ويمكن تحديد الفونيم من خلال استخدام ما يعرف بـــ ( الثنائيات الدنيا ) و تعرف بأنها كلمتان متشابهتان في الأصوات و ترتيبهما باستثناء صوت واحد فقط ، ومن هنا نقول : إن الخاصية الأساسية للفونيم هي تغيير المعنى ، لذلك يعرف الفونيم بأنه وحدة صوتية مميزة ، أي أنه يميز الكلمات عن بعضها بعضا من حيث اللفظ و المعنى .
وقسم فريق من العلماء الفونيمات إلى نوعين هما :
أ- الفونيمات الرئيسة ( الفونيمات التركيبية ) : و تعرف بأنها تلك الوحدة الصوتية التي تكون جزءا من أبسط صيغة لغوية ذات معنى منعزلة عن السياق أو قل : هي ذلك العنصر الذي يكون جزءا أساسيا من الكلمة المفردة و ذلك كالباء و التاء و الثاء .
ب- الفونيمات الثانوية ( الفونيمات ما فوق التركيبية ) : هي ظاهرة أو صفة صوتية ذات مغزى في الكلام المتصل ، و من أنواع الفونيمات الثانوية النبر و التنغيم .
ثانيا : الألوفون
يعرف الألوفون بأنه أصغر وحدة صوتية في بيئة نطقية واحدة تغيرها لا يؤدي إلى تغيير في المعنى ، و يقسم الألوفون إلى نوعين هما :
أ- الألوفونات المتكاملة : و نعني بها أن لكل ألوفون سياقا صوتيا يظهر فيه و لا يمكن لأي ألوفون آخر يمثل نفس الفونيم أن يظهر في هذا السياق الصوتي .
ب- الألوفونات الحرة : أي أنها تحل محل بعضها بعض في نفس السياق ، و تستخدم الألوفونات الحرة في اللهجات .
ثالثا : ظاهرة المقطع في اللغة العربية
تتكون كل لغة من وحدات صوتية مكونة من حركات و صوامت تنتظم فيما بينها لتؤلف وحدات كبرى ، و الأصوات البسيظة المفردة هي الوحدة الدنيا في بناء اللغة ، و الوحدة التي تلي الأصوات البسيطة هي المقطع و هي من أهم الوحدات اللغوية .
لقد اختلف العلماء على تحديد مفهوم المقطع ، حتى أن بعض العلماء وصفوا المقطع بأنه ( مجرد اصطلاح ليس له أية حقيقة موضوعة ) و يرجع السبب في ذلك إلى اختلاف العلماء في تحديد مفهوم المقطع فمنهم من ينظر إلى مفهوم المقطع من عدة نواحي ( مادية ، و نطقية ، و وظيفية ) و يرجع ذلك إلى طبيعة الأجهزة المستعملة و التي لا تمكن علماء الأصوات من تعيين حدود المقاطع على الخطوط البيانية ، و لهذا قال فندريس في كتابه ( اللغة ) بأن تعريف المقطع أمر عسير إلا أن بعض العلماء قاموا بتعريف المقطع من وجهة نظره فمثلا العالم أتويسبرسن عرف المقطع من ناحية مادية فقال : إنه ( المسافة بين الحدين الأذنيين للإسماع ) ، و قام العالم كانتينو بتعريف المقطع من ناحية نطقية حيث قال : إنه ( الفترة الفاصلة بين عمليتين من عمليات إغلاق جهاز التصويت سواء كان الإغلاق كاملا أو جزئيا ) ، و من تبنى تعريف المقطع من ناحية نطقية ، فإنه لا يمكن وضع تحديد عالمي للمقطع و ذلك لأن مثل هذا العمل سيصطدم بإسلوب التركيب المقطعي لكل لغة ، فما يعد مقطعا في عرف لغة من اللغات ربما لا تكون كذلك في لغة أخرى ومن الناحية الوظيفية قام دي سوسور بتعريف المقطع بأنه ( الوحدة الأساسية التي يؤدي الفونيم و ظيفة داخلها ) .
ومن هذا القبيل نجد تعريف رمضان عبدالتواب في كتابه ( المدخل إلى علم اللغة ) بأنه كمية من الأصوات ، تحتوى على حركة واحدة يمكن الابتداء بها و الوقوف عليها ، و قد عرفه ابراهيم أنيس في كتابه ( موسيقى الشعر ) بأنه عبارة عن حركة قصيرة أو طويلة مكتشفة بصوت أو أكثر من الأصوات الساكنة ، و قد عرفه عبدالرحمن أيوب في كتابه ( أصوات اللغة ) بأنه مجموعة من الأصوات التي تمثل قاعدتين تحصران بينهما قممة ، هذه جملة من التعريفات للمقطع و التي تمثل مختلف وجهات النظر المادية و النطقية و الوظيفة ، وتتمثل أهمية الدراسة المقطعية في اللغة بما يلي :
- الوقوف على طريقة نطقها ، فإذا أردنا أن نتعلم لغة ما ننطق كلماتها نطقا بطيئا مجزءا إلى مقاطع ، ثم نتدرج بعد ذلك إلى السرعة العادية حتى ننطق هذه اللغة بنطقها السليم .
- معرفة نسيج الكلمات في أية لغة من اللغات .
- إدراك التفعيلات العروضية و طريقة تركيب الكلمات .
- بيان أثر المقطع في الكتابة المستعملة في بعض اللغات .
المقطع في اللغة العربية تأتي على عدة صور منها مايلي :
1- المقاطع القصير : و هي المقاطع التي تتكون من صامت + حركة قصيرة ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ) .
2- المقاطع المتوسطة : و هي على نوعين :-
- مفتوحة : و هي المقاطع التي تتكون من صامت + و حركة طويلة ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ح ) .
- مغلقة : و هي المقاطع التي تتكون من صامت + حركة قصيرة + صامت ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ص ) .
3- المقاطع الطويلة : و هي على نوعين :-
- طويل مفرد الإغلاق و يتكون من صامت + حركة طويلة + صامت ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ح ص ) .
- طويل مزدوج الإغلاق و يتكون من صامت + حركة فصيرة + صامت + صامت ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ص ص ) .
4- مديد ، و لا يكون إلا وقفا ، و يتكون من صامت + حركة طويلة + صامت طويل ، و يرمز لها بالرمز ( ص ح ح ص ص ) .
خصائص البنية المقطعية في الكلمة العربية :
1- وجوب ابتداء المقطع بصامت و لا و جود لمقطع يبدأ بحركة .
2- لا يجوز التقاء صامتين في مقطع واحد في بداية الكلمة و حشوها .
3- لا يجوز التقاء حركتين في مقطع واحد و لا يجوز التقاء صامتان في مقطع واحد .
4- اقتصار ورود بعض المقاطع العربية على حالة الوقف فقط ، و ذلك مثل المقطع الطويل ( ص ح ص ص ) و المقطع المديد ( ص ح ح ص ص ) ، و قلة ورود المقطع الطويل مفرد الإغلاق ( ص ح ح ص ) في الكلمة ، و يمتاز المقطع الطويل بنوعيه عن المقطع المديد في أنه قد يرد في الشعر أحيانا في بعض الأوزان مقيدة القافية .
5- تقصير الحركات الطويلة في المقاطع المغلقة .
و هذا بالنسبة إلى البنية المقطعية ، أما بالنسبة إلى لتنظيم المقاطع في داخل الكلمة فإننا نضيف إلى ذلك ما يلي :
6- كره العربية لتوالي المقاطع القصيرة .
7- كره العربية لتوالي المقاطع الطويلة المفتوحة .
8 – ميل العربية إلى إغلاق المقاطع المفتوحة في غير الشعر ز
ملاحظات عامة حول المقاطع في اللغة العربية :
1- المقاطع في اللغة العربية إما أن تكون مفتوحة أو مغلقة ، فالمقطع الذي ينتهي بحركة يكون مقطع مفتوح ، وكل مقطع ينتهي بصامت يكون مغلق .
2- المقاطع القصيرة مفتوحة دائما و المتوسطة منها المفتوح و منها المغلق ، أما المقاطع الطويلة و المديدة فمغلقة دائما .
3- المقطع المفتوح موجود في كل اللغات أما المقطع المغلق فموجود في بعضها فقط .
4- ذكر الباحثون أنه لا توجد لغة يكون فيها مقاطع مغلقة دون أن تكون فيها مقاطع مفتوحة وهناك لغات فلا تحتوي على مقاطع مغلقة ، و ذلك في اللغة اليابانية .
5- هناك لغات تفضل أن تنتهي مقاطعها بصامت كاللغة الإنجليزية و الألمانية ، فالمقاطع القصيرة من نوع ( ص ح ) أكثر الأشكال المقطعية شيوعا في العربية يليه المقطعان المتوسطان ( ص ح ح ) و ( ص ح ص ) .
6- أكثر المقاطع شيوعا في اللغة العربية هي المقاطع التالية ( ص ح ) و ( ص ح ح ) و ( ص ح ص ) أما المقاطع الطويلة و المديدة فهي نادرة الإستعمال و ورودها في العربية مقيد في أغلب الأحيان بحالة الوقف ، و بخاصة المقطعان ( ص ح ص ص ) و ( ص ح ح ص ص ) فإن العربية لا تسمح بهما إلا في حالة الوقف فقط ، أما المقطع الطويل مفرد الإغلاق ( ص ح ح ص ) فإنه يأتي في الكلام و لكن بشروط حددها النحاة ، و يأتي في الوقف كثيرا كسابقيه .
المصادر و المراجع :
1- الشايب ، فوزي حسن ( 2004 م ) ، أثر القوانين الصوتية في بناء الكلمة العربية ، ( اربد ، عالم الكتب الحديث ) .
2- فارع ، شحدة و آخرون ( 2000م ) ، مقدمة في اللغويات المعاصرة ، ( عمان ، دار وائل للنشر ) .