اسم الكتاب: اللغة العربية والهوية القومية
-المؤلف: ياسر سليمان
-عدد الصفحات: 286
-الطبعة: الأولى 2003
-الناشر: Edinburgh University Press
كامبردج بوك ريفيوز
لا شك في أن دراسة ياسر سليمان "اللغة العربية والهوية القومية" تطرق عدة أبواب تكاد تكون غير مطروقة، ولا سيما بحث موضوع القومية العربية ودور اللغة فيها باستخدام مناهج بحث القومية والهوية كما تطورت إليه في أدب دراسات القومية في الغرب خلال العقود الأخيرة، ولكن دون التسليم بالضرورة بمقولات وأفكار هذه الدراسات.
استطاع سليمان الغوص والبحث في قائمة طويلة من المراجع العربية المتناثرة بين فترات زمنية مختلفة وموزعة على رقاع جغرافية متناثرة. وعملياً فإن مسألة تقديم دراسة متخصصة في أثر اللغة في القومية والهوية، لا في الحالة العربية ولكن على وجه العموم، ما زال موضوعاً بكراً، مما يجعل هذه الدراسة ذات أهمية خاصة لدارسي القومية واللغة عموماً، ولدارسي القومية واللغة العربيتين على وجه الخصوص.
كذلك فإن الدراسة تجذب انتباه باحثي الهوية والقومية إلى الحالة العربية التي ظلت إلى حد بعيد خارج نطاق اهتماماتهم وخارج إطار الميادين التي يؤسسون نظرياتهم وأطروحاتهم استناداً إليها.
اللغة والهوية القومية
يشير سليمان إلى تنوع مداخل دراسة القومية وتشعبها بين فروع علمية مختلفة، ولكنه يقسمها في العموم إلى نوعين رئيسيين:
•الأول يعنى بالتعميمات وما يسميه سليمان بالأفكار التوضيحية، (التي قد يسميها آخرون النظريات العلمية). وهنا يبدو سليمان كمن يرفض أن يصنف بعض المقولات والأفكار العامة في مجالات القومية باعتبارها في مستوى النظريات، ويصف بعض من يستخدم هذه الأفكار بأنهم يقدمون استنتاجات وتعميمات دون أدلة كافية، باستخدام مجموعة تعميمات ومقولات أو فرضيات توضيحية، على أن يكون بالإمكان لاحقاً اختبارها من خلال البيانات أو الحالات موضع البحث. أي أن هذه الدراسات تعاني في العادة محدودية المصادر التطبيقية والحالات العملية. وعملياً فإن سليمان يشير إلى الدراسات التي تركز على التفسيرات النظرية وتحاول أن تقرأ الواقع في ضوء تلك النظريات مع أنها ليست بالضرورة صالحة لذلك.
•الثاني محدد بنوع خاص من القومية، يتعامل معها على نحو معزول أو متصل بأنواع أخرى متفاعلة أو مكافئة من القوميات كدراسة القومية العربية أو التركية أو اليونانية أو غيرها، حيث يسعى الباحث لدراسة الظاهرة موضع الملاحظة باستعمال منظورات المنهج الأول (الأفكار التوضيحية). ويختار سليمان أن يجعل كتابه ضمن هذا النوع الثاني أي دراسة جانب من القومية في "الشرق الأوسط العربي".
ويمضي سليمان في إجراء مراجعة نقدية موسعة للمقولات والأفكار المنتشرة في أدب دراسات القومية والهوية ليتفق مع بعضها ويرفض بعضها. فيقتبس بعض التعريفات للقومية التي تركز عادة على خمسة عناصر تشكل القومية وهي:
1.المنطقة الجغرافية والوطن التاريخي.
2.وجود ما يسمى بأساطير وذاكرة تاريخية مشتركة.
3.وجود ثقافة شعبية مشتركة.
4.منظومة حقوق وواجبات مشتركة لكافة أعضاء هذه القومية.
5.قيام اقتصاد مشترك مرتبط بمناطق معينة.
ويشير سليمان إلى أن العناصر الثلاثة الأولى تبدو كمن يسمح بالقول إن القومية لا ترتبط بالضرورة بمجتمع سياسي أو دولة، ولكن العنصرين الأخيرين ينفيان هذا الاحتمال. ومثل هذا النفي إشكالي فيما يتعلق بالشرق الأوسط العربي، فالقومية في هذا الجزء من العالم ربما تقفز عن حدود الدول وربما تتعايش أكثر مع إثنية في ذات الدولة. كما أنه لا يمكن القول إن هناك حقوقا وواجبات مشتركة في الشرق الأوسط العربي أو اقتصادا مشتركا مرتبطا بمنطقة معينة.. ويخرج سليمان من هذه المناقشة بتقسيم القوميات لنوعين، فما يتسم بالمقومات السالفة الثلاث الأولى يعتبر قومية ثقافية، أما المقومان الرابع والخامس فمهمان للقومية السياسية، على ما بينهما من تداخل.
كما لا يتفق سليمان تماماً مع مصطلحات مثل "متخيل" و"مخترع" و"أسطوري" التي أصبحت شائعة في الكتابات الغربية لوصف الأبعاد المختلفة للقومية، ويشير إلى توافر حد ضروري فعلي من المقومات الثقافية والسياسية التي تمد جذورها في الماضي حتى يصبح بالإمكان الحديث عن قومية.
أما عن دور الآخر في الدراسة فمفاهيم الهوية القومية في الشرق الأوسط العربي مبنية بطريقتين، فمن جهة تبرز أحياناً قوة التناقض من خلال استحضار أهمية الآخر، وهي الفكرة القائمة على أهمية تعريف الذات من خلال الاختلاف عن الآخر. ولكن في بعض الأحيان تتشكل مفاهيم الهوية القومية في الشرق الأوسط العربي دون إشارة مباشرة إلى الآخر.
ويشير سليمان إلى وجود طريقتين رئيسيتين لتعريف القومية:
• موضوعي (objective) يركز على وجود كل أو بعض عناصر تتوافر لدى الأمم مثل الجغرافيا، والدولة، واللغة، والثقافة المشتركة، والتاريخ، وفي بعض الحالات الدين.
• ذاتي (subjective)، ويشار له أحياناً بالعامل التطوعي للتمييز، وهنا يوجد تركيز على الإرادة في عملية تشكيل الأمة، أي على اتجاه أفراد الأمة لرؤية أنفسهم كأمة أكثر منه توافرا أو عدم توافر عناصر موضوعية لذلك.
على أنه سواء أعرِّفت الأمة ذاتياً أم موضوعياً فإنها ترتبط بلغة معينة تبرز هويتها.
ويركز دارسو القومية ممن يتبنون أهمية اللغة على أن اللغة أهم أدوات العملية الاجتماعية وأدوات صناعة الإنسان، فاللغة هي الواسطة التي تجعل من الأمة "مجتمعا متخيلا"، وتربط الفرد في وقت وحيز اجتماعي معين مع أبناء أمته ممن لم يرهم أو يقابلهم. ولكن هذا لا يمنع وجود مَنْ يقلل من أهمية اللغة أو يعدها مجرد عامل بين عوامل أكثر أهمية.
لكن اللغة ومنذ فجر التاريخ كانت مقياساً لتمييز أمم لأنفسها عن الآخرين، فمثلاً قام اليونان بتمييز أنفسهم عن البربر باعتبار الأخيرين لا يتحدثون اليونانية، وقام اليهود في الأندلس باستخدام العبرية لتسجيل أمور دينهم في حين قام الأطباء اليهود في بولندا باستخدام مصطلحات طبية عربية بدل اللاتينية التي كان يستخدمها الأطباء المسيحيون، مما قد يكون نوعاً من السعي للتميز الإثني.
لساننا العربي خير موحد
يتعرض الفصل الخامس لكتابات ظهرت في نهاية الفترة العثمانية تفرق بين الوطن مكانا والأمة جماعةً، فيتعرض لأفكار حسن المرصفي ونجيب عازوري والقاضي اللبناني عبد الله العلايلي الذي نشر عام 1941 كتابه "دستور العرب القومي" وغيرهم من الكتاب ممن تناولوا موضوع دور اللغة في تعريف الأمة. ويتوقف عند العلايلي الذي يرفض التعريفات الغربية للأمة، الأمر الذي شاطره فيه مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق الذي تأثر بأفكاره أيضاً المفكر القومي المعروف نديم البيطار الذي اهتم أيضاً بوظيفة اللغة الاتصالية وبصفتها مميزا ومحددا للحدود. فمن جهة الأمة تجتمع نتيجة لتبادل الأفكار والمشاعر، وهذه الأفكار والمشاعر تميز الأمة عن غيرها، ومن هنا جاءت أفكار للبيطار مثل عدم جواز ترجمة القرآن حرصاً على خصوصيته العربية.
يولي سليمان لساطع الحصري (1880-1968) -وهو أحد أهم ممثلي الأيدولوجية القومية العربية- أهمية خاصة، ويلتفت إلى اهتمامه الخاص بدور التعليم في التحديث وبناء الأمة. فقد أصر على أن تكون العربية لغة التعليم الوحيدة في مرحلة ما بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وعلى تعريب المصطلحات العلمية. وتعريف الحصري للأمة يركز على العامل الثقافي أكثر من السياسي، فهو لا يرى الدولة شرطا ضروريا أو كافيا لتكوين الأمة. ويبدو الحصري قريباً من النموذج الألماني في تعريف الأمة، ولكن بينما يهتم الفلاسفة الألمان بالآخر والمقارنات يهتم الحصري بالعامل الداخلي للروابط العربية دون كبير انشغال بالأمم الأخرى. ويؤمن بأن للدين دورا رئيسا في تكوين الأمة عندما تكون ذات نوع منغلق مثل اليهودية ولكن ليس على أديان مثل المسيحية والإسلام، لا سيما للتعدد اللغوي لأمم هذه الديانات.
ويرفض الحصري العامية بديلا للفصحى، لذا يرفض الربط بين الدول القائمة واللهجات العامية واعتبارها أساساً للتقسيم، كما رفض أفكار استبدال الأبجدية الرومانية بالعربية.
كما يدرس سليمان أعمال السوري زكي الأرسوزي (1900-1968)، لافتا النظر إلى أنه يشترك مع الحصري في نواحٍ عدة غير أن أحدهما لم يشر إلى الآخر أبداً. على أن الأرسوزي لا يتميز بالسلاسة بل بنوع من الكلاسيكية محاولاً محاكاة الماضي، وهو يركز على أهمية الفترة التي سبقت الإٍسلام أكثر مما يركز على سواها ويدعو لعودة الاتصال مع عبقرية اللغة والأصالة التي ميزت ذلك الوقت، والتي تراجعت وبرز بدلاً منها اللحن في فترة تمازج الأعراق الذي حدث في أعقاب الفتوحات الإسلامية وأدى إلى فجوة بين العرب ولغتهم. ولا يفوت سليمان أن يرى أن أفكار الأرسوزي أقرب للعرقية منها للتركيز على العامل الثقافي.
العربية والقومية المناطقية
استعرض سليمان أفكار تيار القوميات التي قامت على الارتباط بوحدات جغرافية أصغر من المنطقة العربية بمجملها، ويدرس تحديداً فكرة القومية المناطقية التي عبر عنها مفكرون مثل أنطون سعادة المدافع عن فكرة القومية السورية (سوريا الكبرى)، وأفكار القومية المصرية والقومية اللبنانية.
وقد تبنت هذه التيارات عدة إستراتيجيات للتعامل مع موضوع اللغة العربية، منها:
•إنكار أن اللغة مكون للهوية القومية كإنكار أنطون سعادة دور اللغة مقارنة بالبيئة.. لكن هذا لم يعن عند سعادة وغيره إهمال دور اللغة في القومية، فسعادة كان يشير إلى أهمية وجود لغة واحدة تساعد على الاتصال بين أعضاء هذه الأمة، وإذا ما وجدت لغتان للأمة كما في سويسرا تصبح وحدة الأمة تحت الضغط.. إذاً فاللغة لشخص مثل سعادة وسيلة لشيء آخر.
وإذا كانت أيدولوجية سعادة حول القومية السورية الاجتماعية توضح سبب عدم قدرته على الإقرار بدور اللغة العربية في تشكيل الأمة فإنه كان يعطيها أهمية وظيفية واضحة، وقد أصر عندما حوكم من قبل الفرنسيين عام 1936 على أن يستخدم في المحاكمة اسمه كما يلفظ بالعربية لا بالفرنسية، ومن هنا كان يدرك أهمية اللغة العربية في القومية السورية للاحتلال الفرنسي. والواقع أن التركيز على دور العربية كان سيثير إشكالات لسعادة كإثارة حساسية الموارنة في لبنان في حين أن إهمال العربية كان سيثير مسلمي سوريا، لذا كان سعادة يعلم أن عليه السير فوق حبل مشدود وقام بذلك بمهارة أيدولوجية فائقة.
•أن اللغة العربية مهمة في تعريف الذات القومية (لا تكوينها) وأن الفصحى مشتركة بين المتحدثين بالعربية، ولكن كل أمة تمتاز بنكهة فريدة ترتبط بلغتها الأم وهو أمر تبناه ودافع عنه قوميون لبنانيون آخرون، وقوميون مصريون دعوا لخلق لغة مصرية ليست مطابقة للعربية، ومن هؤلاء لطفي السيد. ولكن صعوبة إيجاد لغة مصرية دعا البعض إلى الدعوة لنبذ الفصحى لصالح العامية المصرية.
•التركيز على موضوع التحديث اللغوي في قومية معينة، سواء أتمَّ الحديث عن التحديث اللغوي في إطار اللغة ذاتها (linguistic modernization) أو تغيير أكثر راديكالية يتعدى تحديث اللغة لنوع من تغيرات جذرية أو استبدال في اللغة مرتبط بتغييرات سياسية واجتماعية أوسع (extralinguistic modernization).
وإذا كان النمط الثاني قليل الشيوع في لبنان فقد وجد في مصر. فمثلاً سلامة موسى كان يرى أن مصر تنتمي إلى أوروبا ثقافياً لا للشرق، وكان يرى أن مصر أصلاً تنتمي للإمبراطورية البيزنطية، والفلسفة العربية مستمدة من الفلسفة الإغريقية، والإسلام ليس سوى مذهب من المسيحية، والمصريين بيولوجياً أقرب لأوروبا. ويهاجم موسى الرابطة الدينية ويعتبرها "رابطة وقحة"، ويرفض أي رابطة بين مصر والعرب. وسلامة موسى لا يحبذ العودة إلى الفرعونية حلا وإن كان يراها أفضل فائدة من الرابطة العربية، ولكنه يدعو للتحديث على الطريقة الأوروبية والانتقال من الزراعة والأدب إلى الصناعة، ويدعو إلى تحديث اللغة المصرية باستبدال الأبجدية الرومانية بالعربية. أما طه حسين الذي يؤمن أيضاً بأن مصر يجب أن لا تبقى خارج إطار الحضارة والثقافة الأوروبية في إطار سعيها للاستقلال التام، فيقر بأن مصر مرتبطة بالدول المحيطة بها لغوياً ودينياً وجغرافياً وتاريخياً، ولكنه ينكر أن وحدة اللغة والدين يمكن أن تكون أساسا للوحدة السياسية. على أن رؤية طه حسين للتحديث ودور اللغة فيه تختلف عن سلامة موسى فهو يدعو إلى تحديث اللغة العربية لتلائم تعريف الأمة المصرية، ويطرح طه حسين مشروع إصلاح التعليم مدخلا رئيسيا للتحديث، ولا سيما تطوير تعليم اللغة وتطوير قدرات مدرسيها، وكان يرى ضرورة تدريس العربية في مدارس مصر قاطبة بما فيها الأجنبية لأهمية اللغة في صياغة طرق التفكير والعلاقات الاجتماعية. ومع الوقت تنامت دعوة حسين لحماية الفصحى لا سيما في عهد عبد الناصر، وأصبح يرى للغة العربية دورا في دمج مصر في القومية العربية.
وهذا الانطلاق من الدور الريادي لقومية ما في المحيط العربي شاع في حالة القومية اللبنانية، فهذه القومية أقل التصاقاً بالماضي، فلبنان وقوميوها كانوا ينظرون في اتجاهين: اتجاه فرنسا وأوروبا واتجاه العالم العربي وبأن للبنان مهمة تحديث هذا العالم. وقد ذهب مؤسس حزب الكتائب بيير الجميل إلى مثل هذه النظرة عندما قال إن لبنان مهم للغرب لأنه يفسر أفكاره وقيمه الروحية للعرب، لذا آمن الجميل وغيره بضرورة الحفاظ على العربية مع نشر لغات أخرى أجنبية فرنسية وإنجليزية.
من أهم مفكري مثل هذه المدرسة عبد الله لحود الذي يشدد على هويته المسيحية المارونية، ويدافع بوضوح عن الفرنسية والعامية اللبنانية. ولكنه يؤكد دورا محوريا للبنان في المنطقة العربية وأن ذلك الدور مهم أيضاً للبنان، فبدونه فإن لبنان سيكون ثقافياً وسياسياً أصغر مما هو جغرافياً، وهذا الدور يقوده إلى عدم معارضة الفصحى العربية. أما كمال يوسف الحاج فيرفض الجدل بين أنصار العامية والفصحى ويدعو لوجودهما كلتيهما، ويرى أن في الإنسان وجدانا وعقلا وأن الأولى مهمة للتعبير عن الأول والثانية للتعبير عن الثاني، واهتمام الحاج بالفصحى لا ينفصل عن حرصه على أن يكون لبنان منارة الحضارة لمن حوله.
النظر إلى الخلف والأمام
الهدف الرئيسي لهذا الكتاب هو إظهار هيمنة اللغة في الصياغة الأيدولوجية للهوية القومية في الشرق الأوسط، فصياغة القومية العربية سواء أكانت جنينة غير ناضجة أو متشكلة كلياً فإنها غالباً ما بنيت حول إمكانيات العربية الفصحى وخصائصها محورا للهوية لكل هؤلاء الذين يتقاسمونها كلغتهم المشتركة، فتعريف العرب مرتبط باللغة العربية. لذا فإن صلة حتمية تم تأسيسها بين اللغة والهوية القومية في خطاب من هذا النوع. هذا ما يتضح من النقاشات في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة من العهد العثماني وما بعد الحرب العالمية الأولى، والتي مثلت عصب المادة التي بنى سليمان تحليله عليها، لافتاً في الوقت ذاته في نهاية كتابه إلى قائمة ليست قصيرة لموضوعات يدعو باحثي علماء اجتماع اللغة العربية لدراستها والتوقف عندها.
--------------------
الجزيرة نت :
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/DD66A667-B806-443E-AD2A-DD129950A1F5.htm