، نحو : تقاربت من الشيء , الترك , الجعل , الهجوم , الضياء , نفي الغريزة , التسمية , التعريض , الوجود , الوصول , النقل , القيام على الشيء , الإزالة , النسبة , الاتِّخاذ , التصرُّف والاجتهاد , الخطفة , الإصابة , التحوّل من حال إلى حال , الإطناب , المساواة , الإيجاز .

وقد يقول قائل : لماذا لم يفردوا لكلِّ ما ذكرت بابًا خاصًّا , والجواب لدى ابن جني حين قال : " إن أهل العربية أفردوا للتوكيد باباً لعنايتهم به ، وكونه مما لا يضاع ولا يهمل مثله؛ كما أفردوا لكل معنى أهمهم باباً ؛ كالصفة والعطف والإضافة والنداء والندبة والقسم والجزاء ونحو ذلك ". الخصائص 2/451

والمعنى الواحد قد يكون وظيفيًّا في حال , وإضافيًّا في حال , وذلك باعتبارين مختلفين , مثل التنكير إذا قصِد صار معنًى إضافيًّا , مثل : جاء زيدٌ وزيدٌ آخر , أو جاء سيبويه وسيبويهٍ آخر . وإذا لم يقصد فهو معنًى وظيفيٌّ , مثل :"جاء رجلٌ" و"لا رجل في الدار" و"ما من أحدٍ عندنا" ؛ إذ القصد منه التعميم (العموم) والتنكير وسيلة أو أداة , والقسم فيما لو قال القاضي للمدّعى عليه : يمينَك , فأقسم , وقال : والله لقد كان كذا وكذا. فهذا معنًى إضافيٌّ , ولو قصد إلى توكيد خبرٍ بالقسم , كأن تخاطب شخصًا ينكر مجيء زيد , فتقول : والله لقد حضر زيدٌ , فالقسم هنا معنًى وظيفيٌّ ؛ لأنّه غير مقصودٍ , وإنّما المقصود توكيد الخبر , والقسم أداة التوكيد , ووسيلته .

والتمكين بمعنى الصرف , أو الإجراء معنًى وظيفيٌّ يقصد به إظهار تمام الإعراب , ومكنته , والتمكين في نحو قولك : "أحفرت زيدًا بئرًا , وأرعيته أرضًا" معنًى إضافيٌّ ؛ لأنّه مقصود المتكلِّم .

والّذين تحدَّثوا عن المعانى النحويّة في العصر الحاضر لم يفرِّقوا بين هذه المعاني هذا التفريق , ولم يميزوا بينها، بل جعلوا المعاني هي الوظائف .

وقال ابن النحويّة في شرحه ألفيّة ابن معط ص57 :"...لأنّ التعريف معنًى , والقياس في المعاني أن تؤدِّيها حروف المعاني , فبني لتضمُّنه معنى الحرف ...." ولهذا وضِعت الأدوات للتعبير عن المعاني النحويّة .

وقال ابن هشام :"...الأمر معنًى حقُّه أن يؤدَّى بالحرف , ولأنّه أخو النهي , ولم يدلَّ عليه إلاّ بالحرف , ولأنّ الفعل إنّما وُضِع لتقييد الحدث بالزمان المحصًّل , وكونه أمرًا خارجًا عن مقصوده " المغني ص227

ولا يلزم أن يعبّر عن كلِّ معنًى نحويّ بالحرف ؛ فالإشارة معنًى نحويٌّ ولم يعبِّروا عنه بحرف , كما لا يلزم أن يعبّر عن كلّ معنًى في الحياة بالتعبير النحويِّ ؛ إذ يكفي من النحو أن يتدخَّل في تكوين المعنى وتركيبه , ولولا التركيب ما تحقَّق المعنى الّذي يقصد إليه المتكلِّم , فتعبِّر عن حزنك بـ : حزنتُ , وحزن المخاطب : حزنتَ , وحزن الغائب : حزِن زيدٌ , وحزن الجمع حزِن المصابون , وحزِن أهل الميِّت , وحزِنوا ...إلخ , وكذا فرِحْتُ ...إلخ .

ثمّ إنّ معاني النحو معانٍ كلِّيّة يقصدها المتكلِّم , أو يعبِّر عنها , بالصيغة , أو الأداة , أو التركيب , أو الأسلوب , أو العلامة , أو النظام . ومعاني اللّغة معانٍ خاصّة تعبّر عنها الألفاظ , والعلاقة بين المعنى اللُّغويِّ واللّفظ هي علاقة الاسم بالمسمّى. وهذا يعنى به أصحاب اللُّغة والمعجميُّون.

وقد كان من طرائق العرب في كلامها أن تعبّر عن المعاني النحويّة بالأداة ، ولا يلزم أن يعبّر عن كلّ معنًى نحويّ بأداة أو حرف ، فهناك معان ٍ لم يعبّروا عنها بالحرف ، أو الأداة ، فالتعبير عن المعاني النحويّة إمّا بالحرف والأداة ، وإمّا بالصيغة، وإمّا بالتركيب ، وإمّا باللّفظ عينه (المفردة) فيكون حينئذٍ معنىً لغويًّا .

المعنى النحويّ وسيلته التركيب من قرينة ، ورتبة ، وأداة ، وإعراب ، وحذف وإظهار ، وإضمار، وتقديم وتأخير ، وربط ، ومطابقة ....إلخ .

والمعنى الصرفيّ ، وهو جزء المعنى النحويّ , وسيلته الصيغة من حركة وسكون ، وتعيين نوع الحركة ، والزيادة ، إلاّ الحذف , و الإبدال والقلب , والقلب المكانيّ فإنّها لا تحمل معنًى صرفيًّا ، ولا غيره ؛ لأنّ المقصود منها تحسين اللفظ , و التيسير , وطلب الأخفّ .

ولسائلٍ أن يسأل : كيف تدلّ الصيغة على المعنى النحويِّ , فنقول : إنّ الأبنية الصرفيّة مبناها على التغيير , والتغيير في الأبنية ـ كما أسلفت ـ نوعان :

نوعٌ يراد به إحداث معنًى جديد في البنية , مثل التغيير في صيغة الفعل : كسا وكَسِيَ , وكُسِيَ , وعلِم وعلُم , وفعل وأفعل وفعَّل وفاعل , نحو : كرُم وأكرم , وعلِم وعلَّم , وقتل وقاتل , وصيغة الاسم (الصفات) مثل : ذاهب , ومقتول , وقتّال , ومقتل , ومضرَب , وموعِد , وهُمَزة وهُمْزة , ونَفَض ونَفْض , وطَحْن وطِحْن . ومن الصيغ ما لا يتحدَّد معناه إلاّ من خلال سياقه , كالمشتقِّ ممّا زاد على ثلاثة إذا بُدِئ بميمٍ زائدة وفُتِح ما قبل آخره , مثل " مُكْرَم " تحتمل أن تكون اسم مفعولٍ , ومصدرًا ميميًّا , واسم زمان , واسم مكان , واسم آلة , والسياق هو الّذي يعيِّن واحدًا منها , ويرفع لبس الاشتراك اللّفظيّ (الاشتراك بالصيغة).

ونوع من التغيير في الأبنية لا يراد به إلاّ تحسين اللفظ , مثل مسائل الإعلال , والإبدال , والقلب المكانيّ , وتسهيل الهمز , والحذف , وهذا لا نقف عنده طويلاً ؛ فـ"ميزان" الغرض من قلب واوه ياءً هو تحسين اللّفظ, لا غير .

ودلالات الصيغ ـ كمفرداتها ـ لا تتحقَّق إلاّ من خلال تركيبها مع غيرها , حتّى يخرج لنا كلام يفيد فائدةً يحسن السكوت عليها , أمّا المعاني التجريديّة فليست إلاّ تقريبًا للعلم .

سبق أن ذكرنا أنّ الأداة ذات معنًى إضافيّ ، وأقول هنا : إنّها ذات معنًى وظيفيّ نحويّ ، مثل أداة الشط الجازمة، معناها الإضافي الشرط، ومعناها الوظيفي الجزم، ثمَّ نحن بحاجة للتفريق ما بين المعاني الإضافيّة, والمعاني الوظيفة, والتفريق بينهما على نحو ما تقدّم.

ثمّ إنّ الأداة لا تحمل معنىً بنفسها ، بمعنى أنّها لا تدلّ على المعنى بنفسها، وإنّما تدلُّ على المعنى بغيرها ، فهي حرف أو كالحرف ، ولهذا لا يجوز عدُّ الضمائر والأسماء الموصولة وأسماء الإشارة والظروف أدوات .

الأداة لا تقصد لذاتها ، وإنّما يقصد معناها ، فحين تقول : من يجتهد ينجح ، أنت قصدت الشرط ، بخلاف ما إذا قلت : هذا ناجح ، فأنت قصدت الإخبار عن هذا بالنجاح . وإذا قلت : هذا ناجح قصدت إلى المعنى اللّغويّ الّذي وضع له، وهو المشار إليه، لا الإشارة ، بخلاف ما إذا قلت : "إن" فإنّك تقصد المعنى النحويّ الّذي وضعت له، وهو الشرط ، وهو معنًى لا تدلّ عليه إلاّ بعد تضامِّها مع غيرها (جملتي الشرط والجواب). وحين تقول : كيف الحال؟ فالمقصود السؤال والاستفهام عن الحال، و حين تقول : هذا ناجح ، لا تقصد الإشارة إلى الناجح ، وإنّما تقصد الحكم على المشار إليه بالنجاح . و فرق بين المعنيين ، فالأوّل معنًى نحويّ عبِّر عنه بالأداة (كيف) والثاني معنًى نحويّ عبِّر عنه بالإسناد .

وقد تحتمل الأداة عدّة معانٍ إضافيّة , والسياق هو الّذي يعيِّن أحدها , كالمشترك اللّفظيّ , يحتمل معاني متعدِّدة ليس معنًى بأولى من معنًى , حتّى يعيِّن السياق المعنى المراد .

وأمّا التراكيب فتشمل جميع أنواع التركيب بحيث يحتوي على الأقلِّ مسندًا ومسندًا إليه , وقد تحتوي التراكيب على ما يزيد عليهما , من المفاعيل , والقيود , والموضِّحات , والتتمّات الأخرى ؛ الّتي تجعل الكلام تامًّا بإفادته فائدةً يحسن السكوت عليها .

وأمّا الأساليب فهي أقرب ما يكون من لغة الأمثال ، والعبارات المسكوكة , الّتي تلزم وضعًا تركيبيًّا خاصًّا لا يقبل التغيير , ولا التصرُّف , ولا ينفرد جزءٌ منه بإفادة المعنى , بل يتركَّب المعنى من مجموع التركيب , فأسلوب التعجُّب " ما أكرم زيدًا " ليست "ما" هي الّتي تفيد التعجُّب وحدها , ولا صيغة "أفعلَ" وحدها , ولا نصب "زيدًا" وحده , بل المجموع هو الّذي يفيد التعجُّبَ , ومثله الاستغاثة , وما أشبهها من التعجُّب , فهذه أساليب, تجري مجرى الأمثال, وتفيد المعنى باعتبارها كتلةً واحدةً, لا تنفرد الصيغة, ولا الأداة , ولا مجرَّد التركيب بإفادته .

وللمعاني النحويّة الوظيفيّة أغراض ، هي :

1ـ الإفهام والإبانة عمّا في النفس من معانٍ ، وتكوين المعاني الإضافيّة , والإسهام في تكوين وتعيين المعاني العامّة ، وهذا النوع مقصود لغيره من المعاني الإضافية التي ستأتي .

2ـ التسامي بتحقيق المعاني الإضافيّة على أعلى درجة بيانيّة ، وهذا من جنس ما سبقه ؛ إذ هو مقصود لتحقيق غيره من المعاني الإضافية .

3ـ تحقيق الحدِّ الأدنى من صحّة النظام النحويّ, وسلامة التركيب، وفق ما تقضي به أصول الصناعة النحويّة .

4ـ تحسين اللّفظ , في مثل : ميزان , وما كان من الأبنية فيه قلب أو إبدال , أو نقل، أو إعلال , أو إدغام واجب , ومثل الإضافة اللّفظيّة، والتخلّص من التقاء الساكنين .

5ـ التيسير على مستعمل اللغة بمجاراته على ما اعتاد لسانه , من خلال الإمالة والإشمام والروم , و بعض حالات الإدغام , والقلب المكاني , وترك ما يعسر نطقه .

والمعاني النحويّة الإضافيّة محصورة معدودة , بخلاف المعاني اللُّغويّة ؛ فإنّها لا تقع تحت حصرٍ , ولا يأتي عليها العدُّ , ثمّ المعاني النحويّة ممّا يمكن إدراكها بالفطرة , وبالحسِّ , والذوق , والسياق , بخلاف المعاني اللُّغويّة ؛ فإنّها تتطلَّب شيئًا من الحفظ والدرس والمعاناة , والإدراك من خلال تعاطي أسباب الحياة , وتتعذَر أو تعسر الإحاطة بها أو بألفاظها ؛ لأنّها متجدِّدة متوالدة ، نامية متكاثرة، وقد يكون لبعضها خصوصية.

**************

وسؤالنا : كيف يتعامل البلاغيون مع هذه المعاني بصنفيها؟

لو ألقينا نظرة على كتاب تلخيص المفتاح للخطيب القزويني (ت739هـ) لوجدناه أورد الصنفين ، وبوَّب عليهما ، فمن المعاني الوظيفية تلك التي جعلها عناوين لأبوابه ، أو وظّفها في عناوينها باب أحوال المسند من ناحية الحذف والذكر ، وأغراضهما ، والأغراض من المعاني النحوية الإضافية . والتعريف والتنكير ، وأغراضهما ، كما تحدّث عن أنواع التعريف من إضمار وعلمية وموصولية وإشارة وتعريف بـ"أل" وإضافة ، وأغراضه ، وأغراض التنكير من إفراد وتعظيم وتهويل وتحقير وتكثير ، ومن المعاني الإضافية التقديم ، وهو لا يقصد لذاته ، وإنما يقصد إليه لبيان أهمية المقدَّم ، ولتمكين الخبر في ذهن السامع وتشويقه ، والتخصيص والتأكيد والعموم ، والتأخير "للمسند" لاقتضاء المقام تقديم المسند . ومنها وضع الضمير موضع الظاهر لتمكين ما يعقبه في ذهن السامع ، ووضع المظهر موضع المضمر لغرض بحسب المظهر و وضع ضمير موضع ضمير للالتفات ، والقلب لأغراض ، والإخبار بالمفرد أو الجملة ، وبالاسم أو الفعل ، وتقييد الفعل بأحد المفاعيل ، أو بالشرط لأغراض ، والتغليب ، والتقديم والتأخير في متعلقات الفعل وغيرها لأغراض ، والحذف والذكر في باب المفاعيل ، والفصل والوصل ، والاعتراض .

ومن المعاني الإضافية تلك التي جعلها في عنوان باب الخبر الذي قسمه ثلاثة أنواع : ابتدائي ، وطلبي ، وإنكاري ، كما تحدّث عن أغراضه ، وأضربه . ومثله الإسناد الذي جعله قسمين : حقيقيًّا وعقليًّا ، ومنها الوصف للتفسير والتخصيص والمدح والذم والتأكيد والبيان ، والتوكيد للتقرير ودفع توهّم التجوُّز أو السهو ، والبيان والتفسير للإيضاح ، والإبدال لزيادة التقرير والإيضاح ، والعطف للتفصيل والاختصار ، ومطلق الجمع والترتيب والتعقيب والتراخي والإضراب ، ودفع الخطأ ، والشكّ، والتشكيك، والإبهام، والإباحة، والتخيير، والتعريض بالاستفهام وغيره ، والقصر بيّن أنواعه وطرقه ، وشروطه . وأنواع الإنشاء من تمنٍّ ، واستفهامٍ ، للتصوّر أو التصديق ، وأمرٍ ، ونهيٍ، وعرضٍ، ونداءٍ، والإيجاز والإطناب ، وقد تحدّث عن تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر ، ص47 فما بعدها .

والمتأمِّل في تصنيف البلاغيين يجد أن الأمور تداخلت ، فلم يكن ثمّة تفريق بين المعاني النحوية الوظيفية والمعاني النحوية الإضافية ، وفي كتاب تلخيص المفتاح للخطيب القزويني زاد الأمر تعقيدًا ما وضعه كاتب الحاشية من عناوين . نعم كان لبعض مصنفي علم البيان محاولة أو مقاربة في عنايته بالمعاني النحوية الإضافية ، كالمراغي في "علوم البلاغة" وإن لم يسلم من تأثير البلاغيين ، صحيح أنه في كثير من تبويبه فرّق بين النوعين غير أن هذا التفريق لا يكفي ؛ إذ لا بدَّ من تفريق مطّرد ، وحديثهم متداخل متشعِّب ، يتكرر مثلا حديثهم عن التقديم والتأخير في غير ما موضع ، وكذا الحذف والذكر ، والكلام في تلخيص المفتاح ، وهو من أفضل المصنّفات، ويحظى بقبول البلاغيين، أشبه ما يكون بالمسوّدة ؛ إذ تتداخل فيه المعاني ، وتتكرّر العلل والأسباب ، وتتزاحم الأغراض وتتكرّر .

ويمكن لنا أن نقترح تصنيفًا أو تبويبًا لعلم البيان على النحو التالي :

عـــلم المعـــــــاني

القسم الأول : المعاني النحوية الوظيفية ، وتحته :

الذكر والحذف .

الإظهار والإضمار .

التقديم والتأخير .

التعريف والتنكير .

القلب لأغراض .

الإخبار بالمفرد أو الجملة ، وبالاسم أو الفعل .

التقييد والإطلاق .

الإجمال والتفصيل .

الإبهام والبيان .

التغليب .

الفصل والوصل .

الاعتراض .

وهذه المعاني هي التي تدخل في مباحث علم المعاني وتؤثّر في الخطاب والبيان ، بخلاف سائر المعاني الوظيفية فإنها من ضرائر تكوين الكلام ؛ بحيث لا يصحّ إلا بها أومن ذوات التأثير اللفظي لتحقيق غرض من الأغراض السابقة ، ويبقى تأثيرها شكليًّا لفظيًّا.

ويبحث تحت كل عنوان أساليبه وطرق التعبير عنه ، والمعاني الإضافية التي يؤدِّيها ، مع العلم أن المعاني الوظيفية قد يكون الغرض منها لفظيًّا لتحقيق الصحّة النحويّة ، مثل التقديم لئلا يعود الضمير على متأخِّرٍ لفظًا ورتبة ، أو لتحقيق تحسين اللفظ مثل التخلّص من التقاء الساكنين ، ومسائل الإعلال والإبدال ، كما أن بعضًا منها قد يتردّد بين المعاني الوظيفية والمعاني الإضافية ، فيأتي لهذه تارة ، وللأخرى تارة أخرى .

وبما أن علم المعاني أو علوم البلاغة لا تبحث إلا فيما يقصد إليه المتكلّم أو منشئ الكلام كان علينا أن نميز بين نوعين من المعاني النحوية الوظيفية ، معانٍ لا يقصد إليها المتكلّم ، وإنما تأتي في الكلام من باب اقتضاء قوانين النحو وقواعده وضوابطه لها لتحقيق صحة الكلام أو لتحقيق غرض في اللفظ من تحسين اللفظ أو تخفيفه ، مثل : الرفع , النصب , الجرّ , الجزم , الحكاية , الإعراب , البناء , الفتح , الضمّ , الكسر , السكون , الإدغام , الإمالة , الإتباع ، التفريع ،الإبدال , القلب بأنواعه (المكاني , وغيره) ، إعلال النقل ، التقدير , التبعيّة , التنوين , الصرف , الإجراء , التمكين ، الاستغناء , المطابقة , و القطع والوصل في الهمز , وما يتعلّق به من تليين وتسهيل وحذف وتمكين، والقلب , والمصدريّة , والتعليق , والإلغاء , والإعمال , والإهمال , والتذكير , والتأنيث ، والصدارة , والتقريب , والتقوية , والابتداء , والكفّ , والمقابلة , والعوض , والترنّم , والضرورة , والتصرُّف , والجمود , والسكت , والمدّ , والقصر , والنقص , والاعتراض , وتقارض الألفاظ والصيغ , والتضمين , والوقاية , والمناسبة , والتعذُر , والتقاء الساكنين , والتخلُّص من التقاء الساكنين. وهي معانٍ لا يقصد إليها المتكلِّم لذاتها ، بل يقصدها لتحقيق غرض آخر أو للوصول إلى مقصود آخر ، فمثل هذا المعنى لا يعدو أن يكون واسطة يصل به المتكلّم إلى غرض أو معنًى من المعاني الإضافية ، وهذا منحصر في المعاني التي أوردتها في القسم الأوّل ، ويمكن لمن مكّن النظر تارة أخرى أن يضيف لها معاني وظيفية تصلح للدرس البلاغي .

القســـم الثاني : المعاني النحوية الإضافية ، وتحته :

الخبر والإنشاء .

أنواع الإنشاء من تمنٍّ ، واستفهامٍ ، للتصوّر أو التصديق، وأمرٍ ، ونهيٍ، وعرضٍ ، ونداءٍ .

الإسناد .

الوصف . مع بيان أنواعه : التفسير والتخصيص والمدح والذم والتأكيد والبيان .

التوكيد للتقرير ودفع توهّم التجوُّز أو السهو .

البيان والتفسير للإيضاح .

الإبدال لزيادة التقرير والإيضاح .

العطف للتفصيل والاختصار ، ومطلق الجمع والترتيب والتعقيب والتراخي والإضراب ، ودفع الخطأ ، والشكّ والتشكيك والإبهام والإباحة والتخيير .

التعريض بالاستفهام وغيره .

القصر يبيّن أنواعه وطرقه ، وشروطه .

التنبيه .

الإيجاز والإطناب .

الإضافة .

التشبيه .

المدح , الذمّ .

الإنكار (الإبطالي , والتوبيخي) .

التقرير .

التهكُّم .

التعظيم , التحقير , التكثير , التقليل .

الحضور , الغيبة.

الردع , الزجر .

الكناية .

إلى آخر المعاني النحوية التي تؤدَّى بأساليب قد تتنوّع ، وتختلف من مقام إلى مقام ، ومن شخص إلى شخص، كما قد تجوز في مقام وتمتنع في مقام ، وليست ذات استعمال واحد ومعنًى لا يختلف بحسب المقامات والأحوال.

ويتّضح ممّا سبق أن هناك معاني نحوية إضافية لا يتطرّق إليها الدرس البلاغي ، مثل التبعيض والإلصاق والفجاءة والفاعلية ، والمفعولية . ولعلّ السبب أن هذه لا تدخل في مسألة مطابقة الكلام لمقتضى الحال التي تراعي حال المتلقّي ، التي تجعل من واجب المتكلّم أن يراعيها كي يحقّق من كلامه الغاية المرجوّة ، ولا تسهم في تكوين الصورة البيانية ، ولا في تحسين اللفظ والمعنى ، وإنّما هي مجرّد اختصار للتعبير عن المعنى اللغويّ .

كما أنّه ليس من همِّ البلاغي البحث في تقديم توجبه الصناعة النحوية ، ولا في حذف يوجبه قانون نحوي ، ولا تعريف أو تنكير لا محيد عنه ، أو هو لازم للمتكلّم ؛ فالبلاغي لا يبحث إلا فيما استوفى الصحة ، وكان مقصودًا لدى المتكلّم .

ولا يقصد الدرس البلاغي إلى كلِّ معنًى نحويٍّ إضافيّ ما لم يكن له علاقة بالمقام ومقتضى الحال بحيث يوافقه أو يخالفه ، أو يكون منتقلا من معناه الأصلي إلى معنًى آخر ، كالاستفهام يقصد به الإنكار أو التقرير , والخبر يقصد به الإنشاء ، كالدعاء مثلا في "يرحمه الله" و"صلّى الله عليه وسلّم" ؛ إذ ظاهرهما الخبر وحقيقتهما الإنشاء (الدعاء) .

ويمكن لنا أن نمثِّل بأمثلة ممّا بحثه البلاغيّون من المعاني الإضافية : القصر ، والتوكيد ، والأمر ، والتشبيه . فالتوكيد له مقامات تستدعيه من إنكار أوشكٍّ أو أهمّيّة خبر أو دفع تهمة ونحو ذلك ، وقد يكون مستهجنًا في غير هذه المقامات . وله أساليب منها :

القسم .

توكيد الفعل بنون التوكيد .

التأكيد بـ"إنّ" وأخواتها .

التوكيد باللام التي تدخل على المبتدأ أو الخبر .

التوكيد باللام التي تدخل على الفعل أو "قد" .

التوكيد بـ"قد" .

التأكيد المعنوي بـ"كلّ" وأخواتها .

التوكيد بتكرير اللفظ أو مرادفه .

التوكيد بالضمير فصلا أو غيره .

التوكيد بالمصدر (المفعول المطلق) .

التوكيد بالوصف ، مثل "شعر شاعر" .

التوكيد بالاستثناء .

التوكيد بأسلوب من أساليب القصر .

والأمر من المعاني الإضافية التي يمكن أن يبوَّب لها ، فتدرس من ناحية الأساليب التي تعبِّر عنه ، وما تخرج إليه صيغ الأمر من المعاني كالدعاء والالتماس ، والإباحة .

وهذه الدراسة ، وهذا النمط من التأليف يحقّق دعوة من دعا إلى دراسة النحو بحسب المعاني ، كما تؤدِّي إلى ضبط الدرس البلاغي ، وإبراز الجانب النحويّ فيه ، ومدى ارتباط العلمين وعلاقتهما ببعض .

وأمّا القصر فأكتفي بتلخيص ما جاء في تلخيص المفتاح للخطيب القزويني ، وهو من أوضح ما في كتابه وأتمِّه ، وفيه : تقسيمه إلى حقيقي وغير حقيقي ، وتقسيمه إلى قصر موصوف على صفة ، وقصر صفة على موصوف . ثمّ أورد طرقًا للقصر ، منها : العطف ، نحو : "زيد شاعر لا كاتب ، والشاعر زيد لا عمرو" ، والنفي والاستثناء ، نحو : "ما زيد إلا شاعر" ، و"إنّما" نحو "إنّما زيد شاعر ، وإنّما الشاعر زيدٌ" . والتقديم ، نحو : لزيدٍ الإبل . وتعريف الطرفين ، نحو : "المجتهد زيدٌ" (ولم يورده الخطيب). وقد ذكر أشياء وأحكامًا وفروقًا بين طرق القصر ، فليرجع إليها هناك .

وأمّا التشبيه وهو عند النحاة كما هو عند البلاغيين ، ولا أدري أهم يدخلون فيه الاستعارة ، وله طرائق منها : الربط بين ركني التشبيه بأداة تفيد التشبيه حرفًا كالكاف ، واسمًا نحو : مثل ومثيل وشبه وشبيه ، وفعلاً نحو يماثل أو يشبه ، وقد تحذف الأداة ، فيسند المشبّه به إلى المشبّه (مبتدأ وخبر)، والبلاغيون يقسمونه أقسامًا ، مثل التشبيه البليغ ، والضمني ، كما يقسمونه بحسب أغراضه . وهذه التقسيمات وغيرها من التقسيمات هي من عمل البلاغيين ، وليس عند النحاة إلا ذكر التشبيه مجملا باعتباره معنًى يقصده المتكلّم ، وإلا ذكر أدواته مفرّقة في أبواب النحو، مثل"كأنّ" في باب "إنّ" وأخواتها ، و"الكاف" في حروف الجرّ.

توصيات :

  1. 1) تصنيف مصنّفات تدار على المعاني النحويّة، ويجعل فيها درس النحو بحسب معانيه الإضافية ؛ بحيث يكون المعنى مرتكزًا ، وتفرّع عليه طرائق درسه بذكر الطرق والأساليب التي تعبّر عن هذا المعنى ، مثل التنبيه ، يعبّر عنه بالهاء في نحو "هذا" ، ويعبّر عنه بـ"يا" النداء ، في نحو "ألا يا اسمعوا" . ومثل الأمر يعبّر عنه بفعل الأمر ، وباسم الفعل ، وبلام الأمر التي تدخل على المضارع ، وبالمصدر ، وبالفعل المضارع أحيانًا ، حتّى تستوفى جميع المعاني معنًى معنًى .
  2. 2) التفريق في المعاني الإضافية بين ما يمكن أن يبحث في علم المعاني وبين ما يكون مكانه كتب النحو فقط ؛ إذ هناك معانٍ إضافية لا دخل لها في البلاغة ، وكل ما أرادت العرب منه هو اختصار التعبير اللغويّ ، من غير أن يكون وراءه معانٍ أخرى ، مثل الإلصاق ، والتبعيض ، والعوض ، والسببية .
  3. 3) بذل مزيد عناية في تقريب المعاني الإضافية ، وتيسير دراستها في المعاني ، وتبيين ما يصلح للدراسة في هذا العلم ، وما يكتفى منها بدرسه في كتب النحو؛ لأن لا مدخلَ إلى دراسة المعنى فيه.
  4. 4) مراجعة كتب البلاغة العربية ،لتقريبها من القارئ العربي ، وإعادة التصنيف في البلاغة بناءً على معطيات ونتائج دراسة المعنى؛ ووفقًا لما تقرّر من تقسيم المعنى ، وتخليصها من الاستطراد والتكرار ، وتقسيم الموضوع الواحد، والغرض الواحد .
    1.                هذا ما أمكن زبره وسطره . والحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصالحات ، وصلّى الله وسلّم على محمد وآله وصحبه . تمّ .

ومرادنا بالمعاني الكلية نحو قولنا في أقمت زيدا ، وأخرجته الهمزة للتعدية ، ولا نعبر عن هذا بأن نقول : جعلت زيدا يخرج أو جعلته يجلس ، بل نعبر عنها هي وأمثالها بقولنا الهمزة للتعدية ، وهذا معنى عام يدخل تحته أفراد كثير .

Adidas Shoes

Nike Air Force 1 07 LV8 Utility White AJ7747-100 Shoes for Sale – Buy Best Price Adidas&Nike Sport Sneakers

التصنيف الرئيسي: 
التصنيف الفرعي: 
شارك: