في إطار مشروع "ارتياد الآفاق" الذي أطلقته "دار السويدي" من أبو ظبي وبيروت تعلن الدار عن تخصص جائزة عربية تحت اسم (جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي) وتمنح الجائزة لأفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلة, وتأتي انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي، وأيماناً منها بضروة الإسهام في إرساء تقاليد حرّة في منح الجوائز، وتكريساً لعرف رمزي في تقدير العطاء الفكري، ورغبة في تشجيع أعمال البحث والتحقيق في حقل الأدب الجغرافي، ونبش المخبوء والمجهول من المخطوطات العربية والإسلامية في كنف المكتبات العربية والعالمية، وكذلك حرصاً منها على حفز الدارسين والمحققين العرب لإحياء ومواصلة مشروع تنويري عربي يضيء الزوايا الظليلة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان، والسفر فيه، ودعوة للكشف عن نظرة العربي إلى الذات والآخر، من خلال أدب الرحلة، بصفته من بين أبرز حقول الكتابة في التراث العربي، والذي لم ينل اهتماماً كافياً يتناسب وأهميته القصوى في مختلف الثقافات، وتتزايد أهميته في ظل التطورات التي يشهدها العالم، وتنعكس سلباً على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى، فالأدب الجغرافي العربي (وضمناً الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن "الآخر" في مختلف الجغرافيات التي ارتادها رحالتهم وجغرافييهم ودوّنوا انطباعاتهم عنها.
- تمنح الجائزة سنوياً لثلاثة أعمال محققة.
- وتشجيعاً من الدار للمؤلفين العرب على تدوين يومياتهم في السفر تمنح اللجنة في الإطار نفسه جائزة سنوية لأفضل كتاب يضعه مؤلف عربي معاصر عن رحلة أو رحلات قام بها.
- كما تمنح لأفضل كتاب يصنف بباب الدراسات في الأدب الجغرافي .
- وكتاب في اليوميات .
- وكتاب ينتمي إلى أدب الرحلة الصحفية .
- تقوم لجنة مؤلفة من 5 مختصين بقراءة الأعمال واختيار الفائزين، وتكون قراراتها ملزمة.
- تعلن "دار السويدي" عن الأعمال الفائزة في مطلع نيسان من كل عام في احتفال خاص يقام من أجل المناسبة ويدعى الفائزون لتسلم الجوائز.
- تبلغ قيمة الجائزة للنصوص المحققة 2000 دولار أمريكي لكل نص، و 2000 دولار أمريكي لكتاب الدراسات، و 1500 دولار أمريكي لكل من الأعمال الفائزة عن الرحلة المعاصرة واليوميات والرحلة الصحفية.
- يتقاضى الفائز من الناشر ألف دولار حقوقاً للتأليف عن الطبعة الأولى، وهي طبعة رمزية من ألف نسخة فقط.
- تنشر الأعمال الفائزة في سلسلة "ارتياد الآفاق" التي تصدرها الدار، وعلى موقعها الخاص بها على الإنترنت، وتسلّم الجوائز في حفل خاص يقام في مطلع إبريل/نيسان من كل عام في أبو ظبي.
- تختار الدار عدداً من الأعمال المحققة (التي لم يقع عليها الاختيار من قبل لجنة التحكيم) وتتوفر فيها الشروط المناسبة للنشر، وتتفق مع أصحابها على إدراجها في خطتها النشرية.
شروط الاشتراك في الجائزة:
- أن يكون النص محققاً وفق قواعد التحقيق العلمية المعتمدة في الأوساط الأكاديمية.
- أن لا يكون المخطوط حقق ونشر في كتاب أو دورية، من قبل (ما لم تكن هناك إضافة علمية على العمل تحظى بتقدير لجنة التحكيم).
- تقبل المخطوطات التي هي رسائل أكاديمية لنيل درجات علمية.
- من حق الجهة المانحة للجائزة إجراء التعديلات الفنية التي تراها مناسبة على النص الفائز ليتوافق وصيغة النشر المعتمدة من الدار بالاتفاق مع المؤلف أو المحقق.
- أن يرسل النص في نسخة ورقية واحدة مرفقة بنسخة إلكترونية.
تستقبل النصوص في موعد أقصاه الأول من شهر مارس / آذار من كل عام، على عنوان الدار في أبو ظبي ص.ب 44480 أو على البريد الإلكتروني: info@alrihla.com
وتؤكد الدار على أن القيمة المادية للجائزة هي قيمة رمزية، هاجسها حث الدارسين والباحثين العرب المعنيين بأدب الرحلة والبحث الجغرافي إلى تقديم أفكارهم واقتراحاتهم لسبر هذا العالم واسع الأرجاء والمساهمة في إعادة تحرير ودراسة وتقديم النصوص المطبوعة في نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين من تراث أدب الرحلة، والتي باتت خارج التداول، وجلّها مهمل أو مطموس، وبالتالي بحكم الضائع والمفقود، ليجري الاتفاق معهم بشأن إعادة تحقيقه ونشره.
-------------------------
الرحلة : المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق :
http://www.alrihla.com/prize.htm
--------------------
جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي
بيان الجائزة في سنتها الأولى 2003
اختارت الأعمال لجنة تحكيم عربية من 5 أعضاء
ثلاثة محققين مغاربة وشاعر عماني يفوزون بـ"جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي"
وتخصيص جائزة خامسة للدراسات الجغرافية .
في إطار مشروع "ارتياد الآفاق" الذي أطلقته "دار السويدي" من أبو ظبي وبيروت قبل عامين أعلنت الدار، وهي مؤسسة ثقافية عربية غير ربحية، عن نتائج (جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي) للعام 2003 والتي تأسست مطلع هذا العام وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلة, وجاءت انسجاماً مع طموحاتها في إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي.
وقد فاز بالجائزة ثلاثة من المحققين المغاربة هم د. محمد بوكبوط، ود. سعيد فاضلي، ود. عبد الرحيم مودّن، والشاعر العماني محمد الحارثي.
وقال الشاعر نوري الجراح المشرف على مشروع "ارتياد الآفاق" أن الجائزة في دورتها الأولى أثبتت التوقعات المتفائلة لمشروع تنويري عربي يستهدف إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي من خلال تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية التي تنتمي إلى أدب الرحلة والأدب الجغرافي بصورة عامة، من جهة، وإلى تشجيع الأدباء والكتاب العرب على تدوين يومياتهم في السفر. فضلاً عن ترجمة التراث الإنساني في أدب الرحلة الموضوع في اللغات الأخرى.
ويرى المشرفون على الجائزة والمشروع الجغرافي االعربي الذي ينطلق من أبو ظبي وبيروت وكامبردج ويرعاه الشاعر محمد السويدي أن الجائزة تهدف تهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في هذا الميدان الخطير، وإيماناً بضرورة الإسهام في إرساء تقاليد حرّة في منح الجوائز، وتكريساً لعرف رمزي في تقدير العطاء الفكري، بما يؤدي بالضرورة إلى نبش المخبوء والمجهول من المخطوطات العربية والإسلامية الموجود في كنف المكتبات العربية والعالمية، وإخراجه إلى النور، وبالتالي إضاءة الزوايا الظليلة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان، والسفر فيه، والكشف عن نظرة العربي إلى الذات والآخر، من خلال أدب الرحلة، بصفته من بين أبرز حقول الكتابة في التراث العربي، لم ينل اهتماماً يتناسب والأهمية المعطاة له في مختلف الثقافات. ونبّه إلى أن أهمية هذا المشروع تتزايد في ظل التطورات الدراماتيكية التي يشهدها العالم، وتنعكس سلباً على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى، فالأدب الجغرافي العربي (وضمناً الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن "الآخر" في مختلف الجغرافيات التي ارتادها رحالتهم وجغرافيوهم ودوّنوا انطباعاتهم عنها، وعن التصورات الخاصة بالعرب عن الحضارة الإنسانية والاختلاف الحضاري.
لجنة التحكيم :
وحول حيثيات الجائزة وهوية لجنة التحكيم للدورة الأولى فقد تشكلت لجنة التحكيم من 5 أعضاء هم د. شعيب حليفي (المغرب)، د. محمد لطفي اليوسفي (تونس)، الشاعر علي كنعان (سورية) د. شاكر لعيبي (العراق)، د. عبد النبي ذاكر (المغرب). وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 22 مخطوطاً جاءت من 7 بلدان عربية هي (مصر-سوريا-عمان-المغرب-الجزائر-الأردن-السعودية)، توزعت على الرحلة المعاصرة بصورة أكبر وعلى المخطوطات المحققة بصورة أقل. وقد جرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، واستبعاد ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدار للأعمال المعاصرة. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء، وجاءت النتائج على النحو التالي:
المخطوطات الفائزة:
* مخطوطة لا تقل صفحاتها الأصلية عن 200 صفحة: فاز بها مخطوط رحلة "إحراز المعلى في حج بيت الله الحرام" 1785 لمحمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي. قام بالتحقيق د. محمد بوكبوط (المغرب).
* مخطوطة لا تقل صفحاتها الأصلية عن 150 صفحة: فاز بها مخطوط "الرحلة الأوروبية" 1919 لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي. قام بتحقيق المخطوط د. سعيد فاضلي (المغرب).
* مخطوطة لا تزيد صفحاتها الأصلية عن 100 صفحة: وفاز بها مخطوط "الرحلة التتويجية لعاصمة البلاد الأنجليزية" 1902 للحسن بن محمد الغسال. قام بالتحقيق د. عبد الرحيم مودن (المغرب).
جائزة الرحلة المعاصرة:
أما جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة، فهي جائزة تمنح عن أفضل كتاب في أدب الرحلة يضعه كاتب معاصر، فقد فاز بها الشاعر العماني محمد الحارثي عن كتابه "عين وجناح- رحلات في الجزر العذراء، زنجبار، تايلاند، فييتنام، الأندلس، والربع الخالي".
توزيع الجوائز في المغرب:
المؤلفات الأربعة ستصدر في سلسلتي "ارتياد الآفاق" و"سندباد الجديد"، إلى جانب نشر عدد من المخطوطات التي جرى التنويه بها لقيمتها الأدبية في سلسلة "سندباد الجديد" التي استحدثتها الدار مؤخراً لتضم أدب الرحلة المعاصر والجديد. سيجري توزيع الجوائز في احتفال يقام في الرباط خلال ندوة "الرحالة العرب والمسلمون: اكتشاف الآخر-المغرب منطلقاً وموئلاً " التي ستنعقد في أيام 14-15-16 نوفمبر المقبل ويشرف عليها كل من "وزارة الثقافة المغربية" والمشروع الجغرافي العربي "ارتياد الآفاق" في أبو ظبي، ويشارك في أعمالها عدد كبير من الأكاديميين والدارسين في حقل الأدب الجغرافي وتحمل هذه الدورة التأسيسية للندوة اسم دورة ابن بطوطة. وتأتي الندوة في إطار احتفالات الرباط عاصمة الثقافة العربية. وستسلم الجوائز بحضور الفائزين. وستعقد الدورات المقبلة من ندوة (الرحالة العرب والمسلمون: اكتشاف الآخر) في عواصم ثقافية عربية لاحقة.
وحول تفسير القائمين على الجائزة لفوز ثلاثة مخطوطات من المغرب بها، فإن ذلك لم يكن مفاجئاً كما يرى المشرف على مشروع "ارتياد الآفاق" فالمغرب أخرج ابن بطوطة والمغاربة الحاليون هم من سلالة هذا الرحالة العظيم. وفي الأساس يمكن رد الأمر إلى النشاط الملحوظ للدارسين والأكاديميين المغاربة في أقسام التاريخ في الجامعات المختلفة في المغرب، وأيضاً إلى تمتع هؤلاء بوعي استثنائي للأهمية التي يشغلها حقل الأدب الجغرافي. فضلاً عن تبنيهم مناهج حديثة في قراءة النصوص والظواهر التي تتكشف عنها.
________________________________________
مختصر عن آراء لجنة التحكيم في المخطوطات الثلاث الفائزة
أولاً: رحلة المكناسي 1785 - تحقيق د. محمد بوكبوط
* د. شعيب حليفي
عن الرحلة: العناصر التي تبرز أهمية وقيمة هذا النص متعددة لكون الفترة التاريخية وخط سير الرحلة عاملين أساسيين وحاسمين، إذا ما أضفنا عنصرا ثالثا يتمثل في مؤلف الرحلة ابن عثمان المكناسي, السفير الأديب الذي يملك رصيدا ثقافيا هاما وحنكة ديبلوماسية.
عن التحقيق: المحقق كان صائبا في مرحلتين: تحقيق النص وضبطه ثم التقديم له وبناء جسور دقيقة ومتينة لفهمه والتواصل معه . والمقدمة التي مهدت للتحقيق كانت جيدة تتم عن دراية شاملة.
* د. محمد علي اليوسفي
عن الرحلة: يستمد هذا العمل قيمته الفكرية والأدبية والتاريخية من كون المؤلف لم يكتف بوصف الأماكن والأمصار التي زارها بل وسع دائرة الجنس الأدبي الذي يكتب فيه أي الرحلة. فهي سياحة في المكان والفكر معاً. فقد ضم النص أراء وتأملات فكرية وأدبية.
عن التحقيق: تمكن المحقق في المقدمة التي وضعها من الإحاطة بتغريبة الكتاب وتغريبة منتجه إذ كشف عن الغبن الذي تعرض له طيلة أحقاب ظل الكتاب خلالها يقتبس إلى النهب دون ذكر له أو لمؤلفه. في حين ينهض هذا التحقيق على دقة علمية واضحة، وحرص على التمسك بالضوابط الأكاديمية.
إن إخراج كتاب "كتاب إحراز المعلى" من العتمة إلى ضوء النهار من شأنه أن يثري المكتبة العربية ويرد الاعتبار للنص ومنتجه. وهذا العمل يستحق فعلا أن ينال الجائزة التي رشح لها عن جدارة واقتدار.
* أ. علي كنعان
عن الرحلة: عمل جدير بنيل الجائزة لعدة أسباب، منها: أنها من كنوز الخزائن المغربية المكنونة في مخطوطات لم تنشر من قبل، وهي ترصد مرحلة هامة من تاريخ الدولة العثمانية في أواخر القرن الثامن عشر خلال الصراع العثماني الروسي.
عن التحقيق: يبدو جهد المحقق جليا وكبيرا في دراسة النص وفحصه، بنسختيه (أ) و(ب)، وتعليق حواشيه وإلقاء مزيد من الضوء على حياة المؤلف ومكانته العلمية والدبلوماسية (...) وتقصّي مختلف الإشارات والدراسات القديمة والحديثة التي تناولت هذا النص كليا أو جزئيا.
* د. شاكر لعيبي
عن الرحلة: عنصران قويان يمنحان هذه الرحلة قيمتها الأدبية والأرشيفية، الأول: يتعلق بالمساهمة السياسية الكبيرة لمؤلفها في صنع الأحداث في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. والثاني: الثقافة العالية للمصنّف ودقة ملاحظاته ورصوداته.
عن التحقيق: سعى المحقق بقدر كبير من المهارة والدقة والمنهجية في إخراج العمل بأحسن الهيئات الممكنة. فقد نقّب وتابع أسماء الأعلام الواردة في نص المخطوطة ووثقها وعاود التحقّق منها، كما عاود التأكّد من الكلمات غير العربية التي يستخدمها المؤلف مما كان شائعاً في عصره بتأثير الهيمنة التركية كالقشلة والأكراك وأركلة.
* د. عبد النبي ذاكر
عن الرحلة: قيمة هذه المخطوطة تكمن في كونها رحلة شاملة إلى حد ما , جمعت بين الرحلة الحجية والزيارية والسفارية (...) صاحب النص دبلوماسي مغربي محنك ينتمي لأواخر القرن الثامن عشر, راسخ القدم في أدب الرحلة يشهد لذلك تصنيفه لرحلتين أخريين.
عن التحقيق: تحقيق علمي أكاديمي رصين ، نهض على التعريف بأهمية المخطوط , وقيمة صاحبه ، وسرد منهج التحقيق المتمثل في المقابلة بين نسختين مخطوطتين.
ثانياً: الرحلة الأوروبية 1919 - تحقيق د. سعيد الفاضلي
* د. شعيب حليفي
عن الرحلة: هذا النص الرحلي شهادة متعددة الأوجه والقراءات عن طموح العالم إلى مستقبل بـدون حروب, واستمرار ارتباط أوربا بمستعمراتها. من جانب آخر تبرز الرحلة بجلاء وجهـة نظر صريحة من طرف مؤلفها الحجوي، المثقف السياسي المتفتح، ووعيه الداعي إلى الاقتداء بحداثة الغرب.
عن التحقيق: جيد على كافة المستويات ويحترم قواعد التحقيق خصوصا وأنه معزز بالهوامش الشارحة والتعليقات المفيدة والمفسرة فضلا عن التقديم والفهارس المدققة.
* د. محمد لطفي اليوسفي
عن الرحلة: ترجع أهمية هذا الكتاب إلى كون مؤلفه مغربي من عملاء الاستعمار الفرنسي. حتى أن المغاربة امتنعوا عن الصلاة في المكان الذي دفن فيه. الكتاب يمثل من هذا المنظور وثيقة فكرية وتاريخية هامة. إنه يتنزل في صميم ما يمكن أن ننعته بالخطاب الاستشراقي العربي الذي يرى في الغرب دار السعادة القصوى ويحرص على استنساخ القيم الغربية والحضارة الغربية وجعل الشعوب العربية تخجل بانتمائها الحضاري فتسعى إلى تبديله. عن التحقيق: مقدمة التحقيق علمية على نحو صارم ثمة ضبط علمي للهوامش فهي حافلة بما يجعل منها دليلا مهما ييسر القراءة على القارئ. عمل جدير بالتقدير وبنيل جائزة عربية.
* أ. علي كنعان
عن الرحلة: أهمية هذه الرحلة نابعة من أهمية المرحلة التاريخية التي ترصدها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، فضلا عن المكانة السياسية والأدبية لكاتبها وهاجسه التنويري.
عن التحقيق: المحقق درس النص بأناة بالغة وعلق حواشيه وأوضح خفاياه بشروح مستفيضة وعرف بالأعلام الجغرافية والتاريخية، فأضفى عمله على الرحلة أهمية كبيرة.
* د. شاكر لعيبي
عن الرحلة: تقدّم هذه الرحلة مسحاً لأجزاء كبيرة من فرنسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. تقدم الرحلة بحثاً عن أسئلة تنويرية ونهضوية ملتبسة، ويتقدّم الحجوي لهذا السبب بوصفه حالة رمزية لحيرة العالم العربي الإسلامي الخاضع للاستعمار. هذه الرحلة تضئ تلك المنطقة الحرجة بين استشرافات المثقفين المغاربة لمعارف اللحظة وبين طموحاتهم، بل مصائرهم الفردية.
عن التحقيق: التحقيق هو من الدقة بمكان، ويتبع المنهج العلمي في تحقيق المخطوطات، مصحّحاً الكثير من هفوات وعثرات التحقيق الأول، مُضيفاً إليها عناصر جديدة من أجل إضاءة النص بنور جديد والتعريف بمصادر مؤلفه الأدبية والثقافية والمعرفية.
* د. عبد النبي ذاكر
عن الرحلة: قيمة هذه الرحلة في كون صاحبها مثقف من عيار كبير، له نصوص رحلية أخرى. فالرحلة في حد ذاتها رؤية فقيه متنور للآخـر في مطالع القرن العشرين، يتمتع بدقة الملاحظة وحصافة الرأي وحسن التفهم ، دون أن يثنيه عـن انتقاد الذات والسخرية من تخلفها ، في لغة هادئة مسترسلة , وأسلوب لا تصنع فيه.
عن التحقيق: تتجسد قيمة هذا التحقيق في إلقاء الضوء على شخصية الحجوي الثعالبي المثقف والسياسي. ويتميز التحقيق ، علاوة على التقديم الموسع والتعليق المستفيض ولائحة المصادر والمراجع، بسرد لائحة شاملة للفهارس.
ثالثاً: الرحلة التتويجية إلى عاصمة البلاد الإنجليزية 1902 - تحقيق د. عبد الرحيم مودّن
* د. شعيب حليفي
عن الرحلة: تجيء قيمة الرحلة لتكشف عن وجهة نظر مغربية/عربية تجاه المجتمع الأوروبي المتمثل في إنجلترا، باعتباره الآخر المتقدم القوي المالك لأدوات التكنولوجيا والتنمية والباحث عن مستعمرات وأسواق.
عن التحقيق: استطاع المحقق عبر مقدمة مفصلة تقديم أفكار خاصة بنص الحسن الغسال من خلال إضاءته من جوانب شتى تضع النص الرحلي [المحقق] ومؤلفه في السياق التاريخي والسياسي والفكري الذي وجد فيه. ويعتبر هذا التحقيق متقدما على نشر سابق للنص نفسه سنة 1979 بإشراف الأستاذ عبد الهادي التازي .
* د. محمد لطفي اليوسفي
عن الرحلة: مخطوط يجسد ما يمكن أن ننعته بـ"أدب الرحلة المضاد" فالمخطوط ينبني على مقاومة التمثلات الاستشراقية التي تعج بها كتب الرحالة الغربيين الذين زاروا الشرق وكتبوا عنه نصوصا تبتني صورة دونية للشرق وناسه وحضارته عبر تكريس متخيلات مخترعة.
عن التحقيق: حرص المحقق في طبعته الكتاب على تبيان ظروف كتابة الغسال لمؤلفه. كما حرص أيضا على تنزيل الكتاب في إطار التاريخ الثقافي المغربي والعالمي. وتبين منطلقات الغسال في مؤلفه مبرزاً مميزات الكتاب داخل أدب الرحلة في الثقافة العربية. الرحلة تجمع إلى السيرة الذاتية بعدا توثيقا واضحا.
* أ. علي كنعان
عن الرحلة: هذه الرحلة، على صغر حجمها، تكشف الهاجس الحضاري المستنير لمؤلفها وهو يشاهد مظاهر التقدم في مجتمع أجنبي منظم يحتفي بالعلم والعمل معا، بينما ما تزال البلاد العربية ترزح تحت ظلمات الجهل والأمية والتناحر.
عن التحقيق: الجهد العلمي واضح في تحقيق النص وتعليق حواشيه، ويتجلى ذلك بدءا من المقدمة المستفيضة التي أشارت إلى إشكالية النهضة بين "الأنا" و "الآخر" حتى في مسألة اللغة وقدرتها على التعبير، كما أضاءت جوانب متعددة من حياة الكاتب وأعماله.
* د. شاكر لعيبي
عن الرحلة: على الرغم من قصر هذه الرحلة فإنها من المتعة بمكان، لأنها مهمومة بمشكلة التحديث الذي كان يجابهه العالم العربي الإسلامي، ولأنها مكتوبة بروح من التحرر الذي يهجر قليلا أو كثيرا فكرة (دار الكفر)، ولأنها كذلك تُظهر حياديةً نسبيةً للغسّال مؤلفها. هذه الرحلة تقدّم فكرة قيمة عن الإشكالية الفعلية لبدايات الترجمة في المغرب العربي.
عن التحقيق: جاء التحقيق موفياً بالغرض وفق قواعد علمية دقيقة، وتمكنت المقدمة من الإحاطة بالرحالة ورحلته على نحو كاشف.
* د. عبد النبي ذاكر
عن الرحلة: على الرغم من صغر حجم هذه الرحلة, إلا أنها تعطينا صورة متفتحة عن لقاء عقل عربي إسلامي متنور بمعالم حضارة غربية [ إنجليزية أساسا] في البدايات الأولى من القرن العشرين.
عن التحقيق: قيمة التحقيق تتجلى أساسا في التحقيق اللغوي العامي والفصيح والمعرب من الكلمات الأجنبية. وفي التأطير التاريخي للمتن الرحلي المحقق وتحليله والتعليق عليه ومقارنته بنصوص سابقة (...) ثم تنوير أعلام الأشخاص والأماكن.
جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة
"عين وجناح" محمد الحارثي
الكتاب الفائز بجائزة الرحلة المعاصرة: "عين وجناح- رحلات في الجزر العذراء، زنجبار، تايلاند، فييتنام، الأندلس، والربع الخالي"، اختارته الدار من بين 14 كتاباً يمكن اعتبار القسم الأعظم منها مستحقاً للجائزة. وهي مؤلفات لكتاب جلهم من المعروفين، وبعضهم مشهور في الثقافة العربية. لكن الاختيار وقع على كتاب الشاعر الحارثي، وهو الكتاب الأول له في هذا الميدان، لكونه يجمع أناقة اللغة وطرافتها وشاعريتها إلى دقة الملاحظة، والحضور الطاغي للخبرة الروحية والعملية بالمكان والشغف به، وبقصصه، وبين اتساع رقعة الترحال ليشمل أربع قارات، من دون أن يكون الهدف من السفر غالباً إلا مغامرة السفر والشغف الخالص به، وهو ما يبعد أدب الرحلة عن فكرة المصادفة والعرضية، ويقترب به من فكرته الأصلية: مغامرة الاكتشاف، وحب التدوين، والرغبة في الإمتاع. وأخيراً الفلسفة الخاصة للشاعر المتلامحة من سطور هذه اليوميات.
يوميات محمد الحارثي مغامرة أدبية مع المكان مفعمة بعشق التفاصيل ورصد العلامات الفارقة، ستبوئه مكانة استثنائية في فن كتابة الرحلة الحديثة بالعربية.
=======================
جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي
بيان الجائزة في سنة 2006
الفائزون بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي 2006
مغربيان، ومصري، وعراقي، وكويتي، وسوريان، وأميركية
أعلن "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" الذي يرعاه من أبو ظبي ولندن الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليه الشاعر نوري الجرَّاح عن نتائج جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لسنة 2006 وهي خمسة جوائز في ثلاثة مجالات: ثلاث جوائز لتحقيق مخطوطات الرحلة الكلاسيكية، وجائزة للرحلة المعاصرة، وجائزة للدراسات في أدب الرحلة. وأضيف هذا العام مجالان جديدان هما: جائزة الرحلة الصحفية، وجائزة أدب "اليوميات".
فاز بالجائزة هذا العام عن "تحقيق المخطوطات الكلاسيكية" أربعة محققين هم: د. سوزان ميلار (الولايات المتحدة)، د. خالد بن الصغير (المغرب)، د. محمد الصالحي (المغرب)، أ. قاسم وهب (سوريا)، وفاز بجائزة "الرحلة المعاصرة" د. خليل النعيمي (سوريا). وفاز بجائزة "الدراسات في أدب الرحلة" د. نواف الجحمة (الكويت)، وفاز بجائزة "الرحلة الصحفية" ابرهيم المصري (مصر)، وفاز بجائزة "اليوميات والمذكرات" فاروق يوسف (العراق).
وبذلك يبلغ عدد الحائزين على الجائزة حتى تمام دورتها الرابعة 23 باحثاً وكاتباً عربياً وأجنبياً.
الأعمال المتسابقة :
تشكلت لجنة التحكيم لهذا العام، كما في الأعوام السابقة، من 5 أعضاء من الأساتذة المختصين والأدباء العرب، وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 42 مخطوطاً جاءت من 13 بلداً عربياً، وتوزعت على الرحلة العربية المعاصرة والدراسات بصورة أكبر، وعلى المخطوطات المحققة بصورة أقل. وقد جرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد عدد قليل من الأعمال لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، واستبعد ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدار للأعمال المعاصرة. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء، وجاءت النتائج على النحو التالي:
جائزة المخطوطات المحققة:
* رحلة الصفار إلى باريس 1845-1846، محمد الصفار الأندلسي التطواني، تحقيق: د. سوزان ميلار (الولايات المتحدة)، عرب النص وشارك في التحقيق: د. خالد بن الصغير (المغرب)
* النفحة المسكية في السفارة التركية 1589، علي بن محمد التمكَروتي ، تحقيق وتقديم: محمد الصالحي (المغرب)
* رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى إيطاليا 1613 ـ 1618 م، حققها وقدم لها: قاسم وهب (سوريا)
جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة:
* قراءة العَالَم، رحلات في كوبا، ريو دي جانيرو، مالي، لشبونة، والهند الأوسط، خليل النعيمي (سوريا)
جائزة الدراسات في الأدب الجغرافي:
* صورة المشرق العربي في كتابات رحالة الغرب الإسلامي في القرنين السادس والثامن الهجري 12 و14، د. نواف عبد العزيز الجحمة (الكويت)
جائزة اليوميات:
* لا شيء .. لا أحد يوميات في الشمال الأوروبي، فاروق يوسف (العراق)
جائزة ابن بطوطة للرحلة الصحفية:
* رصيف القتلى مشاهدات صحافي عربي في العراق، ابرهيم المصري (مصر)
توزيع الجوائز في الجزائر
وستصدر الرحلات الثلاث المحققة الفائزة في سلسلة "ارتياد الآفاق"، والرحلة الفائزة بجائزة الرحلة المعاصرة في سلسلة "سندباد الجديد"، والكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة للدراسات في سلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي". والكتاب الفائز بجائزة الرحلة الصحفية في سلسلة "أرض الحدث"، والكتاب الفائز بجائزة "اليوميات" في سلسلة "يوميات". توزع الجوائز في احتفال يقام على هامش الملتقى الدولي الأول للكتاب العرب في المهجر والذي سيعقد في الجزائر تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد: عبد العزيز بوتفليقة وبإشراف وزارة الثقافة الجزائرية وبالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية من 24 إلى 28 حزيران/يونيو 2007
=====================
بيان لجنة التحكيم الجائزة لسنة 2006
اجتمعت لجنة التحكيم ما بين 15 مايو و5 يونيو وتوصلت إلى اختيار الأعمال التالية للفوز بجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات، والرحلة المعاصرة، والدراسات في الأدب الجغرافي، والرحلة الصحفية والكتابة اليوميات.
وقد اختارت اللجنة الأعمال الفائزة التالية للاعتبارات المذكورة:
جائزة المخطوطات المحققة:
رحلة الصفار إلى باريس 1845-1846، محمد الصفار الأندلسي التطواني
تحقيق: د. سوزان ميلار، عرَّب النص وشارك في التحقيق د. خالد بن الصغير
تكمن أهمية رحلة الصفار في قدرة كاتبها على تقديم أجوبة عن أسئلة من قبيل: أين يكمن سر قوة الفرنسيين؟ كيف تمكنوا من الوصول إلى ذلك المستوى من القوة؟ كيف استطاعوا قهر الطبيعة وإحكام قبضتهم على مسارها بطرق وأساليب مازالت خافية عنا؟ كيف يعيش الفرنسيون حياتهم اليومية، وكيف يربون أبناءهم وخدامهم؟ ما هي أحوالهم التعليمية، وكيف يسلون أنفسهم ويروحون عنها، وماذا يأكلون؟ وباختصار، ما هو وضع حضارتهم، وما هي أوجه اختلافها عن حضارتنا؟ وبالتالي على تسجيل تجربته في صور دقيقة الرسم وذات عمق إنساني. فكانت له القدرة على فتح نافذة على عالم بعيد عن عالمه هو، ونقل مشاهدته إلى غيره. ومن خلال وصفه الدقيق لما هو جديد، ويكاد يكون كل شيء جديدا، نحس بنسيج اللقاء الثقافي: وبقراءتنا لما دونه عن رحلته، نجد أنفسنا أمام فرصة نادرة تتاح لنا لتقمص شخصية أحد رجال الفكر المغاربة في لحظة حرجة تمتحن معتقداته ومشاعره وتوجهاته. إن "موعد" الصفار مع الجديد، على حد تعبير رولان بارت ((Barthes، يحدث مواجهة أكبر حجما مجد خلالها تجربته مرات عديدة. وتمثلت خلفيات رحلته في أحداث ووقائع أدت، بشكل عميق، إلى قلب التصور الذي كان لدى النخبة الحاكمة في المغرب عن قوتها إزاء الغرب رأسا عل عقب. وفي الواقع، كانت الرحلة في حد ذاتها جزءًا من ذلك المجهود الذي استهدف القيام بمحاولة لتصحيح الخلل والتبصر بمعرفة الأسباب الكامنة وراء الإخفاقات. وقد تميز العصر الذي عاش فيه كاتب الرحلة بالقلق الذي انتاب المغاربة من قدرتهم على مواجهة الغرب المتحكم في جميع مقومات التفوق العسكري. كما تميز أيضا بوجود تخوفات كبيرة من وقع القضايا الخارجية وخطورة تأثيرها على الأحوال الداخلية لنظام اتسم بهشاشته. وكانت هذه القضايا العريضة مطروحة مسبقا قبل الرحلة. وقد ارتأت لجنة التحكيم أن كلاً من تحقيق الرحلة ودراستها التي قامت بها الباحثة الأميركية سوزان ميللر، وتعريب الدراسة والتحقيق بالعربية يستحقان بامتياز جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات، ويعتبر العمل الذي قاما به إثراء بيناً للثقافة العربية.
النفحة المسكية في السفارة التركية 1589، علي بن محمد التمكَروتي
تحقيق وتقديم: محمد الصالحي
اختارت لجنة التحكيم هذا النص لجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطت لتمتع تحقيقه بالشروط العلمية واستيفائه هذه الشروط باقتدار علمي.
رحلة مرآوية، يتقابل فيها السَّفَر واللغَة. اللغة مرآةُ السَّفَر. والسَّفَر مرآةُ اللغة. لم يَسْعَ التمكَروتي في سفارته ما بين المغرب والمشرق وهو مندوب السلطان المغربي أحمد المنصُور الملقب بالذهبي، للقاء السلطاني العثماني مراد الثاني، إلى وضع ذاته في صُلب رحلته، ولا إلى جَعل هذه الذات المرآةَ التي تنعكس عليها الجغرافيا والتمظهُرات الثقافية العامَّة من عُمرانٍ وعادَاتٍ. ولا سعَى التمكَروتي، وهذا هو المدهِش، في هذه الرّحلة، إلى اكتساب بطولة أو إعلاء شأنِ الذَّاتِ المغامِرَة. بل عكسَ كل ذلك سعى إلى تثبيت صُورَة الفقيه الملفّع بعباءة الأدَب، والأديب الملفّع بعباءة الفقيه. وفي اعتقاد المحقق أنه نَجح في ذلك.
في هذه الرحلة يصف الرحالة مدينة القسطنطينية، ومراسِيم الاِستقبال في القَصرِ. وعلى رغم أن قَلم التمكَروتي يَحرَنُ إذ يُشيحُ ببصره عن المكامِن التي يُمكنُ أن يقدحَ زنَادَها فينبعث منها المدهش والغريب مما شاهده في عاصمة الخلافة، فإن نص رحلته يعتبر بامتياز وثيقة بالغة الأهمية عن سلطنتين وسلطانين وقصرين والطريق بينهما في القرن السادس عشر. ولعل وصف أهوال البحر من بين أميز ما دونه هذا الرحالة المولع باللغة والشعر والبيان. وكما يلاحظ المحقق فإن في مظنُون التمكَروتي أنه لا يمكن فَهمُ الآنِي والآتِي إلاّ بالاتكاءِ على الماضِي. الماضِي هُنا هو ذاكرة التمكَروتي المحشوَّة بالشِّعرِ والحكمة والبلاغة المنمطة المسكوكة التي لا يَبذُل صاحبُهَا أي جهدٍ في تطويعها. كلّ دَيْدنه ومبتغاه أن يكشف عن عُلوّ كَعْبِهِ في الاستِظهار.
رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى إيطاليا 1613 - 1618 م
حققها وقدم لها: قاسم وهب
تُعد رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني من الوثائق النادرة في بابها ؛ فهي من أقدم المدوّنات العربية التي وصفت جوانب مهمة من مدنيَّـة أوربا في مطلع القرن السابع عشر، فبعض المدن التي زارها المعني أو أقام فيها ضيفاً على آل ميديتشي شهدت بدايات النهضة الأوربية الحديثة التي عمّـت آثارها فيما بعد أرجاء المعمورة كافة، وكانت إقامته ضيفاً على آباء النهضة الأوروبية آل ميديتشي لخمس سنوات سبباً في ما حاول إحداثه من نهضة في يبلاد الشام. دفع ثمنها عنقه وعنق ولده . ولعل المثير أن الملاحظات المدونة في هذه الرحلة تجعلنا نكتشف أن التفاوت الحضاري بين العرب والغرب آنذاك لم يكن كبيراً ، بل ربما كان بوسع العرب تجاوزه لو لم يقـُم العثمانيون بقطع الطريق على بوادر التطورات الرامية إلى تأسيس نهضة عربية تستلهم نهضة الغرب، أو تستفيد من بعض منجزاتها. ومما يزيد من أهمية هذه الرحلة أن صاحبها رجل دولة محنـَّـك ، ومحارب لا يلين؛ لم يتوان َعن الوقوف في وجه أكبر إمبراطورية في الشرق دفاعا ً عن شعب ٍ أرهقته المظالم، وأنهكته الحملات العسكرية المتوالية التي طالما شنها عليه الحكام والولاة العثمانيون.
والميزة التي لا تقل أهمية عما سبق هي اللغة التي كـُتب بها هذا النص ، وما تحمله من دلالات تعكس المستوى الذي انحدرت إليه أساليب الكتابة في زمن ٍ تفشّى فيه الجهل والتجهيل بين الخاصة والعامة على السواء.
أخيراً ولعل من الضروري الإشارة إلى أن اللغة التي كتبت بها الرحلة تغري المعنيين بالدراسات اللغوية بالنظر في تطور اللهجات المحكية في بلاد الشام خلال القرون الأربعة الأخيرة ، وما طرأ عليها من تغيير، وما حملته من مصطلحات ، وما خالطها من مفردات مستحدثة أو مُعرَّبة.
اختارت لجنة التحكيم هذا النص للفوز بجدارة بجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات لسنة 2006 لكونه يعتبر كشفاً علمياً وتاريخياً اجتهد محققه في كشفه وتحقيقه وزوده بمقدمة ضافية تلقي ضوءاً على نص لا غنى عنه لكل قارىء مهتم.
جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة:
قراءة العَالَم - رحلات في كوبا، ريو دي جانيرو، مالي، لشبونة، والهند الأوسط
خليل النعيمي
حاز هذا الكتاب على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لخصوصية الرؤية والتجربة والكتابة التي اجتمعت لصاحبه بين دفتيه. فالرحالة هنا ليس سائحاً وكتابه ليس دليلاً للسائحين. إنما "الرحّالة قارئ! لكنه لا يقرأ الكلمات، وإنما العلامات." بهذا الوعي يكتب الرحالة والروائي خليل النعيمي كتاباً جديداً في السفر. 6 نصوص عن 6 رحلات قام بها الكاتب حول العالم غطت أربع قارات، ووقفت على جغرافيات الأرض والناس، وعلى الروح الإنساني بصفته كلاً لا يتجزأ مهما اختلفت اللغات وتباينت التجارب والأعراق. لأن "التعوّد على رؤية الأشياء، والكائنات، نفسها، يصيبنا بالعمى" نحن نسافر، فنحن "لا ندرك، وإنْ كنا نعلم" أن الكون مليء بالشغف والأساطير الحية، إلا عندما نسافر."، فالسفر بهذا المعنى، ومن خلال هذه الرؤية الشفافة والعميقة بحث عن الحرية. إنه، أيضاً، محاولات متكررة لاستكشاف الذات من خلال استكشاف العالم، والتعبير عن الألم الشخصي من خلال لمس ألم الآخر المجهول، والخلاص من خلال البحث عن أمل جديد فـ"للسفر وجوه! والوجه الذي يهمنا هو الذي يجعلنا نتشبّث بمشاهد الكون، وكأنها لم تكن إلا لنا".
بهذه الرؤية النافذة يكتب المسافر، وقد سافر مغامراً لئلا يريد أن يعود بالوعي الذي بدأ به. فالرحالة بالنسبة إليه "لا يجوب العالم بحثاً عن الصورة، وإنما عن الجوهر."، ولأجل هذا السمو الروحي في التعبير عن الأرضي، والبراعة في الكتابة حاز كتابه، بامتياز، على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لسنة 2006. وترى فيه لجنة التحكيم إضافة حقيقية إلى أدب الرحلة المعاصر، ولعله أن يكون من تلك الكتب التي ستبقى طويلاً في أيدي القراء.
جائزة الدراسات في الأدب الجغرافي:
صورة المشرق العربي في كتابات رحالة الغرب الإسلامي في القرنين السادس والثامن الهجري / 12 و14م
د. عبد العزيز الجحمة
دراسة بانورامية قيمة لصورة المشرق العربي من خلال مدونات الرحلات المغربية والأندلسية التي تتجاوز محتواها كمجرد مذكرات، إلى كونها مصدراً من مصادر التأريخ للمشرق العربى في ثقافاته وحضاراته الإنسانية المختلفة، بحيث إن الرحلات المذكورة تعتبر ـ من هذه الناحية ـ تأريخاً لما أهمله التاريخ. ولما كانت هذه الرحلات من إنتاج مغاربة، بينما أحداثها جرت في مسرح بيئات أخرى مشرقية كالحجاز ومصر والشام والعراق وفي المسافات التي تفصلها، فإن اهتمام مؤلفيها انصب على معالم جديدة عليهم ومظاهر وأمثلة ومعطيات ونظم وأشخاص من صميم البلدان التي حلوا بها، وهو ما اثرى تجاربهم الشخصية.
ولما كانت قلَّة من المتخصصين والباحثين في التاريخ الوسيط قد تناولت بالدرس مجالات الحياة في المشرق العربى من خلال الرحلات المغربية والأندلسية، فلا بد من الإشادة هنا بهذا الجهد العلمي المركز الذي تناول رحلات المغاربة والأندلسيين إلى المشرق بالدراسة والتعريف والتحليل واستخلاص النتائج. ومن جريدة الكتاب يمكن للقاريء أن يلاحظ ما اعتمد عليه الدارس من مصادر ذات أصول ومشارب متنوعة. ساعدته على استكشاف وتركيز تلك الصورة التي رسمها الرحالون المغاربة والأندلسيون للمشرق العربي في العصور الوسطى. وكما جاء في بيان لجنة التحكيم فقد أنجز الدارس عمله ببحث دؤوب وذهن متقد، وعقلية منفتحة وموضوعية لافتة للانتباه، فاستحق على هذا العمل العلمي الممتاز جائزة ابن بطوطة للدراسات في أدب الرحلة.
جائزة اليوميات:
لا شيء .. لا أحد - يوميات في الشمال الأوروبي
فاروق يوسف
هذا هو الكتاب الأول الفائز بجائزة ابن بطوطة لكتابة "اليوميات" مؤلفه شاعر وناقد تشكيلي عراقي مقيم في السويد، ويومياته هذه تعكس الداخل الإنساني الهارب من صقيع المنفى الأوروبي وجهنم مسقط الرأس إلى عالم الذات في اتساق الخارج مع الداخل. "لا شيء.. لا أحد" كتاب من الجمال الطبيعي، يخلو من لعبة التلفيق، ليهب قارئه أوقاتاً من الصفاء الحقيقي. وإذا كانت كتابة اليوميات فنٌّ يقع في خانة التأريخ لليومي والشخصي، متقاطعاً مع حياكات مجتمعية وتاريخية أخرى، بالغة التعقيد بفعل مركّباتها النفسية والمزاجية المتعلقة بلحظة الكتابة، فإن هذه الكتابة تتقاطع أيضاً مع المكان الآخر بوصفه الشاهد الصامت على كل لحظة يعيشها المنفي.
بالنسبة لواقعنا الشرقي، وثقافتنا العربية تبدو كتابة اليوميات عملاً بالغ الندرة، فقد ألِف الكتاب العرب القدامى فكرة التأليف المعرفي والأكاديمي بصورته الموضوعية غالباً، غير الشخصية، وغير المتماهية مع الذات بوصفها فاعلاً في إنتاجنا المعرفة وفي علاقتها الوجودية بالمعرفة.
في هذه اليوميات يمزج الكاتب تأملاته وخواطره عن ذاته وعالمه بسطور شعرية سرعان ما تطغى على الجزء الثاني من كتابه ليتحول الشعر إلى شريك أساسي في هذه اليوميات. وعلى رغم أن الشق الأول من الكتاب أكثر إبداعية لما في نثره المضيء من سطوع وعلو، مقابل سطور الشعر التي ستغادر قدرتها على الإدهاش لتستقر في نمط متوقع، إلا أننا بإزاء يوميات عجيبة في قدرتها على نقل ما يعتمل في نفس صاحبها وما يتوارد إلى خاطره، وكذلك ما يغامر فكره وملكاته الإبداعية صوبه.
كتاب استحق عن جدارة كبيرة جائزة ابن بطوطة لكتابة "اليوميات" في دورتها الأولى، فهو لبنة أكيدة في سلسلة من الكتب التي ستتوالى، الواحد بعد الآخر، لتثري المكتبة العربية والقارئ العربي بأدب التجارب الشخصية، وبالسفر مع الكائن ليس في رحلة واحدة أو بضع رحلات في الجغرافيا، وإنما، هذه المرة، في رحلة حياته كلها. إنها اليوميات.
جائزة ابن بطوطة للرحلة الصحفية:
رصيف القتلى - مشاهدات صحافي عربي في العراق
إبرهيم المصري
يوميات ملتهبة لشاعر يتجول بعينين مفتوحتين وعقل متحفز مستطلعاً فاجعة الحرب من الزوايا الأكثر إيلاماً: الإنسان ومصيره. على أنقاض الديكتاتورية وفي ظلال آلة الحرب الأميركية وجنودها، قام الشاعر بلباس الصحافي وعدَّته بمغامرة تنطوي على مجازفة وخطرٍ كبيرين، ليروي في كتابه هذا قصصاً إنسانية التقطها من شهود الفاجعة بوصفه مراسلاً تلفزيونياً يغطي أحداثاً في منطقة تلتهمها الحرائق.
أفاد صاحب الرحلة مما سبق وأنجز من تقارير تلفزيونية عن مآس الديكتاتورية والحصار والحرب، فإذا به يؤلف كتابه من مقبرة جماعية في كربلاء، وأرض مجففة في الأهوار، ومعارض إسلامي حفر مخبأ في بيته وتوارى فيه اثنين وعشرين عاماً، هرباً من أجهزة الأمن السياسي، وطفلة مشلولة لم تجد علاجاً، ومخدوعاً بالديكتاتور فهو من فدائييه، وشاب يباهي بقميصه الذي داس عليه صدام ذات يوم بحذائه ليخاطب الجماهير ويرتقي عربته العسكرية، إلى مساجد الديكتاتور التي أنفق في بنائها مئات الملايين من الدولارات فيما كان شعبه يئن تحت وطأة حصار أودى بحياة الملايين، وخصوصاً الأطفال.
لجنة التحكيم، التي أبدت عدم اتفاقها مع الكاتب حول بعض التفسيرات السياسية للأحداث، ارتأت أن الكتاب يستحق جائزة ابن بطوطة للرحلة الصحافية لصدقه وجرأته في الكشف عما توصل إليه من قصص وأحداث ومشاهد ذات دلالات إنسانية، انتصر معها الكاتب لقضايا الناس المظلومين ولفكرة الأمل وإرادة الحياة على مظاهر اليأس.
---------------------------------
الرحلة : المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق :
http://www.alrihla.com/default.htm